مجلس الأمة جدد الثقة بها بغالبية 27 صوتاً وامتناع نائبين.. وزيرة التربية: ثمار التطوير لا تأتي خلال أشهر
نورية.. «قمر 19»
[line]
كتب محمد السلمان ومحمد الخالدي وأسامة القطري وأحمد الشمري وأحمد زكريا:
تلألأت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح في مجلس الامة أمس عندما جددت الثقة بها بأصوات 27 نائبا مقابل 19 وقفوا ضدها وامتنع اثنان، وهو ما جعلها تؤكد مجددا: «سائرة في طريق الاصلاح.. والتعليم يحتاج الى دعم المؤسسات كافة»، اما مستجوبها سعد الشريع فأبدى قبولا بالنتيجة «مادمنا سلكنا طريق الديموقراطية».. غير انه نفى ان يكون استجوابه قبليا او ضد المرأة «فالوزيرة تجاوزت حجب الثقة بأصوات القبليين والاسلاميين».
ولم يشهد التصويت أي مفاجآت بخلاف تصويت النائبين د.حسن جوهر ووليد الطبطبائي مع حجب الثقة والنائب مبارك الخرينج ضده.
واعرب سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد عن فخر الكويت بديموقراطيتها الحرة وممارسة قضاياها بالطرق الراقية والحضارية، مبديا شكره للطرح الراقي للوزيرة نورية الصبيح والحضاري للنائب د.سعد الشريع وللممارسة الراقية تحت قبة البرلمان.
واستخدم النائب احمد باقر تكتيكا ان «غاب عن الجلسة في بداية التصويت حتى تتضح له الصورة وتوجهات النواب الذين يصوت على اسمائهم حسب الاحرف الابجدية بعد اسمه، ثم عاد بعد ذلك ليصوت بالامتناع كما فعل زميله د.علي العمير».
واكدت الوزيرة الصبيح بعد نتيجة التصويت ووسط تصفيق كبير من الحضور انها ترفع واجبات الشكر والامتنان الى سمو أمير البلاد «راعي الديموقراطية على ثقته الغالية التي منحها اياي واشكر سمو ولي العهد على دعمه وسمو رئيس الوزراء الذي منحني فرصة ايضاح موقفي»، مشيرة الى ان «التعليم في البلاد بحاجة ماسة الى دعم ومؤازرة من كل مؤسسات المجتمع المدني وهيئاته».
ودعا الى وجوب «التفهم ان ثمار التطوير لن تؤتي اكلها في غضون اشهر قليلة وتحتاج الى قدر من الثقة واتاحة الفرصة والصبر على الملاحظات، وطالما صحت النوايا وتوافرت العزائم سنبلغ ما نطمح اليه».
واعلنت استمرارها في وضع وتطبيق استراتيجية لتطوير التعليم.
ومن جانبه اكد صاحب الاستجواب النائب د. سعد الشريع قبوله نتيجة التصويت على طلب الثقة في الوزيرة قائلا ان «من يقبل الديموقراطية يجب ان يقبلها بحلوها ومرها» مباركا للوزيرة نيلها ثقة المجلس.. فنحن هدفنا واحد هو الوحدة الوطنية ولا تهمنا النتائج.. ولهذا نشد على يد الوزيرة ونقول لها ابتعدي عن التصفيات وانتبهي الى التعليم.
وابدى الشريع ملاحظتين الاولى حول اتهام الاسلاميين بانهم ضد المرأة «في حين انه لم ينقذ المرأة اليوم الا الاسلاميون في اشارة الى تصويت بعضهم مع الوزيرة، اما الملاحظة الثانية فهي اتهام الاستجواب بانه قبلي وهو ما ينفيه تصويت اقرب الناس لي مع الاستجواب ويقصد النائب حسين الحريتي الذي ينتمي الى قبيلته.
وخلال النقاش الذي سبق التصويت على طلب الثقة قال النائب عبدالله العجمي ان مؤيدي الاستجواب لا يهدفون الا المصلحة العامة واصلاح الجسم التربوي، مشيرا الى ان ما يثلج الصدر هو التضامن الحكومي الذي برز بعد حديث الوزيرة وتصفيق الوزراء لها مبديا خشيته من ان يأتي يوم نصفق فيه كفا بكف على حال البلد.
واضاف ان الكتب الجنسية ليست غلطة عفوية بل مخطط لها، مشيرا الى ان الجامعات الخاصة تمادت في غيها في موضوع الاختلاط لان من امن العقوبة اساء الادب.
ومن جانبه قال د. ضيف الله بورمية الذي تحدث مؤيدا لحجب الثقة عن الوزيرة ان نورية الصبيح حجبت الحقائق في حادثة العارضية وضللت مجلس الامة وتهكمت على اولياء الامور مستغربا كيف انها اعتمدت كشوف الاعمال الممتازة قبل 48 ساعة من طلب حجب الثقة واقرت لائحة الجامعات الخاصة قبل يوم من الجلسة.
