المحاسبة
بعد الاستجواب، ما للنواب إلاّ التسليم بالواقع، والتركيز والعمل بما فيه صلاح العباد والبلاد. ولا يعني ذلك ان يتخلوا عن دورهم في المجلس، فهم الذين لديهم صلاحية محاسبة المقصر وإيقافه عند حده، فهذا دور من أدوارهم لا يحق لهم ان يتنازلوا عنه كما تنازل عنه الكثيرون، وصار وجودهم للموافقة على طلبات الحكومة وانتظار رأيها في أي أمر ليكونوا معها، بل يجب عليهم الاستمرار بالإصلاح والتنمية والمحاسبة حتى ولو ظهروا بمظهر الضعيف مع من يستخدم سلاح الأغلبية عندما يقوم النواب بالمساءلة وكشف الأوراق. وهناك أمنية نتمنى ان تُطبق، وهذه الأمنية هي ان تستفيد الحكومة من الملاحظات التي اثيرت في أي استجواب، او انتقاد، بدل الاصرار والنظر إلى المنتقد نظرة عدو، بل، لو بادرت الى الإصلاح لكسبت جميع الأطراف، لأنها ستخرج بصورة القوي المعترف بالخطأ، فيعلو شأنها لأنها اعترفت بوجود الخلل الذي لا بد من إصلاحه، مع تمتعها بالأغلبية والقوة بدل العناد بين الأطراف، الذي إذا استمر فلن يوصل إلى بر الأمان.. والله المستعان.
جريدة القبس
علي العبدالهادي
alial-abdulhady@hotmail.com