خسائر الإبل تتوالى وإطلاق مورد بكفالة بعد اعتقاله
أخيراً.. «الزراعة» تعترف بـ 232 حالة نفوق وتتهم «النخالة»
هادي مشبب – وادي الدواسر
مازالت مديرية الزراعة بمحافظة وادي الدواسر تتلقى لليوم السادس مزيدا من الشكاوي والبلاغات عن نفوق جديد للإبل وإصابة الكثير منها .حيث تلقت المديرية يوم أمس بلاغا من اثنين من ملاك الإبل من سكان حي الجوبة شرق المحافظة وبخروج اللجان المكلفة لموقع البلاغ يتضمن نفوق 40 رأسا وإيقاف تسجيل المصابة لتزايدها بالمئات ليضاف إلى الإحصائية السابقة.من جهته وصل مساء يوم أمس الأول لمحافظة وادي الدواسر كبير الخبراء الفنيين لمشروع تربية وحماية وتحسين الإبل بمنطقة الجوف من أجل دعم و مساندة الفرق البيطرية العاملة ميدانيا حيث قام فور وصوله بعقد اجتماع طارئ مع مدير مديرية الزراعة بالإنابة وكافة الفرق البيطرية التي تعمل ميدانيا من أجل استعراض المشكلة ووضع حلول عاجلة تكفل وقف هذا النفوق المستمر وعلاج الإبل المصابة كما تلقت مديرية الزراعة بمحافظة وادي الدواسر من إدارة الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة يوم أمس الدفعة الثالثة من الدعم البيطري والمتمثل في الأدوية البيطرية المكافحة للتسمم والفيتامينات المقوية من جهة أخرى وعلى الصعيد ذاته علمت» اليوم «من مصادرمسؤولة بأن شرطة محافظة وادي الدواسر القت القبض على أحد الموردين لأعلاف النخالة والتي رجحت مصادر من داخل وزارة الزراعة بأنها ربما تكون السبب في كارثة الإبل التي تشهدها محافظات المملكة هذه الأيام حيث ذكر في التحقيق بأنه قام باستيراد تلك الأعلاف من صوامع الغلال بمنطقة عسير و صدقت اعترافاته شرعا وأخلي سبيله بالكفالة في وقت مازالت فيه العمالة التي قامت ببيع تلك النخالة موقوفة لدى شرطة المحافظة رهن التحقيق وسيارات النقل التي كانت تحمل تلك النخالة محجوزة كما تم يوم أمس افتتاح سوق الأعلاف بمحافظة وادي الدواسر والذي كان مغلقا طوال الأيام السابقة منذ وقوع الكارثه حيث بدت الحركة التجارية الطبيعية للسوق (اليوم )قامت يوم أمس بجولة ميدانية شملت كثيرا من المزارع والمحاور الزراعية والتي شهدت نفوق كثير من الإبل وقامت بزيارة لعدد من المتضررين وشاهدت مناظر مؤلمة ومأساوية لأولئك المتضررين حيث كان واضحا عليهم التأثر الشديد والحزن الأليم لما عانوه وفقدوه في هذه الكارثة الكبيرة كما وضح عليهم الشرود الذهني والتدهور النفسي حيث لمحت «اليوم «بعضهم وهو يحادث نفسه بمؤشر يدق ناقوس الخطر وقد ذكر بعض أقارب أولئك المتضررين بأنهم يعيشون أياما عصيبة هذه الأيام وهم يشاهدون أقاربهم وللمرة الأولى يتناولون الحبوب المهدئه والأدوية النفسية التي ربما تؤثر على صحتهم وحياتهم فيما بعد بسبب ملايين الريالات التي خسروها جراء هذه الكارثة
المواطن مناحي بن ظافر بن مناحي آل بوسباع الدوسري أحد المتضررين والذي يملك 70 من أطايب وخيار الإبل المغاتير تحدث بحرقة لـ (اليوم) وبصوت عال وقد بدا التأثر الواضح عليه قائلا أملك 70 من خيار الإبل أحدها قد عرض علي فيها مبلغ 500000 ريال ولم أبع نفق منها 40 و26 مصابة تنفق يوميا بالتوالي ولم يتبق سوى 4 فقط فمن هو المتسبب في هذه الكارثه النفسية والمادية والبيئية
مناشدا بتحقيق شامل وموسع لاكتشاف المتسبب ومحاسبة الجهات المعنية والمسئولة والتي تهاونت في هذه الكارثة والتي لم تراع ظروفنا السيئة التي نمر بها موضحا بأن قيمة إبله الإجمالية والتي نفقت وأصيبت تتجاوز 5ملايين ريال مختتما حديثه المؤثر بكلمة أكثر تأثيرا قائلا باختصار ( أمسينا أغنياء وأصبحنا فقراء ) بسبب هذه الكارثه 0
كما التقينا خلال الجولة المواطن محمد بن ماجد بن خشمان الدوسري قائلا كيف تقف هذه الكارثه ومن يوقفها ونحن نسمع بالفرق البيطرية ولا نراها مشيرا بأن عدد النفوق وصل عنده إلى أكثر من 20 ناقه والإصابات أكثر والخسائر يوميا تزداد بمئات الألوف
ثم واصلت ( اليوم) جولتها لبقية الأماكن التي شهدت نفوقا حيث رصدت بعدستها تلك الأعداد المهولة من جثث الإبل النافقة في منظر مؤسف ومحزن وخطير في الوقت ذاته مازال يهدد بيئة وصحة الأهالي ولم يتم التحرك تجاهه في موقف غريب للمسئولين في المحافظة التي لم تدرك مدى خطورة بقاء هذه الجثث في مكانها لليوم السادس ومدى تأثيرها على الصحة والبيئة حيث تمت مشاهدة بعض تلك الجثث باجتهاد شخصي من ملاكها بالتخلص منها وهي محروقة ولكن لم يتم التخلص منها بشكل نهائي
ثم واصلت « اليوم» جولتها لسوق البرسيم والتي أشارت له (اليوم ) في عددها الصادر يوم أمس بأن كثيرا من العمالة الوافدة استغلوا الواضع الراهن والحالي لملاك المواشي وقاموا برفع الأسعار حيث مازالت هذه الإرتفاعات في إزدياد مستمر دون متابعة من الجهات المعنية والمختصه لوقف هذه التلاعبات والتهاونات .
وفي محافظة رنية وصلت أعداد الإبل النافقة إلى 105 روس وإرتفعت الإصابات إلى 700 في يومها الثالث حيث مازالت الفرقة البيطرية الوحيده في زراعة رنية تواصل عملها هناك لإنقاذ مايمكن إنقاذه دون أي دعم من إدارة الثروة الحيوانية أو من المديريات الزراعية للمحافظات المجاورة وسط تساؤلات واستغراب من المتضررين هناك
كما أن سكان محافظة رنية يعانون حاليا مما تعرض له سكان محافظة وادي الدواسر ومازالوا يعانون من ناحية ترك جثث الإبل النافقة وسط العراء بالقرب من الأحياء السكنية مهددة حياتهم وصحتهم بتهاون مماثل أيضا من الجهات المعنية.