::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: (http://alduwaser.org/vb/index.php)
-   :: القسم الإسلامـــي :: (http://alduwaser.org/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   استسقينا ولم نسقى (http://alduwaser.org/vb/showthread.php?t=54932)

ابن مشري الودعاني الدوسري 13-11-2010 08:01 PM

استسقينا ولم نسقى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


فإن من البلاء العظيم ، والشر العميم ، أن تقسو القلوب فلا تنتفع بالعبر ، وأن تتحجر فلا تتعظ بمواعظ الدهر . إننا عباد لله الواحد القهار ، ولا غنى لنا عن رحمته طرفة عين ولا أقل من ذلك ، وإن الله تعالى قد جعل الغيث رحمة ، وجعل القرآن رحمة ، فقال تعالى : (ونُنَزِّل من القرءان ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنيـن) . فإذا عصى العباد ربهم وخالفوا أمره وهجروا العمل بكتابه الرحمة التي أنزلها إليهم على الأرض منعت عنهم الرحمة من السماء ، وأجدبت الأرض ، ومات الزرع والحرث . قال الله جل وعلا : (وَأَلََّوِِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) . وقال سبحانه : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القرى آمَنُواْ واتقوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السماء والأرض) . وقال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ ومن تحت أرجلِهِم) . فطاعة الله سبب لسعة الرزق . قال الطبري في تفسيره : وقد حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا سفيان ، عن مطرف ، عن الشعبيّ ، قال : خرج عمر بن الخطاب يستسقي ، فما زاد على الاستغفار ، ثم رجع فقالوا : يا أمير المؤمنين ما رأيناك استسقيت ، فقال : لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر ، ثم قرأ (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا) . وقرأ الآية التي في سورة هود حتى بلغ (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) . قال ابن كثير في تفسيره : أي إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم ، وأسقاكم من بركات السماء ، وأنبت لكم من بركات الأرض ، وأنبت لكم الزرع ، وَأدر لكم الضرع ، وأمدكم بأموال وبنين ، أي أعطاكم الأموال والأولاد ، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار ، وخللها بالأنهار الجارية بينها . وعن الحسن البصري : أن رجلاً شكا إليه الجدب فقال له : استغفر الله ، وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفر الله ، وشكا آخر إليه قلة النسل فقال له : استغفر الله ، وآخر قلة ريع أرضه فأمرهم كلهم بالاستغفار فقال له الربيع بن صبيح : أتاك رجال يشكون أنواعاً فأمرتهم كلهم بالاستغفار ؟ فتلا هذه الآية وقوله : (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ، مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) . وليس للعباد إلا الله تعالى ، فإن غضب عليهم أوقع بهم العقوبة نسأل الله السلامة . قال سبحانه : (قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَّعِينٍ) . وقال تعالى : (وَجَعَلْنَا مِنَ الماء كُلَّ شَىْء حَىّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ) . وقال تبارك : (وَفِى السماء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) . روي أنه لحق بني إسرائيل قحط على عهد موسى عليه السلام ، فاجتمع الناس إليه فقالوا : يا كليم الله ادع لنا ربك يسقينا الغيث فقام معهم إلى الصحراء وهم سبعون ألفا أو يزيدون ، فقال موسى : ألهي ! اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والمشايخ الركع فما زادت السماء إلا تقشعا والشمس إلا حرارة فقال موسى عليه السلام : الهي ! إن كان خلق جاهي عندك فبجاه النبي الأمي محمد صلى الله عليه و سلم الذي تبعثه في آخر الزمان فأوحى الله إليه : ما خلق جاهك عندي ، وانك عندي وجيه ، ولكن فيكم عبد يبارزني منذ أربعين سنة بالمعاصي ، فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم ، فبه منعتكم فقال موسى : الهي و سيدي ، أنا عبد ضعيف و صوتي ضعيف ، فأين أبلغ و هم سبعون ألفا أو يزيدون ؟ فأوحى الله إليه : منك النداء ومني البلاغ فقام مناديا وقال : أيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة ، أخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر فقام العبد العاصي فنظر ذات اليمين و ذات الشمال ، فلم ير أحدا خرج ، فعلم أنه المطلوب ، فقال في نفسه : إن إنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني إسرائيل . وان قعدت معهم ، منعوا لأجلي ، فأدخل رأسه في ثيابه نادما على فعاله وقال : الهي و سيدي ، عصيتك أربعين سنة و أمهلتني ، وقد أتيتك طائعا فاقبلني فلم يستتم كلامه حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب . فقال موسى : الهي و سيدي ! بماذا سقيتنا و لم يخرج من بين أظهرنا أحد ؟ فقال : يا موسى ، سقيتكم بالذي به منعتكم فقال موسى : الهي ارني هذا العبد الطائع . فقال : يا موسى ! إني لم أفضحه و هو يعصيني ، أأفضحه وهو يطيعني ؟! يا موسى ، إني أبغض النمامين ، أفأكون نماما ؟


اللهم أصلح أحوالنا ، وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء .

ناصر بن فهد 13-11-2010 08:26 PM

رد: استسقينا ولم نسقى
 



اللهم أمين ,

الله يجزاك خيراً وبارك الله فيك

غـــادهـ بنت ناصر 14-11-2010 09:30 AM

رد: استسقينا ولم نسقى
 
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع

وان شاء الله في ميزان حسناتك

يحفظك الباري

نسناس الهوى 14-11-2010 10:47 AM

رد: استسقينا ولم نسقى
 
جزيتَ خيرآ أخي الفاضل..

محمد بن فهد الرجباني 14-11-2010 02:47 PM

رد: استسقينا ولم نسقى
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم آمين

جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك

دغش محمد الصخابرة 14-11-2010 05:02 PM

رد: استسقينا ولم نسقى
 
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك

زبـن العــمور 14-11-2010 07:48 PM

رد: استسقينا ولم نسقى
 
الشيخ الفاضل بن مشري الدوسري
أستغفر الله
اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا
اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نفعاً غير ضار , عاجلاً غير آجل
اللهم أسق عبادك وبهائمك , وأنشر رحمتك وأحي بلدك الميت
اللهم آمــــــــــــــين
يعطيك العافية يا أخي على التذكير
في الحقيقة نسى الناس المطر
نسئال الله لا يعاقبنا بما فعل السفهاء
يحفظك الرحمن 0

علي العبدالهادي 14-11-2010 08:59 PM

رد: استسقينا ولم نسقى
 

بارك الله فيك ونفع بك


الساعة الآن 10:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---