مبروك لكل الأعزاء
د.حافظ المدلج
كتبت الأسبوع الماضي مقالاً بعنوان "البطولة الراقية للنادي الراقي"، للتهنئة بفوز الأهلي بكأس الأمير فيصل بن فهد، ولكن المقال لم ير النور لأسباب خارجة عن الإرادة، وسأجد نفسي في حرج أكبر إذا تكرر الأمر مع مقال هذا الأسبوع. لأنني سأكرر التهنئة لرجال الأهلي وأصلها بتهنئة أخرى لرجال الاتفاق، فالإنجاز الخليجي أعاد فارس الدهناء إلى منصات التتويج، التي طالما عانقها أيام الجيل الذهبي، وحصول الأهلي والاتفاق على البطولات إنصاف لأصحاب الفكر الراقي والوعي الرياضي الذي يميز رجالات الناديين الراقيين.
والحقيقة أنني أفرح بكل بطولة يحصل عليها المثاليون من الرياضيين، فالأمل أن يعزز فوز المثاليين بالبطولات ترسيخ مفهوم المثالية في التعامل الإداري مع كل معطيات الرياضة.
ولذلك سأفرح إن حصد البطولات المتبقية هذا الموسم أندية تتميز بالمثالية في تعاملها مع الجميع، ولنا عودة للحديث في نهاية الموسم عن دور الأخلاق في حصد البطولات.
الحكم لا يهزم الأبطال
"أخطاء التحكيم جزء من اللعبة" عبارة كتبتها وقلتها عشرات المرات، في محاولة جادة لترسيخ هذا المفهوم في أذهان الرياضيين، وقد قلت مراراً بأن رئيس النادي الذي يعزو الخسارة لأخطاء التحكيم إنما يعطي نجوم الفريق عذرهم قبل بدء المباراة التالية، فحين يخطئ الحكم - ولابد أن يخطئ - يركن النجوم لشماعة التحكيم التي ستعلق عليها خسارة الفريق فيتهاونون في البحث عن نتيجة اللقاء. والمصيبة تتضاعف حين يشكك بعض مسئولي الأندية في ذمة الحكم السعودي فيفسر الخطأ بأنه حدث عن طريق العمد فيتهم الحكم بخيانة الأمانة وغياب الضمير. ولذلك أوجه دعوة لجميع الرياضيين بأن يتعاملوا مع أخطاء الحكم السعودي بنفس العين التي تقيم أخطاء الحكم الأوروبي، فقد رأينا أخطاء لحكام أجانب تفوق أخطاء الحكم السعودي في الغالب، ولكن الدنيا لا تقوم ولا تقعد على الأخطاء الأجنبية.
بقي أن أقول أن مباراة الفيصلي والنصر الأخيرة أثبتت أن أخطاء الحكم لا تهزم الفريق الذي يستحق الفوز مهما كانت الأخطاء فادحة. وقد كانت ردة فعل لاعبي الفيصلي وخصوصاً كابتن الفريق تؤكد ثقافة ووعي اللاعبين وتقبلهم لقرارات الحكم والتركيز على المباراة، وكان ذلك سبباً في الفوز بالمباراة الهامة، فهل يتعلم الجميع التركيز على المباراة بدلاً من الحكم.
قيقز يقلد الشلهوب
يشاركني لاعب الشطرنج "الشلهوب" في تشجيع "مانشستر يونايتد"، تذكرت ذلك حين سجل هدفه الذكي في مرمى العميد، قامت الدنيا ولم تقعد، رغم قناعتي بصحة الهدف لأنني أشاهده كثيراً في المسابقات الأوروبية، ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد قام موهوب "مانشستر يونايتد" الويلزي "رايان قيقز" بتسجيل هدف نسخة طبق الأصل حينما باغت فريق "ليل" الفرنسي بلدغة مماثلة في مباراة الذهاب في دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا. وحتى لا نظلم نجوم الاتحاد فقد بادر نجوم النادي الفرنسي بالاحتجاج الذي وصل حد محاولة الانسحاب من المباراة. والسبب هو الاحساس بأن الفريق قد أخذ على حين غرة فيفقد النجم أعصابه ويشعر بأن المباراة سرقت منه في لحظة غفلة منه وحضور ذهني من المنافس. يقول النظام أن مسدد الضربة الحرة يختار إما اللعب على الصافرة، وبالتالي يشير الحكم للصافرة ويتعهد بإبعاد حائط الصد المسافة القانونية وانذار من يتقدم منهم، أو اللعب مباشرة دون الاعتماد على الصافرة، وهنا يجب أن يقف لاعب من الفريق الخصم أمام الكرة لمنع تكرار أهداف "الشلهوب وقيقز"، فهل نعي الدرس؟ أملي في نجومنا كبير .. وعلى دروب الوعي نلتقي