وفي الجانب المؤيد للوزيرة الرافض لحجب الثقة تحدث النائب احمد المليفي رافضا الفجور في الخصومة والغاء الآخر، مشيرا الى ان تسييس قضية الاعتداء على الطلبة وتوثيقها للتاريخ هو الذي اساء لنا مؤكدا ان وزيرة التربية قادرة على اكمال مسيرة التعليم وتستحق تجديد الثقة بها.
اما النائب مرزوق الغانم الذي تحدث رافضا حجب الثقة فقال ان استجواب الشريع نجح بأخلاقه الراقية فهو ابن قبيلة العوازم الضاربة في تاريخ الكويت.
واضاف ان الاعتداء على طلبة العارضية جريمة عفنة ويجب معاقبة الفاعل اشد عقاب.. لكن الوزيرة غير مسؤولة».
وأعرب عن اسفه لضياع هيبة القانون في الدولة وجلب المتنفذين للعمالة السائبة وغير المتعلمة التي بلغ بها الحال سرقة اغطية البواليع.
ووجه كلامه لوزير التربية قائلا: محشومة يا أم عادل من كل ما اتهمت به في الكتب الجنسية والقضايا الأخلاقية».
وبعد رفع الجلسة قال النائب أحمد باقر ان قرار اقناعه وزميله د.علي العمير يؤكد ان «الأخطاء حدثت فعلا والوزيرة تفاعلت معها ولذلك لا تستحق حجب الثقة، اضافة الى اصدار قرار الجامعات الخاصة الشافي والكافي والذي يحتاج الى تطبيق»، مشيرا الى أن «قرار الامتناع جاء ليتناغم مع المبدأ الشرعي فنحن لا نفصل بين السياسة والشريعة».
وقال علي العمير ان «الاستجواب احتوى جوانب واموراً ايجابية وسلبية لكننا لم نندفع وراء الجوانب السياسية لحجب الثقة لعلمنا أن الوزيرة أدت دورا ايجابيا».
وعلت الصيحات والزغاريد في قاعة المجلس فور رفع الجلسة من قبل اسرة وزارة التربية والمسؤولات فيها الذين تحلقوا حول الوزيرة نورية لتهنئتها بالنتيجة.
وغادرت نورية الصبيح مجلس الأمة بمعية سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وفي سيارته الخاصة، حيث التقت سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد».
وفي اتجاه آخر فتح مجلس الأمة نقاشا في موضوع الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ووقف الامدادات النفطية والغذائية عن الفلسطينيين في غزة.
ودعا المجلس في بيان له الحكومات العربية والاسلامية الى تحمل مسؤولياتها والتحرك فورا لدى جميع المنظمات الدولية للتدخل السريع لوقف الهجمات الإسرائيلية الغادرة وفك الحصار الجائر، مطالبا جميع الشعوب العربية والاسلامية بـ«مناصرة اخوانهم في غزة والعمل على تخفيف معاناتهم بتقديم ما يستطيعون من معونات».
وأكد رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي اهتمام دولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا بالقضية الفلسطينية وبما يتعرض له الاشقاء الفلسطينيون من انتهاكات اسرائيلية لاسيما في قطاع غزة المحتل.
وقال الخرافي «احب ان اذكركم واسجل للتاريخ ما قام ويقوم به سمو الشيخ صباح من جهود لصالح القضية الفلسطينية وخدمتها» مضيفا ان «سموه كان دائما عنصرا هاما في كل المحافل الدولية فسموه يشعر اين ما حل أن القضية الفلسطينية هي قضية الكويت فهو لم يبخل عليها ابدا لا بالدعم المادي ولا المعنوي ولا بالجهود الدبلوماسية المضنية».
ومضى يقول ان سموه ساهم وبشكل حثيث وبالطرق الدبلوماسية «في تخفيف حدة الاقتتال بين الاشقاء الفلسطينيين فله منا جميعا الشكر على هذا الموقف المشرف».
واكد وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح وقوف الكويت اميرا وحكومة وشعبا رافضة جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ووصف ما يحدث بأنها «جرائم ترتقي إلى أن تكون جرائم حرب ضد الإنسانية»، مشيرا إلى استدعاء السفراء للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن في الكويت وايضاح موقفنا الرافض لهذه الجرائم».
وهاجم نواب السياسة الامريكية في الشرق الاوسط، وفي هذا الشأن ذكر عبدالله عكاش ان «ما يحصل في فلسطين هو بدعم مطلق من الامريكان» فيما دعا أحمد لاري الى ان «يهز الله عرش اسرائيل والكيان الامريكي وبوش».
