[معلومات العضو الخيلاء الدواسر]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وبعد :

مدينة الدمام :

هي من أكبر المدن السعودية , وهي عاصمة المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وتقع على ساحل الخليج العربي مباشرة و لذلك فهي ثاني أهم ميناء سعودي بعد ميناء جدة .

سبب تسمية الدمام :

جاءت تسمية الدمام بهذا الاسم مشتقة من ( الدمدمة ) وهو الصوت المدوي القوي ويعتقد انه كان هناك قرع شديد لطبول ضخمة موضوعة في قلعة الدمام لتحذير سفن الصيد والغوص والتجارة في البحر عند اقتراب خطرٍ ما .

وبدأت المصادر التاريخية تذكر اسم الدمام على أنها قلعة على الساحل

( موقعها الحالي اليوم في المكان الذي يقوم فيه مقر الإمارة القديمة )

وذلك في فترة سعي الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام سعود
( 1218 – 1229هـ ) لإتمام السيطرة على شرق الجزيرة .
وظهر في تلك الفترة أيضاً اسم رحمه بن جابر الجلاهمة كرجل قوي محارب في البر والبحر والذي اتخذ من قلعة الدمام حصناَ له .
وخضع رحمه للدولة السعودية الأولى , ولكنه بعد سقوطها حارب القوى المحيطة به ليؤكد استقلاله عنها حتى قتل في إحدى المعارك الحربية البحرية وذلك عام 1242 هـ .

وفي عهد الإمام فيصل بن تركي جعلت الدمام مركزاً عسكرياً منطلقاً من قلعتها لإخضاع المناطق القريبة منها في الاحساء والقطيف والقبائل البدوية هناك وقد حدث ذلك عام 1249 هـ وعام 1259 هـ .

واستمرت الدمام عبارة عن قلعة حربية يسيطر عليها القوي فقط ولا يحيط بها أي تجمع سكاني غير الرعاة والصيادون والمسلحين الذين يقيمون في قلعتها .

بداية الاستيطان :

كان عام 1342 هـ هو بداية الاستيطان السكاني لمدينة الدمام .
حيث وفد جماعة من قبيلة الدواسر المقيمين في البحرين بزعامة شيخهم أحمد بن عبد الله الدوسري واستوطنوا المناطق المحيطة بالقلعة القديمة مستفيدين من بئر الماء العذب الوحيد هناك .

وذلك بعد أن إستأذنوا الملك عبد العزيز- رحمه الله - في النزول حول قلعة الدمام حيث بنوا بيوتهم من سعف النخيل والطين .

وقد ذهب وفد من قبيلة الدواسر بزعامة الشيخ احمد بن عبد الله الدوسري إلى الرياض واجتمعوا مع الملك عبد العزيز – رحمه الله - فعيّـن احمد بن عبد الله الدوسري أميراً على الدمام وعين الشيخ خالد يوسف أبو بشيت قاضياً عليها وكانت إمارة الدمام آنذاك تابعة لإمارة الاحساء وتعاقب على إمارتها بعد الشيخ أحمد الدوسري الأمير أحمد السديري ثم خلفه محمد بن ماضي .

وفي عام 1370 هـ انتقلت إمارة المنطقة الشرقية إلى الدمام لتصبح عاصمة الإقليم الشرقي , وأصبح الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي أميراً عليها ثم خلفه أخوه الأمير عبد المحسن عام 1386 هـ ثم خلفه الأمير محمد بن فهد آل سعود عام 1405 هـ ولا يزال - نسأل الله العلي القدير أن يحفظه لنا-

توسع النطاق العمراني :

وقد توسع النطاق العمراني لمدينة الدمام مع زيادة مداخيل النفط وقد ساهمت شركة ارامكوا في تقديم قروض لموظفيها مما شجعهم على البناء والسكن في الدمام , وتبعاً لذلك تعددت وتوسعت الخدمات الحكومية والخاصة التي تقدم للسكان الجدد .

**إنطلاقة الصناعة البترولية في المملكة

بئر الخير :

حفرت ارامكوا السعودية آلاف الآبار النفطية منذ انطلاقها في ثلاثينيات هذا القرن , إلا أن بئر الخير ( بئر الدمام رقم 7 ) بقيت راسخة في ذاكرة صناعة البترول في المملكة العربية السعودية فقد حقق اكتشاف الزيت بكميات تجارية في هذه البئر حلماً طالما راود مخيَـلة جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله أثناء مسيرته المظفرة لتوحيد المملكة بحيث أمكن استغلال ثروات المملكة العربية السعودية ومنها البترول والثروات المعدنية ليمن الله على بلاده وشعبه بالخير العميم بعد طول معاناة .

وبفضل من الله سبحانه وبعد خمس سنوات من توقيع اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط في المملكة العربية السعودية التي أمر بها جلالته وصله بشير الخير حاملاً خبر اكتشاف الزيت من بئر الخير , وكان ذلك في شهر محرم سنة 1357 هـ ( مارس سنة 1938 م ) لتبدأ منذ ذلك الحين رحلة وطننا الغالي مع التنمية الاقتصادية .

أما قصة هذه البئر فقد بدأت في ثلاثة وعشرين من شهر رمضان عام 1355 هـ ( 7 ديسمبر عام 1936 م ) حين تقرر حفرها بعد أن جاءت نتائج الحفر في أماكن أخرى من قبة الدمام مخيّبة للآمال . وقد واجه الحفّارون آنذاك عدداً من الصعوبات أثناء حفر هذه البئر وتمثلت إحدى هذه الصعوبات في اختفاء عدد من مثاقب الحفر في قاعها مما اضطر العاملين إلى بذل جهد شاق لاستخراج هذه المثاقب كما تعرضت جدران البئر للانهيار . وبالرغم من هذه المشاق وغيرها الكثير الكثير فقد اتخذ الجيولوجيون قراراً بتعميق البئر ألي أن عثروا على الزيت بعد مرور 15 شهراً على بدأ أعمال الحفر على عمق 1441 متراً في الطبقة الجيولوجية المعروفة بإسم التكوين العربي .

وبدأ الزيت في ذلك الحين بالتدفق من البئر بمعدل 1585 برميل في اليوم وبعد حوالي ثلاثة أسابيع ارتفع المعدل اليومي لانتاج البئر إلى 3810 برميلاً وبعد بضعة اشهر أعلن رسمياً أن حقل الدمام اصبح حقلاً منتجاً للزيت بكميات تجارية .
وقد أصبحت بئر الخير مصدراً ثابتاً للزيت يمكن الاعتماد عليه وبلغ متوسط الإنتاج اليومي للبئر من عام 1938 م إلى أن أغلقت عام 1982 م حوالي 1600 برميل مما يعني آن إنتاجها الكلي على مدى هذه السنوات بلغ اكثر من اثنان وثلاثون مليون برميل ...

و الدمام تاريخ بأكمله لا تكفي ولا المواقع ولا المذكرات والكتب ولا المجلدات أن تكتب عن الدمام ولا عن أهلها الأفذاذ...

صور لكورنيش الدمام :

http://www.alduwasser.com/vb/showthread.php?t=10409

هذا والله اعلم وصلي اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ...