::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - من قصص الدواسر " مدة سخا " ابن هذلول
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2006, 05:28 PM   #1
 
إحصائية العضو







مسفر بن محمد الشرافي غير متصل

مسفر بن محمد الشرافي is on a distinguished road


افتراضي من قصص الدواسر " مدة سخا " ابن هذلول

الأخوة الكرام في منتدى الدواسر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أهدي لكم قصة في الكرم والسخاء لشيخ من شيوخ الدواسر آمل أتنال إعجابكم
بعنوان "مدة سخا" واليكم القصة


الشاعر عبيد بن محمد بن خليوي آل ذيبان اليامي, رجل مولع بالإبل لدرجة العشق , عاش عمره يربي ذوده ويحسنه ويختار له أطيب الأمهات وأفضل الفحول حتى تحقق له ما أراد ووصل عدد الذود إلى مائة وعشرين ناقة وبعير , هي أفضل ما يرى الناظر , وأعجب ما خلق الفاطر, وصدق الله تعالى :{أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ }الغاشية17, وإبله كانت ( مجاهيم ) سود كأنها الليل ، عظيمات كالجبال ، تشرف كالناظر من مرتفع ، أعناقها كأعناق الزراف ..أذانها كالريم حين يرتاع .

ظل الرجل يتنقل مع إبله في المراعي سنة بعد سنة و أهله يعانون عنت الترحال ومشقة الانتقال من مرعى إلى آخر , فقرر أن يبيع الذود , ويبقي منها ثلاثون ناقة بفحلها , هي خلاصتها وأطايبها لكنه أخيرا قرر بيعها, فجاءه صاحب الحظ أبو مبارك الشيخ عايض بن هذلول بن سلطان الخماسين الوداعين وراوده في بيعها كلها من ستة آلاف . فكر ثم فكر , وفي النفس ما فيها ثم نطق بكلمته , وقال : بعتك . فأجاب الآخر : وأنا اشتريت , وأعطاه ماله وأخذ إبله , وحين عاد ابن خليوي إلى أهله , اشتاق إلى خلفة من ذوده تأنسه بجوار منزله ويشرب منها ضيفه , فأراد الله أن يجمع بين الشاعر وابن هذلول مجلس واحد فأتيحت لابن خليوي فرصه التعبير عن مشاعره والإفصاح عن رغبته فقال موجها الكلام لابن هذلول:

يالله تدبرنا على هداك ورضاك= وإنك تبدل ضيقها بانفراج
يابو مبارك جعل الأنذال تفداك= ريح العدس والفول غير مزاجي
من عقب ماني في السعة صرت ملاك=فلاح ومزارع وراعي دجاج
ومن عقب ذودٍ كأنها دولة أتـراك= هي عزوة الشجعان يوم العجاج
قالوا هلي ابشر بضانك ومعزاك=يرتاح بالك لا يجيه ارتجاج
نبغي لنا أم حـويرٍ لا عدمناك = من ذودنا مالي بذود الحراج
***

يذكر بعض الرواة أن الحضور قاموا إلى الطعام بعد سماع الأبيات ولكن ابن هذلول لم يأكل لحزنه وتأثره من حديث صاحبه ابن خليوي , وحين فرغوا قال : اذهب يا ( أبو حسين) يقصد ابن خليوي وتخير ما شئت من الإبل فهي إبلك ... فرد عليه ابن خليوي إنها كانت إبلي وهي اليوم إبلك ولن أتخير في مالك , وما أعطيتني أقبله منك بثمنه فنهض ابن هذلول وأخرج ( الحنيّـة ) وحوارها وهي ناقة طيبة واخرج معها ناقة أخرى لقاح تسمى (مكحولة) وقال هذه منيحتك أنت وأهلك يا ابن خليوي وهي هدية مني دون ثمن وأنت صاحب الفضل أولاً وأخيرا.. ً

فرد عليه ابن خليوي بهذه الأبيات :

ياجعل تسلم يوم جينا وشفناك=شيخٍ على درب الجمالات عاجي
من حـر مالك مدت الجود يمناك=مدة سخا ما هي بمدة سواجي
حلفت ما أنسى موقفك يوم جيناك=دام البحر يذكر شروبه هماجي

***



شرح غريب الألفاظ:

ذود : القطيع من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر وجمعها أذواد .
العجاج :الريح العاتية تحمل الغبار والمقصود هنا وقت إثارة غبار الحرب .
عاجي : بمعنى قوي على الطيب مجبول عليه.
سواجي : بمعنى متردد.



المراجع:
نجران الواحة والإنسان لعلاقي ص 96 .

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس