مصادر عسكرية لـ الوطن: ادعاء العراق بقصف كويتي لموقع عراقي هدفه إجبارنا على
مفاوضات بين البلدين للحديث عن توسيع منفذه البحري على حساب حدودنا
التحرشات العراقية بالكويت... تعود
كتب عبدالله النجار وعبدالرزاق النجار وناصر العتيبي:
نفي كويتي قاطع وصريح أطلقته وزارة الدفاع أمس رداً على تصريحات عراقية أفادت بأن «مقاتلات حربية كويتية قصفت مواقع عمل لشركة أجنبية تعمل على انتشال الغوارق ضمن المياه الإقليمية العراقية».. وآزر هذا النفي تفسيرات من مصادر مسؤولة أكدت لـ «الوطن» ان «شيئا كهذا ليس صدفة اطلاقه من الجانب العراقي، فهم يريدون التوسع بحريا على حساب الأراضي والحدود البحرية الكويتية»، وهو مشهد يعيد الى الأذهان تحركات لجأ اليها الرئيس العراقي المقبور صدام حسين قبل غزوه البلاد.
وكانت صحيفة «الصباح» الحكومية العراقية نشرت امس على لسان وكيل وزارة النقل العراقي بنكين ريكاني ان «قوات عسكرية كويتية قصفت في اول ايام عيد الأضحى المبارك أحد الزوارق التابعة لشركة هولندية متعاقدة مع وزارة النقل العراقية لانتشال الغوارق البحرية في المياه الإقليمية العراقية بالقرب من البوابة رقم 11، في ميناء خور عبدالله، ما اضطر الشركة الى الانسحاب من موقع العمل بسبب تلقيهم تهديدات بالأسر والملاحقة من القوات الكويتية».
وأشار العراقي ريكاني الى ان «القصف الكويتي أدى الى قطع أسلاك المرافئ التابعة للشركة وإلحاق أضرار مادية في معداتها، ووزارة النقل العراقية فاتحت القوات البحرية العراقية وطلبت منها التدخل، وكذلك أبلغنا مجلس الوزراء بالاعتداء لاتخاذ الإجراءات اللازمة».
ونفت وزارة الدفاع الكويتية على لسان الناطق الرسمي باسمها العميد يوسف الملا ما نشرته الصحيفة العراقية: «لا صحة اطلاقا لهذا النبأ وعار من الصحة، ولا يمت للحقيقة بصلة»، مضيفا «نحن نحترم سيادة الدول والعمل الجاد لتعزيز استقرار المنطقة، واشاعة مثل هذه الاخبار لن تنال من عمق علاقات الكويت والعراق وشعبيهما».
وعلى الصعيد نفسه، اكدت مصادر مطلعة لـ «الوطن» ان «العراق يسعى الى إجبار الكويت على الجلوس معها لاعطائه منفذا بحريا اكبر مما هو لديه الآن، على حساب الاراضي والحدود الكويتية، رغم ان العراق لديه منفذ بحري معروفة حدوده»، مبينة ان «هذا هدف العراق منذ ما قبل الغزو في اغسطس 1990».
واشارت المصادر الى ان «عمليات استفزازية ارتكبها العراق بحق الكويت.. فالقطع البحرية العراقية تصوب أسلحتها باتجاه الدوريات البحرية الكويتية، وهذا يتنافى مع مبدأ التعاون بين الجانبين، رغم ان القوات العراقية ترى علم الكويت مرفوعا على دورياتنا».
وأكدت المصادر ان «القيادة الكويتية العسكرية العليا لديها علم بذلك»، مبينة ان «قواتنا لا تهاجم اطلاقا، وعملها منحصر في حماية اراضينا وحدودنا».
من جهة اخرى، اكد اكاديميون ومحللون سياسيون ان «ما نشرته الصحيفة العراقية وراءه شيء ما».
واكد الدكتور خالد القحص ان «الاتهام العراقي يرمي الى تحقيق هدف سياسي معين».
أما الدكتور عبدالرضا اسيري فاوضح ان «ما ادعاه وكيل وزارة النقل العراقي ليس اتهاما رسميا»، مضيفا ان «عقيدة الكويت العسكرية دفاعية وليست هجومية».
على صعيد مختلف، نقلت صحيفة «الصباح» العراقية الحكومية عن قائد شرطة البصرة اللواء الركن عبدالجليل خلف ان «قراراً صدر يمنع بيع المزارع والاراضي الواقعة في ناحية سفوان المتاخمة للحدود الكويتية»، لافتا الى ان القرار جاء على خلفية «تنامي ظاهرة شراء تلك الاراضي من قبل اشخاص لا يمتلكون الجنسية العراقية».
