مولده ونشأته:- ولد الملك خالد خامس أولاد الملك عبدالعزيز في ربيع الأول عام 1331هـ الموافق 1913م وأمه الأميرة/ الجوهرة بنت مساعد بن جلوي ، وهي أيضا ًوالدة الأمير محمد والأميرة العنود . نشأ الملك خالد على أسلوب الملك عبدالعزيز في تربية أبناءه والذي يقوم على ثلاث فضائل (الدين ، المروءة والشرف وإذا ذهبت واحدةٌ من هذه سلبته معنى الإنسانية) . ملامح شخصيته:- لقد عرف الملك خالد بتسامحه وبساطته في شؤون حياته ، وقد شّرف المُلك بأن أسبغ عليه من فضائله الجمة ، وتطبيقاً للمقولة التي تعتبر أن الناس على دين ملوكهم ،وكان الملك خالد في بيته مثالاً صادقاً للأب العطوف بكل معاني الأبوة وفي حبه لأولاده جميعاً ، وعدالته شملت أسلوبه في معاملتهم حتى أن أهدى لأطفاله هدايا وكنت أحدى بناته غائبة فاحتفظ بنصيبها في جيبه ، وكان ينقلها من ثوب لآخر حتى عادت وباشرها بها. ويقول الأستاذ هشام ناظر وزير التخطيط في عهد الملك خالد " كنت أعد العدة لعرس أبنتي عندما استهواني الطيب الذي يتطيب منه الملك ، فذهبت إلى رئيس ديوانه أطلب شيئاً منه .. ثم نسيت الأمر كله ولم اتابعه ، وكنت قد ذهبت صباح ذات يوم للديوان لأعمال تتعلق بمسؤولياتي ورأيت الملك يدخل ديوانه قادماً من بيته ... وكان يحمل بنفسه تحت مشلحه شيئاً عندما رآني فناداني وناولني إياه: وقال الملك – رحمه الله- (كنت سأدعوك لتأتي .. هذا الطيب الذي طلبته صنعه لعرس ابنتك أهل بيتي ... إنه لايباع في الأسواق ) هنالك أغروقت عيناي بالدموع" . خالد والقنص:- لايذكر المقناص إلا ويذكر الملك خالد – رحمه الله- فقد اشتهر بحرصه الشديد على جمع كل أنواع الحيوانات الطيور وكان مولعاً باقتناء الصقور ، في القنص كان يرحمه الله يعمل على ترابط أصحابه (خوياه) ، وقد كان خروجه للمقناص مدعاة خير وبركه على أبناء البادية في المناطق التي يخرج إليها ، فكانوا يستبشرون بخروجه ويتحيَّون الوقت للالتقاء به وكان هو بنفسه يتوقف عندهم يسمع منهم ويتحدث إليهم ويحل مشكلاتهم ويغدق عليهم بكرمه المشهور وفي إحدى رحلاته للقنص شاهد عن بعد إمرأه تركض في الخلاء تجري على غير وعيٍ او اهتداء فتسأل خالد: من هذه التي تجري في هذا المكان الذي تخافه الوحوش؟ فأمر سائقه ان يتوقف ونادها مابك؟ فقالت: أبحث عن أبلي - إمرأه ... في شبابها تجري على غير هدى . وتدور في رأس خالد الأفكار خوفاً على هذه المرأة التي قد تكون مطمعاً للشر في هذا المكان القاحل فقال لها: مارأيك لو أتاك فاعل خير ، وأعطاك مالاً تستأجرين من تثقين به للبحث عن أبلك توقفت المرأة لتأخذ أنفاسها ، ووافقت على عرض خالد من دون أن تعرفه ، وكان لها ماتريد. ولايته للعهد ومبايعته بالملك :- عين الملك خالد ولي للعهد في 72 ذي القعدة 1384/ 29 مارس 1965م ، وفي يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول 1395هـ الموافق 25 مارس 1975م فجع العالم بنبأ استشهاد الملك فيصل –رحمه الله – ونودي بولي العهد الأمير خالد ملكاً . خالد بن عبدالعزيز ملكاً :- اشتهر عهد الملك خالد – رحمه الله – بعهد الرخاء والخير وكان أول كلمة قالها في اجتماع مجلس الوزارة بعد توليه الملك ( اهتموا بالضعفاء ترى الأقوياء يدبرون أمرهم) . رأى الملك خالد - بحسه الإيماني وبوعيه الوطني - أن "الثروة" تحتاج إلى من يتعهدها لكي تثمر وتنمو وتدوم، وأكد ذلك في كثير من خطبه، وطالب من أجل ذلك (بالإحسان إلى عباد الله المحتاجين، والعطف على الفقراء والمساكين، وتفقد أحوالهم وسد حاجاتهم، ومعاونتهم على الشدائد وبخاصة من لا يسألون الناس إلحافاً من العجزة وكبار السن واليتامى وغيرهم..) واستشهد في إحدى كلماته بحديث معقل بن يسار رضي الله عنه "ما من عبد استرعاه الله على رعيته فلم يحطها بنصيحته لم يجد رائحة الجنة..." فقد أنجزت في عهده الخطة الخمسية الثانية وشهد انطلاقة الخطة الخمسية الثالثة ويكفي ان نعلم أن عدد المدارس قفز من 6536 مدرسة عند توليه الحكم سنة 1975 إلى 12619 مدرسة عند وفاته سنة 1982 ، كما تم أنشاء العديد من المشروعات في مجال رعاية الشباب كالصالات الرياضية في مدن المملكة المختلفة والأندية والمعاهد ، وفي القطاع الصحي تم انشاء 29 مستشفى و681 مركز رعاية أوليه وافتتاح مستشفى الملك خالد للعيون ومستشفى الملك فيصل التخصصي ، كما قامت الدولة بدعم القطاع الزراعي والصناعي وتم إنشاء مدينة الجبيل وينبع الصناعية ، وشقت الطرق السريعة وبنيت المطارات والموانيء وتم صرف المساعدات المالية والقروض للمواطنين لبناء المساكن والمزراع. رحيل الملك خالد:- في الساعة الحادية صباحاً من يوم الأحد 21 شعبان 1402 الموافق 4 أغسطس 1982 قطعت إذاعات العالم برامجها لتنعى شعوبها وفاة الملك خالد بعد حكم سبع سنوات كان خلالها الأب الحاني على شعبه والساهر على راحته ، وقد كان الملك خالد يعاني من مرض بالقلب من 1972 وقد أثرت أزمة الأجتياح الأسرائيلي للبنان عليه كثيراً وساهمت في تدهور حالته الصحية . وقد رثاه العديد من الشعراء في قصائدهم منها قصيدة الأميرة سلطانه بنت عبدالعزيز السديري