الإخلاص هو إفراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد , وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله سبحانه دون شيء آخر , من تصنٌُّع لمخلوق , أو اكتساب صفة حميدة عند الناس , أو محبة مدح من الخلق , أو معنى من المعاني , سوى التقرب به إلى الله تعالى .
ويصح أن يقال : هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين .
** وقيل : لإخلاص : نسيان الرؤية الخلق بدوام النظر ؟إلى الخالق . ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله .
ثمرات الإخلاص لا يكمن حصرها , لأنه ركن في كل عمل , وسبب في كل خير , فكل فضل ورد في الكتاب والسنة يمكن أن يعدّ من ثمرات الإخلاص وفوائده . غير أنه يمكن إجمال ذلك فيما يلي ::
1- الإخلاص في جعل العمل مقبولا , وتركه يحبط العمل ويوجب العقوبة .
2- يرفع الدرجات ويكسب المنازل العلية .
3- سبب في النجاة من الشدائد والمحن.
4- سبب في استجابة الدعاء .
5- سبب في رضا الله عز وجل عن العبد .
6- سبب في حصول التقوى .
7- سبب في الزهد في الدنيا والقناعة وعدم النظر إلى ما عند الآخرين .
8- سبب في دحر الشيطان والتغلب على وساوسه , ولذلك استثنى إبليس أهل الإخلاص فقال : ({إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }الحجر40 ) وقال أبو سليمان الداراني : إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء .
9- سبب في التخلص من الرياء والشرك . قال الفضيل بن عياض : ترك العمل من أجل الناس رياء , والعمل من أجل الناس شرك , والإخلاص أن يعافيك الله منهما
10- سبب في انتصار المسلمين على أعدائهم , لقوله صلى الله عليه وسلم (( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها , بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم )) { صحيح الترغيب للألباني }11- سبب في النجاة من عذاب الآخرة وعذاب القبر.
12- سبب في الهدى والتخلص من الضلال.
13- سبب في محبة الله عز وجل ومحبة الخلق ..
14- سبب في طمأنينة القلب والشعور بالسعادة والسكينة .
15- سبب في تكثير العمل ومضاعفته في الأجر .
16- سبب في تطهير القلب من أمراضه وغوائله .
17- سبب في قلب العادات إلى عبادات يُثاب عليها.
18- سبب في التوفيق للصواب . قال مكحول : [[ ماأخلص عبد قط أربعين ليلة ’ إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ] ]
19- سبب في حسن الخاتمة والموت على السنة .
*************************
قال تعالى ::
(( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً{10} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً{11} وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً{12} مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً{13} وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً{14} وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا{15} قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً{16} وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً{17} عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً{18} وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً{19} وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً{20} عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً{21} إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً{22}
فهذا الجزاء الحسن , والنعيم الأبدي والسعادة الدائمة , والفرح والسرور , والسؤدد والجمال والغنى , إنما هو للمخلصين من عباد الله . الذين لايعطون إلا لله , ولا يمنعون إلا لله ’ ولا يحبون إلا لله ’ ولا يبغضون إلا لله ؟’ ولا يقولون إلا لله , ولا يعملون إلا لله ’ فهم بالله وفي الله ولله ,
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الإخلاص ’ وأن ينجينا من العمل لغيره إنه وليّ ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين