حالة إبداع .. وحالة تأزم- عادل بن عبد الله التويجري - 03/02/1428هـ
رغم حالة (التبعثر) الفني في البيت الهلالي والمتمثل في تسريح مدربه السابق وحضور سيريزو، إلا أن الهلال كان في الموعد في نزاله أمام الاتحاد العنيد. لم تكن هذه المرة الأولى التي يسجل فيها الهلال تفوقه على الاتحاد، كما هو حال الاتحاد مع الهلال في لقاءات عدة، لكن لقاءه الأخير حمل جوانب متباينة عدة.
ورغم الوضع المادي المحرج للإدارة الهلالية أخيرا، إلا أن الزعيم سار وتقدم. فاز الهلال بجهد ياسره، تخصص أتقنه ياسر الكاسر في شباك العميد. ولم تكن الأولى التي يحضر فيها ياسر في المناسبات الصعبة ولا أخالها الأخيرة، كما تعملق موهوب الأزرق كثيراً، رغم أنه لم يحضر إلا في الآخر، لكنه حضر وكان الحضور قوياً، بهدف ذكي.
مشكلة الاتحاد التي ينكرها الكثير ويعلمها الأكثر أن العميد (يتأزم) أمام الهلال مهما توافرت مفاتيح القوة لديه، ومهما بلغت جراح الهلال، وسر هذا التأزم إداري بلا شك. فالعميد لديه مفاتيح الفوز، لكنها تتعطل أمام الزعيم، لأن التهيئة الإدارية تضغط اللاعب قبل وأثناء وبعد النزال. حالة من التشنج تعتري النجم الاتحادي، فتسمر قدميه في الأرض، فلا يستطيع حراكا. حالة من التوهان الذهني أثناء اللقاء، وتفكير في أمور جانبية، خلقتها الإدارة، وعاشها اللاعب ويلات وويلات في الميدان.
ما زلت أقول أن الإدارة الاتحادية تمارس (بهرجة إعلامية) غير مبررة، بهرجة تعاقدت مع جل نجوم العالم على الورق، أما الواقع فيقول عكس ذلك، بهرجة جعلت لاعب الاتحاد، على ما عنده من قدرات، يفقد الثقة بنفسه، بهرجة أضحكت البعيد قبل القريب، وأسهمت في تواري العميد.
ميزة الأندية العملية أنها لما تخسر بطولة أو لقباً تفكر جدياً في الأسباب والمسببات، وتحاول جاهده الوصول إلى مكامن الخلل وعلاجها، وهذا ما تفتقده الإدارة الاتحادية. وفي السنوات الأخيرة فقط، خرج العميد بخيبات كثيرة، لكن الإدارة ظلت على ما هي عليه، وعود تخديرية بجلب فلان وعلان، وصفقات وهمية تزيد الجراح، ولا تداويها.
كان لدى الاتحادين القدرة على التغلب على الهلال، خصوصاً في ظل النقص العددي الرهيب المتمثل في طرد لاعبين من ركائز الفريق، وفي خط واحد. وهذا الأمر يعود إلى التهيئة المعنوية والإدارية والنفسية للاعب قبل النزال. فاز الهلال رغم الضغوط التي مورست عليه قبل اللقاء، وأثناء اللقاء، لكنه ظهر، وبان، وأمتع. وكذا كان الاتحاد في بعض فترات المباراة، لكنه ظهور متقطع. قدم نور العائد من الإيقاف مستوى خرافياً، بينما تفرغ الحسن الكيتا للخشونة الزائدة، وتوزيع (الأكواع) لكل من واجهه.
على الاتحاديين العقلاء العمل جدياً على تغيير عقلية التعامل مع الهزيمة، وتقبلها، والبحث جدياً عن الأسباب. لم تكن محصلة الفوز الهلالي إلا ثلاث نقاط في سباقه النقطي المحموم مع الآخرين لتصدر الدوري، لكن خسارة العميد أزمت الفريق كثيراً، وعمقت جراحه. لا فائدة من التعلق بأسباب التحكيم الواهية، فالأجنبي حضر، وخسر الاتحاد. ولا فائدة من ممارسة الظهور الإعلامي المخجل أمام الكل وعقد صفقات وهمية، ومفاجآت تحولت إلى كوابيس.
أزمة ثقة هي التي باتت تطل برأسها بين الإدارة الاتحادية وجمهوره، أزمة لا أظنها وليدة اللحظة، بل نتاج سياسات خاطئة، وممارسات تفتقد الاحترافية. كررتها كثيراً، وسأقولها أكثر، الاتحاد يتأزم أمام الهلال، وعلى القائمين بحث أسرار هذا التأزم.
نوافذ
ـ أثبت ياسر بهدفه الأوروبي تخصصه في هز شباك العميد!
ـ من يجادل في صحة هدف الشلهوب فعليه قراءة القانون دون (نظارات) ملونة ليرى الحقيقة!
ـ نقطياً، الوحدة هو المنافس الحقيقي للزعيم!
ـ انتكس الاتحاد أمام الأهلي، وهوى سحيقاً أمام الهلال!
ـ ما زلت أنتظر صفقات الرئيس الاتحادي المعلن عنها قبل شهر من الآن!