فهد التويجري :
آسيا ليست طموح
تألق ياسر ورفاقه , تجاوزوا المارد البحريني بأجمل انتصار وبلغوا الدور الثاني من البطولة , تخطينا مرحلة مهمة وبقيت مراحل أهم , وكون هذا المنتخب الشاب لايزال يخطو أولى خطواته فلا أظن من اللائق بنا أن نطالبه بأكثر مما بوسعه , صحيح أن المنتخبات المتأهلة لدور الثمانية لاتفوقنا مهارة أو أدوات ولكن تبقى الخبرة في مثل هذه المواقف مطلبا مهما ومساعدا في تحقيق النصر . وكون عناصر الخبرة تغيب عن منتخبنا في هذه البطولة فأنا أتمنى أن تكون نظرتنا لهذا المنتخب الشاب نظرة مستقبلية مليئة بالتفاؤل والمحفزات التي تدعونا للاستمرار في دعمه ورسم الخطط المساعدة لتطويره . ليس مهما أن نحقق كأس آسيا ولكن من المهم جدا أن نصنع منتخبا قادرا على التشريف في المحافل العالمية , أدرك جيدا أن بإمكان تلك العناصر الشابة أن تحقق البطولة الآسيوية ولكن آسيا هي ليست طموحنا كما أن الخسارة والخروج من هذه البطولة يجب الا تكون سببا لهدم ما بدأنا في بنائه ونسعى لتطويره , الأهداف العظمى والنظرات الطموحة تتطلب خططا بعيدة المدى وجهدا مستمرا ثوابته الصبر والتأني واختيار أدوات القياس المناسبة والقادرة على إعطاء حقائق فنية سليمة . غدا منعطف آخر في مشوارنا الآسيوي , ومنافسنا هذه المرة لايمتاز عنا سوى بضخامة الأجسام وقوة الإلتحام , لن نطالب شبابنا الأبطال بأكثر من أن يقدموا لنا كل مايملكون من المهارة في الأداء والإخلاص في العطاء واللعب بروح جماعية محفزاتها 26 مليون قلب أخضر يرقبكم بإسهاب ويتأملكم بإعجاب وينتظر منكم تجاوز الصعاب .. والمنتخب الأوزبكي رغم نتائجه الرائعة في الدور الأول من البطولة إلا أن مستواه الفني لايوحي بأنه العقبة التي قد يتوقف عندها الصقور .. خاصة ونحن نرى تصاعد الآداء لعناصر منتخبنا الوطني مباراة بعد أخرى وهذا في رأيي ما يحسب للمدرب القدير انجوس , فرغم التأثير الإيجابي لمشاركة البدلاء في كل مباراة إلا أنه يصر على أن يبدأ كل مباراة بنفس التشكيل الذي بدأ به أول مباراة وهذا في رأيي يشعر اللاعب بالثقة المطلقة في إمكاناته مما يساعده على تجاوز مرحلة إثبات الوجود وبالتالي ينطلق تدريجيا لتقديم مستواه الحقيقي , الكثير من النقاد والمحللين يتسرعون بالمطالبة بإشراك البديل أساسيا في المباراة القادمة نتيجة بروزه في الدقائق التي شارك فيها ولكنهم ينسون تأثير هذا الإجراء على اللاعب الأساسي عندما يجد نفسه لاعبا احتياطيا في المباراة القادمة ومن ثم اهتزاز ثقته بنفسه خصوصا كونه لاعبا صاعدا ويجاهد لتقديم نفسه , وطريقة انجوس في التعامل مع لاعبيه توحي بأنه مدرب رائع وقدير وينظر لأبعد مما ننظر إليه وهذا في رأيي عمل يحسب له كون الأهم لديه صناعة لاعب أكثر من الفوز بنتيجة مباراة , وإذا كنت هنا أشيد بقدرات هذا المدرب الشجاع فإن الإشادة الأكبر هي لشبل الأسد نواف بن فيصل الذي أمن لهذا المدرب أجواء العمل المثالية دون أن يدع مجالا للإعلام المتسرع والعاطفي من أن يؤثر في نهجه المرسوم . أما أولئك القابعون خلف ألوان أنديتهم فلا أشك بأنهم للحزن أقرب منه للفرح وإذا كانوا يستكثرون على عشاق الوطن لحظات فرح كروي فمرد ذلك أنهم يفشلون دائما في تمييز المواقف والقدرة على اكتساء رداء الوطن !! نعم نحن نبالغ بالفرح ونطرب للغة النصر لأننا وبكل وضوح نتأمل الوطن بعيون خضراء وقلوب بيضاء , تلك هي ملامحنا الوطنية الصادقة والتي جعلتنا نقفز فرحا لكل هدف أخضر حتى وإن كان الخصم اندونيسيا وليس البرازيل فهل تعقلون ؟!!