فيما ارتفعت أسعار أعلاف البرسيم لليوم السادس بسبب هذه الأزمة
الدواسر: مناشدة لإيقاف نفوق الإبل.. والخسائر بالملايين
وادي الدواسر - متابعة وتصوير - قبلان الحزيمي
ناشد المواطنون المتضررون من نفوق الإبل في محافظة وادي الدواسر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالنظر في مصابهم الجلل الذي حل بحلالهم بعد معاناة دخلت يومها السادس أصابتهم بخسائر اقتصادية كبيرة تعد بملايين الريالات.
وفي جولة جديدة ل(الجزيرة) شاهدنا المتضررين وهم في حالة نفسية سيئة وشرود ذهني وقد أصابهم الإعياء من هول الكارثة، كما شاهدنا جثث تلك الإبل النافقة وهي ما تزال مرمية في العراء لليوم السادس على التوالي وقد ثارت روائحها الكريهة من على بعد مئات الأمتار، وقد حاول بعض المواطنين التخلص منها بالحرق في مكانها دون فائدة بل زاد ذلك من تلوث البيئة بالأدخنة الملوثة والتي تسير حيث اتجاه الريح، كما شاهدنا بعض أصحاب تلك الإبل في محاولاتهم المستميتة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إبلهم المصابة يضللونها ويبردون عليها بالماء لتخفيف وطأة لهيب الصيف وأشعة الشمس الحارقة.
وفي بداية جولتنا تحدث المواطن مناحي بن ظافر آل أبو سباع الدوسري والحرقة تملأ قلبه وهو يشاهد أكثر من 40 رأساً من إبله المغاتير وقد نفقت أمام عينيه، وقال: نناشد صاحب القلب الكبير والنظرة الثاقبة خادم الحرمين الشريفين بالنظر فيما حل بأبنائه أصحاب تلك المواشي فلقد أمسينا أغنياء وأصبحنا فقراء فكما تشاهدون أمامكم 40 رأساً من خيار الإبل المغاتير التي نعدها للمشاركة في مزايين الإبل وتزيد قيمة بعضها عن 500 ألف ريال للرأس قد نفقت فيما يزال 30 رأسا أخرى وهي بقية ما أملكه من الإبل مصابة إصابة بليغة وعلى وشك الموت.
كما طالب المواطن شليويح بن سعد آل أبو سباع الجهات الوزارية العليا بضرورة محاسبة المتسببين في هذا النفوق الجماعي للإبل كما طالب بدعم الفرق الميدانية بعلاجات ناجعة كون إبلهم المصابة ما زالت لليوم السادس على التوالي لا تأكل ولا تشرب ولا تتحرك من مكانها كما طالب بضرورة محاسبة المتسبب في هذه الكارثة، وقد أكد أن 10 من إبله قد نفقت فيما ما يزال 28 رأسا منها مصاباً وفي حالة إعياء. من جهته أشار المواطن علوش بن تميم الدوسري إلى أنه أنفق أكثر من 4000 ريال في شراء أدوية من محلات البيطرة لعلاج إبله التي نفق منها 3 ومازال 25 منها مصاباً إصابة بالغة حيث لم تصله الفرق الميدانية من وزارة الزراعة حتى الآن، مؤكداً أن خسائر أصحاب الإبل بوادي الدواسر تعد بملايين الريالات، مضيفاً أن الروائح الكريهة للإبل النافقة أصبحت تشكل خطراً آخر على المواطنين لقربها من المناطق الزراعية والسكنية التي لا يفصلها عن بعض المساكن أكثر من 200 متر وسط تهاون من الجهات الحكومية ذات العلاقة بتلك الجثث التي تهدد البيئة وحياة الناس. أما المواطن مرسل بن محمد بن حضرم الجفارين فقال: نفقت من إبلي 30 رأساً منها 8 رؤوس خلال يوم أمس فقط حيث لم تفد العلاجات التي استخدمناها في إنقاذ ما تبقى من الإبل المصابة، مشيراً إلى أن لديه الآن 32 رأساً مصابة وهي شبه ميتة إلا أن يشاء الله.
إلى ذلك سجلت الجهات الأمنية بمحافظة وادي الدواسر ممثلة في شرطة المحافظة اعترافات أحد الموردين للأعلاف التي يرجح أن تكون سببت نفوق وإصابة أكثر من 1200 رأس من الإبل حيث ذكر مصدر أمني ل(الجزيرة) أن المورد صدق اعترافه شرعاً بأنه جلب تلك الأعلاف من صوامع الغلال بمنطقة عسير بموجب فواتير موثقة، كما أشار المصدر إلى أن الشاحنات التي كانت تحمل تلك الأعلاف ما تزال رهن التحفظ عليها.
من جهة أخرى ارتفعت أسعار الأعلاف الورقية المجففة كالبرسيم والذرة والرودس حيث وصلت أسعار لبنة البرسيم إلى 14 ريالاً بعد أن كانت تباع بأقل من 10 ريالات نظراً لتزايد الطلب عليها لحاجة أصحاب المواشي لتغذية مواشيهم، حيث استغلت العمالة الوافدة في أسواق أعلاف البرسيم كارثة الإبل بالمحافظة في رفع أسعار البرسيم الأخضر منه واليابس.
إلى ذلك تلقى فرع الزراعة بوادي الدواسر دعماً جديداً للفرق البيطرية العاملة في الميدان بفرقة من محافظة الأفلاج وفرقة أخرى من محافظة الخرج وفق ما أوضحه مدير الزراعة بوادي الدواسر بالإنابة الأستاذ بادي الجهيمي والذي أشار إلى أن الفرق البيطرية التي تعمل في الميدان الآن بلغت 7 فرق.
وفيما وزارة الزراعة لم تعلن عن أسباب تسمم ونفوق تلك المواشي حتى الآن، والخسائر تتواصل على المواطنين وجثث الإبل النافقة تهدد البيئة وحياة الإنسان، تبقى (الجزيرة) تنشر وتتابع ما يجري في الميدان منذ يوم الجمعة الماضي.
http://www.al-jazirah.com/156640/ln46d.htm