::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - بكفيَّا مصيف خلاب بين السهول والجبال
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2007, 05:22 PM   #1
 
إحصائية العضو







ابومبارك الدوسري غير متصل

ابومبارك الدوسري is on a distinguished road


افتراضي بكفيَّا مصيف خلاب بين السهول والجبال





بِكْفَيَّا، في لبنان، من المصايف الجميلة، ترتفع عن سطح البحر نحو 940 متراً، وتكثر فيها أحراج الصنوبر والسنديان. وقد زرناها، وهي من أحسن البلاد مناخاً، ومياهها مقوية، بعضها فاتر، توصف لأمراض الجهاز البولي والرمل الكلوي والآلام المفصلية. وقد ورد عنها في دليل مصايف لبنان الوصف الآتي بقلم الأديب عبد الله حشيمة:

“بكفيا: إحدى المدن اللبنانية الصغرى، علوها عن مياه البحر 940 متراً وقد لا تبعد عن بيروت أكثر من عشرين كيلو متراً شمالاً بشرق على أن هذه المسافات فيما إذا قيست بغيرها من المسافات الشاسعة التي تفصل بقية المدن والقرى اللبنانية عن العاصمة، أصبحت قصيرة بفضل السيارات وطرقها الجيدة. ولبكفيا منها العدد الوافي، سهلة على الزائر بحيث يجتازها في نزهة لطيفة تقشع عن النفس غيوم الضجر وتبدد عن القلب هموم الحياة وأتعابها”

ينظر القادم عن بعد إليها فيرى قصورها الشمَّاء ومنازلها البيضاء وفنادقها الفخمة، وقد انتثرت بين ذلك الجبل المتني متألقة بما انبسط أمامها من سهول ساحلية خضراء وارتفع من قمم جبال شماء وانخفض من بطون أودية عميقة، فيخيل له أنه على أبواب مدينة غربية الظاهر شرقية الباطن، وقد لا تفضل أولاهما الثانية سوى بغناها المادي، على أن هذه قد تفضل الأولى بسكينتها الساحرة وسذاجتها الفطرية فضلاً عن كونها لو أتيح لها ما لتلك من العوامل المشجعة على النهوض لرأيتها سباقة بما فيها من هواء نقي ومياه عذبة إلى ما لا يشق لها الغير في مضماره غباراً.

منتزهات هذه المدينة الصغرى عديدة، أشهرها منتزه دير القديس يوسف، فالنعص، فحاووز السناد، فاللب، فالسبورتين كلوب، فعين الحاج الياس. وهذان الأخيران منها إذا جاز لنا التفضل كانا في مقدمة الجميع موقعاً وجمالاً خصوصاً الأخير منها وهو المتنزه الذي كان ولم يزل موعداً لأهل الأنس والطرب من كرام المصطافين والآهلين على اختلاف طبقاتهم، يقصدونه لشهرته من مختلف مصايفهم فيجدون فيه الماء العذب والهواء النقي عدا المناظر الجميلة وما أعده أصحاب المحل فيه من أسباب الراحة وأنواع المآكل والمشارب لزائريه، ومما يزيد هذه المتنزهات رونقاً هو اشرافها على البحر المنبسط تحت أقدامها، ناهيك عن مناظر سهول بيروت الخصبة وجبال كسروان الشامخة.

مياهها في غاية العذوبة، تتدفق من عيون غزيرة فتجري بين المنازل والربوع جريان الدم في جسم الإنسان، وقد عرف بعد طويل الفحص والاختيار أن أكثر هذه المياه صحية، وأشهر تلك العيون هي، عين الحية، فعين القبو، فنبع قشقوش، فعين مخايل، فعين الفارة، فعين الريحانة، فالنعص. وهذا الينبوع الأخير منها من الغزارة بمكان جعل الكثيرين من مصلحي هذه البلدة يفكرون بضبط مياهه فتوزيعها على المنازل، وقد يظهرون هذه الفكرة إلى حيز العمل مع فكرة إنارة البلدة بالكهرباء لولا ظروف قاهرة جعلتهم يؤثرون التأجيل على التعجيل.

فنادقها فخمة، متقنة، ثمينة الرياش، شديدة النظافة، ما زارها مصطاف إلا وعاد منها مكبراً همة أصحابها ومديريها على ما يبذلون من العناية التامة في سبيل راحة المصطافين فضلاً عن الكماليات التي يسعون دائما لإيجادها، كالسينما توغراف وخلافه في سبيل التفكهة والسلوى، وأشهر تلك الفنادق، فندق مصر، فالكونتيننتال، فنابليون بالاس أوتيل، فلبنان الكبير، فمصايف لبنان فالمنظر الجميل
.

 

 

 

 

 

 

التوقيع

موقع جائزة الشيخ مران للإبداع العلمي.

http://morran-award.org.sa/index.php

    

رد مع اقتباس