أشارت الي شجاعتة وحماسة وروت تفاصيل اخر رسالة جوال
حرم الشهيد بادي بن سعود الحقباني الدوسري:زوجي حصل على أعظم شهادة في الوجود وجميعنا للوطن
* وادي الدواسر - قبلان الحزيمي:
عبرت أسرة شهيد الواجب بادي بن سعود الحقباني الدوسري في كل من وادي الدواسر والخرج عن شكرها للقيادة على وقوفهم معهم في محنتهم، ففي زيارة قامت بها (الجزيرة) لمنزل الفقيد بمركز كمدة بمحافظة وادي الدواسر لتقديم واجب العزاء، وفي اتصال هاتفي مع والد الفقيد سعود بن بادي الدوسري والذي يوجد حالياً مع بقية إخوة الشهيد في محافظة الخرج قال: كان ابننا (بادي) - رحمه الله - من شباب الوطن المخلصين لدينهم ثم مليكهم ووطنهم وكان مثالاً للبر بوالديه وأهله، حريصاً على الالتزام بالخلق السوي، وكان - رحمه الله - حريصاً على خدمة وطنه والدفاع عنه، فقد التحق بأول دورة للمتطوعين إبان حرب الخليج عام 1411هـ وذلك قبل التحاقه بالعمل الرسمي في صفوف رجال الأمن في بلادنا، رافعاً شكره لسمو زير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية على ما أحاطوا به جميع أفراد أسرة الشهيد من اهتمام كان له أكبر الأثر في تخفيف مصابهم في هذا التفجير الآثم، مؤكداً أن جميع أبنائه هم فداء لهذا الوطن الغالي.
وأثناء زيارتنا لمنزل الفقيد ومقابلتنا لجد أبناء الفقيد لأمهم عبد الله بن ظافر الحقباني وعمها راشد بن ظافر الحقباني قالوا: إن للفقيد أربعة من الأطفال 3 من الأولاد وهم سعود 10 سنوات ويدرس في الصف الرابع بمدرسة كمدة الابتدائية ومتفوق في دراسته حيث حصل على الترتيب الأول بين زملائه، وعبد الله 7 سنوات ورائد 4 سنوات وله ابنة ما تزال رضيعة عمرها 8 أشهر، مؤكدين أن زوجة الفقيد (أم سعود) قد تلقت الخبر بكل صبر وإيمان بقضاء الله وقدرة وكانت قد رأته في منامها في غفوة القيلولة يوم الجمعة - اليوم الذي توفي فيه - وهو يستغيث من موقع عمله ملوحاً بيده اليمنى وكأنه قد حدث مكروه، فقامت مذعورة وتوجهت للجوال للاتصال به فوجدت رسالة جوال كان الفقيد - رحمه الله - قد أرسلها لها قبل استشهاده وفيها خريطة الوطن يتوسطها شعار المملكة العربية السعودية - السيفين والنخلة - وقد كتب تحتها عبارة (نفداك) بمعنى نفداك يا وطن، وحاولت الاتصال عليه فوجدت جواله مغلقاً وبعد لحظات تلقت الأسرة اتصالاً هاتفياً يبلغهم فيه باستشهاده.
وقد كتبت أم سعود زوجة الفقيد رسالة للجميع قالت فيها: (نحمده وحده تعالى على هذا الشرف العظيم الذي مَنَّ به علينا جميعاً، شرف الفوز بالشهادة التي نالها الفقيد، هذا الحلم الذي يتمناه كل مسلم يؤمن بالله ورسوله ويجري في عروقه ودمه حب الغيرة والدفاع عن هذا الوطن الغالي، فأهنئ نفسي وحكومتنا الرشيدة - أعزها الله - دوماً ووالدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين وجميع الأسرة المالكة الكريمة والأهل جميعاً، فلقد كان الفقيد مثالاً صادقاً في الشجاعة التي أتمنى أن يتحلى بها الجميع، وكان سخياً كريماً بالرغم من وضعه المادي المتواضع، باراً بوالديه وأهله، حريصاً دائماً على التبرع بالدم في أوقات المحن، وها هو الآن يتبرع بدمه كله في سبيل الله حينما تصدى بصدره لهذه الفئة الضالة ممن أفسدوا في الأرض ظلماً وطغياناً فيتموا الأطفال الأبرياء في عمر الزهور ممن لا ذنب لهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، ومما أحب قوله أيضاً أن الشهيد بإذن الله لم ينل إلا شهادة دراسية واحدة وها هو الآن يحقق أكبر وأعظم شهادة في الدنيا والآخرة وينقذ وطنه الغالي من كارثة عظيمة بكل ما أوتي من قوة وشجاعة، أسأل الله العلي العظيم أن يأجرنا في مصيبتنا ويخلف لنا خيراً منها ويبارك في ذريته ويجعلهم يسيرون على نهج أبيهم إنه سميع مجيب).
والد الشهيد:
بادي تطوّع خدمة لوطنه قبل التحاقه بالعمل الرسمي.. وجميع أبنائي فداء للوطن