موضوع قديم جديد ... 
=================== 
قصة عجيبة قرأتها 
كتبها صاحبها 
وهو في الزنزانة 
سنة 1965 
وهو الكاتب المصري المعروف 
مصطفى أمين 
رئيس تحرير جريدة الأخبار 
يقول 
كان من بين وسائل التعذيب التي لجأوا اليها 
أن صدر قرار 
بمنعي من الأكل والشرب 
والحرمان من الأكل مؤلم 
ولكنه محتمل 
ولكن العطش عذاب لايحتمل 
وخاصة أننا في أواخر شهر يوليو ، الحرارة شديدة وقاسية 
وأنا مريض بالسكر ، ومرضى السكر يشربون الماء بكثرة 
وفي اليوم الأول تحايلت على الأمر 
دخلت الى دورة المياه 
فوجدت فيها إناءا للإستنجاء 
وشربت 
من مياه الاستنجاء 
وفي اليوم التالي 
فوجئت بأنهم عرفوا أنني شربت ماء الاستنجاء 
فوجدت الاناء خاليا 
واضطررت أن أشرب من ماء 
البول 
حتى ارتويت 
وفي اليوم الثالث 
لم أجد بولا لأشربه 
الجوع لمدة 3 أيام أمر محتمل 
أما العطش 
فهو عذاب مثل ضرب السياط 
كنت أسير في زنزانتي 
كالمجنون 
لساني جف 
حلقي جف 
أحيانا أمد لساني وألحس 
الارض 
لعل الحارس نسي 
نقطة ماء 
وهو يغسل البلاط 
وبينما أنا أدور حول نفسي وأترنح 
رأيت باب الزنزانة يفتح في هدوء 
ورأيت يدا تمتد في ظلام الزنزانة تحمل 
كوب ماء مثلج 
فزعت 
تصورت أنني جننت 
ومالبثت أن وجدت أن الكوب حقيقي 
ومددت يدي ولمست الكوب 
وقبضت على الكوب بأصابعي المرتعشة 
ورأيت حامل الكوب يضع اصبعه على فمه 
وكأنه يقول لي لاتتكلم 
وشربت الماء 
ألذ ماء شربته في حياتي 
لو كان معي مليون جنيه 
في تلك اللحظة 
لأعطيتها للحارس المجهول 
ثم اختفى الحارس المجهول 
بسرعة 
ورأيت ملامح الحارس المجهول 
شاب أسمر قصير القامة 
ولكني أحسست أنه أحد الملائكة 
شعرت في بعض اللحظات 
أن اليد التي حملت كوب الماء البارد 
ليست يد 
بشر 
وكانوا يغيرون الحراس 
كل يوم 
وذات يوم رأيت أمامي الحارس المجهول 
وكنا على انفراد 
وقلت له هامسا 
لماذا فعلت ما فعلت ؟ 
لو ضبطوك 
كانوا سيفصلونك 
فقال 
آسف للإطالة 
وللحديث بقية ان شاء الله 
ومع خالص التحية