مصادر بالأوبك تنفي إجراء أي مشاورات بشأن الأسعار والنفط يقفز لمستوى 84دولاراً
كتب - عقيل العنزي:
نفت مصادر مطلعة بالأوبك نية المنظمة إجراء أي مشاورات في الوقت الحالي لبحث تنامي أسعار النفط التي راحت تعانق 84دولاراً للبرميل، وأشارت المصادر في اتصال هاتفي مع "الرياض" أن أعضاء المنظمة يرون في ارتفاع الأسعار خلق حالة من التوازن لتعويض الخسائر التي تتكبدها الدول المنتجة جراء تدحرج صرف الدولار أمام العملات العالمية. وقالت المصادر أن انخفاض سعر صرف الدولار أثر على ريع دول الأوبك من تجارة النفط الخام ، غير أن ارتفاع الأسعار قد يرفد هذا التراجع في العائدات ويضمن استمرار الاستثمارات الطاقوية التي تنوي هذه الدول تنفيذها خلال الخمسة أعوام القادمة والتي تصل إلى 140مشروع تفوق مبالغها الرأسمالية 130مليار دولار تهدف إلى تعزيز الصناعات البترولية وتحقق تدفق مصادر الطاقة لتلبية احتياجات العالم.
وبينت المصادر أن الأوبك تؤمن بأن ارتفاع الأسعار ليس مرده نقص في المعروض من النفط الخام وإنما لعوامل نفسية لدى المضاربين في السوق النفطية بالإضافة إلى تعرقل الإمدادات القادمة من خليج المكسيك والذي يزود الولايات المتحدة الأمريكية بما يصل إلى نسبة 30% من مصادر الطاقة، موضحة أن لدى المنظمة لجنة لمراقبة الأسعار ومتابعة حركة السوق ومسارات العرض والطلب بما يتوفر لها من معلومات رغم شح هذه المعلومات الطاقوية.
الجدير بالذكر أن أسعار النفط سلكت مسارا صاعدا منذ بداية تداولات الأسبوع المنصرم متحفزة بتراجع مخزونات النفط الخام بالدول الصناعية لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستهلك للطاقة بالعالم حيث انخفضت خلال الأسابيع الماضية بمقدار 2.25مليون برميل إلى 322.6مليون برميل بالإضافة إلى عوامل مناخية ناجمة عن أعاصير تحيق بمواقع المنشآت النفطية في خليج المكسيك وكذلك العوامل الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط الذي يزود العالم بما يصل إلى 60% من احتياجاته النفطية. وقفزت أسعار النفط أمس الجمعة إلى 84دولاراً للبرميل لخام وست تكساس بعد أن أعلنت عدد من الشركات النفطية العاملة في خليج المكسيك عن توقف بعض الإمدادات النفطية وإجلاء جل موظفيها تفاديا للإعصار الذي يتشكل حاليا مهددا المنشآت النفطية العاملة في هذه المنطقة. وتشير المعلومات الأولية إلى أن حوالي 360ألف برميل تأتي من هذه المنطقة ستتوقف عن الانسياب إلى الأسواق الأمريكية ما جعل المضاربون يرجحون صحة التوقعات بأن تصل الأسعار إلى مستوى 85دولاراً للبرميل خلال الأيام القليلة القادمة ولذلك توجه المضاربون إلى المتاجرة بالنفط بهدف تعويض خسائر هبوط الدولار.
ويعتقد كثير من المحللين نفطيين أن أسعار البترول تعزز من مسارها الصاعد وتتجه نحو 90دولار للبرميل الذي قد تصله قبل نهاية العام الحالي إذا ما استمر التراجع في مخزونات الدول الصناعية وازدادت سخونة الأجواء السياسية في منطقة الشرق الأوسط حيث يقبع جل مكامن الوقود الاحفوري . وارتفع خام برنت في بداية تداولات الأسواق الآسيوية أمس الجمعة بمقدار 30سنتا ليصل إلى 79.23دولار للبرميل كما زاد سعر وقود الجازولين إلى 2.23دولار للجالون ، بيد أن زيادة سعر الغاز الطبيعي كانت طفيفة لم تتجاوز 12سنتا واستقر سعره عند 6.13دولارات لكل ألف قدم مكعب.