::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - دواء العشق
الموضوع: دواء العشق
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2007, 11:29 PM   #1
 
إحصائية العضو







أحمد الجردان غير متصل

أحمد الجردان will become famous soon enough


افتراضي دواء العشق

دواء العشق

سئل الشيخ الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ـ قدس الله روحه ـ عمن أصابه سهم من سهام إبليس المسمومة‏؟‏


فأجاب‏:‏


من أصابه جرح مسموم فعليه بما يخرج السم ويبرئ الجرح بالترياق والمرهم‏.‏ وذلك بأمور‏:‏
منها‏:‏ أن يتزوج أو يتسري؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إذا نظر أحدكم إلى محاسن امرأة فليأت أهله؛ فإنما معها مثل ما معها‏)‏، وهذا مما ينقص الشهوة، ويضعف العشق‏.‏


الثاني‏:‏ أن يداوم على الصلوات الخمس، والدعاء، والتضرع وقت السحر‏.‏ وتكون صلاته بحضور قلب وخشوع، وليكثر من الدعاء بقوله‏:‏ ‏(‏يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك‏.‏ يا مصرف القلوب، صرف قلبي إلى طاعتك وطاعة رسولك‏)‏، فإنه متى أدمن الدعاء والتضرع للهصرف قلبه عن ذلك، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 24‏]‏‏.‏


الثالث‏:‏ أن يبعد عن مسكن هذا الشخص، والاجتماع بمن يجتمع به؛ بحيث لا يسمع له خبر، ولا يقع له على عين ولا أثر؛ فإن البعد جفا، ومتى قل الذكر ضعف الأثر في القلب‏.‏ فليفعل هذه الأمور، وليطالع بما تجدد له من الأحوال‏.‏ والله أعلم‏.‏ فائدة قال ابن القيم - رحمه الله - :
العشق هو الإفـراط في المحبة ، بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق ، حتى لا يخلو من تخيُّلِه وذِكره والفكرِ فيه ، بحيث لا يغيب عــن خـاطـره وذهنه ، فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية فتتعطل تلك القُوى ، فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يَعُـزُّ دواؤه ويتعذر ، فتتغيّر أفعاله وصفاته ومقاصده ، ويختلُّ جميع ذلك فتعجـز البشر عن صلاحه ، كما قيل :

الحـبُّ أولُ ما يكـون لجاجـةً ...تأتي بـه وتسوقــه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لُججَ الهوى...جـاءت أمـور لا تُطاق كبار

والعشق مبادئه سهلةٌ حلوةٌ ، وأوسطه همٌّ وشغلُ قلب] وسقم ، وآخره عَطَبٌ وقتلٌ . إن لم تتداركه عنايةٌ من الله كما قيل :
وعش خاليا فالحب أوله عنى... وأوسطه سقم وآخره قتل

وقال آخر :
تولّهَ بالعشق حتى عَشِق ....فلما استقل به لم يُطِقْ
رأى لجةً ظنها موجـةً ....فلما تمكن منها غَرِق

والذنب لــه ( أي للعاشق ) ، فهو الجاني على نفسه ، وقد قعد تحت المثل السائر : يداك أوكتا وفوك نفخ . انتهى كلامه - رحمه الله - .

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس