30-10-2009, 11:31 PM | #1 | ||||
|
المفاضلة بين أنساب القبائل
بسم الله الرحمن الرحيم المفاضلة بين أنساب القبائل الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ر سول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فإن مما كثر الحديث والنقاش فيه بين أكثر المنتسبين إلى القبائل اليوم موضوع (التفاضل أو المفاضلة بين أنساب القبائل ) والذي يُظِهُر فيه البعض أن قبيلته أفضل القبائل في أصالة النسب و مكارم الأخلاق من الشجاعة والكرم والنخوة وغير ذلك من الصفات العربية والإسلامية.وهذا الأمر من المخالفة الصريحة للشرع الحكيم وتعاليمه وآدابه * وحين نعرض هذا الموضوع نرجو أن نقدم شيئا جديدا في رفع مستوى الوعي الشرعي لدى إخواني أبناء القبيلة والمهتمين بالبحوث والدراسات القبلية أولاً : معنى التفاضل : الفضل والفضيلة معروف وهو ضد النقص والنقيصة , والفضيلة : الدرجة الرفيعة في الفضل , والتفاضل : التمازي, والتفاضل بين القوم: أن يكون بعضهم أفضل من بعض, وقوله تعالى " وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" قيل تأويله : أن الله فضلهم بالتمييز, وقال " على كثير ممن خلقنا " ولم يقل على كل, لأن الله تعالى فضل الملائكة فقال "ولا الملائكة المقربون"أنظر: ( لسان العرب )لأبن منظور( 5/3428 ). ومفهوم التفاضل أن يستعلي أفراد بما في قبيلتهم من صفات على الآخرين من باب الكبر والخيلاء والتعاظم والتفاخر وانتقاص القبائل الأخرى . ثانياً: ألأصول الشرعية في المفاضلة بين الأنساب: دلت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة على أصول وقواعد يعلم بها الحق فيما أختلف فيه الناس في مسألة المفاضلة بين الأنساب ومنها : 1/ أن الفضل بيد الله تعالى يؤتيه من يشاء من عباده ويمنعه عمن يشاء , ـــ قال تعالى " وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "الحديد29 ــــ قال تعالى " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله... " النساء 54 2/ أن الناس ليسوا سواسية في العقل والخلق . ـــ قال تعالى " أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ..." الإسراء21 ــــ قال تعالى " ورفع بعضكم فوق بعض درجات ..." الأنعام 165 3/ أن الفخر بالأنساب والتعيير بها والتعصب الأعمى من أعمال الكفار وأخلاق الجاهلية.ـ ــ وفيه حديث :"ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية " متفق عليه ـــ وحديث " من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضُّوه بِِهَنِ أبيه ولا تُكَنُّو.." رواه الإمام أحمد والبغوي. ـــ وحديث " أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة " أخرجه مسلم وفي رواية ابن حبان "التغاير أو التعاير في الأنساب" 4/ أن جنس العرب أفضل من جنس العجم وأن قريشاً أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفساً وأفضلهم نسباً. ـــ روى الترمذي وحسنه " أنا محمد بن عبدا لله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقهم وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفساً" ـــ روى مسلم في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم " وانظر إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (15/428)واقتضاء الصراط المستقيم (1/404)في أوجه تفضيل العرب على الأمم الأخرى من العجم وغيرهم . 