نــسـب قـبيـلة عـسـيـر - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـتـاريـخـيـــة .::: > :: القسم الـتاريخــي الــعام ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-2008, 11:59 AM   #1
 
إحصائية العضو







عسيرالهول غير متصل

عسيرالهول is on a distinguished road


افتراضي نــسـب قـبيـلة عـسـيـر

عسير هي إحدى أشهر القبائل في الجزيرة العربيه ، بل هي القبيلة الوحيدة التي ارتبط اسمها بإسم دولة وثقت أحداثها وحروبها وتناقلت أخبارها القنصليات العالمية في الشرق الأوسط والصحف العربية والأوروبية ، وتطرق لها معظم المستشرقين الذين زاروا البلاد العربية وكتبوا عنها خلال القرن الثالث عشر كاملاً ، ودورها في العصر الحديث يكاد يكون إستثنائياً في تاريخ قبائل العرب أجمع ، فقد كان لها صولات وجولات في ميادين الحرب والنزال والشعر والعلم والملك والإمارة والمنافسة على كل مكرمه قل أن تجد من يدانيه .

إلا أننا في الآونة الأخيره أصبحنا نواجه إتجاه جديد وجاد لنفي وجود عسير على الخارطة القبلية في الجزيرة العربيه ، فالبعض يحلو له أن يتحدث عن من يحمل إسم العسيري على أساس أنهم : مجموعة من سكان مدينة أبها وما حولها بالإضافة للبعض من أهل تهامه حملوا إسم المنطقة لوجودهم حول المركز ولعدم وجود البديل كقولهم الحساوي أو الجيزاني أو القصيمي ... إلخ ... ويقابله قولهم العسيري ، وقد راج هذا المفهوم حتى أن كتب الأنساب التي صدرت حديثاً قد اوردت عسير على انها مجموعة من الأسر النازحه من القبائل المجاورة وليست قبيله ، وذهب آخرون إلى الحديث عن أن عسير عبارة عن قبائل وعشائر مختلفة الأعراق قدمت من الجوار وتحالفت منذ القدم دون أن يوضحوا سبب استدلالهم هذا ، وأفضلهم لم يعترف بها كقبيله بل قال إن عسير إسم يطلق على مجموعة من القبائل أو على مجموعة من الجبال ! .

ونحن وإن كنا نعتز بهذه القبائل المجاورة لنا التي تربطنا بهم علاقة الجوار والمصاهرة منذ القدم والمصير المشترك في الماضي والحاضر والمستقبل والثقافة الواحدة المشتركه ، فهي بحق من أعرق القبائل العربية وهي مصدر فخر لنا بالفعل ، ونعلم أن بيننا الكثير ممن ينتسب لهذه القبائل وهو محل احترامنا وتقديرنا ، فعسير جزء من بيئتها المحيطه وهي امتداد للقبائل المجاورة لها وهم امتداد لها منذ القدم ، ودعوى الأنساب القديمة الظنية لا يمكن أن تكون سبباً في التباعد أو التشاحن ، إلا أن الحق أولى بالإتباع ، فالإشارات إلى أننا مجرد تجمع سكاني قدم من القبائل المجاورة ولسنا قبيلة حقيقيه هو أمر مجانب للحقيقه ، يجب توضيح خطأه .


ولا شك أن سوء الفهم هذا لم يكن موجوداً منذ ما قبل عام 1400هـ ، فالكل كان يعلم أن عسير قبيلة كبرى من قبائل الجزيرة العربيه ، وكان الناس محلياً يعدون عسير قبيلة من القبائل القحطانية تنتمي ل (عسير بن عامر) كما يقال مع وجود قصائد لبعض شعراء عسير في القرن الثالث عشر تشير إلى ذلك بل إحداها أشارت تحديداً إلى أزديتها ، إلا أن المفهوم الجديد عن عسير والذي يرفض وجود عسير القبيله بدأ ينمو منذ حوالي أكثر من عشرون عاماً بعد ظهور كتاب إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر إلى العلن والذي إدعى فيه شعيب الدوسري أن عسير ليست قبيلةً بل هي حلف من قبائل مختلفة الأصل تنتسب إلى أرومات مختلفة ، وأن عسير هو اسم جامع لقبائل الجنوب منذ عدة قرون وليس قبيله ، وأسند رأيه هذا بعدد من القصائد التي تحمل إشارات لذلك ، ثم أورد لكل بطن من بطون عسير نسب مستقل يتصل بقبائل أخرى بعيده ، كما أسقط بعض قبائل عسير في تهامة مثل ولد أسلم والمنجحه وآل موسى وربيعة وبني هلال من قبيلة عسير ، بل لقد أفرغ عسير من الأسر المشهورة بها وربطها بأنساب ذات شأن عالي في قبائل أخرى فبيوت العلم في عسير مثلاً كلها تنتمي لبيوت مشيخه وقيادة في قبائل أخرى مع ما يحمل ذلك من إغراء للطرفين هنا وهناك لتبني الفكره ، كما ذهب بأنساب بعض بيوت عسير المشهورة إلى الصحابة وربط نسب بعض بطون قبائل عسير بقبائل أخرى في نجد أو الحجاز ، فقبيلة عسير يبدو أنها كانت فارغه من البشر حسب رأيه !!! .
ونحن وإن كنا نقر بأن هذا الكتاب هو من تأليف شعيب الدوسري فعلاً وبه الكثير من الإشارات التي تدل على وجود أصل لبعض ما قاله مما تدعمه الأخبار القديمه إلا أننا نعلم أن به الكثير من المبالغه والتحريف ولا نقره على توجهه بخصوص نسب قبائل عسير وبطونها مطلقاً .

ومن المهم الإشارة إلى أن بعض أبناء قبيلة عسير قد وجد في ذلك القول ما هو إيجابياً من حيث تكريس تعميم المعنى الوطني للكلمة بدلاً من المعنى القبلي مضحياً بانتماءه الصغير في سبيل الإنتماء الأكبر وهو شعور نبيل يستحق الإحترام والتقدير ، ونجد أنه يدل على سمو المقصد وسعة الأفق ونكران الذات في سبيل الجماعه ، كما يدل على ما يتمتع به أبناء عسير من ثقافة وتحضر ورقي في مفهوم الوطن وسمو فوق العصبيات القبليه ، إلا أننا في كل الضروف يجب أن لا ننزلق في اتجاه تغيير حقيقة تاريخيه وإخفاء معالمها لتحقيق أهداف آنية قد لا تتحقق كما رسمنا فتكون النتيجه عكس ما توقعنا فنظلم أنفسنا ونظلم التاريخ ، كما أن تحييد عسير عن تاريخها الحقيقي سيحرم منطقتنا معرفة جزء من مفاخرها ورجالها المهمين في التاريخ ، فمعرفة حقيقة النسب القديم المتعارف عليه والمتواتر لكل قبيلة في المنطقة سيوصلنا إلى أحداثها وتاريخها وشعراءها ومعاركها وقصصها مما يغني تراث المنطقة كافه ، كما أن الأمانة العلمية تفرض علينا نقل الصحيح من القول في هذا الخصوص بعيداً عن التعصب أو الأهداف الأخرى مهما كنا نراها سامية المقصد حتى لا نسيء لأحد ولا ننتقص من حق أحد .
فمثلاً عندما أجد أن ابو علي الهجري قد نسب الشاعر / ثابت بن عبدالملك العريجي إلى (بني مالك من عنز بن وائل ) كما يقول نقلاً عن شيخ من جرش ثم أجد أن الشاعر ثابت من خلال شعره يسكن إلى الجنوب من وادي عبل مباشرةً فإنني سأتيقن فوراً أنه ينتمي إلى قبيلة بني مالك العسيريه (أي أنه كان عسيرياً) ، ولكنني سأظلم التاريخ وأظلم عسيرعندما أصر على أن بني مالك قبيلة تنتمي إلى مالك بن الكلاع الأزدي ، لأن ذلك سيقودني إلى رفض نسبة ثابت إلى بني مالك عسير التي بها جبل شنوءة ، فذلك سيعني سقوط الفكرة العامة التي أرغب ترويجها حول قبيلة عسير ، لأن عنزية بني مالك مالك ستعني وجود عسير (أبو مالك) حسب كتب الأنساب ، وسأضطر حينها إلى البحث عن مخرج (كما يفعل بعض الإخوة) لأثبت أن ثابت لم يكن من بني مالك عسير بل من مالك أخرى حلت هنا ثم رحلت ، في الوقت الذي لن أجد في التاريخ أي ذكر لرجال من مالك بن الكلاع ولا لأسلم بن عمرو بن ثماله ولا رفيدة بن عمرو ولا ربيعة بن عمرو "الذين ولدوا من رحم امتاع السامر" في منطقة عسير لأن من أورد هذه الأسماء قد اختارها بعناية ، حيث لا يوجد لهم ذكر ولا يوجد أحد ينتسب لهذه الأسماء ليمكننا خلاله التحقق من صحة النسب ، ومن ثم فإننا سنوافقه في أن عسير ليس لها في التاريخ ذكر ولا وجود ولا أعلام من الصحابة ولا من الشعراء ولا من الرواة ولا غيرهم ، ومن ثم فإن رجالها كلهم أتوا من مناطق أخرى .
والأسوأ من كل ذلك فيما رأيت هو أن أحد الكتاب من أبناء عسير قد تحمس لهذا التقسيم وأخذ يدعمه من خياله بشكل غريب حتى أنه ادعى بوجود تحالفات بين بعض بطون قبيلة عسير وفروع من بطونها الأخرى وأخذ يروي أحداثاً تاريخية معروفة بطريقة مخالفة لما هو ثابت ومعروف ومتواتر ويربطها بهذا التحالف بطريقة عبثيّه ، ثم أرجعها إلى وحدة النسب بين هذا الفرع وتلك البطون دون البقيه متمما بذلك ما ورد لدى شعيب الدوسري مع بعض الإضافات من خياله هو .

