بسمالله الرحمن الرحيم

( قصة الفواد الواقع في الفرشة في الهضب )

جاءت إحدى القبائل ونزلت على ماء الفواد ( مورد ماء يقع في الفرشة غرب الوادي لقبيلة آل براز الرجبان الدواسر ) بالهضب ، فجاءت قبيلة آل براز من الرجبان الدواسر ، وقال آل براز : شدوا من الماء ، قالوا : الماء لنا ، فدارت بنهم معركة انتهت بطرد النازحين من الماء ، وكان هذا في زمن الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز ، فذهب أحدهم يشتكي إلى الأمام السعودي ، فقال آل براز لرجل منهم اسمه المرجعاني ( وهو جد آل مورد ) وكان فصيحاً بليغاً جريئاً : لن يمنعنا من خصمنا عند الحاكم إلا الله ثم أنت ، فقال لهم :
أولاً : تعطيني يا ابن خضير ( وهو جد آل هدران ) بعيرك غزيلان .
ثانياً : أن تفدوني أن سجنت في الدرعية ( تجوا عند الإمام وتظهروني بأي مال يحكم ) .
فأعطاه ابن خضير البعير وتعهدوا آل براز أن يخرجوه لو سجن ، فذهب إلى الدرعية ويوم نوخ ودخل على الإمام و أخبره بنفسه فإذا خصمه أمامه ، فقال الإمام : ( وش علومك يا المرجعاني ) ؟ فقال عفاك يا طويل العمر ثن أنشد :


قراب : قريب من مورد المياه .
تبراك : بلدة غرب الرياض .
وقت : قلة الأمطار والعشب
جرابه : وعاء صاحب الجمل الذي فيه الزاد و يصنع من الجلد .
المركوب : راكب الجمل الزائر .
الاسلاب : الهدايا من ملابس و زاد .

فقال الإمام : ( قم تعال عندي )
وقال لخصمه : ( قم تعال جنبه )
فقال خصمه : أبرك يالمرجعاني كما يبرك بين النحارين جزور ( أي بيني وبين الحاكم )
فقال المرجعاني رداً عليه : تنجي باهل الصدق وتهفي باصحاب الزور .
فقال الحاكم لصاحب المرجعاني : وش عندك .
فقال : أدخل على الله ثم عليك يا طويل العمرمن هذا الرجل وجماعته اللي صبحونا على مانا في حكمك وفي الإسلام ثم ذبحوا الرجال واخذوا المال وسلبوا الحرمة وكسروا البرمة .
فقال الحاكم : وش تقول يالمرجعاني .
فقال : أدخل على الله ثم عليك يا طويل العمر من هذا الرجل وجماعته نزلوا على مانا اللي جمته عطوف ونواعيره صنوف اللي مرثه جد لولده إن هبت الغربية جاها تبن الحراشية ، و إن هبت الشرقية جاها تبن الفرعة ، ونحسبه شراب وما درينا إنه ملاك ، لزم الماء ونطحنا المظما ووردنا عليه ولا اليدين بموازين كل صاد ما صاد .
فقال الحاكم : تلقى على كلامك شهود ؟
فقال المرجعاني : إن ما لقيت شهود فاقطع راسي ، وقال : ما في الجليسة أحد من الدواسر يعرف الفواد ؟ فقام اثنان وشهدوا أن مقاله صحيح .
فقال الحاكم : قوموا الرجال يودى ( تساق ديته ) والمال يأدى ( يرجع ) والماء لآل براز .

فقام المرجعاني ورجع إلى الوادي وقال قصيدة منها :


سواج مواج : سريع الجري .
عباد : جد آل مصيبيح آل براز الرجبان .


وقد قيد الرجبان الجمل بالحديد في هذه المعركة وعادة الرجبان تقييد الجمل بالحديد في المعارك الفاصلة حتى يتم لهم النصر بإذن الله كمثل هذه المعركة ومعركة الميلاح وغيرها ، والفواد وحدثت فيه على الأرجح معركتين فاصلتين مع قبائل متفرقة من غير الدواسر انتهت بانتصار الرجبان وهو الآن تحت أيديهم كما قال الشاعر :



وقال الشاعر/ حفيف العجمي في مشاركة الدواسر مع العجمان وقبائل أخرى في مناخ الرضيمة :



وقال الشاعر / عبدالرحمن بن غصين الدوسري :


وقال الشاعر / مبارك بن محمد بن شواي الودعاني :


******


رياض من الأدب الشعبي

مبارك آل حميد الدوسري