5/ أن الأعرابية مفضولة والبداوة مفضولة كما أن الأعجمية مفضولة . ـــ قال الله تعالى " الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم" التوبة 97 ـــ في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" من سكن البادية جفاومن تتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان أفتتن" ـــ وفي معناه حديث البخاري ومسلم عن ابن مسعود مرفوعا " الإيمان يمان ها هنا ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر " الفدادين هم الرعاة والجمالون. ـــ أن الله تعالى بعث الأنبياء من أهل القرى ولم يجعلهم من أهل البادية. والتحقيق أن سائر سكان البوادي لهم حكم الأعراب سواء دخلوا في لفظ الأعراب أو لم يدخلوا فهذا الأصل يوجب أن يكون سكان االقرى أفضل من جنس سكان البادية. 6/ أن التفضيل لا يلزم منه انتقاص المفضول مطلقا ، بل الأصل في التفضيل الاشتراك بين شيئين في أصل الفضل إلا أن أحدهما أكمل من الأخر فيه ولآخر أنقص منه . 7/ تفضيل الجملة على الجملة لا يستلزم أن يكون كل فرد أفضل من كل فرد. ـــ والأحاديث المذكورة فيما سبق وردت في تفضيل بعض الأجناس على بعض الأجناس في الجملة أما الفضل عند التحقيق والتفضيل بين المعنيين فلا يكون إلا بالتقوى ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " الفضيلة بالنسب فضيلة جملة وفضيلة لأجل المظنة والسبب ,والفضيلة بالأيمان والتقوى فضيلة تعيين وتحقيق وغاية " ـــ وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في مدح أو ذم بعض تلك القبائل ليس على عمومه وإطلاقه فلا يتناول جميع أفراد تلك القبائل بل هو محمول على أقوام بأعيانهم ومن كان موجودا حينئذ ووقع منه مايقتضي ذلك الوصف وهم البعض أو الغالب. 8/ أن خير القرون القرن الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اختصوا به من العمل وذلك لا يتعلق بالنسب. 9/ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما علق الأحكام الشرعية بالصفات المؤثرة فيما يحبه الله وفيما يبغض. ـــ فلم يخص صلى الله عليه وسلم العرب دون غيرهم من الأمم بنوع من أنواع الأحكام الشرعية و خص قريشا بأن الإمامة فيهم وخص بني هاشم بتحريم الزكاةعليهم. 10/ أن العبرة بالمسمى لا بالاسم وبالحقيقة لابالصورة وبالفعل لابالقول وبالعمل بالعلم لا بمجرد العلم والأعمال بالنيات والإنسان بدينه وعقله وأخلاقه لابشكله وأوصافه الخارجية. ـــ قال الله تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم" الحجرات13 ـــ وقال صلى الله عليه وسلم " من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه" ـــ وقال صلى الله عليه وسلم " بابني هاشم لا تجيئني الناس بالأعمال وتجيئوني بالأنساب" ـــ قال الإمام الألوسي رحمه الله في روح المعاني في تفسير قوله تعالى " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى" قال: "الاتكال على النسب وترك النفس وهواها من ضعف الرأي وقلة العقل". 11/ شرف النسب ليس غاية ومطلبا أساسيا بحد ذاته . ــ فالمطلوب حقيقة وأساسا شرف النفس, فإن الإنسان لو كان له الخيرة بين أن يكون ذا نسب صريح وعقل طريح وبين أن يكون ذا نسب طريح وعقل صحيح لاختار أن يكون ذا عقل صحيح وهكذا في اختيار الجسم أو الشكل أو الخلق. 12/ نظر الإنسان إلى فضل نفسه إذا كان من طائفة فاضلة يوجب نقصه وخروجه عن الفضل فضلا عن أن يستعلي بهذا ويستطيل لأن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص فرب حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش. ـــ قال تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى " النجم 32 13/ التعيير بالنسب من السخرية التي نهى الله عزوجل عنها . ـــ قال الله تعالى " ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم "الحجرات 11 ـــ والسخرية من سمات الكفار وخصال المنافقين . 