::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - همة شيخ في جسم صغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-2005, 06:05 AM   #1
 
إحصائية العضو








أبوفهيد الودعاني غير متصل

أبوفهيد الودعاني is on a distinguished road


افتراضي همة شيخ في جسم صغير



همة شيخ في جسم صبي .!

هل تعجبت يوماً من همة شاب يسعى للمعالي



, يستعلي على طيش الشباب وآمال الهوى !


إذن ..فلا يأخذنك العجب حيرةً , ولا يحركنك النبأ همةً ,



في صبي ينبوا عن الرذائل ويفزع عن النقائص ,



ويعتزل الصبيان !


لقد استبدل لثغة الطفولة , بفصاحة الرجولة .


عفواً .. هو ليس بشاب ! ولكنه طفل !


قرأت خبره في ورقة , وتأكدت من هذه القصة , فجئتكم بنبأ يقين .


عمره ست سنوات , عفواً , أعيد حتى تسمع جيداً ! عمره ست سنوات !


في الصف الأول الابتدائي , يحفظ من القرآن ثلاثة عشر جزءً ,

(((يا يحي خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا)))

من السُنة ما يقرب من خمس مئة حديث , وليس هذا هو موطن العجب ,



فلربما شاركه غيره في ذلك !


ولكن العجب في مواقف حصلت منه , تقصر عنها همم الرجال!!!


كأني به يستشري سبل المعالي , ينظر بعين عقله , لا بعين جسمه وسنه ,



يطأ بقدمه طريق الشهوات ليحطمه , يحتكم بلسان الحكماء وتجربه الشيوخ , يستثير

الألسن الصامتة ,



ويحرك الأقلام الراقدة , غريب في نفسه ومزاج عقله , ونزعات أفكاره وأساليب تفكيره ,



غير مطبوع على غرار الرجال , فكيف بالصبيان , فلنستمع إلى شيء من خبره .


يذكر عنه معلمه مواقف حدثني هو بنفسه فيها , حيث يقول : في نهاية الفصل الدراسي

الأول ,



أخرجنا الطلاب لساحة المدرسة لقضاء بعض الوقت في اللعب , أما هو فقد انطلق إلى

المكتبة ,



فهي قرة عينه , لا يكاد يفارقها ,


فقلت له : فلان


قال : نعم ,


فقلت : لمَ لا تذهب مع الأولاد لترفه عن نفسك ,



فقال : يا أستاذ أتريد أن أضيع وقتي كما ضيعوا أوقاتهم !



يقول الأستاذ : فسألته عن الإجازة كيف سيقضيها !



فأخبرني أنه قد صاغ جدولاً يستفيد من خلاله في الإجازة , يقول فقلت له : إذن


فأنت لن تستريح في هذه الإجازة ؟ فقال: والله لن أرتاح حتى أطأ بقدمي هذه في

الجنة !!!!!



وأشار إلى رجله اليمنى , إي والله , هكذا قال ! كما حدثني بذلك أستاذه .


لقد ذكرني موقفه هذا بموقف لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى , عندما كان

غلاماً حدثاً ,



فقد روي أن أباه وأخاه وجماعة من أهل بلده , سألوه أن يروح معهم في يوم عيد

وليتفرج ,



فهرب منهم ولا ألوى عليهم ولا تفرج , فلما عادوا آخر النهار , ولاموه على تخلفه ,



وما في انفراده من تكلفة ومشقة , قال : أنتم ما تزيد لكم من شيء ولا تجدد !



وأنا حفظت هذا المجلد



وهذا المجلد هو " روضة الناظر وجُنة المناظر في أصول للفقه لابن قدامه عليه رحمة

الله تعالى " .


هذا الغلام !


هذا الحدث !


يحمل هم الدعوة إلى الله تعالى , حدثني مديره , أنه ما بين الفينة والأخرى ,



يدخل علي في الإدارة , فيقوم بثبات واعظاً وموجهاً ومذكراً بالله تعالى !


حتى يقول : ألفت منه ذلك , بل جعل ذلك على هيئة وقفات , في زماننا شعيرة كانت

شعاراً للسلف ,



فأصبحت دثارا ! لها من حياة هذا الصبي نصيب , بل هو النصيب الأكبر منها , فما يرى من

منكر إلا أنكره !


وإن عرف معروفاً أمر به !


ولنستمع في هذا المجال إلى قصته !


يقول معلمه : ومن مواقفه في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , يقول : أتى

موجه إلى الفصل فسأل الموجه أحد الطلاب ,



فأجاب , فقال الموجه للطلاب أحسنت صفقوا له ,



فما كان من هذا الطفل الذي تربى على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,



إلا إن قام وقال : اتقي الله يا أستاذ التصفيق حرام ولا يجوز , وهو من عادات اليهود

والنصارى ,



ثم أردف ذلك بتلاوة قوله تعالى


( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصديه )


الله أكبر ! !!!!


هكذا فليكن هم الإصلاح!!!!


لما تخلى الكبار , فلعل طفلاً يحرك فينا ساكنا !!!


ويشعل نار الغيرة على هذا الدين , بعد أن كادت تكون رماداً !


يقوم الليل , لصلاة الليل , ويوقظ أهله لصلاة الفجر .


بل من أعجب ما سمعت من معلمه هذا الموقف , يقول معلمه : دخلت الفصل في يوم

من الأيام ,



فرأيته مهموماً ! فسألته عن السبب , فقال لي : لقد أصابني الأرق , ليلة البارحة فلم

أنام ,



أتظنون معاشر الاخوة والأخوات أنه أرَّقه وأهمه حبيب صد عنه , أو فريق انهزم , كلا ,



يقول أستاذه : فظننت أنه مريض , فسألته عن السبب وكانت المفاجأة , حين قال لي :

أرقتني آية في سورة الرعد !


إذن أفلا نستحي !


فلا إله إلا الله .


أينكـــم يا شباب الأمة !


يا من أرقهم الحب والطرب !


ولا إله إلا الله .


أينكم يا من أرقهم فريق انهزم !


توبوا إلى رشدكم , وعودوا إلى ربكم !







هذه قصة ذكرها الشيخ خالد الصقعبي في شريط الشباب والوجه الاخر

http://www.denana.com/articles.php?ID=439



منقــــــول

تحياتي // البــــــرّاق

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس