اذا الشعب يوما أراد الحياة = فلابد أن يستجيب القدر

أذا الشعب يوما أراد الحيا = ة و جاء بمقتضيات القدر
من فعل ما قضى علينا ربنا = في شرعة من يقظة ومن حذر
وبغض من خالف دين أحمد = مع امتياز عنهموا بين البشر
برفض تقليد وكل خصلة = لهم من استحسنها قد انصهر
وقوة العزم على حربهموا = صدقا و إخلاصا بسر وجهر
لله في رفع لواء دينه = ليجعل الحكم له اذ ظهر
مع أخذه بقوة مسطاعة = بدون تفريط ولا فعل أشر
معتمدا حقا على الله بما = يعجز عن تحصيله وما قصر
فالله ينصره ويجبر نقصه = بقوة منه ولطف بالقدر
يحييه ربنا حياة قالها = بسورة النحل وواضح الخبر
وسورة النور عظيم وعده = بخامس الخمسين أيها اشتهر
والقيد حسيا يكون لن يدم = بل ينكسر بأي أنواع الكسر
ومعنوي القيد صعب كسره = لكونه مسيطرا على البشر
دا لإتباع شهية وشهوة = ومطمع لا ينقضي منه الوطر
وليلنا الحسي طبعا ينجلي = والمعنوي لا ينجلي مدى الدهر
لقوة التظليل من شيطنة = شيطنة الأنس ودجالي البشر
فأفكهم ظلمته لا تنجلي = إلا لمن بكل طاغوت كفر
وقدر الإله ليس خادما = لامة فيستجيب أو يذر
لكن نعالج قدرا بقدر = لنحفظ بالخير كما الله أمر
ومن يقصر في مراد ربنا = مستسلما فلا يلومن القدر
فالأخذ بالأسباب حتم لازم = دون اعتماد بل على الله الظفر
وهذيان التونسي صادر = عن جهله الفظيع بالدين الأغر
ولم يفز إلا بنق حكمة = في الاسم من اسم لاخر بدر
هل طهرت بلاده مما يرى = أرجاس محتل كفور قد فجر
أو بقيت آثاره يقرها = من بعده منفذا لما سطر
لكنما الشاعر ذا لا يعتني = بما يريد الله بل هو في غرر
وكم نرى أمثاله من جاهل = يغتر بالأسماء من دون نظر
حقيقة التوحيد لا يدرونها = ويجهلون الدين إلا ما ندر
و هكذا مدارس العصر نرى = خريجها ضحل العلوم والعبر