وشتم خالد العدوة امريكا قائلا ان «الامريكيين والاوروبيين كلهم أوباش.. اولاد كلب، ونأسف لموقف الحكومات المتخاذلة».
وذكر د. حسن جوهر ان «زيارة بوش الاخيرة الى اسرائيل هي بمثابة اعطاء ضوء اخضر لها بالعربدة».
وقال جمعان الحربش ان «الصراع العربي الآن هو مع امريكا.. فإسرائيل ماهي الا ذنب لامريكا وهي تخشى عودة الاسلام وصورة التوبة».
وطال الهجوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقال فيصل المسلم ان «عباس ونظامه دمى بيد النظام الصهيوني».
وذكر مسلم البراك ان «مايحصل في غزة هو بترتيب من عباس»، مشيرا الى ان «عمرو موسى وجد له شقة في لبنان (يروح ويجي) ويتمنى ان تطول مهمته».
واستغرب ناصر الصانع رفض الرئيس المصري «فتح معبر رفح الحدودي الا بإذن الاسرائيليين»، مشيرا الى ان «ذلك تم بناء على اتصال بين الرئيس المصري واسرائيل»، متسائلا: «لماذا يخاف الرئيس مبارك؟!».
ومساء أمس، ذكر الصانع في ملتقى الحركة الدستورية أن القيادي في حركة حماس خالد مشعل اتصل برئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي لينقل له صورة عما يحدث في غزة، مبينا ان الحركة الدستورية طالبت الخرافي بلعب دور مع صاحب السمو وأبلغنا ان الكويت مستعدة لإرسال قوافل من الإغاثة اذا كان هناك تطمينات بوصولها.
ولم يصوت المجلس على طلب نيابي بتأجيل مناقشة قانون الايجارات والتصويت على اقراره في مداولته الثانية لمنح الحكومة فرصة لتقديم بيانات بشأنه اضافة الى دعوة النواب الذين تقدموا بتعديلات على القانون ورفضت الاستماع الى وجهات نظرهم باللجنة المختصة.
ووافق المجلس على تكليف اللجنة المختصة تقديم تقرير في شأن الاقتراح بقانون في شأن ضبط اسعار الاراضي السكنية تمهيدا لعرضه على جلسة المجلس المقررة غدا لبحث القضية الاسكانية.
وتقدم عدد من النواب بطلب لعقد جلسة خاصة في الرابع من مارس المقبل للنظر في قضية تفشي البطالة واستعداد الحكومة لهذه الظاهرة ومعالجة طابور المنتظرين للتوظيف في ديوان الخدمة المدنية.
نتيجة التصويت على طلب حجب الثقة
المؤيدون لحجب الثقة: أحمد الشحومي - جابر المحيلبي - حسن جوهر - حسين مزيد - خالد العدوة - سعد الشريع - سعدون العتيبي - صالح عاشور - ضيف الله ابورمية - عبدالله عكاش - عبدالله راعي الفحماء - عبدالله العجمي - علي الدقباسي - غانم الميع - محمد الخليفة - مرزوق الحبيني - مزعل النمران - مسلم البراك - وليد الطبطبائي.
المعارضون لحجب الثقة: احمد لاري - احمد السعدون - احمد المليفي - جمال الكندري - جمال العمر - جمعان الحربش - حسين الحريتي - خضير العنزي - خلف دميثير - دعيج الشمري - صالح الفضالة - طلال العيار - عادل الصرعاوي - عبدالله الرومي - عدنان عبدالصمد - علي الراشد - فيصل المسلم - فيصل الشايع - مبارك الخرينج - محمد المطير - محمد الصقر - محمد البصيري - مرزوق الغانم ـ مشاري العنجري ـ ناصر الصانع ـ وليد العصيمي - جاسم الخرافي.
الممتنعون عن التصويت: أحمد باقر - علي العمير
نورية كعادل الصبيح.. 19 نائبا عارضهما
لوحظ ان عدد النواب الذين صوتوا ضد الوزيرة نورية، هو نفسه الذي صوت ضد الوزير الأسبق عادل الصبيح .. فكلاهما وقف ضدهما 19 نائبا.
الفرق بين الاثنين ان نورية ساندها 27 نائباً وامتنع عن التصويت اثنان، اما عادل الصبيح، فصوت معه 26 وامتنع عن التصويت ثلاثة نواب وهم طلال العيار وفهد الميع ووليد العصيمي، وكان ذلك في مجلس 1999.
مؤيدان ومعارضان
تحدث مع الوزيرة نورية في جلسة مجلس الأمة أمس النائبان أحمد المليفي ومرزوق الغانم، بينما تحدث ضدها النائبان عبدالله العجمي وضيف الله أبورمية.
طالع مجلس امة
تاريخ النشر: الاربعاء 23/1/2008