عذاريب
أبطال القوى.. وسبات الشركات
عبدالله العجلان
بعد العودة من أسياد الدوحة، وعلى ضوء إحراز أبطالنا لألعاب القوى لعدد كبير من الميداليات الذهبية والفضية، كتبت هنا عن أهمية الوقوف مع اتحاد ألعاب القوى وتثمين نجاحاته وإسهاماته الوطنية وتقدير إدارته بقيادة الرئيس الفذ والشخصية العالمية المرموقة الأمير الخبير والمحنك نواف بن محمد، وضرورة دعم وتحفيز نجومه مادياً ومعنوياً وإعلامياً وجماهيرياً.. وركزت في هذا المجال على أن يكون للشركات ورجال المال دور فاعل أكثر من غيرهم..
في بطولة العالم لألعاب القوى في أوساكا باليابان التي اختتمت مؤخراً رأينا للأسف الشديد نتائج المواقف السلبية للشركات السعودية وعزوفها عن دعم أبطال القوى ومؤازرتهم، فعلى سبيل المثال لاحظنا كيف تأثر النجم والبطل الآسيوي في الوثب الطويل محمد الخويلدي من عدم سماح شركة أرامكو له بالتفرغ خلال فترة الأعداد للبطولة؛ وبالتالي خروجه مبكراً في التصفيات الأولية، والوضع ذاته يسري على بقية النجوم الذين لم يجدوا أية شركة تبادر برعايتهم وتشجيعهم مادياً، كما يحدث في عدد من الدول التي تحرص وتتسابق على استقطاب النجوم وتوظيفهم والمحافظة عليهم..!
الآن وقبل الذهاب إلى الدورة العربية في مصر ثم أولمبياد بكين سنرتكب خطأً فادحاً إذا ما تركنا اتحاد ألعاب القوى يناضل ويتحرك وحيداً وسنظلمه ونظلم نجومه كثيراً إذا ما طلبناه بتحقيق نتائج إيجابية مذهلة هكذا بالمشاعر والعواطف والأحلام ودون أن يكون للقطاعات الرسمية والأهلية دور وطني داعم وفاعل، وتحديداً في مراحل الإعداد والتحضير المقبلة والتي تتطلب تهيئة نفسية مختلفة وتفرغ كامل خالٍ من الهموم والمشاكل الأسرية والوظيفية.
حصاد الإهمال
حسابياً ومنطقياً وأيضاً فنياً، أصبح منتخبنا الأولمبي في وضع سيئ ومأزق صعب للغاية بعد تعادله على أرضه وجماهيره مع المنتخب الياباني المرشح بقوة للصعود إلى أولمبياد بكين.
منتخبنا عاد لتكرار نفس الأسلوب العقيم الذي كان عليه في المباراة الأولى أمام قطر وافتقد في المباراتين للتنظيم والتجانس وتبين أنه يدار فنياً وفق اجتهادات وإمكانات محدودة من المدرب بندر الجعيثن كما وضع أكثر من علامة استفهام حول آلية ومبررات اختيار الجعيثن ليكون مدرباً لمنتخبنا الأولمبي، وهو - مع احترامنا الشديد لشخصه - غير مؤهل لتدريب فريق في دوري الدرجة الثانية..
في ظل هكذا تدابير وتصرفات خاطئة لم تحسن اختيار الأجهزة الإدارية والفنية ولم تقدم الاهتمام المطلوب للأخضر الأولمبي في مهمة صعبة ومنافسة شرسة علينا أن نرضى ونقتنع بما حدث وألا نطالبه بالمستحيل والتفوق على ظروفه ومنغصاته وضعف إعداده وسوء التخطيط لحاضره ومستقبله!!