::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

نداء إلى وزيرة التربية

أكتب هذه الكلمات وهي ليست بالجديدة من حيث الطرح، لكن للأسف لا نجد تجاوبا ممن يهمه الأمر، نحمل في هذه الكلمات حال المعلمين الذين يعانون أشد المعاناة في عملهم لا من حيث التعليم، فالتعليم مهنتهم ولا اعتراض في ذلك، بل لما يعانيه المعلم من تحميله أعمالا خارجة عن عمله، فالمعلم الآن بائع في المدرسة في المقصف، وبعد قليل يرجع إلى الفصل للتعليم، وهو مسؤول عن المعارك التي تحصل بين الطلاب ومطالب بالتدخل وفض النزاع، والمعلم مطالب بالاشراف على طابور الصباح، والمعلم عليه تنفيذ قرارات الوزارة من غير تفكير أو ابداء رأي، فإلى متى يبقى المعلم على هذه الحال التي لا تليق به؟! يشتكي كثير من المعلمين من كثرة تصاريح المسؤولين عن التعليم وشؤون المدارس والحرص على الجودة، لكن الواقع أن هذه التصريحات لا تتجاوز صفحات الجرائد اليومية والتعاميم الموزعة على المدارس، فإلى متى يا وزيرة التربية لا يعطى المعلم الهيبة التي تليق بالرسالة التي يحملها؟ فبعض أولياء الأمور يظن أن المعلم موظف عنده فما ان ينقل له أن المدرس قال كذا أو فعل كذا أو حتى ضبط ابنه في حالة غش حتى ينهال على المدرسة والمدرس بغضبه وصراخه، وإذا كان مدير المدرسة لا يحسن الإدارة في هذه المواقف فقل على المعلم السلام، فهذه بعض صور المعاناة انقلها إلى وزيرة التعليم لعلها تجد طريقا للإصلاح. فالتعليم يهم كل فرد في المجتمع، بل ولا يقبل أحد أن يكون أمر التعليم لا أهمية له، ومن الأمور التي سمعتها من بعض المعلمين عما يحصل في مدارسهم أن عدد الطلاب في الفصل زاد على الثلاثين، وهذا ينافي ما نسمعه عن صور التعليم المثالي والذي صرح كثير من المسؤولين في الوزارة بأن عدد الطلاب لن يتجاوز الخمسة والعشرين، لكن الأمر ليس بغريب فقد اعتاد القائمون على التعليم على التصريحات التي لا وجود لها في الواقع، ومما يشتكي منها المعلمون في المرحلة المتوسطة في منطقة القيروان، وهذا على سبيل المثال، علما بأن مشكلات التربية لا حصر لها. وانقل إلى الوزيرة الفاضلة هذه الشكوى لعلها تجد لها حلا، فالمدرسة فصولها صغيرة، ولا تسع لأكثر من خمسة وعشرين طالبا، ولضيق المكان نقل الصف التاسع إلى المدرسة الثانوية في المنطقة، لوجود السعة هناك، لكن الذي حصل أن هذه السنة تم إرجاع المرحلة التاسعة الى المتوسط ما سبب التزاحم في الفصول، والقائمون على التعليم لا إشكال عندهم في التعليم، لكن أين التفكير في مصلحة الطالب المتلقي؟ فالمعلم ستصعب عليه السيطرة على الطلاب لا من ناحية الانضباط، لكن عند الاختبارات لو جعل نموذجين لكل فصل فسيحصل الغش لا محالة لكثافة الطلاب وتقاربهم، فهذه الرسالة لمصلحة المتلقين لا لأمر آخر، وكلنا رجاء في أن تعاد المرحلة التاسعة إلى الثانوية في منطقة القيروان، لكي تعاد الأمور الى مكانها الصحيح أو أن يكون هناك تبادل مدارس، لأن مباني المرحلة الثانوية تسع أكثر من المتوسط التي تعاني الكثافة الطلابية، فالرحمة يا وزيرة التربية، ارحموا الطلاب، وارحموا المعلمين الذين سيتحملون فوق طاقتهم فكيف يطالب المعلم بالإبداع واتقان التعليم ولا يوجد عنده الحوافز المشجعة للإبداع؟ فالمستفيد من هذا هم أبناؤنا فهل نقف معهم أم نتركهم ثم نقول لماذا المستوى التعليمي ضعيف؟! والله المستعان.
علي العبدالهادي
جريدة القبس
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=640000&date=01102010
alial-abdulhady@hotmail.com