سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : عن حكم التلاوة لروح الميت ؟
فأجاب قائلاً :
التلاوة لروح الميت يعني أن يقرأ القرآن وهو يريد أن يكون ثوابه لميت من
المسلمين هذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم على قولين : القول
الأول: أن ذلك غير مشروع وأن الميت لا ينتفع به أي لا ينتفع بالقرآن في
هذه الحال. القول الثاني: أنه ينتفع بذلك وأنه يجوز للإنسان أن يقرأ القرآن
بنية أنه لفلان أو فلانة من المسلمين، سواء كان قريباً أو غير قريب.
والراجح : القول الثاني لأنه ورد في جنس العبادات جواز صرفها للميت ،
كما في حديث سعد ابن عبادة – رضي الله عنه – حين تصدق ببستانه
لأمه ، وكما في قصة الرجل الذي قال للنبي ،صلى الله عليه وسلم :إن
أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت لتصدقت أفأتصدق عنها؟ قال النبي
،صلى الله عليه وسلم: "نعم" وهذه قضايا أعيان تدل على أن صرف
جنس العبادات لأحد من المسلمين جائز وهو كذلك ، ولكن أفضل من هذا
أن تدعو للميت ، وتجعل الأعمال الصالحة لنفسك لأن النبي ، صلى الله
عليه وسلم ، قال : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة
جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له". ولم يقل : أو ولد صالح
يتلو له أو يصلي له أو يصوم له أو يتصدق عنه بل قال: - "أو ولد صالح
يدعو له" والسياق في سياق العمل ، فدل ذلك على أن الأفضل أن يدعو
الإنسان للميت لا أن يجعل له شيئاً من الأعمال الصالحة ، والإنسان محتاج
إلى العمل الصالح، أن يجد ثوابه له مدخراً عند الله- عز وجل