تجار الجملة يتكبدون أقسى الخسائر.. وضياع أفضل مواسم العام من أيدي المستثمرين
حريق البطحاء يصعد بأسعار الملابس الجاهزة 20 %.. وملابس الأطفال الأكثر تضرراً
- محمد الشهري وأحمد الحمد من الرياض - 22/09/1428هـ
توقع عدد من تجار الملابس الجاهزة في الرياض أن يتسبب حريق البطحاء الذي وقع قبل يومين وتسبب في إلحاق الضرر والدمار بأكثر من 500 محل متخصص في الملابس الجاهزة، أن ترتفع بعض أسعار الملابس الجاهزة من 10 إلى 20 في المائة، مؤكدين أن الخسائر قد تفوق عشرات الملايين من الريالات، وأن أكثر المتضررين من الحادث هم تجار الجملة.
وأكد لـ "الاقتصادية" غسان بن مهدي أحد بائعي الملابس الجاهزة في سوق الأندلس، أن حريق البطحاء قد يتسبب في ارتفاع أسعار بعض الملابس الجاهزة وخاصة ملابس الأطفال بما يقارب 20 في المائة والملابس النسائية بما يقارب 10 في المائة، وذلك لأن هذا النوع من الملابس هي أكثر الملبوسات طلبا في السوق السعودية.
وأضاف بن مهدي أن بعض المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس قد استعدت مبكرا في تجهيز محلاتها من الملابس الجاهزة قبل الحادث بشهر تقريبا، وقال:" لو كان الحريق قد حدث في شهر شعبان لارتفعت أسعار الملابس لأكثر من 50 في المائة".
وأفاد ابن مهدي أن أكثر المتضررين من الحريق هم تجار الجملة الذين يعتمدون على جلب الملابس بكميات كبيرة من سوق البطحاء إضافة إلى أصحاب المحال الصغيرة. وأضاف أن تجار التجزئة في معظمهم قد حصلوا على بضائعهم قبل وقوع الحريق بنحو شهر وهم بذلك يعتبرون الأقل ضررا من تبعات هذا الحريق في الوقت الحالي.
ومن جانبه يرى أبو محمد صاحب أحد المحال المتخصصة في بيع الملابس الجاهزة، أن حادثة حريق البطحاء أكثر ما سيؤثر في ملابس الأطفال الجاهزة بشكل كبير، وذلك لأن معظم ملابس الأطفال الموجودة في السوق هي من صناعة متواضعة تجلب معظمها من محال البطحاء، مشيرا إلى أن الملابس النسائية قد تتأثر بشكل طفيف وبطرق غير مباشرة.
ويخشى أبو محمد أن تستغل بعض المحال هذا الحادث في رفع أسعارها بحجة تأثرها بهذا الحريق وأن تسبب في مضاعفة خسائرها، متوقعا أن معظم المحال في الرياض قد استعدت لتجهيز محالها بالبضائع والملبوسات منذ نحو شهر وهذا يجعل ارتفاع الأسعار ينحصر في بعض الأنواع من الملبوسات وليس في جميع الملبوسات.
والتقت "الاقتصادية" بعدد من المتضريين من حريق البطحاء من أصحاب
العمائر وأصحاب المحال، حيث يقول خالد سعود صاحب محال لبيع الملابس الجاهزة أنني طوال 15 سنة الماضية لم أتعرض لخسائر مادية ولله الحمد حيث كنت آخذ بضاعتي من سوق الجملة في البطحاء وأعتقد أن هذا الحريق سوف يؤثر في تجارة الجملة في البطحاء مما يجعلني أفكر الذهاب لأول مره للخارج لاستيراد الملابس الجاهزة.
ويقول صالح السيد صاحب ثلاثة محال احترقت في حريق البطحاء كنت قد حضرت من دبي محملاً بالبضائع لتخزينها لموسم العيد لأعوض خسائري ولكن زادت الخسائر، وكثرت الديون.
يقول سعيد المحمد "احترق محلي بالبضاعة وسندات الديون التي تتبع لبعض التجار والتي تقدر بمئات الألوف وعند سماعي بالحريق أغمي علي ونقلني أبنائي إلى المستشفى وبعد خروجي اتصلت على التجار اذكرهم بالدين – والحمد لله – جميعهم أقروا به".
يقول ناصر العلي صاحب أربعة محال متضررة " تقدر خسائري بـ 500 ألف حيث ابلغني أحد عمالي بالحريق الساعة الخامسة وحضرت مع أول فرقة للدفاع المدني وكان ذلك في الجهة الجنوبية للسوق، وأتمنى لو وضعت حراسات أمنية عند مداخل و مخارج وممرات السوق لتمت السيطرة على الحريق في وقت مبكر.
يذكر أن حي البطحاء يعتبر المكان المناسب لتجمع كثير من الجنسيات المخالفة لأنظمة وقوانين هذا البلد، حيث إن بعضا منهم دخلوا المملكة بطرق غير مشروعة أو عن طريق العمرة ثم انتقلوا إلى الرياض، مما جعل هذا المكان يشتهر بالكثير من المخالفات والاعتداءات والقضايا الجنائية منها: القبض على عمالة تدير مواقع لتمرير المكالمات الهاتفية المخالفة والقبض على أشخاص يديرون موقعاً لنسخ الأسطوانات المدمجة التي تحتوي على أفلام خليعة .