إحصائية
العضو |
|
|
وراثة وداية الجار وحمايته عند قبيلة الدواسر ,,,بين المهلب والمبيعيج وأبن خليف,,,
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله المبعوث رحمة للعالمين ,,,,,وبعد |
فيسعدني إخواني القراء الكرام أن أعرض على أنظاركم الكريمه سطور كتبتها حول أخلاق العظماء من الرجال ,وهي حول مكام الأخلاق التي توارثها العرب عبر العصور وجاء الإسلام فأكد عليها وحث إليها في القران والسنه ,فأخلاق العظماء تتكرر وتتشابه وإن أختلف الزمان والمكان .
وحديثي في هذا المقال حول ثلاث قصص إختلفت من حيث الزمان والمكان إلا أنها إتفقت من حيث الفعل المتمثل في سمو مكارم الأخلاق والشيم .
فأما الحادثه الأولى, فقد جرت مع القائد الإسلامي المظفر/ المهلب بن أبي صفره العتكي الدوسري الأزدي ,ذلكم القائد الشهير الذي سحق الخوارج في عهد الدولة الأمويه وسطرت سيرته وسيرة أبناءه من بعده ملحمة للأزد كافه تشهد بها كتب الأدب والتاريخ والسير , ولن أطيل في ترجمته فهو غني عن التعريف ولمن أراد البحث عنه فلن يتكلف في الوصول إليه فلايكاد يخلوأي كتاب في التراجم أوالسير أوالتاريخ من ذكره وذكرأبناءه ,وعودآ على قصتنا فقد حدث أهل السير أن الشاعر الأموي / زياد بن الأعجم من بني عبد قيس من ربيعه , وفد زائرآ وظيفآ على آل المهلب , ولم يكن المهلب حاضرآ
فلقي حبيب بن المهلب (الحرون,وسمي بذلك لأنه يحرن في المعركه فلايفر ولايبرح مكانه إذا فر أصحابه ) وجلس زياد مع حبيب في بستان للمهلب , وبينما هم كذلك إذ حطت حمامة على إحدى أشجار البستان على مرئى من زياد وحبيب , فلما رآها زياد الشاعر تمثل مخاطبآ الحمامه قائلآ: |
تغني أنتِ في ذممي وعهدي = وذمة والدي أن لن تضاري
وبيتكِ أصلحيه ولا تخافي = على صفر مرغبةٍ صغاري
فإنكِ كلما غنيتِ صوتآ = ذكرت أحبتي وذكرت داري
وإما يقتلوكِ طلبتُ ثأرآ = أحاولهُ لأنكِ في جواري
فقال حبيب بن المهلب لما سمع شعره : ياغلام,هات القوس,فقال زياد:وماتصنع؟!,قال حبيب : أرمي بها جارتك(وكان حبيب يحب المزاح),فقال زياد : أجاد أنت ؟!!قال حبيب : والله لأقتلنها, قال زياد :والله لئن رميتها لأستعين عليك الأمير(يقصد المهلب) ,إلا أن حبيب أمضى يمينه فصوب قوسه وأطلق سهمآ أصاب الحمامة فقتلها ,عندها وثب زياد وأنطلق إلى المهلب وأخبره بما جرى, فستدعى المهلب إبنه حبيب , وسأله عما فعل ,فأقر واعترف بصنيعه , فقال له أبوه المهلب :- أعط أبا أمامة (زياد) دية جاره,ألف دينار(وهي دية رجل حر ),فقال :أطال الله بقاء الأمير,إنما كنت ألعب ,فقال المهلب :- أعطه كما آمرك ,فنزل حبيب عند حكم أبيه وأعطى زياد دية الحمامة ألف دينار, فأنشد زياد قائلآ :-
فللهِ عينآ من رأى من قضية = قضى لي بها قرم العراق المهلب
رماها حبيب بن المهلب رمية = فأثبتها بالسهم والسهم يغرب
فألزمه عقل القتيل ابن حرةٍ = وقال حبيب إنما كنتُ ألعبُ
فقال زيادٌ لايروعُ جارهُ = وجارةُ جاري مثل جاري وأقربُ
وهكذا أنتصر المهلب لجاره زياد وجارته الحمامه ووداها (أي دفع ديتها) بدية رجل كما ورد في القصيده ,مسطرآ بفعله ذلك أروع صفحات الوفاء بحقوق الجار ومخلدآ به نادرةً من نوادر الوفاء عند العرب .(وللعلم فأبو المهلب وهو أبو صفوه يلقب بالمودي لأنه ودى جاره حين مدحه أحد الشعراء,,, (وللاسف لايحضرني الآن إلا شطر بيت واحد غير مكتمل) قائلآ:. أبو صفره المودي ,,,,الخ ).
