::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - وفــاء بــدوي
الموضوع: وفــاء بــدوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2005, 12:20 AM   #1
 
إحصائية العضو







الصقر غير متصل

الصقر is on a distinguished road


افتراضي وفــاء بــدوي

وفــــاء بــــــدوي

حدّث قُتيبة بن مسلم قال: ‏ ‏ أُتِي الحجاج بن يوسف بقوم كانوا قد خرجوا عليه،
فأمر بقتلهم وبقي منهم واحد، فأقيمت الصلاة، فقال لي الحجاج:‏ ‏
ليكن عندك الليلة وتأتي به إلينا غداً لأقتله.‏ ‏ فخرجتُ والرجل معي،
فلما صرنا في الطريق قال الرجل لي:‏ ‏ هل لك في خير؟‏ ‏ قلت: وما هو؟‏ ‏
قال: إن عندي ودائع للناس، وإن صاحبك لقاتلي، فهل لك أن تُخْلي سبيلي
لأودّع أهلي وأعطي كلَّ ذي حق حقّه، وأوصي بما عليّ ولي،
والله تعالى كفيل لي أن أرجع إليك بُكْرَة.‏ ‏ فتعجّبتُ من قوله وضحكت،
فأعاد عليّ القولَ وقال:‏ ‏ يا هذا، الله كفيل أن أعود إليك.‏ ‏
وما زال يلحّ إلى أن قلت: اذهب!‏ ‏ فلما توارى عني كأنني انتبهت،
فقلت: ما صنعتُ بنفسي؟! ثم أتيت أهلي فباتوا بأطول ليلة.
فلما أصبحنا إذا برجل يقرع الباب، فخرجت فإذا به.‏ ‏ فقلت: ‏ ‏ رجعتَ؟!‏ ‏

قال: جعلتُ الله كفيلاً ولا أرجع!‏ ‏ فانطلقت، فلما بصر بي الحجاج قال:‏
‏ أين الأسير؟‏ ‏ قلت: بالباب، أصلح الله الأمير.‏ ‏ فأحضرتُه
وقصصتُ على الحجاجِ القصة، فجعل يردّد نظره فيه، ثم قال:‏
‏ وهبتُه لك.‏ ‏ فانصرفتُ به. فلما خرج من الدار قلت له:‏ ‏ اذهب أين شئتَ.‏
‏ فرفع بصره إلى السماء وقال:‏ ‏ اللهم لك الحمد.‏ ‏ فما شكرني
ولا قال لي أحسنتَ ولا أسأت. فلما انصرف قلت في نفسي:
مجنونٌ ورب الكعبة! فلما كان في اليوم الثاني جاءني وقال:‏

‏ يا هذا، جزاك الله عني أفضل الجزاء.

والله ما ذهب عني أمس ما صنعتَ ولكني

كرهتُ أن أشْرِكَ في حمد الله أحدا!

 

 

 

 

 

 

التوقيع


كــن كالغــيث إذا أقبــل اســتبشر به النــاس

و إذا حــط نفعــــهم

و إن رحـــل ظـــل أثـــره لهــــم

    

رد مع اقتباس