المتألقه هند
سأذكر لك " انسكب العصير "
أوراق مبعثرة على الطاولة، وهو جالس على ذلك الكرسي وقلمه يتحرك على تلك الورقة، وكوب عصير بجانبه، لم يبدأ بشربه بعد، تلك الأوراق ما هي إلا عبارة عن جهده في السنوات الماضية ولكنه لم يصل الى الهدف، فالمشوار ما زال طويلاً، وفجأة ينسكب العصير على جميع الأوراق ويضيع حلم الوصول للهدف، وتأتيه حالة من اليأس وفقدان الأمل، ويسأل نفسه لماذا انسكب العصير؟!
كلنا يجتهد ويعمل طوال حياته ليصل الى هدفه المنشود، ولكن بعضنا يصل الى الهدف والبعض يكون قريباً من الهدف وفجأة يحدث أمر بسبب إهمال منه، أو عدم مبالاته به، فيضيع حلم الوصول الى الهدف، ولهذا انسكب العصير، انسكب لإهمال الشخص له، انسكب ليأس الشخص من العمل، انسكب لأنه تركه مملوءاً بجانب أوراقه التي هي نتاج عمل سنوات·
نعم كلنا يحاول الوصول الى الهدف، فبعضنا فشل أكثر من مرة ولكن في النهاية وصل الى الهدف، وآخرون حققوا النجاح ووصلوا الى الهدف بسهولة، والفرق هنا ان عدم الاهتمام أدى الى الفشل، فمن أراد النجاح وتحقيق الأهداف كل ما عليه أن يهتم ولو بأصغر الأمور لأن إهمالها سبب الفشل، ولكن فشل صاحبه يأس وفقدان للأمل، كيف نريد النجاح والإهمال موجود واليأس نال منا ما نال؟ كيف بنا أن نصل الى أهدافنا ونحن لا نستطيع مواجهة الصعاب، والتحلي بروح الأمل والعزيمة مهما قابلتنا من صعوبات، فلربما كان الفشل بداية لتحقيق النجاحات والسبب رئيسي في وصولنا الى الهدف·
فلا يجب علينا وضع أهداف نريد تحقيقها ويوجد في أجسامنا كلمة يأس وفقدان الأمل، لا ننكر أن الإنسان يمر بمرحلة اليأس ولكن يجب أن يقابلها بوجود الأمل ولو كان الأمل معلقاً في شعرة، وأيضاً الاهتمام بجميع الأمور، كبيرها وصغيرها لتحقيق الهدف لأن الإهمال واليأس وجهان لعملة واحدة، وانسكب العصير بسبب الإهمال من صاحبه، فهو يعمل ويعمل ولكن لا يهتم بما حوله من أمور، فانسكب العصير على أوراق عمله وجهده طوال سنوات، معها ضاع الحلم وأصابه اليأس·
قصة أضعها لكم كمثال على عدم اليأس، عائلة منكوبة من أب وأم وطفل في الشهر التاسع، كانت حالته جيدة ولكن أصابه مرض في صدره نقل على إثره للمستشفى وحالته تزداد سوءاً كل يوم ومحاولة من الأطباء على إنقاذه حيث كان المرض في قلبه الصغير، والأم صابرة وراضية بقضاء الله وقدره، ولكن لم يستطع الأطباء معالجته، فسافرت به الى دولة خارجية للعلاج، والسنوات تمر والأسرة في حالة صعبة، وفجأة يقول لهم الطبيب ان الطفل بحاجة الى عملية جراحية ولكن لا يضمن نجاحها، فتوكل الوالدين على الله تعالى وتعلقا بشعرة أمل، وبعد ساعات يخرج الطبيب ويقول مبروك الطفل في حالة جيدة، هذه قصة سمعتها وقرأتها ولكنني لم أحفظها تماماً، ولو نظرنا إليها لوجدنا أن الوالدين لم يصبهما اليأس، وكان الأمل وموجوداً لتحقيق هدف علاج ولدهما، وبفضل الله تعالى شفي الولد .
هند ... .أوردت هذه القصة لأنها تحمل الكثير من العبر التي يجب أن نتعلم منها، وهي الأمل وعدم اليأس بعد التوكل على الله تعالى·
على فكره " انسكب العصير "
للقاص / عبيد الكعبي
لك افضل تحياتي هند