لذا أقدم هذا الموضوع التعريفي بقبيلة عسير نسباً وتاريخاً ووطن للتعريف بهذه القبيله لمن جهل وجودها على الخارطه :

ديار عسير ومساكنها :

تسكن قبيلة عسير في الجزء الغربي للجزيرة العربية يحدها شمالاً (من الغرب إلى الشرق) محافظة القنفذه من جهة الساحل ثم قبائل شمران ثم بني شهر ثم بارق ثم باللسمر ثم بللحمر ويحدها من الجنوب (من الغرب للشرق) مدينة بيش من جهة الساحل ثم قبائل الريث ثم قحطان ثم شهران ، ومن الشرق يحدها تخوم بلاد شهران ورفيده مابين المسقي إلى وادي مجعل حتى وادي بن هشبل ويحدها البحر الأحمر غرباً ، ولها جزء سروي وهو الواقع حوالي مدينة أبها ويمتد مابين وادي عبل شمالاً إلى القرعاء جنوباً ومن تخوم وادي تاره ووادي مجعل ووادي بن هشبل شرقاً إلى مشارف سهول تهامه غرباً ، ولها جزء تهامي وهو الممتد من جبال السروات وحتى البحر الأحمر ما بين حلي وبيش .
وقد كانت عسير في بداية تكوينها إحدى بطون عنز بن وائل التي تسكن السراة مع وجود محدود لها في تهامه ، يدل على ذلك قول الهمداني في صفة جزيرة العرب :

فأوطان عسير إلى رأس تيّة وهي عقبة من أشراف تهامة وهي أبها وبها قبر ذي القرنين فيما يقال عثر عليه على رأس ثلاثمئة من تاريخ الهجرة والدّارة والفتيحا واللصبة والملحة وطبب وأتانة وعبل والمغوث وجرشة والحدبة هذه أودية عسير كلها‏.........

‏ إلى أن قال :

والدّارة وأبها والحللة والفتيحا فحمرة وطبب فاتانة والمغوث فجرشة بالإيداع أوطان عسير من عنز وتسمى هذه أرض طود وأما أغوارها إلى ناحية أم جحدم فالذيبة والسّاقة لبني جابرة من شيبة ورأس العقبة لبني النّعمان وهي عقبة ضلع ومن جرش إلى رأس العقبة ثم إلى أسفل عقبة ضلع ثم إلى ياسبين ثم إلى سبتين ثم إلى عفرانين وإلى القوائم ثم إلى أم جحدم .


