انجوس يتلقى التهاني من اللاعبين
كتب - فيصل العبدالكريم:
على غير العادة.. لم يكن التفاؤل بادياً قبل بدء البطولة الآسيوية ولم يكن أحد يتوقع هذا التصاعد في المستوى من مباراة الى اخرى.. إلا ان الاخضر قلب التوقعات هذه المرة.. وما الدليل على ذلك إلا مباراة أمس التي تجلى فيها نجوم الاخضر ابداعاً وحماساً وقتالية. وبالرغم من عدم تفاؤل كثيرين إلا انني شخصياً كنت اشعر بأن الاخضر سيكون في هذه البطولة (غير).. أما ولماذا اكتسائي ذلك التفاؤل فأعتقد ان الاجابة وببساطة اننا ومنذ زمن بعيد لم نتعامل (بواقعية) مع الظروف المحيطة.
في كل البطولات السابقة سواء كانت اقليمية او قارية كنا ندخل بلغة الواثقين وبأننا ذلك المنتخب المتأهل لكأس العالم كذا مرة والحائز على ذاك العدد من البطولات القارية.. عدا عن الالقاب الشخصية للاعبينا التي حضرت للبطولات قبل وصول اللاعبين انفسهم وخاصة في البطولات الاقليمية او كما حدث في كأس آسيا الاخيرة قبل ثلاث سنوات حين خرجنا بطريقة محزنة لا تليق بسمعة المنتخب السعودي.
وفي هذه البطولة تغيرت لغة التصاريح واتسمت بالمنطقية.. ومنح السيد دوس انجوس الثقة في اختيار ما يريده من عناصر بالرغم مما واجهه من اعتراضات جماهيرية وإعلامية.. إلا انه فرض قناعاته، وضع تشكيلة (محترمة) جعلتنا نفخر بها وهي تصل للدور النصف النهائي وبإذن الله نحقق الانجاز الاكبر لهذا المنتخب (الطموح) ونصل إلي النهائي ونتمكن من تجاوز عقبة المنتخب الياباني المستعد فنياً وعناصرياً. في كل مباراة خاضها المنتخب السعودي في البطولة الحالية وجدنا احتراماً للخصم أياً كان مسماه.. وتعامل إداري جيد يحسب حقيقة للأمير الرائع نواف بن فيصل الذي كان يعرف عن ماذا يبحث المنتخب السعودي وهو البناء بثقة وخطوات ثابتة وعلى هذا الأساس أتى التعامل الإداري مع وسائل الإعلام ومع اللاعبين والاجهزة الفنية بلغة صريحة وعقلانية.. أبعدت اللاعبين عن الضغوط النفسية، وأفسحت المجال لصقورنا الخضر للتفرغ للعب كرة القدم والاستمتاع والامتاع.
برأيي لو تغيرت النتيجة لا قدر الله لتغيرت لغة المديح وتحولت إلى نقد لاذع.. ولكن الواقع يقول ايضاً اننا طالما نبحث عن بناء فما زال الدرب طويلا.. وما تحقق قارياً حتى الآن ليس جديداً فنحن نبحث عن تجاوز ما وصلنا إليه.. ونطمح أن نشاهد منتخباً مختلفاً في كأس العالم