![]() |
الحزم ::: كتمان الحب و البغض
قرأة كلاما واعجبني وحبيت ان تستفيدوا منه من أراد اصطفاء محبوب ، المحبوب نوعان : امرأة يقصد منها حسن الصورة ، و صديق يقصد منه حسن المعنى . الحزم كتمان الحب و البغض فإذا أعجبتك صورة إمرأة فتأمل خلالها الباطنة مديدة قبل أن يتعلق القلب بها تعلقاً محكماً ، فإن رأيتها كما تحب ـ و أصل ذلك كله الدين كما قال : عليك بذات الدين ـ فمل إليها و استولدها . و كن في ميلك معتدلاً ، فإنه من الغلط أن تظهر لمحبوبك المحبة ، فإنه يشتط عليك ، و تلقى منه الأذى من التجني و الهجران و الإدلال و طلب الإنفاق الكثير ـ و إن كانت تحبك ـ لأن هذا إنما يجتلبه حب الإدلال و التسلط على المقهور . و ثم نكتة عجيبة ، و هو أنك ربما عملت بمقتضى الحال الحاضرة ، و هي تحكم بكمال الحب ، ثم إن ذلك لا يثبت إليك فتقع و تبقى مقهوراً ، و يصعب عليك الخلاص . و ربما تمكنت بمعرفة سرك أو بأخذ كثير من مالك . و من أحسن ما بلغني في هذا أن جارية لبعض الخلفاء كانت تحبه حباً شديداً ، و لا تظهر له ذلك ، فسئلت عن هذا ، فقالت : لو أظهرت ما عندي فجفاني هلكت ، قال الشاعر : لا تظهرن مودة لحبيب فترى بعينك منه كل عجيب أظهرت يوماً للحبيب مودتي فأخذت من هجرانه بنصيبي و هكذا ينبغي أن تكتم بعض حبك للولد ، لأنه يتسلط عليك ، و يضيع مالك ، و يبالغ في الإدلال ، و يمتنع عن التعلم و التأدب . و كذلك إذا اصطفيت صديقاً و خبرته ، فلا تخبره بكل ما عندك ، بل تعاهده بالإحسان كما تتعاهد الشجرة ، فإنها إذا كانت جيدة الأصل حسنت ثمرتها بالتعاهد ، ثم كن منه على حذر فقد تتغير الأحوال ، و قد قيل : إحذر عدوك مرة و احذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فكان أدرى بالمضرة و أما إذا أبغضت شخصاً لأنه يسوؤك فلا تظهرن ذلك ، فإنك تنبهه على أخذ الحذر منك ، و تدعوه إلى المبارزة ، فيبالغ في حربك و الإحتيال عليك ، بل ينبغي أن تظهر له الجميل إن قدرت ، و تبره ما استطعت حتى تنكسر معاداته بالحياء من بغضك . فإن لم تطق فهجر الجميل ، لا تبين فيه ما يؤذي . و متى سمعت عنه كلمة قذعة فاجعل جوابها كلمة جميلة . فهي أقوى في كف لسانه . و كذلك جميع ما يخاف إظهاره ، فلا تتكلمن به . فربما وقعت كلمة أسقطت بها عز السلطان ، فنقلت إليه ، فكانت سبب هلاكك . أو عن صديق فكانت سبب عداوته ، أو صرت رهيناً لمن سمعها خائفاً أن يظهرها . فالحزم كتمان الحب و البغض . و كذا ينبغي أن تكتم سنك فإن كنت كبيراً استهرموك ، و إن كنت صغيراً استحقروك . و كذلك مقدار مالك ، فأنه إن كان كثيراً نسبوك في نفقتك إلى البخل و إن كان قليلاً طلبوا الراحة منك . و كذلك المذهب ، فإنك إن أظهرته لم تأمن أن يسمعه مخالف فيقطع بكفرك . و قد أنشدنا محمد بن عبد الباقي البزار : احفظ لسانك لا تبح بثلاثة سن و مال ، ما استطعت و مذهب فعلى ثلاثة تبتلى بثلاثة بمموه و مخرف و مكذب |
رد: الحزم ::: كتمان الحب و البغض
كلام جميل
الله يعطيك العافيه |
رد: الحزم ::: كتمان الحب و البغض
كلام جميل
الله يعطيك العافيه |
رد: الحزم ::: كتمان الحب و البغض
كلام طيب الله يعطيك العافيه
|
رد: الحزم ::: كتمان الحب و البغض
اشكركم على ردودكم
واسأل الله ان تعم الفائدة ولكم مني جزيل الشكر |
الساعة الآن 06:16 AM
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---