جريدة الرياض - الأثنين 25 جمادى الأولى 1428هـ - 11 يونيو 2007م - العدد 14231
الملك فهد والأمير سلمان لأجل الطريقي
في رسالة من الأمير سلمان لرئيس التحرير
الملك فهد - رحمه الله - كلفني بشراء منزل المرحوم عبدالله الطريقي
الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه -
سعادة الأستاذ تركي بن عبدالله السديري
رئيس تحرير جريدة "الرياض"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
اطلعت على المقال الذي كتبه الأستاذ عادل بن زيد الطريفي في جريدة "الرياض"
عدد (14226) يوم الأربعاء الماضي الموافق 1428/5/20ه
بعنوان "المثقف السعودي.. بين السياسي والسياسة" وما ورد فيه عن
كتاب صدر مؤخراً عن معالي وزير البترول والثروة المعدنية السابق
الأستاذ عبدالله الطريقي - رحمه الله -
تحدث عن مبادرتي لاستقبال معاليه حين عودته إلى أرض الوطن والترحيب به
وأنني عندما علمت بعدم امتلاكه السكن اللائق برجل في مكانته تحدثت
إلى القيادة بخصوص تأمين السكن المناسب لمعاليه... إلخ.
يطيب لي أن أوضح لكم وللقراء الكرام قصة شراء هذا المنزل
لمعالي الأستاذ عبدالله الطريقي - رحمه الله -
والتي كانت بادرة شخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -
رحمه الله - وهذه القصة هي وفق التالي:
كان الملك فهد - رحمه الله - يكلفني بشراء بيوت لبعض أبناء الأسر الذين
يرى أنهم في حاجتها وفي يوم من الأيام في عام 1405ه استدعاني
وقال لي أن أبحث عن بيت جاهز مؤثث بالكامل في مدينة الرياض
واشتريه من حسابه الخاص ولم يبلغني باسم صاحب المنزل المراد
شراؤه له وقال إنه سيخبرني لاحقاً عنه وكان لأحد الأصدقاء منزل جديد
مؤثث بالكامل بحي الروضة بالرياض سبق أن دعاني فيه منذ مدة قصيرة
في ذلك الوقت لحفل عشاء وأبلغني برغبته في بيع بيته الجديد نظراً
لانتقاله حسب عمله إلى إدارة تؤمن له السكن وأنه لم يعد بحاجة
لهذا البيت
وتم شراؤه بمبلغ خمسة ملايين ريال سددت قيمته من حساب الملك فهد
- رحمه الله -
وعند إصدار الصك سألت الملك باسم من نسجل الصك ووجهني - رحمه الله -
أن أسجله باسم معالي الأستاذ عبدالله الطريقي
لأنه بلغ الملك فهد أن الطريقي ساكن عند أحد أنسابه المتجنسين بالجنسية السعودية
وقال لي انه مهما ( اختلفنا معه في الرأي ) فهو مواطن خدم بلاده
ولا أقبل أن لا يكون له سكن
وفعلاً سجلت الصك باسمه وأضاف الملك فهد - رحمه الله -
مبلغ مليوني ريال من حسابه الخاص وقال لي أخاف يحتاج البيت إلى زيادة
يحتاجونها وأمرني أن أسلم المبلغ والصك له.
وبحكم علاقتي السابقة بالأستاذ عبدالله الطريقي - رحمه الله -
استدعيته في بيتي وأبلغته بما أخبرني به الملك وسلمت له الصك والمبلغ
وأول ما بادرني منه دموعه وتأثره الكبير وكان حاضراً هذا اللقاء
الأستاذ عبدالله السلوم - رحمه الله -
وقد كان الأستاذ عبدالله الطريقي وحتى وفاته - رحمه الله -
محل عناية الجميع واستمرت هذه الرعاية لأبنائه من بعده.
إنني أشكر الأستاذ عادل الطريفي على مقاله المشار إليه الذي
أتاح لي الفرصة أن أنوه بأن الفضل يعود لأهله والتحدث عن إحدى
مكرمات الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -
والتي تنم عن اهتمام القيادة بأبنائها واحتضانهم مهما بدر من بعضهم في وقت من الأوقات. ولسعادتكم خالص تحياتنا،،،
سلمان بن عبدالعزيز