14/ التفضيل بدون التفصيل لا يستقيم ولا يخلص من المعارضة . ـــ يقول ابن القيم رحمه الله " وأكثر الناس إذا تكلم في التفضيل لم يفصل جهات الفضل ولم يوازن بينها فيبخس الحق وإن أنضاف إلى ذلك نوع تعصب وهوى لمن يفضله تكلم بالجهل والظلم فعلى المتكلم أن يعرف أسباب الفضل أولا ثم درجات الفضل ونسبة بعضها إلى بعض والموازنة بينها ثانياً ثم نسبتها إلى من قامت به ثالثاً كثرةً وقوةً ثم اعتبار تفاوتها بتفاوت محلها رابعاً , فرب صفة هي كمال لشخص وليست كمالاً لغيره بل كمال غيره بسواها فكمال خالد بن الوليد بشجاعته وحروبه وكمال ابن عباس بفقهه وعلمه وكمال أبي ذر بزهده وتجرده عن الدنيا" اـ هـ كتاب بدائع الفوائد 15/ لايجوز شتم شعب أو جماعة أو قبيلة بأسرهابسبب إنسان واحد منهم كان منه مايقتضي الشتم . ــ روى ابن ماجة من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن أعظم الناس فرية لرجل هاجا رجلاً فهجا القبيلة بأسرها ورجل انتفى من أبيه وزنّى أمه" وسنده حسن كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح. 16/ التعيير بالفسق ـــ إن جاز شرعاً ولا يجوز إلا بشروط ــــ أشد من التعيير بضعَة النسب. بل لايصح التعيير بدناءة النسب مطلقاً لأن التعيير بذلك تعيير بشيء وهمي لا يد للإنسان فيه ولا اختيار أما التعيير بالفسق فهو تعيير بشيء حقيقي مكتسب . ـــ روى الإمام أحمد في مسنده وابن جرير والبيهقي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أنسابكم هذه ليست بمسبة (وفي رواية : بسباب ) على أحد كلكم بنو آدم طف الصاع لم تملؤوه ليس لأحدٍ على أحدٍ فضل إلا بدين وتقوى وكفى بالمرء أن يكون بذياً بخيلاً فاحشاً " والحديث في هذا الموضوع يطول من حيث العرض والمناقشة ولكن يكفينا ما تقدم من أصول وقواعد عامة لا يستغني عنها طالب الحق والمهتم في بحث القبائل والأنساب , وهي مقدمات أساسية لابد من الإيمان بها والتيقن بحقيقتيها الشرعية والعقلية فليس لإحد من الناس أن يجعل من نفسه حكما على القبائل والأفخاذ والأسر يمدح هذا ويذم ذاك بغير وجه شرعي عنده فيه من الله برهان. أسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والإخلاص والصدق في القول والعمل والله يحفظكم ويرعاكم . وكتبه:ابومحمدابراهيم بن محمد الخميس/ الرياض _البير
|
||||
|
31-10-2009, 12:36 AM | #2 | ||||||
|
رد: المفاضلة بين أنساب القبائل
شكراً يا بو محمد على هذا الموضوع الجميل..
|
||||||
|
31-10-2009, 08:55 PM | #3 | ||
|
رد: المفاضلة بين أنساب القبائل
اررررررررررررررررحب تراحيب الحيــا
" ابو محمد " من طول الغيبات جاب الغنايم بيض الله وجهك على هذا المقال الطيب الذي يسلط الضؤ على قضيه مهمه في مسآئل الانساب وعلى هذه المعاير العامه التي ذكرتها بايجاز مفيد و العرب منذ القدم تحب الفخر و تتغنى به سواء كان بضوابط الشرعيه أو بدعوى الجاهلية و ليس لي تعليق على ما ذكرت آعلاه يا استاذي العزيز و انت منهل ننهل منه العلم و نحن تلامذه فتقبل مروري على موضوعك المميز أخوك / ابو زيد
|
||
|
31-10-2009, 09:24 PM | #4 | ||
|
رد: المفاضلة بين أنساب القبائل
مقال لاغبار عليه .. وفقك الله ،
|
||
|
01-11-2009, 03:54 PM | #5 | ||||
|
رد: المفاضلة بين أنساب القبائل
قواك الله يا اخوي على ها الموضوع الطيب الي بالفعل الكثار غفلوا عنه
|
||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||