الهلال بين الصفقات والصفعات
الهلال أكثر الأندية التي تتحدث عن صفقاتها وسائل الإعلام وفي المقابل هو أقل الأندية إبراماً وعقداً لها خصوصاً هذا الموسم!.. بل نسجت عروض وهمية أو خيالية مثل استعارة مالك معاذ لمدة نصف موسم مقابل مبلغ فلكي!!.. ما جعل أحدهم يقول إن هذا (هبال فاضي)!.. وقال ليس الغريب أن يقدم مثل هذا العرض بل الأغرب أن هناك من يرفضه!!..
مشكلة الهلال أنهم وبدلاً من أن يمنحوا الثقة للاعبيهم وقاعدتهم التحتية التي نهضت بالفريق وأهدته النجوم والرموز الكروية وزعامة الفرق صاروا ينظرون إلى ما في أيدي الآخرين ولاعبي الأندية الأخرى ليس فقط لسد الثغرات وترقيع نقاط الضعف بل للنهوض بالفريق رغم محدودية الخيارات فضلاً عن المزايدات وتضخم أسعار الصفقات وصولاً إلى الأزمة المادية في الهلال!.
ولو راجعنا الصفقات التي أبرمها الهلال خلال الثلاثة أعوام الماضية، ففي رأيي الشخصي أنها لو لم تبرم لما تضرر الهلال ولوفر الملايين فلم يكن لها مردود فني يذكر إذا استثنينا صفقة ياسر القحطاني والتي طارت لأرقام فلكية بسبب (أخصائي النجش).
الهلال المتخصص بتقديم الأظهرة.. وقدم في العقدين الأخيرين التخيفي والعشيوي وتركي الصويلح وصولاً للدخوي في اليمين ومن الحبشي إلى سلمان العمران إلى خالد الرشيد في اليسار.. من يصدق أنه يبرم ثلاث صفقات لترقيع منطقة الظهير الأيمن ولا زالوا يرونها مشكلة ويبحثون عن (صفعة رابعة).. ولا زال مركز الظهير الأيسر يمثل مشكلة بعد تقدم الخثران بالسن وبعد إبرام ثلاث صفقات فاشلة!!
وهم لو فكروا قليلاً لعلموا أن الكرة السعودية تعاني من أزمة في منطقة الظهيرين خصوصاً الجهة اليمنى بدليل أن الظهير الأيمن للمنتخب هو قلب دفاع!! ومعاناة الكرة السعودية والمنتخب من هذه المشكلة المزمنة طبيعي إذا كان ناد كالهلال يعتبر الداعم والممون الأول للمنتخب يتوقف عن الإنتاج ويبحث عن حل مشاكله من الأندية الأخرى!!.
شايع المظلوم وهدفه المنسي!!
عندما قدم الأستاذ عيسى الجوكم من خلال وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) تقريراً عن من سماهم اللاعبين المؤثرين في مسيرة المنتخب ومن منحوا الجمهور السعودي الفرحة. تجاهل اسم المدفعجي والمهاجم الدولي شايع النفيسة.. في استمرار للتهميش والأهمال الذي يجده هذا اللاعب الخلوق الذي لعب دوراً مفصلياً في مسيرة المنتخب السعودي وكانت له بصمة كبرى في دخول الكرة السعودية عالم الإنجازات والذهب.
عدم انتماء شايع لأحد الأصفرين وانتماؤه لنادي الكوكب الصغير في إمكاناته والكبير في طموحاته وصاحب صولات وجولات معروفة ليس أقلها تمكنه بقيادة (أبوموسى) من اجتياح النصر بالأربعة وعلى ملعبه وبحضور ماجد ومحيسن ومدربه العالمي زاجالو.. انتماء شايع لهذا الكوكب (الذي غار برحيله) جعله محلاً للإجحاف والتجاهل الإعلامي لمصلحة لاعبين لآخرين!!.
