الزراعة: لا وباء وراء الظاهرة وتغذية الإبل بالنخالة هي السبب
تزايد حالات نفوق وإصابة الإبل في عدد من المناطق وانتظار النتائج من 8 لجان مختصة
طريب، وادي الدواسر، نجران، بللحمر، جدة:حامد بن محمد، حسن مسرع، محمد آل فطيح،مرجع لسلوم، أحمد الأحمري، واس، رميزان السبيعي
عزا وكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية المهندس محمد بن عبدالله الشيحة سبب إصابة ونفوق أعداد من الإبل بمحافظة وادي الدواسر وما جاورها خلال الأيام الماضية إلى تغذيتها على أعلاف نخالة تم شراؤها من سوق الأعلاف بالمحافظة في تلك الفترة.
وقال الشيحة في تصريح صحفي أمس إن الوزارة قامت فور تلقيها الخبر بالوقوف على الحالات المصابة في مواقعها بواسطة فرق بيطرية متخصصة مجهزة بالأدوية اللازمة حيث اتضح ظهور أعراض تتمثل في تشنجات عصبية أدت إلى شلل ورقود الإبل ثم نفوق بعض منها بسبب التغذية على تلك النخالة مما أدى إلى ظهور أعراض التسمم، موضحا أن أسباب النفوق لا تعزى إلى وجود مرض وبائي وإنما تعود إلى تغذيتها تلك.
وبين أن أعداد الإبل النافقة 232 رأسا، وبعد معالجة الحيوانات المصابة من قبل الفرق البيطرية بالأدوية المضادة للسموم والمغذيات الحيوية لوحظ تحسن في الحالات المصابة وتناقص عدد النفوق.
وأفاد أن الفرق قامت بأخذ العينات اللازمة لإخضاعها للفحص المخبري الذي يستغرق وقتا لتحديد السبب.
وأكد وكيل الوزارة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية استقرار الوضع الصحي البيطري للإبل في تلك المواقع وأن الجهود مازالت مستمرة لمتابعة الوضع بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
إلى ذلك، باشرت فرق القسم البيطري التابع لمديرة الزراعة بالدواسر موقعاً تابعاً لأحد المواطنين وتم سحب 35 رأسا من الإبل نفقت أمس. وتعاملت الفرقة المكونة من الطبيب البيطري الدكتور علي خلف الحساوي و9 أعضاء مع عدد من الجمال المصابة، والتي بدأت أعراض المرض تبدو عليها منذ أيام.
وبين الحساوي أن مديرية الزراعة في انتظار النتائج النهائية من 8 فرق مختصة مشكلة من الرياض والخرج والجوف، ومن الصعب جداً التعامل مع الحالات المشاهدة بدون وجود نتائج مخبرية، حيث أن العينات يتم أخذها يوميا لعدد كبير من الإبل النافقة، وأبدى استغرابه من المواطنين المطالبين بإعطاء جرعات دوائية سواء وريدية أو عن طريق الفم للإبل دون معرفة المرض، مشيراً إلى أن هناك عينات تم أخذها من النخالة لتحليلها والنتائج ستظهر قريبا، لمعرفة هل المتسبب في النفوق النخالة أو فيروس وبائي ينتشر عن طريق الجو، خاصة أن المرض معد بشكل كبير وملاحظ، وعلامات ذلك واضحة من خلال ما نشاهده ونسمعه في عدد من مناطق المملكة.
إلى ذلك تسببت جثث الإبل النافقة في رائحة كريهة وتجمع للذباب الأمر الذي قد يشكل كارثة بيئية ونقل المرض للبشر عن طريق الذباب. وصرح مدير بلدية وادي الدواسر عبدالله سعيد المطلق لـ"الوطن" بأن البلدية سوف تقوم بإحراق الجثث أو دفنها. من ناحيته ذكر مدير مديرية الزراعة بوادي الدواسر أن الفرق البيطرية العاملة في الميدان تمت زيادتها إلى 7 فرق والعمل مستمر على مدار الـ24 ساعة.
