دموع الايتام ... تهز عرش الرحمن
عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه واله وسلم قال:
(إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول اللّه تعالى لملائكته:
يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب،
فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول اللّه تعالى لملائكته: يا ملائكتي،
اشهدوا أن من أسكته وأرضاه؟ أنا أرضيه يوم القيامة)
========================
إن اليتيم إذا بكى ؛ اهتز عرش الرحمن لبكائه ، فيقول الله عز وجل لملائكته : من أبكى عبدي ؛ وأنا قبضت أباه وواريته في التراب ؟ ! فيقولون : ربنا ! لا علم لنا . فيقول الرب تعالى : اشهدوا : لمن أرضاه ؛ أرضيه يوم القيامة
الراوي: عمر بن الخطاب - خلاصة الدرجة: منكر جدا - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 5852
====================================
الحديث المذكور منكر جداً ، ولا يُعمل بالأحاديث المنكرة باتفاق أهل العلم ، فلا ينبغي نشر هذا الحديث ولا إذاعته بين الناس إلا لبيان أنه شديد النكارة والضعف لا يصحّ عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .
نص الحديث المنكر
عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال:
(إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول اللّه تعالى لملائكته:
يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب،
فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول اللّه تعالى لملائكته: يا ملائكتي،
اشهدوا أن من أسكته وأرضاه؟ أنا أرضيه يوم القيامة)
ثانياً : (تخريج الحديث وبيان درجته وكلام أهل العلم فيه) :
هذا الحديث رواه ابن عدي مختصراً في الكامل في الضعفاء (2/721) ، والمعافى بن زكريا في الجليس الصالح والأنيس الناصح في المجلس الثالث والأربعون ، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (2/299) من طريق عمرو بن سفيان القطعي ثنا الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكره .
قلت : هذا حديث منكرٌ جداً مسلسل بالعلل :
1. الانقطاع : سعيد بن المسيب لم يثبت له السماع من عمر رضي الله عنه .
2. علي بن زيد بن جدعان : ضعيف مختلط .
3. الحسن بن أبي جعفر : ضعيف منكر الحديث .
4. عمرو بن سفيان القطعي : مجهول الحال .
ولذلك نص أهل العلم على ضعف هذا الحديث ونكارته :
1. قال الإمام ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" بعد روايته للحديث :
(وهذا لا أعرفه إلا من هذا الطريق)ا.هـ يشير إلى غرابته وضعفه .
2. قال الحافظ ابن القيسراني في "ذخيرة الحفاظ" (2/626) :
(الحسن بن أبي جعفر متروك الحديث)ا.هـ
3. قال الحافظ الذهبي في "العلو" (ص 96) :
(إسناده ضعيف)ا.هـ
4. قال العلامة المعلمي في تحقيقه "للفوائد المجموعة" (ص 73) :
(في سنده من لم أعرفه ، وفيه الحسن بن أبي جعفر ، منكر الحديث ، وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف)ا.هـ
5. قال العلامة الألباني في "السلسلة الضعيفة" (5852) :
(منكر جداً)ا.هـ وأطال النفس في نقده .
وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن تعالى فيقول من أبكى هذا اليتيم الذي واريت والديه تحت الثرى من أسكته فله الجنة)
رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (15/35) من طريق موسى بن عيسى البغدادي حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره .
قلت : هذا حديث منكر جداً بل كذب مفترى ، فيه : موسى بن عيسى البغدادي ، وهو المتهم بوضعه .
ولذلك نص أهل العلم على نكارة هذا الحديث وكذبه :
1. قال الإمام الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (15/35) بعد روايته للحديث :
(هذا حديث منكر جداً لم أكتبه إلا بإسناده ورجاله كلهم معرفون إلا موسى بن عيسى ، فإنه مجهول وحديثه عندنا غير مقبول)ا.هـ
2. ذكره الحافظ ابن الجوزي في كتابه الموضوعات (2/511) ونقل كلام الإمام الخطيب البغدادي نقل إقرار من غير إنكار .
3. قال الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال (4/216) :
(موسى بن عيسى البغدادي . عن يزيد بن هارون بخبر كذب-فذكر هذا الحديث-)ا.هـ ونحوه في سير أعلام النبلاء (18/572) وتذكرة الحفاظ (4/1202) وتلخيص الموضوعات (ص 198) .
4. نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (8/214) كلام الحافظ الذهبي نقل إقرار من غير إنكار .
5. قال العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (5851) :
(كذب)ا.هـ
وهذا الشاهد لا يقوي الحديث السابق ، بل يزيده ضعفاً على ضعف ، لأنه حديث منكر جداً في أحسن أحواله ، والمنكر أبداً منكر ، كما أن شهادته قاصرة ، لأن فيه (إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن) وفي ذاك : (إذا بكى اليتيم اهتز عرش الرحمن) .
فائدة : روى ابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (2/816) بسند ضعيف من طريق درست بن زياد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : (اليتيم إذا بكى اهتز له العرش فيقول الله عز و جل من أبكى اليتيم الذي غيبت أباه قالوا أنت العليم الحكيم قال يا ملائكتي من سكته برضاه أعطيته من الجنة حتى رضاه) .
قلت : لعل الصواب فيه أنه موقوف على سعيد بن المسيب كما في هذه الراوية ، فرفعه بعض الضعفاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد ذكر أهل العلم أن علي بن زيد الراوي عن سعيد كان رفاعاً أي يرفع الحديث الذي يوقفه غيره ، فربما وهم في رفعه والصواب فيه الوقف .
والله تعالى أعلم .
::::::::::::::::::::
من فــجـــر الإيـــمـــان