ومن الواضح أن الهمداني قد وصف بلاد عسير السراة بدقة وأورد جميع أوديتها وقراها الكبرى موزعة في بلاد بني مالك ومغيد وعلكم وربيعة ورفيده ، ولكنه كان على غير ذلك بالنسبة لبلاد عسير في تهامه حيث أشار لها إشارة عامه مع ذكر بعض المواقع جلها من بلاد بني مغيد وبني شعبه وبني زيد في تهامه مما يدل على أنه كتب عنها أثناء وجوده في السراة ، ولم يشر مطلقاً إلى بقية بلاد عسير في تهامه خاصةً الجبلية منها واكتفى بإشارة طفيفه إلى سكان الساحل عند نهاية وادي ريم وعرمرم وحلي عند مروره بتهامه .
ثم جاء بعده الأشعري وذكر عسير كقبيلة كبرى في تهامه ولكنه وعلى عكس الهمداني أسهب في ذكر بطونها وفروعها التهامية التي لا زالت تسكن ما بين ضمد وحلي بن يعقوب حتى الآن وأهمل سراة عسير تماماً فلم يورد أي قبائلها ولا أشار لوجودها ، وقد أشار إلى أن أحد هذه البطون استوطن ضمد .
وهنا نجد أن أوطان عسير التي أوردها الهمداني في السراة لا زالت كما هي تقريباً ، بينما في تهامة ذكر أنها كانت تمتد حتى القوائم وأم جحدم فقط وهما في أسفل الدرب بقرب البحر الأحمر ، بينما نجد عسير في تهامة أكبر من ذلك بكثير عند الأشعري المتوفي في منتصف القرن السادس حيث تحتوي على قبائل تمتد ما بين حلي وزبيد ، ومن ذلك يتضح أن عسير قد امتدت خلال الفترة الواقعة ما بين القرن الرابع وحتى منتصف السادس شمالا وجنوباًَ على المناطق التهامية الممتدة ما بين حلي وضمد ووصلت في بعض المراحل إلى زبيد ، وهذا يدل على وجود نشاط حربي قوي لهذه القبيلة في منطقة تهامه يدعمه تواجداً عددياً كبيراً خلال تلك المرحله ، ويتضح ذلك أكثر من خلال ذكر ابن خلدون في كتاب التاريخ لقبيلة عسير في معرض حديثه عن تاريخ الدولة المهديه والزيادية في اليمن حيث قال :

(ولمـا ملـك الغـز اليمـن أخـذ يحيـى أخـو عيسـى أسيـراً وسيـق إلـى العراق فحاول عليه عيسـى فتخلصـه من الأسر‏.‏ ورجع إلى اليمن فقتل أخاه عيسى وولي مكانه المهجم من أعمال زبيـد علـى ثلاثـة مراحل عليها وعربها من العسيرة من حكم وجغفر قبيلتين منهم‏.‏ ويجلب منها الزنجبيل‏.)

والعجيب عدم وجود أي إشارة لها في كتاب المفيد في أخبار صنعاء وزبيد (الذي حققه الأكوع) وهو الكتاب الذي نقل عنه ابن خلدون كل حديثه عن اليمن بما فيه إشارته إلى إسم عسير مصحفاً ، وللمعلومية فإسم عسير يرد دائماً مصحفاً بحيث يضاف له غالباً أل التعريف حتى في المؤلفات الحديثه كما فعل الجبرتي وبوركهارت والشوكاني ، وقد يضاف له الهاء في آخره أيضاً كما فعل ابن خلدون .


وهنالك بطون من قبيلة عسير متفرقة في الدول العربيه في شمال أفريقيا والشام والعراق وبلاد فارس ينطق إسمها بلهجات مختلفه مثل (العسران) كما في الشرقية في مصر أو (العسيرات) كما في صعيد مصر أو (عسير) كما في بلاد فارس ، او عنز بن وائل كما في الكوفة ، وأسماء بطونها هنالك هي نفسها الموجودة في بلاد عسير إلا أنها تنطق بلهجات مختلفه .