** واستمرار تهميشه ودفعه لزوايا النسيان هو امتداد لقتل هدفه النفيس والأثمن في تاريخ الكرة السعودية لمصلحة هدف آخر.. إذا كان الهدف الثاني كان هدف التأكيد فالهدف الأول أو القذيفة التي هدمت سور الصين يظل الهدف الأثمن والأكثر قيمة.. وإذا كانت الأهداف تستمد قيمتها فقط من طريقة تسجيلها فلابد من إعادة الهدف الخرافي لسعيد العويران في النهار والليل.. ولا بد من عرض هدف سامي الجابر في الحارس العالمي نكونو على طريقة (حبة صباح وحبة مساء) عقب أن تلاعب به يمنة ويسرة في مساحة متر مربع واحد.. أو حتى هدف الأولمبيك المغربي.. هذا الأهمال والتجاهل الإعلامي المتعمد جعل جماهير كروية لم تعاصر تلك الفترة الكروية لا يعرفون لاعباً اسمه شايع فضلاً عن أن يدركوا قيمة هدفه النفيس.. حتى أن هناك من يظن أن نهائي 84م انتهى بهدف وحيد.
وفضلاً عن هدفه الأثمن والتاريخي والذي لن تنساه ذاكرة الكرة السعودية فأبو موسى يتميز بإنجاز فريد على مستوى اللاعبين السعوديين قاطبة.. فلو تتبعنا النهائيات التي لعبها المنتخب السعودي سنجد في الخمسة نهائيات الأخيرة لم يكن للمنتخب السعودي أي مبادرة للتسجيل باستثناء نهائي 84م.. ومن كسر التعادل السلبي هو شايع بهدفه المأكول المذموم.. ليبقى اللاعب الوحيد الذي كسر السلبية وهز الشباك!!
العبوا بعيداً عن منتخبنا!!
إذا كنا ننتقد ونتذمر من الاحتفاء المبالغ به من وسائل الإعلام والقنوات العربية ومن مسئولين دوليين بفوز المنتخب العراقي وخسارة منتخبنا الوطني ونفسرها أنها تأتي من باب الكراهية وليس الحب!.. ماذا نقول إذن عن وسائل إعلامية محسوبة على الإعلام السعودي.. تطبل وتزمر للفوز العراقي وبأسلوب فيه تشفٍ بالطرف الآخر (أي المنتخب السعودي)!.. ماذا نقول عمن يزعمون أن الكرة انصفت المنتخب العراقي ليتربع على قمة القارة الآسيوية.. متجاهلين أفضلية المنتخب السعودي خلال مراحل البطولة وانتصاراته المدوية خصوصاً على اليابان أقوى المرشحين للقب.
ليس هذا فقط فهم لم يكتفوا بتجاهل الخشونة التي عانى منها لاعبونا ولم يغضوا الطرف عن الاستفزازات والأساليب غير المشروعة التي واجهها اللاعبون السعوديون حتى أتى قصي منير ليعتذر عما فعله زملاؤه.. لم يتحدثوا عن كل هذا ولو من باب ذر الرماد.. بل يتحدثون تصريحاً وتلميحاً للاتحاد الآسيوي بأمنياتهم بإيقاف هداف المنتخب الوطني.. متجاهلين أن ردة الفعل الخاطئة والمرفوضة هي نتاج ممارسات سيئة وقبيحة جُوبه بها لاعبونا!
حتى اتحاد ابن همام يقرعون من ينتقده ويصفونهم بالنشاز وأعداء النجاح متجاهلين رأي الهرم الرياضي ممثلاً بسمو نائب الرئيس العام الذي انتقد في تصريحات صحفية ومتلفزة ممارسات تضرر منها المنتخب الوطني.. وهؤلاء إذا كانت لهم حسابات معينة مع ابن همام وتخص ناديهم وبحثاً عن تحقيق مكاسب آسيوية في مسابقة الأندية القادمة.. فيجب أن لا يكون هذا على حساب منتخب الوطن والمتاجرة بمصالحه لأجل مصلحة نادٍ واحد.