[معلومات العضو *همس*]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أستاذي الظافر ..

موضوع الكتابة موضوع جميل فعلا ويستحق الرفع .. ولكم تمنيت أن تنقل لنا وجهة نظرك أنت شخصيا من المقال ..

وأرجو ان تعذريني على جهلي بكاتب المقال (عبدالله الناصر) فلست من المتابعين لكتاب الصحف اليومية .. فمن أكثر الأسماء العالقة في ذهني هما المفكر الدكتور نجيب الزامل والدكتورة أمل الطعيمي بحكم أنها كانت استاذتي اثناء دراستي الجامعية مع تحفظي لبعض مقالاتها إلا أن ذلك لا يلغي روعتها الأدبية ...

لن أقف على صاحب المقال بل لي وقفة على المقال نفسة إن أذنت لي .. وقفت كثيرا على قصة تلك الكاتبة وإن لم تكن هي موضوع المقال ..

تأملت موضوع الجحود والنكران فيها .. كثيرا ما صرنا نسمع في الفترة الأخيرة عن تلميذ تنكر لمعلمه أو موظف تنكر لمؤسسته أو مواطن لدولته.. سؤالي.. ماحدود ذلك التنكر حتى يطلق عليه ذلك ؟ وماهي ملامحة؟؟ وماهي بنود الوفاء المطلوبة؟؟

قرأت المقال أكثر من مرة وأنا أفتش عن ذلك المعنى ولكني لم اجده !!

ماحقيقة ونوعية ذلك التنكرالذي قامت به تلك الكاتبة ؟؟ وما هو المطلوب منها لتكون وفية لهم ؟؟

هل من الواجب عليها أن تردد في كل لقاء اسماء من أخذوا بيدها ؟؟.. أو أن تُذيل كل كتاب أو مقال لها بأسماءهم !!... إن أردنا عدلا أعتقد أنه من المتوجب عليها أن تذكر كل اسماء اساتذتها في الحياة ابتداء بمعلم الإبتدائية الذي علمها كيفية الأمساك بالقلم ..وانتهاء بآخر استاذ تلقنت منه آخر كلمة مرورا بالأهل والأصدقاء والمشجعين بل ربما حتى بحارس المدرسة .. كل أولئك كان لهم فضل أيضا كما ترى ..

أنا واثقة أن تلك الكاتبة لو لم تكن مبدعة وبارعة لما حققت ذلك الإنتشار أبدا ..فالإبداع أمر داخلي لا نستعيرة من أحد أبدا .. قد نتعلمه ولكن ليس الكل يتقنه ..لو أخذنا رجلا أخرق كذلك الغلافس وعرفناه على مفكرين وادباء وكُتاب ومسئولي صحف ومجلات ودور نشر .. ثم سلمناه ورقة وقلم وقلنا له أكتب .. بربك هل سيبدع ؟؟ أشك في ذلك ..
ا
لقضية ليست علاقات ووساطات ..لا.. بل هو امر أعمق من ذلك ..هو حس وابداع داخلي يتفجر في كل مرة بصورة مفاجأة تماما كبركان لم نعد له العدة.. تجد نفسك تلتقط ورقة وقلما وتكتب دون توقف ودون شعور منك .. فوحي الكتابة لا ينتظر طويلا كما تعلم ..

وأعتقد أن الروائي اكد قولي هذا عندما قال أنها خطفت الأضواء لبراعتها وفتنتها آن ذاك ..

أمر آخر .. لو سلمنا بجرمها كما قالوا .. فهل مافعلوه هم بالمقابل أمر مشروع ؟؟

ألا ترى معي سلمك الله أنهم أرتكبوا جرما اعظم من جرمها هي .. كيف ينشر رجال وكُتَّاب مقالاتٍ لهم باسم امرأة حسناء ؟؟
اعتقد أنه استخفاف بعقول القراء وتهميش وغش لهم فضلا على أن يكون من الرجولة بمكان .. أم أن الغاية تبرر الوسيلة؟؟

سيدي .. من واقع أعيشه أقولها .. المعلم المخلص لا ينتظر من تلميذه جزاء ولا شكورا .. هو يزرع ولكنه لا يقطف ..بل يترك متعة تذوق القِطاف لغيرة .. هذا هو الإخلاص ...

لست هنا بصدد المعاتبة على ذلك الفعل ولكنه استوقفني فأحببت ذكره ..

أما بالنسبة لأنتشار الغلافس في هذا الوقت فأتفق معه في ذلك ..
والأمر لا يشمل الكتابة فحسب بل طال كثيرا من الميادين .. نعاني فعلا من مشكلة التصدر قبل التأهل ... ولعل هذا من أهم اسباب تأخرنا .. فالغلافسة في كل مكان اليوم ..

ولكن الحمدلله من قبل ومن بعد .. فصنعة الكتابة أفضل من سواها على الأقل .. هي صنعة فيها مكاشفة مع الجمهور وتتطلب الكثير من الحرفية .. والجمهور له أعين يبصر بها وآذان يسمع بها ..

قد تُظهر الظروف والوساطات بعض الكُُُُتاب ... إلا أنهم اشبه بفقاعة صابون سرعان مايتلاشون .. تماما كمن اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به ..

والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا كله .. إذن ..إلى متى سيستمر زمن الغلافسه هذا ؟؟
الإجابة على هذا السوال مترتبة على الإجابة على السؤال التالي ..

لو كان الناس على مستوى من الوعي والنضج هل سيستطيع أباطرة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء أن يستمروا في أباطيلهم ؟؟

إذن أين الخلل الحقيقي ؟؟ وكيف نعالجه ؟؟

أترك لك الإجابة أستاذي الفاضل ...

أما بالنسبة لفن الكتابة إجمالا .. فأرى من وجهة نظر شخصية انه ظاهرة صحية بدأت تنتشر .. يسعدني حقيقة انتشار المدونات وتفنن الكتاب فيها .. فالعالم العربي بحاجة لها اليوم أكثر من أي وقت مضى ليخفف من وطأة تلك الانهزامات الداخلية التي تعرض لها بعد كل ماجرى ...
أعماق الإنسان تماما مثل بيته تحتاج لنفض وترتيب وتنظيف .. فليمسك كل منا ورقة وقلم .. ثم عليه أن يختار ما هو أقرب لنفسه .. ويجلس ليكتب دون قيود كل مايدور في ذهنه ..و لايهتم لنوعية الكتابات ولا مستواها الأدبي .. المهم الكتابة في حد ذاتها ..هي وسيلة لبناء علاقة جميلة مع العالم ..وأداة ترميم وتفريغ داخلي ..

لدي قناعة ..بأننا كلنا كُتَّاب .. ولكن لسنا كلنا أدباء ..

أعتذر على الإطالة فقد سولت لي نفسي ذلك ليقيني بكرم صاحب هذه المتصفحة .. وسعة صدره لاحتواء الحوار بمختلف اتجاهاته .. ارجو أن تعتبرها تبادل افكار ..

أشكرك على هذه المساحة التعبيرية التي وسعت مداد القلم ..

بارك الله لك في شهرك

دمت بحفظ الرحمن

*همــــس*