النسب :
ألنسب القديم يظل أمر ظني دائماً لا يمكن القطع بصحة ما ورد فيه من تسلسل قديم ، إلا أننا يمكن أن نستجلي من التواتر لدى المؤرخين والاحداث وأسماء الرجال والمقاربات بين الأسماء والاحداث ما يمكِّننا من معرفة المستفيض والمتعارف عليه من نسب قبيلة ما في العهود القديمة والإعتماد عليه في تحقيق النسب ومن ثم استجلاء المزيد من المعرفة عن التاريخ واحداثه ورجاله ، وعندما نحقق النسب فإن المصادر التي يمكن أن نستقي منها النسب يجب أن تكون من كتب الأنساب القديمه والتي كتبت فيما قبل العصر الحديث حيث كان الناس أقرب إلى معرفة أصولهم أو معرفة المتواتر عن نسبهم لديهم ولدى الآخرين والذي بنى عليه المؤرخون الحديث عن أنساب الرجال والقبائل حيث الإهتمام بالنسب كان من أهم العلوم التي يهتم بها العرب في تلك المرحله ، وعندما يتعذر علينا الحصول على مصدر في كتب النسب عن هذه القبيلة أو تلك فإن المصدر الآخر المقبول هو الشعر العربي القديم والإشارات التاريخية إلى رجال القبيلة (وربما كان المصدر الأخير أوثق في بعض الحالات) ، أو البحث في بطون القبائل المشابهة في المسمى أو المتقاربة معها فإذا وجدنا البطون متشابهة في قبيلتين بشكل يجعلنا نستبعد عامل الصدفه فإننا يمكن أن نستند إلى ذلك في إعتبار أي منهما هي الأم للأخرى أو أنهما قبيلة واحده ومن ثم يمكن استنتاج النسب الصحيح بدراسة ما يرد لدى الفرعين من أسماء وأخبار ومن ثم الإجتهاد والمقاربة مع ما في الكتب القديمة من أخبار وأنساب وأشعار بطريقة منطقيه ، أما غير ذلك فلا يمكننا أن نركن إلى مؤرخ في العصر الحديث يقوم بتركيب أنساب ما أنزل الله بها من سلطان ولم نجد لها أي أثر في كتب التاريخ والأنساب ثم نعتبر ما قاله هو الحقيقه لمجرد رغبتنا في ذلك ، لأننا حتى وإن أصررنا على ذلك فإن الآخرين لن يصدقوا ما قلناه وإن صدقونا الآن فإن الحقيقة ستنكشف غداً بعد أن نكون قد بنينا عليها جبالاً من الأساطير التي ستكون مخجلة لنا حينها ، وكما يقول المثل الصيني (تستطيع أن تكذب على البعض كل الوقت أو على الكل بعض الوقت ولكنك لا تستطيع الكذب على الكل كل الوقت) ، وقد لاحظت أن جميع من وضع مشجرات لقبائل الأزد من النسابة والمؤرخين من خارج عسير لم يضع عسير ضمنها رغم الزخم الكبير الذي أوردته الكتب العسيريه الحديثة حول أزديتها ورغم القصائد العسيرية المشهوره التي افتخر شعراءها بالأزد كأصل تفخر به عسير ما عدا ما كان كتبه الجاسر قديماً في كتاب غامد وزهران ثم عدل فيه كثيراً في الطبعات الاخيره ثم رجع عن رأيه فيه حول نسب عسير لاحقاً كما يقول هاشم النعمي ، أو ما كتبه الدكتور عمر بن غرامة العمروي حفظه الله والذي لم يسانده أحد من البقيه حتى من قبيلته رجال الحجر كالأسمري مثلاً ، بل وجد الكثير من النقد حول ذلك ، فكل ما نفعله في حالة استمرارنا على هذا النهج هو أننا سنقطع صلتنا ولو مؤقتاً بالأصول المعروفة في كتب النسب وبتاريخ المنطقة ورجالها ، فيما لن يقر لنا الآخرون بالأنساب الجديدة التي اخترناها رغبة لا حقيقةً ، وهو ما لاحظته من خلال إصرار البعض على إتباع ما قاله شعيب الدوسري عن نسب قبيلة عسير والذي أخذ الكثير من كتابنا ومؤلفينا يرددونه في كتبهم ثم أخذوا قول امتاع السامر حرفياً حول أنساب فروع عسير دون أي تمحيص أو بيان لمنطقية هذا الترجيح المخالف لكل كتب الأنساب والتاريخ منذ بداية تدوين الأنساب ، فعسير هي قبيلة معروفة ورد ذكرها بإسمها في موقعها الحالي منذ أكثر من 1250عام وهذا توثيق نادر وجوده لغيرها من القبائل الحالية ، ولها ذكر في كتب الأنساب وذكر في الفتوحات الإسلاميه الأولى مما يدل على أنها قبيلة حقيقية معروفة منذ القدم بإسمها الحالي ، ولم نجد أي قول لأي مؤرخ من قدماء النسابة المعروفين يذكر أنها حلف أو إسم جبال أو مدينه كما أورد البعض ، بل لقد ذكرت عسير ونسبت إلى جدها الأعلى (عسير) وإن خالف بعض النسابة الجمهور حول نسبها ولكنهم أجمعوا أنها قبيلة حقيقيه تنتمي صليبة إلى رجل واحد اسمه عسير اجتمعت عليه معظم عنز بن وائل، وإن يكن مما لا شك فيه أن هنالك الكثير من القبائل التي حالفتها ودخلت فيها من الأزد أو من قريش أو من مذحج أو من قضاعة أو من هوازن أو من غيرها ، كما أن هنالك الكثير من الأسر التي انتقلت خلال القرنين الماضيين إلى بلاد عسير إثر التخلخل السكاني الذي وقع بها نتيجة الحروب المتكررة مع الدولة العثمانية ومع والي مصر / محمد علي باشا ، وبالمثل فإن بطون منها قد رحلت ودخلت في القبائل المجاورة مثل بللحمر وبللسمر وبني شهر وقحطان وشهران وغامد وأصبحت تعد جزء منها ، ولكن لا زالت عسير تسكن بمعظمها في مواقعها حيث ذكرها المؤرخون في الجزيرة العربية .

