رسالة عاجلة إلى الحكومة
انتهت الانتخابات التكميلية للدائرة الرابعة على خير، لكن هناك ظاهرة خطيرة، شعر الكل بها، وكذلك شعرنا بها في انتخابات مجلس الأمة 2008 بالظاهرة نفسها الا وهي ضعف إقبال الناس على صناديق الاقتراع، فلا بد من وضع دراسة جدية حول الظاهرة، وبيان الاسباب التي دعت إليها وايجاد حلول لها لانها ليست مجرد رأي شخصي للناخب، بل أمر له ارتباط وثيق بمستقبل البلد، فالأعضاء يمثلون الشعب، فإذا لم يصوت لتمثيله في المجلس إلا القليل فمعناه ان رأي أغلبية الشعب غير معروف، وقد يكونون محتجين على المجلس ولهم موقف منه. وبالنسبة لعدم الإقبال في انتخابات مجلس الأمة 2008 لعل السبب ضعف أداء المجلس الذي قبله وانعدام روح الحوار، والتأزيم في الأمور، فأغلب المواطنين كانوا يقولون: ما الفائدة من المجلس وما الفائدة من التصويت اذا كانت النتيجة معروفة، واذا كانت هذه هي أخلاق من نوصلهم إلى المجلس. واما في ما يتعلق بالمجلس البلدي فأنا اعتبره رسالة عاجلة إلى الحكومة، هذه الرسالة تدعو إلى إعادة النظر في بعض القوانين.
عدم الإقبال معناه عدم القناعة بأهمية هذا المجلس لعدم وجود رأي له، فقانون رقم 2005/5 حجم دور المجلس البلدي واصبح مجلسا عاجزاً عن اصدار القوانين التي يلحقها للتنفيذ مباشرة. اذا انعدام الفائدة والصلاحيات هو الذي جعل الناس لا يقبلون على التصويت لاحساسهم بعدم فائدته. اذا من هنا لابد من تفعيل دور المحافظات، وتكون كل محافظة مستقلة عن الأخرى، ويكون المحافظ بشخصه هو الذي يدير شؤون البلدية لكون المحافظ أقرب الناس إلى أهالي المحافظة وأعلم بحاجاتهم، ومنها يكون هناك تفعيل لدور المحافظ، فلو نظرنا إلى الدول المتقدمة لوجدنا انها تعامل المحافظ كأنه هو الرئيس المحلي لهذه المحافظة. فكثافة حجم البلدية لا يمكن السيطرة عليها الا بالتقسيم على المحافظات لتسهل السيطرة على شؤون البلدية في البلد بأجمعه.
.. والله المستعان
علي العبدالهادي
جريدة القبس
alial-abdulhady@hotmail.com
www.qsasa.com