أما الحادثة أو القصه الثانيه المشابهة للأولى , فجرت مع الأمير/ ناصر المبيعيج جد الوداعين , حيث كان لناصر المبيعيج جار من ال عاطف قحطان , وذات يوم يوافق يوم عيد الأضحى وبينما كان ولد ناصر المبيعيج يلعب مع ولد القحطاني , قام ولد ناصر المبيعيج وقال لولد القحطاني : هل تريد ان اريك كيف يذبح ابي الأضحيه , فقام بإضجاعه وجر السكين على حلقه فذبحه , عندها صاحت ام القحطاني وضجت بالعويل , فلما سمعها المبيعيج ناصر, وعلم الخبر قام وأخذ أبنه وجره حتى سدحه على القحطاني المذبوح وذبح ابنه , وقال كلمته المشهوره (ترى الثارات حلاتها عجالها , ولله ماتفرح أم ولدي بالعيد وأمراة جاري القحطاني مفجوعه في ولدها),وقد ذكرها الغوينمي سيف في القصيده المعروفه بمصلحه , حيث قال :_ |
انص الوداعين الرفاع اهل الثنا = أهل الصخا واهل العطا من مالها
قل لهم جرى منكم ثمان سوالف = كلٍ يصدق قايلٍ لا قالها
الأوله منها المبيعيج ناصر = زلة غرير سببت لآجآلها
جره عليه ولاط حلقه فوقه = وقال الثارات حلاتها عجالها
وهكذا تستمر المسيره في توراث وداية الجار عند قبيلة الدواسر ,والمبيعيج هنا يشابه جده القديم المهلب ويرث عنه هذه المكرمة العظيمه .
أما الحادثه الثالثه , فجرت مع حفيد المبيعيج ناصر وهو فايز بن خليف بن معن بن لاحق بن ناصر المبيعيج,(جد آل خليف الوداعين),وهو الذي سن بفعله الطيب في قصتنا هذه لقبآ من ألقاب قبيلة الدواسر وهو لقب (وداية جارها من جدارها), والقصة معروفه لدى الكثيرين منكم ,وشاهدها من قصيدته اللي يقول فيها: |
وديت جاري من جداري وفزت به = والفوز من ربٍ له العبد سايل
حطيت حوشه من عبارة عيالي = ولاخير في هرج بليا صمايل
وذكرها أيضا الغوينمي في معلقة الوداعين مصلحه حين قال : |
والخامسه الجدار منها ودى ابن خليف = عطاه أديةٍ وقفٍ بغير أمهالها
ومواقف قبيلة الدواسر في حماية الجار والخوي كثيره ومعروفه لدى الجميع والمطلع على ما في هذا المنتدى المبارك من بعض مواقفهم تلك يشهد على توارثهم لهذه التركة العظيمه التي لاتساويها قناطير الذهب والفضه فهم يشرون الموت ويبيعون أرواحهم في سبيل الشيم والمكارم فما بالك بما دون ذلك ومن دون قصور في جميع القبايل الي فيها حقها وافي من العلوم الطيبه , و لكل قبيلة أفعال ومآثر طيبه تشكل في النهايه تاريخ هذه القبيلة وتلك ولنا الحق بالفخر بمآثرنا الطيبه والتمسك بها والحث عليها .
ويتبادر إلى ذهني بيت المتنبي عندما أستعرض هذه القصص التي ربما يستغربها البعض حين قال :- |
وتعظم في عين الصغير صغارها = وتصغر في عين العظيم العظائم
رحم الله اولئك العظماء وأدخلهم فسيح جناته ,,فأخلاقهم ومآثرهم تتكرروتتشابه مهما أختلف الزمان والمكان لأن قلوب العظماء هي,,هي ,,لاتتغير ,,.
أرجوا أن أكون قد أفدت القارئ الكريم بما ذكرت , وأعتذر عن الإطالة والتقصير ,,,ولك تقديري وأحترامي ,,,,,,,,,,محبكم / المهلب . |
|