عبدالعزيز المحمد الذكير
دخل أحدهم مبنى إدارة وسأل: وين المدير؟.. فأجابه الفراش أي مدير؟ عندنا منهم واجد....!.
قال السائل: المدير العام.. فقال الفراش: عندنا منهم أربعة.. فأيهم تريد؟ المدير العام لشؤون كذا.. أو شؤون كذا.. أو شؤون.. إلى آخره.
وآخر جاء الى دائرة وسأل: -
- أقول : وين المدير ؟ فأجاب الاستقبال: المدير العام ؟ قال السائل: لا.. نبى مدير هالسّنة..!. (هذه السنة)..
الاسم الوظيفى في معظم إداراتنا هو عبارة عن إرضاء رغبة.. وليس ارتياحاً أو قناعة من الإدارات العليا.. وجاءت الجامعات بأناس لا يرضون عن القمة بديلاً.
وجاءت كليات الشرطة برجال مهرة - أكاديميا - في عملية التوقيف والكبح والصد والتصدي والرؤية العميقة.. وهذا جيّد.. لكن أكثرهم يتردد في قبول عمل الساحة أو الميدان لا لشيء إلا لأنه جامعي.. أو لمنزلة اجتماعية، أو خوفاً من فقد فرصة.
ولا يزال مدى الفهم العملي عندنا ضيقاً.. ففي البلدان التي سبقتنا في الإدارة والإجراءات التنفيذية نجد أن القوة العاملة هي ذراع الأمة.. وليسوا استثناء بل هم القاعدة.
رغم كل ذلك فلا تزال النظرة إلى الموظف الميداني، أو رجل الأمن الميداني مشوشة، ونسأل دائماً عن "المدير العام". وإن أردتموني أن أبرهن على صحة رأيي هذا فأقرب أمثلة يمكن تتبعها هو كثرة معاهد السكرتارية في بلاد مثل أوروبا.. ومعاهد وكليات التمريض في أوروبا قاطبة.. ومعاهد التدريب على الصفة التقنية للتعامل مع مصابي الحوادث وتدبّر نقلهم.. ومؤسسات التدريب على كيفية تلقي البلاغ في الطوارئ وكيفية تبليغه والإشعار بمضمونه.. هذه المؤسسات هي الميدانية التي تعتنى بها الأمم أكثر من الألقاب.