من جهة أخرى شهدت محافظة طريب الواقعة شرق منطقة عسير بـ60 كلم حالات نفوق لـ 4 من الإبل وإصابة 28 منها.
وفي يدمة نفق 16 رأساً وأصيب 35.و أوضح مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة فهد الفرطيش أن فريقاً تم تشكيله قام بأخذ عينات من الدم والأحشاء من بعض الإبل النافقة، وعينات أيضاً من النخالة وتم إرسالها للمختبر الرئيسي بالرياض، وأضاف أنه تم إرسال فريق آخر من الأطباء البيطريين إلى المحافظات والمراكز لتحذير وتوعية مربي الماشية، وكذلك معالجة بعض الحالات المصابة، كما ذكر أنه تم التحفظ على النخالة في بعض المحافظات لحين وصول نتائج الفحص، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة مشتركة من الإمارة والزراعة والشرطة وبعض الجهات المعنية للتحقيق في أسباب نفوق الإبل، وستبدأ مهام عملها يوم السبت المقبل. وأضاف أن مديرية الزراعة بالمنطقة اتخذت كافة التدابير الصحية والبيطرية وحددت مراكز للبلاغات على مدى 24 ساعة وذلك للحد من نفوق وإصابة الإبل، كما تم إغلاق عدد من محلات بيع النخالة حتى تظهر النتائج المخبرية التي تبين الأسباب العلمية والصحية في نفوق وإصابة الإبل.
وفي قرية العين والقرين التابعة لمحافظة ثار " 100 كيلومتر شمال مدينة نجران " نفق مساء أول من أمس 24 رأساً من الإبل وأصيب 46، بسبب إطعامها نخالة تم شراؤها من أحد محلات بيع الأعلاف في مركز الحصينية.
وفي بللحمر طالب أصحاب المواشي الذين يعتمدون بشكل كبير على تغذية حيواناتهم على النخالة في ظل ندرة المعروض من الشعير بضرورة تحديد رقم التشغيلة للنخالة التي أوضحت وزارة الزراعة أن التشخيص المبدئي بعد إجراء التحليلات المخبرية يشير إلى أنها ربما تكون السبب في نفوق العديد من قطعان الإبل في عدد من محافظات ومراكز وهجر المملكة.
وقال المواطن ظافر بن علي الأحمري "يجب على الجهات المختصة في وزارتي الزراعة والتجارة الإعلان عبر وسائل الإعلام عن رقم التشغيلة الموجودة على أكياس النخالة حتى يتلافى المواطن شراءها وحتى لا يقع ملاك المواشي الأخرى في مثل ما وقع فيه مربو الإبل في بعض المناطق".
وأضاف أنه كان يجب على وزارة الزراعة العمل فوراً على تقديم برامج تلفزيونية منذ وقوع كارثة نفوق الإبل يتم من خلالها الشرح للمواطنين عن كيفية التعامل مبدئياً مع الإبل المصابة وطرق التخلص من النافق منها وكيفية عزل القطعان المصابة ومنع اختلاطها مع القطعان الأخرى وهل هناك خطر على المربي أو المستهلك من انتقال المرض إليه عند تناول اللحوم أو الألبان ومشتقاتها.
وفي رنية ارتفع عدد الجمال النافقة إلى 105 منذ بداية المرض فيما وصل عدد الإصابات إلى 700. ذكر ذلك محافظ رنية عويض سعيد الحربي، وأشار إلى أن المحافظة تسلمت تقرير اللجنة المشكلة لحصر الجمال النافقة والمصابة في رنية والذي اشتمل على أن عدد الجمال التي وقفت عليها اللجنة ودونتها في محاضرها الرسمية وصل إلى 105 وبين الحربي أنه تم رفع تقرير لإمارة منطقة مكة المكرمة يتضمن تلك الأرقام