بين الإنسان والبعير
تابعت ما نشرته جريدة «الجزيرة» من أخبار حول حادثة نفوق الإبل في محافظة وادي الدواسر وغيرها من المحافظات ويسرني أن أقدم هذه الوقفات القصيرة مع هذه الحادثة.
الوقفة الأولى: مندوب جريدة الجزيرة في محافظة وادي الدواسر قبلان الحزيمي يستحق الشكر على جهده الرائع وتغطيته الجميلة في هذه الحادثة، فقد قام بنقل الحادثة لنا بالقلم والصورة، وهكذا هو الصحفي الناجح الذي يتابع الخبر من مصدره وينشره بكل صدق وأمانة.
والوقفة الثانية: قال الله تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}، حقيقة الإبل غاية في الجمال بوصف الكبير المتعال.
والوقفة الثالثة: حادثة نفوق الإبل قضاء وقدر وفي الوقت نفسه ابتلاء لبعض البشر من أصحاب الإبل النافقة، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}. يقول أحد العلماء عن هذه الآية (بداية الآية بلوى ونهايتها بشرى).
والوقفة الرابعة: هناك فرق بين موت الإنسان وبين موت الحيوان، فالأول له قيمة والثاني عند العرب له شيمة، وأعجبني حقيقة مقال الأستاذ الفاضل عبدالله بن إدريس المنشور بجريدة الجزيرة يوم الثلاثاء 8-8-1428هـ حيث قال: (بقي ما هو أخطر من موت الإبل وغيرها من الأنعام وهو موت الأوادم)، ففي كل يوم يدخل المستشفيات في هذا الوطن مئات من المواطنين، وفي كل يوم يخرج منها العشرات من هؤلاء إلى المقابر وذلك بسبب أو بأسباب أنواع عديدة من السموم، ثم يقول فإذا عوتبت (وزارة الزراعة) على عدم الكشف عمَّا يسبب موت الإبل أو غيرها من الأنعام فالعتب على (وزارتي الصحة والتجارة) سيكون عتباً مضاعفاً لأنه لا نسبة بين قيمة (البعير) وقيمة (الإنسان).
والوقفة الخامسة: مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعويض أصحاب الإبل النافقة فقد خففت مصابهم وطيبت نفوسهم. فأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته.
محماس بن عايض بن رسل - الخرج