الجواب :
من شروط قبول التفسير العلمي التجريبي أن لا يُلغِي تفاسير السلف ولا يخرج عن مدلول اللغة .
فإن جماهير المفسرين من الصحابة فَمن بعدهم ؛ فسّروا " الْكُـنَّس " بِغير ما فسّره به هؤلاء .
و" الْكُـنَّس " عند أهل اللغة : هي التي تختبئ ، وليست التي تكنس وتَقُمّ !
قال ابن منظور في " لسان العرب " : قال أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم ، وخُنُوسُها أَنها تغيب ، وتَكْنِسُ تغيب أَيضا ، كما يدخل الظبي في كناسِهِ . اهـ .
ونَقَل عن الزجاج قوله : الكُنَّسُ النجوم تطلع جارية ، وكُنُوسُها أَن تغيب في مغاربها التي تغِيب فيها .
وقيل : الكُنَّسُ الظِّباء والبقر ، تَكْنِس ، أَي : تدخل في كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ . قال : والكُنَّسُ جمع كانِس وكانِسَة .
وقال الفراء في الخُنَّسِ والكُنَّسِ : هي النجوم الخمسة ، تُخْنُِسُ في مَجْراها وترجِع ، وتَكْنِسُ تَسْتَتِر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغار ، وهو الكِناسُ ، والنجوم الخمسة : بَهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي .
وقال الليث : هي النجوم التي تَسْتَسِرُّ في مجاريها ، فتجري وتَكْنِسُ في مَحاوِيها . اهـ .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم