مراكز الأبحاث للإبداع و التنمية
زهير آل طـه
ابتـعاث 1000 طـبيب وفـني في مجالات الـطب والعـلوم الصـحية التطـبيقية تشـمل التمريـض و الأشعـة و المخـتبرات الطبية و التقنية الطبية و الصيدلة والعلوم الصحية، و التي أوردته الصحف بمـوافقة خـادم الحـرمين الشريـفين حفظه الله عـلى طـلب وزارة الـصحة استحـداث بـرنامج بمسـمى بـرنامج خادم الـحرمين الشريـفين الـملك عبدالله بن عبدالعزيز للبـعثات الصـحية، يعد خبرا مهما يخص السلك الصحي و يستحوذ نفرا من الحالمين للتطوير في قطاع الصحة الذين انقطعت بهم السبل في الحصول على بعثات التعليم العالي نتيجة التداخلات و العراقيل من الخدمة المدنية، معززا التوجه الذي توليه وزارة الصحة جراء الحاجة الملحة للإحلال و السعودة و لملء الفراغ الناتج عن التوسع و النمو السكاني « الوطني المحبب لقلوبنا و الأجنبي الفوضوي الذي به ابتلينا « و تفاقم الأحداث و الأمراض المستعصية و الأخطاء الطبية من بعض الأطباء الوافدين و حتى من بعض السعوديين المستهترين (مجرد دكتور كشخة ..)، و التي نسمع عنها من حين إلى حين و الناتجة عن قلة الاستثمار و تنمية و تأهيل الموارد البشرية الشابة الفتية، و أقربها نقص الطاقة الاستيعابية للجامعات المحلية في قبول الطلبة المتفوقين للأسف من أصحاب المعدلات العليا في التخصصات الطبية أمل و نواة الإبداع في الوطن، و توجيههم إما إلى تخصصات فيها مضيعة للمال و الجهد و العمل و بما عفى عليها و على خريجيها من البطالة الزمن، و إما إلى بطالة و اكتئاب مبكرين نحو تهميش صريح أفرزته التقاليد الموروثة التي يتميز بها ما يسمون إستراتيجيونا أو المسؤولون المهمون في اتخاذ القرار الايجابي و حتى السلبي الذي يبحث عنه اضطرارا دعاة وطالبو المحسوبية للخروج من الأزمات المختلقة اجتماعيا، و الصادون بأبوابهم في وجوه المتحيرين و المتعذرون عن الوضع بتبريرات خجولة لا تخرج إلا من عديمي الإحساس و النظر، أو هاربون خارجا في إجازات في فترة الحر العصيبة بيئيا على أبدانهم ونفسيا للطلبة المرفوضين و أوليائهم، منهين معاناة هؤلاء الطلبة بالتسليم و الهبوط التدريجي نحو القناعة المخملية مع مرور الوقت و ابتداء الدراسة أنهم من ضمن البقية المتكدسة سنويا إلى أن يتم الفرج و يتغير الوضع البعيد كل البعد عن التغيير في زمن قريب. فليس ثمة وضع مؤرق يتكرر سنويا كهذا يندى له الجبين و تتراكم معه التبعات و تتفاقم، حتى نرى مثلا قرارات مباركة من قبل وزارة الصحة تكميلية شافية لحرقة صدورنا كتوسيع دائرة الابتعاث التي وافق عليها خادم الحرمين الشريفين، إلا بتكوين كليات ذات تخصصات طبية في كافة مناطق المملكة الرئيسة أسوة بما تم في الرياض من افتتاح كلية للطب من قبل وزارة الصحة، مضافا إلى عدة مراكز أبحاث نوعية تخدم البعد الاستراتيجي الوطني و العلمي و خاصة الصحي بما تعانيه هذه الأيام بيئتنا من خروج و انتشار أمراض سرطانية مفجعة بنسب عالية و فيروسات خطيرة متعلقة بالإنسان و بالحيوان لن يعيها و يفهمها و يحيط بها إلا القريبون من أبناء جلدتنا المتخصصين و البيطريين الذين ليس لهم ذكر ووجود جلي في سلم البحث والتطوير و ذلك للأهمية الكبرى في بروزهم و دعمهم و تعاونهم علميا وبحثيا مع الآخرين لارتباطهم بغذائنا اليومي البروتيني الحيواني، مرتبطة تلك المراكز البحثية بين وزارة الصحة و حتى الزراعة و الجامعات و التي نفتقدها و لا نراها حاضرة مع الحدث، و دلائلها الضياع و التنصل من المسؤوليات التي أظهرتها العواقب الصحية الأخيرة و النطح في الآخر من قبل الوزارات و الهيئات، و إن وجدت فهي محدودة جدا في بعض الجامعات و المستشفيات التخصصية غير مستغلة لا تفي بالغرض و الطموح، مع ما يملكه الوطن من طاقات حاضرة مقيدة في الداخل و قادمة بالانتظار مبهمة التفعيل من الخارج، متجليا الأمر السعيد و الحلم المؤمل بما تنويه وزارة الصحة من هذا الابتعاث، لأنه مضمونا سيخدم الشريحة الكبرى في الدراسات العليا البحثية والمفترض أن يتم استغلال هؤلاء الباحثين و تنمية قدراتهم الإبداعية والبحثية التي اكتسبوها و لو جزئيا خدمة في المراكز البحثية و الكليات الطبية المقترحة بدلا من ضمورهم وسباتهم جراء عملهم الروتيني الإكلينيكي فقط.