قال ناجون وشهود عيان ان السفينة السياحية البحرينية التي غرقت مساء امس الخميس 30-3-2006 قبالة شواطىء البحرين كانت "مائلة على احد جوانبها قبل ان تغرق بالكامل في عرض البحر معيدة تذكير البحرينيين بمأساة السفينة "تايتانيك" في العام 1912.
لقي 53 شخصا حتفهم وإنقاذ 63 في حادث السفينة وكان على متنها 130 شخصا بين ركاب وافراد الطاقم, حسب حصيلة جيدة اعلنها مدير الاعلام الامني المقدم محمد بن دين لتلفزيون البحرين. وقال "لقد انتشلنا حتى الان 53 جثة". واوضح ان ركابا من 16 جنسية كانوا على متن السفينة التي انقلبت على بعد ميل من شواطىء البحرين. واضاف ان من بين هؤلاء 25 بريطانيا و20 فيليبينيا و10 جنوب افريقيين و10 مصريين بالاضافة الى اخرين من الهند والولايات المتحدة وبنغلادش.
وقال كونجومون كوزهيليثكاليل (48 عاما) وهو احد الناجين الهنود من كارثة غرق السفينة السياحية في البحرين امس الخميس ان السفينة "كانت تسير ببطء قبل ان تميل الى احد جوانبها حوالي 30 درجة ثم مالت فجأة الى الجانب المعاكس قبل ان تبدأ في الغرق" حسب تعبيره.
وقال كونجومون الذي يعمل امين مخزن في الشركة التي نظمت الرحلة "كنت في الطابق الاعلى وسقطت فجأة في البحر (...) اول ما فعلته هو ان خلعت حذائي قبل ان يبادر احد الركاب بانقاذي". واضاف وهو يغالب دموعه "اعتبر نفسي محظوظا".
واكتظ مدخل قسم الطوارىء والحوادث بمركز السلمانية الطبي, اكبر مستشفيات البحرين, بالعشرات من الاجانب وخصوصا من الفيليبينيين والبريطانيين الذين جاؤوا لتفقد ذويهم الذين كانوا على متن السفينة فيما كانت سيارات الاسعاف توالي نقل المصابين الى داخل المستشفى الذي خضع لطوق امني مشدد.
وخرجت سيدة بريطانية من المستشفى بعد تلقيها العلاج محاطة باثنين من اقاربها وهي تلف نفسها بدثار صوفي وابلغت فرانس برس ان "زوجها الذي كان برفقتها على السفينة مازال مفقودا".
ولم تتمكن هذه السيدة التي اكتفت بذكر اسمها وهو نيكولا نولن من الحديث وكانت في حالة اعياء شديد. وعندما سئلت عن الحادث, اكتفت بالقول "انني انتظر العثور على زوجي".
وفي موقع الحادث قرب المنطقة الصناعية في الحد (جنوب جزيرة المحرق), كانت عمليات الانقاذ تتواصل بواسطة الطوافة حتى ساعة متأخرة من الليل. وقال شاهد عيان يدعى اسماعيل البستكي (36 عاما) "كنت اقود السيارة على جسر خليفة بن سلمان قادما من المنامة الى المحرق عندما شاهدت السفينة مائلة على احد جوانبها" مضيفا "كان ذلك حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء وكانت تبحر في عرض البحر" حسب تعبيره. واضاف "في الحقيقة تساءلت لماذا تبحر وهي مائلة بهذا الشكل (...) لقد استوقفني المشهد رغم انني كنت اقود السيارة على الجسر".
وحسب مدير ادارة خفر السواحل العقيد يوسف الغتم, فان الركاب كانوا من العاملين في احدى شركات المقاولات في البحرين يقضون حفلا على متن السفينة وهي سفينة بحرينية تقليدية "بانوش" لكنها مخصصة للجولات السياحية.
وردا على سؤال في المؤتمر الصحافي الذي عقده في ادارة خفر السواحل, اكد مدير الاعلام الامني بوزارة الداخلية الرائد محمد بن دينه في معرض رده على سؤال ان "سفينة اخرى في الجوار هرعت الى انقاذ ركاب السفينة المنكوبة وبادرت بالاتصال بطوارىء الداخلية". واضاف "كان البلاغ الثاني حيث ورد قبله بلاغ اول الى غرفة العمليات بالوزارة".
وكان صاحب السفينة اعلن ان الحادث وقع بسبب "الحمولة الزائدة" للركاب و"سوء توزيعهم" على جسر السفينة. وقال عبد الله القبيسي من شركة "الدانا" لمحطة تلفزيون البحرين ان "السفينة تتسع ل200 راكب ولكن لا يسمح لها الا بنقل مئة شخص". واوضح ان شركة "ايلاند تورز" استأجرت السفينة ونظمت الرحلة مساء امس الخميس وتعهدت "بعدم السماح لاكثر من مئة راكب بالصعود اليها".