من القلب
الأكاديمية الخالدة
صالح رضا
عندما كان سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز يحدثنا عن تطلعاته نحو تشييد مدرسة لتدريب النشء في الأهلي تكون نواة لمدارس مماثلة وذلك منذ عقدين أو أقل قليلاً، كنا نظن أن ذلك الحديث الوردي وتلك الأفلام التي يعرضها علينا عن أكاديميات الكرة في هولندا آنذاك إذا تحققت فلن تتمخض سوى عن إنشاء مدرسة كروية للنشء لا تختلف كثيراً عن مدارس النشء الموجودة بأندية محلية وعربية وهي في معظمها لا تسمن ولا تغني من جوع.
* ورغم تأخر تنفيذ الفكرة لأسباب شتى إلا أنها شهدت ولادة أكاديمية على أعلى المستويات تتسم بالقوة والتنظيم والتجهيز وتحتوي على أبنية حديثة ومخصصة وعالية الجودة، إضافة إلى ملاعب مزروعة على أحدث الطرق، وبوجود كوادر مؤهلة من مدارس كروية مختلفة فكان للأكاديمية صدى على جميع المستويات الاجتماعية منها والرياضية.
* مؤسس الأكاديمية وأبوها الشرعي كانت نظرته بعيدة ثاقبة وأبعد من مجرد مدرسة تعلم النشء أبجديات كرة القدم، بل تشمل الاهتمام بالجانب الأخلاقي والبيئي والدراسي للناشئ من أبناء الأكاديمية. فالفكر الراقي والعميق لصاحب التطلعات العالية قد أخذ يرقى بالأكاديمية يوما بعد يوم وموسماً بعد آخر. وما الاتفاقية المبرمة مع أكاديمية سبورتنج لشبونة البرتغالي إلا خطوة من خطوات عدة ومدروسة هي نتاج طموح لا يقف عند حد أو مستوى أو سقف معين فالطموح والفكر السليم يحتاجان دائماً لمساحات أرحب وأجواء أنقى.
* وحيث إن (الزين ما يكمل)، فإني أرى شتاتاً ينتظر مخرجات الأكاديمية عند تصعيدهم إلى الدرجة الأولى بعد أن قضوا في درجتي الناشئين والشباب المدة المحددة. فتجبرهم السن على الصعود إلى الدرجة الأولى، وفي هذه الحالة فالسقف الأعلى لعدد اللاعبين المسجلين بالدرجة الأولى أربعين لاعباً إضافة إلى ثلاثة أجانب، مما لا يتيح تسجيل عدد معقول من مخرجات الأكاديمية بل ستتسرب منهم أعداد كبيرة، أو يكون التحاقهم على حساب لاعبي الفريق الأول ونجومه.
* وهذا لن يكون حكراً على الأهلي، فالأندية جميعها ستتضرر وستفقد أجيالاً من اللاعبين الشبان، وستفقد مواهب واعدة قد يكون من بينهم من يكون ذا شأن في عالم الكرة إذا أتيحت له الفرصة، والخسارة أولاً وأخيراً للكرة السعودية في حال استمرار السقف الأعلى للدرجة الأولى على أربعين لاعباً.
* لذا أتمنى إعادة رفع سقف استيعاب الدرجة الأولى إلى خمسين لاعباً يكون منهم خمسة عشر لاعباً من المصعدين من درجة الشباب، وفي حالة نقص اللاعبين الشباب المصعدين عن خمسة عشر لاعباً تبقى أماكنهم شاغرة لا يحق للنادي إحلال غيرهم عليها من لاعبي الدرجة الأولى المسجلين أو المنقولين.
* وبالعودة إلى أكاديمية الأهلي أجزم يقيناً بأنها ستكون أكاديمية رائدة على مستوى المنطقة العربية والآسيوية، بل ستكون رائدة على المستوى العالمي ما دام فكر خالد بن عبدالله وراء تطورها وتميزها، ولتكون مخرجاتها في يوم قريب رافداً قوياً للمنتخب الوطني إن شاء الله تعالى.
نبضات!!