تاريخ النشر: الاحد 30/12/2007
[line]
الناطق الرسمي أكد احترام الكويت لسيادة الدول ومراقبون يحذرون من أهداف سياسية
[line]
ردا على ما أوردته وسائل إعلام الجار: «الدفاع» نفت قيام قواتنا البحرية والجوية بقصف مواقع في المياه العراقية الإقليمية
كتب ناصر العتيبي ووكالات:
نفت وزارة الدفاع امس قيام قواتها البحرية وطائراتها المقاتلة بقصف مواقع في المياه الاقليمية العراقية مؤكدة حرصها على الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية وعلاقات حسن الجوار.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع والجيش العميد يوسف الملا في تصريح (كونا) تعليقا على ما اوردته وسائل اعلامية عراقية أمس حول قيام قوات بحرية كويتية وطائرات مقاتلة كويتية بقصف مواقع احدى الشركات العاملة في المياه الاقليمية العراقية «لا صحة اطلاقا لهذا النبأ وانه عار من الصحة ولايمت للحقيقة بصلة».
واكد العميد الملا احترام دولة الكويت لسيادة الدول والعمل الجاد لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة مشيرا الى ان اشاعة مثل هذه الاخبار لن تنال من عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وكانت وكالة الانباء الالمانية قد نقلت امس عن صحيفة الصباح العراقية في عددها الصادر امس الأول الجمعة ان مقاتلات حربية كويتية قصفت مواقع عمل لشركة اجنبية تقوم بانتشال الغوارق ضمن المياه الاقليمية العراقية.
ونسبت صحيفة «الصباح»الحكومية الى وكيل وزارة النقل بنكين ريكاني قوله «إن قوات عسكرية كويتية قامت في اول ايام عيد الاضحى المبارك بقصف احد الزوارق التابعة لشركة هولندية متعاقدة مع وزارة النقل العراقية لانتشال الغوارق البحرية في المياه الاقليمية العراقية بالقرب من البوابة رقم 11 في ميناء خور عبد الله التابع لميناء ام قصر شمالي الخليج، ما اضطر ملاكات الشركة المذكورة الى الانسحاب من موقع العمل بسبب تلقيهم تهديدات بالأسر والملاحقة من قبل القوات الكويتية».
واضاف «ان هذه الغوارق تقع ضمن المياه الاقليمية العراقية بحسب الخرائط العالمية وان الشركة الهولندية تم التعاقد معها لانتشال الغوارق العراقية العالقة في المياه منذ ثمانينيات القرن الماضي والتي ادت الى عرقلة العمل في اغلب الموانئ العراقية ومنعت دخول السفن العملاقة ذات الحمولات الكبيرة».
أضرار مادية
وقال «ان القصف الكويتي ادى الى قطع اسلاك المرافئ التابعة للشركة والحاق اضرار مادية في معداتها وان الوزارة قامت من جانبها بمفاتحة القوات البحرية العراقية وطلبت منها التدخل كما ابلغت الامانة العامة لمجلس الوزراء بالاعتداء لاتخاذ الاجراءات اللازمة بصدد ذلك».
وللأكاديميين رأي
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالرضا اسيري اعرب عن استغرابه لبث هذا الخبر في هذا الوقت، رغم مرور اكثر من عشرة ايام ان كان ما يدعيه وكيل وزارة النقل العراقي صحيحا في هذا الاتجاه.
وقلل د. اسيري من صحة الخبر وقال ان ما صرح به وكيل النقل العراقي لا يعتبر كلاما رسميا وليس مصدر ثقة وهو ما يفرض شكوكا كثيرة على الخبر».
واكد د. اسيري ان العقيدة العسكرية الكويتية ليست للهجوم وانما هي الدفاع عن تراب الكويت.
هدف سياسي
من جهته علق استاذ الاعلام في جامعة الكويت د. خالد القحص لافتا إلى ان ما يجب قراءته في هذا الخبر هو ما الهدف منه وما هو المطلوب من وراء هذه الاتهامات مشيرا إلى ان هذا الاتهام قد يهدف إلى تحقيق هدف سياسي معين.
وعرج د.القحص على قضية التعتيم على الخبر في اشارة إلى استغرابه في بث مثل هذا الخبر الان رغم ان وكيل وزارة النقل يدعي انه حدث في اول يوم عيد الاضحى مشيرا إلى ان قضية تعتيم الخبر كانت في السابق تأتي وفق مصلحة معينة عندما كانت مصادر الانباء قليلة ولكن الوضع الان اختلف مع الثورة الاعلامية الموجودة.
تاريخ النشر: الاحد 30/12/2007
الوطن الكويتيه