[معلومات العضو عمراني]

أخي راعي الروضة

ألف شكر على جهودك، وبارك الله فيك ، وكنت أود ولو على الخاص أن ترسل لي اسم من سألت إن لم يكن في ذلك إحراج

اخي أبو عزوز العمران

رد علي الأخ الذي قلت أنني سأسئله، ويعلم الله في هذا اليوم المبارك ، في هذا الشهر المبارك ، أنني تلقيت نفس مضمون الإجابة التي وجدها الأخ راعي الروضة، والأمر لا يستحق ان أكذب على الله في هذا الشهر الكريم.

المهم ... أنا والله كنت أسأل وأنا أعلم الإجابة ولكنني تعودت ان لا أجزم بشئ حتى أعيد الكرة عدة مرات، وسؤالي لم يكن لمعرفة صحة ما تدعون بل لمعرفة هل أنتم بشكل عام قبيلية أم لا .

هذه رسالة من أخ محب لك ولأبناء عمومتك ... أرجو أن تنقلها لهم.

لماذا رددت عليك في هذا المقام؟

لأنكم لم تقتصروا على إدعاء نسبكم بل لأنكم كتبتم ذلك في كل موقع يختص بالأنساب على الإنترنت، وفتحتم مواضيع لا معنى لها بغرض إرسال رسائل غير مباشرة من خلال توقيعك أو لذكر نسبكم الذي تدعون حتى يعتاد الناس على سماع هذه المعلومة فيعتقدون أنها صحيحة بعد فترة من الزمن، ولو لم أرد عليكم ـ أنا او غيري ـ لأعتقد البعض صحة ما تدعون لأن كل إنسان يعرف نسبه وليس أنساب جميع الناس، فإن لم ينكر عليكم أحد فهذا ربما يكون دليلا ـ عند البعض ـ على صحة ما يدعون.

من أنتم؟

أخي الكريم ... مؤكد أنكم لم تنبتوا تحت شجرة، ولم تأتوا من فراغ ، ولكن حالكم حال الآلاف من الأسر التي لا تنتسب إلى قبائل لا تعرفون تحديدا إلى أين تعودون ، لذا سألتم بحثاً عن تاريخ أسرتكم ، وفي الحقيقة جزء من الأسر التي لا تنتسب إلى قبائل كانت يوما من الأيام تنتسب إلى أسر قبيلية فضيعت نسبها إما عن طريق التناسب مع الأسر غير القبيلية ، أو لامتهان أعمال يرى القبائل أنها وضيعة ، أو لعدم الاهتمام بهذه الأمور ، أو لقضايا ثأر ودم ، او لأنهم كانوا مملوكين في فترة من الفترات ، أو لأي سبب من الأسباب .

هل تعلم أخي الكريم أن بعض الموالي المملوكين يرجعون إلى قبائل، فهم أبناء قبيلة في منطقة معينة ولكنهم اختطفوا في صغرهم ونقلوا إلى منطقة أخرى ومن ثم بيعوا، وهذا كانت تجارة رائجة في فترة من الفترات.

إذا حالكم حال غيركم ـ وهذا ليس نقصانا في حقكم ـ يجب أن تتقبلوا الوضع ، وأن تبحثوا عن أصلكم وإن لم تجدوا أدلة فلتنسوا الأمر ، ولا تدعوا نسبا غير نسبكم فتقعوا فيما حرم الله ، خصوصا وأنكم تعلمون نسبكم من جدكم ولكنكم لم تصدقوه ، وأخبركم بنسبكم كبار السن ممن سكن الزبير ممن يعرفون نسبكم، وأنتم تعرفون نسبكم بأصهاركم.


ماذا يجب عليكم أن تفعلوا الآن؟

الفعل الصواب أن تتقبلوا الوضع الذي كان عليه أبائكم وأجدادكم، وأن لا تؤثر في نفسيتكم عدم انتسابكم لقبيلة ، فهذه أمور لا تنقص ولا تزيد في قيمة الرجال ، وإنما ينقص من قيمتها الجهل والمعاصي والأفعال غير المقبولة من المجتمع.

أعجبتني فكرة موقعكم وأشد على أيديكم ، ووضع شجرة تضم أفراد عائلتكم الكريمة كذلك فكرة رائعة ، ولكن لا يجب أن تعود الشجرة إلى أصل ليس أصلكم ، فلو اكتفيتم بذكر من تعلمون من أجدادكم لكفى، وفي هذا الشهر المبارك أذكركم بخطورة إدعاء النسب فأنت ومن أعانك نسبت كل أسرتكم إلى جد ليس جدكم ، ويقع عليك وعليهم وزر هذا الأمر ووزر نسبة كل فرد من أفراد أسرتك، فماذا تستفيد وأنت وأنا وكل من في الأرض سنعود إلى التراب ، وستلاقي ربك ويسألك لماذا قمت بهذا الأمر وأنت تعلم أنني حرمته عليكم.

قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13].

روى البخاري في صحيحة عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس من رجل ادّعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر. ومن أدعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار.

وروى الإمام أحمد والطبراني بسند حسن عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: كفر بالمرء تبرؤٌ من نسب وإن دق وادعاء نسب لا يعرف.

وروى البخاري في صحيحة عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أدعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام.

هل ترغب في ذلك؟

.......... تحذير ..........

والله إن كل ما أخافه أن تصدقوا ما أدعيتم ، فيذهب أحد أفراد أسرتكم إلى أحد من أبناء الأسر القبيلية الذين يتسمون بالطيبة الشديدة ويقول نحن من القبيلة الفلانية والفخذ الفلاني والديرة الفلانية فيزوجكم عن جهل ، ويكتشف مستقبلا زيف ما أدعيتم ويكون الفاس وقع في الرأس ، وتنشب بينكم وبينه المشاكل ، وبينه وبين أفراد أسرته ، فيهجر او يطرد ، أو لا تتزوج بناته من بعدكم ولا يزوج الناس أولاده ، فتكونون بذلك ارتكبتم كبائر الأثم والعدوان.

أخيرا

اسأل الله العزيز الجبار أن يهيدكم للصواب ، وأن لا تغرنكم الدنيا بمتاعها فتنسوا الآخرة وعذابها.

وأذكركم بأمر الرسول عليه أفضل الصلاة واتم التسليم بترك هذا الأمر والابتعاد عنه بقوله "دعوها فإنها منتنة".