::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: (http://alduwaser.org/vb/index.php)
-   :: قسم القـــصص والروايـــات :: (http://alduwaser.org/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   امرأة أبكتني (http://alduwaser.org/vb/showthread.php?t=58780)

قصةالامس 09-05-2011 09:08 PM

امرأة أبكتني
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم يمضي وقت طويل على عودتي إلى المدينة, فقد أنهيت زواج أبن خالتي في القرية ظهراً وأسرعت متجهاًَ صوب المدينة لإشارك صديقي في زواج أخته.

ولم يمر لي وقت طويل في المدينة حتى أتصل بي صديقي. أسرع لأني أريد سيارتك.

أخذت مفتاح السيارة وركضت إليها ولم أفق إلا وأنا بجانب صديقي.

وبعد أن أنهيت مراسيم الزفاف مع صديقي. أنتقلنا إلى مقهى قريب وتبادلنا الحديث إلى قرب ال3 فجراً ثم قفلت عائداً إلى بيتنا.

وفي الطريق إلى البيت قابلت امرأة خمسينية, كانت تنتظر مواصلات تنقلها, وكان طريقها هو طريقي. لذا أوقفت السيارة وقلت: أوصلك يا والدة.
قالت: نعم أوصلني معك.
قلت: تفضلي.
فركبت وأغلقت الباب. ولحظة أحسست بأن الساعة دقت لتقول: أنها الساعة ال3 والنصف فجراً. لذا أقشعر جسمي وأنا أقول: أي امرأة تخرجت في هذا الوقت؟

فحاولت أن أسألها: ولكنه ليس من حقي.

لذا صرت أتحدث مع نفسي: لعل لها مريض بالمستشفى فهي قريبة من حيث أسكن. لعلها خرجت من زواج. أو لعل زوجها طردها. أو لعل ولعل ولعل. ولكن لم أجد جواب شافياًَ لكل الأسباب التي دارت في بالي.

فبقيت أقود السيارة ورأسي كاد أن ينفجر من التفكير. فدخلني الشك بأن المرأة ليست أنثى بل رجلاً متنكر بزي امرأة كي يسرقني؟ لا لا لا لا لا. ربما هي ليست من البشر أصلاً أنما هي من الجن. ولماذا؟ قد تكون امرأة من نساء الليل. وفجأة خرجت المرأة من صمتها وهو ما أوقف رأسي من الانفجار.

قالت سأنزل هنا.
نظرت فإذا هي الجامعة التي كنت أدرس بها. لذا تجرأت وسألتها: تشتغلي هنا؟
قالت: نعم.
قلت: وهل تخريجين كل يوم بهذا الوقت؟
قالت: نعم. وأحياناً قبل هذا الوقت إن كان هناك اجتماعات أو حفلات أو وفد سيحضر للجامعة.
ولحظتها أوقفت السيارة وفتحت الباب وقلت لها: أليس هناك مواصلات تنقلك تابعة للجامعة.
نظرت إلي وهزت رأسها بالنفي وكأنها تقول: هل تريد أن يكون مواصلات لنا. (لأن شكلها يوحي أنها فراشة أو شيء من هذا القبيل)
وأقفلت الباب ومضت.

لحظتها أحسست أني نسيت كيف أقود السيارة. وسمعت المؤذن يؤذن الأذان الأول للفجر. فمشيت وأنا أحس أن البيت بعيداً عني رغم أنه لا يبعد عن الجامعة ب3 دقائق بالسيارة.

سقطت دمعة من عيني وتوالت الدموع بعدها تتسابق. لذا أوقفت السيارة وأنا أتأمل في نعم الله علي وأنا لا أدركها. أمي في البيت بل وأبي لا يخرج قبل الفجر من البيت للعمل. وهذه امرأة تخرج من البيت لتجد لقمة عيشها والله يعلم بحالها وإن كان لها زوج أو ولد.

وذاك غني وهو يشكي حاله لغيره. وذلك لم يقنع بما لديه من مال وجاه. وغيره وغيره من البشر.

مسحت دمعي وشكرت على الله على نعمه عليا وقلت:
إذا كنت في نعمة فارعها *** فإنَّ المعاصي تزيل النَّعَم
فإن تعط نفسك آمالها *** فعند مناها يحلُّ الندم

أخي وأختي كتبت هذه القصة للتذكرة والعبرة وأقول في ختامها:

إذا أردت شيئاً من أمور الدنيا فأنظر لمن هم دونك. وإذا أردت شيئاً أمور الآخرة فأنظر لمن هم أعلاك.

ودمتم في حفظ الله ورعايته

مبارك بن شافي النتيفات 10-05-2011 12:33 PM

رد: امرأة أبكتني
 
إذا أردت شيئاً من أمور الدنيا فأنظر لمن هم دونك. وإذا أردت شيئاً أمور الآخرة فأنظر لمن هم أعلاك.

موضوع جميل الله يعطيك العافية على نقله لنا

شافي بن راشد النتيفات 10-05-2011 01:05 PM

رد: امرأة أبكتني
 
موضوع جميل الله يعطيك العافية على نقله لنا

قصةالامس 10-05-2011 01:36 PM

رد: امرأة أبكتني
 
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

سالم الخضراني 10-05-2011 01:57 PM

رد: امرأة أبكتني
 
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك



تحياتي وتقديري

فهد ال راشد 11-05-2011 08:57 AM

رد: امرأة أبكتني
 
قصة الامس
قصة جميلة ومؤثرة
الله يعطيك العافية
وبالفعل كثير منا بغفله
ولو يشوف غيره راح يحس بالنعمه اللي هو فيها
تقبلي شكرى وتقديري00


الساعة الآن 05:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---