انتقادات لدعوة وزير مصري المسلمين إلى زيارة القدس
أثارت دعوة وزير الأوقاف المصري المسلمين إلى زيارة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، ردود فعل غاصبة من جانب رجال دين وبرلمانيين ومثقفين اعتبروها دعوة للتطبيع وإقرارا باحتلال القدس، ودعما سياسيا واقتصاديا لإسرائيل.
وقال الوزير محمود حمدي زقزوق في لقاء ثقافي، إن على جميع المسلمين في أنحاء العالم زيارة القدس والمسجد الأقصى "حتى يعلم الجميع أن هذه القضية تخص كل المسلمين على مستوى العالم وليس الفلسطينيين وحدهم".
وفي عام 2001، أثارت دعوة مماثلة من الوزير زقزوق موجة انتقادات حادة داخل مصر وخارجها، واعتبرتها رابطة علماء فلسطين وقتها دعوة للتطبيع، وترويجا لإسرائيل أمام العالم وكأنها توفر الأمن لزائري القدس من المسلمين والمسيحيين.
الدكتور عبد الله الأشعل (الفرنسية-أرشيف)
اعتراف ضمني
الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق قال للجزيرة نت إن وزير الأوقاف تنقصه بعض الجوانب القانونية والسياسية، وإن دعوته مبعثها التحمس للجانب الإيجابي من زيارة المسلمين والعرب للقدس، لكنه أغفل أن حصول الزائرين على تأشيرة إسرائيلية لدخول القدس يعنى اعترافا ضمنيا بتبعية القدس لإسرائيل.
وأوضح الأشعل أن زيارة القدس المحتلة ممكنة إذا تحولت سلطة منح تأشيرة الدخول من إسرائيل إلى أي جهة أخرى، كالسلطة الفلسطينية أو الأمم المتحدة أو مصر أوالأردن.
المفكر والكاتب الإسلامي فهمي هويدي وصف الدعوة لزيارة القدس بأنها "غيبوبة سياسية"، وقال "هذه الدعوة هزل كبير، وتغافل عن الخريطة السياسية في المنطقة، ولا يليق بأي مسؤول أن يطالب بهذه الدعوة المحفوفة بالمخاطر".
بدوره أعرب الأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين الدكتور محمد البلتاجي عن أسفه لدعوة الوزير زقزوق، وقال "إن موقف البابا شنوده كان أكرم وأكثر اتساقا مع المصالح العربية والفلسطينية عندما رفض زيارة القدس، وحرم زيارتها على المسيحيين حتى تحرر من الاحتلال".
واعتبر أن استئذان سلطات الاحتلال لدخول القدس "استرضاء لإسرائيل يحمل إقرارا ضمنيا بجريمتها"، مشيرا إلى أنهم يدرسون تقديم استجواب لوزير الأوقاف في البرلمان عند بدء دورته الجديدة إذا لم يتراجع الوزير عن دعوته.
ورفض البلتاجي الرأى القائل بأن زيارة القدس يدعم الفلسطينيين اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، مشيرا إلى أن إسرائيل هي التي تسيطر على الممرات والأسواق في القدس.
"
السفير سعيد كمال "لماذا يترك الحق في زيارة المدينة لشارون وأمثاله ولا يزورها المسلمون؟
"
ترحيب بالدعوة
لكن الدعوة وجدت قبولا لدى البعض الذين اعتبروا أن حرمان القدس الشريف من الدعم الإسلامي والعربي بزيارتها، اختزل القضية لتصبح مسألة فلسطينية فقط، وهو ما سهل استمرار سيطرة إسرائيل على المدينة المحتلة.
وقال السفير سعيد كمال الأمين العام المساعد بالجامعة العربية للجزيرة نت "لماذا يترك الحق في زيارة المدينة لشارون وأمثاله ولا يزورها المسلمون"؟ لكنه طالب بأن تجري الزيارات بالتنسيق المسبق مع السلطة الفلسطينية.
وقال إن أهل القدس تضرروا كثيرا بانقطاع الحجاج المسلمين عن المدينة منذ احتلالها، لافتا النظر إلى أن نحو نصف مليون حاج كانوا يزورون القدس سنويا عقب موسم الحج، مما يثري حركة البيع والتجارة في المدينة.
واتفق الفنان المصري والناشط السياسي حمدي أحمد مع الرأى السابق، وانتقد إصرار المسلمين والعرب -خاصة قيادتهم السياسية والدينية- على عدم زيارة المسجد الأقصى قبل تحرير القدس، نافيا أن تكون تلك الزيارات نوعا من التطبيع.