فعسير القبيلة ذكرت في القرن الثاني للهجرة على يد النسابة الأول في الإسلام محمد بن السائب الكلبي المتوفي عام 157هـ الذي نقل عنه ابنه المتوفي عام 204هـ هشام بن محمد بن السائب الكلبي أول من دون في الأنساب نسب عسير في كتابيه جمهرة النسب وأنساب معد واليمن فقال في الجمهرة :

وولد عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة : رفيدة وأراشة فولد أراشة : قناناً وعسيراً وجندلة فولد عسير : مالكاً وتيماً فولد مالك غنماً وولد تيم : سلمة وزهيراً وعمراً وولد رفيدة بن عنز : عبدالله وعامراً وربيعة ومعاوية وعمراً وحماراً فولد عمرو : شقيقاً وسلمة وتميماً وعبدالله وولد ربيعة بن رفيدة : مالكاً فولد مالك جذيمة وسلامان وتولباً فولد سلامان : حجراً منهم عامر بن ربيعة بن مالك بن حجر شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلّم وهو حليف الخطاب بن نفيل وولد عامر بن رفيدة : عبدالله وأياساً ووهباً 0


قلت ... ولا تزال أسماء بعض البطون التي ذكرها في أسماء قبائل حاليه موجودة في عسير ورفيدة والشعف مثل رفيدة ، ربيعه ، مالك ، زهير ، تميم ، عبدالله ، غنم ، شعف أراش ، إلا أنه لا شك أن هنالك الكثير من الأسماء قد استبدلت بأسماء جديده ربما لأجداد وفروع أقرب من الذين ذكروا وهذا أمر شائع في كل القبائل العربيه بل هو الغالب حيث يندر أن تجد قبيلة لا زالت بطونها بنفس أسماءها القديمه جميعاً مثل شمر ومطير و عتيبه وغيرها حيث استبدل إسم الأصل بإسم الفرع فساد على كل القبيله أو ربما كانت هذه القبائل موجودة ولكنها كانت فروع صغيرة حينها .
ومما يجدر ذكره هنا أنه لا محمد بن السائب ولا ابنه هشام قد زار عسير ولكنه كان يأخذ النسب عن نسابة كل قبيله ولا شك أنه قد أخذ نسب ربيعة من نسابة ربيعة في العراق حيث كان يسكن ، وهذا دليل أن عنز ومنها عسير ثابتة النسب في ربيعه ومعروفة بذلك عند كل ربيعه منذ الجاهلية حتى خارج الجزيرة العربية .

كما جاء في أنساب معد واليمن الكبير :


وهؤلاء بنو عنز بن وائل
وولد عنز بن وائل:فيدة، وإراشة.
فولد إراشة بن عنز:قتانا، وعشيرا، وجندلة.
فولد عشير بن إراشة:مالكا.
فولد مالك بن عشير:غنم.
وولد تيم بن عشير:زهيرا، وسلمة، وعمرا.
وولد رفيدة بن عنز:عبد الله، وعمرا، وربيعة ومعاوية، وعمرا، وحمارا.
فولد عمرو بن رفيدة:شقيقا، وسلمة، وغنما، وعبد الله.
وولد ربيعة بن رفيدة:مالكا.
وولد مالك بن ربيعة:جذيمة، وسلامان، وتولب.
فولد سلامان بن مالك:حجرا.
منهم:عمر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة، شهد بدرا مع النبي ( وو حليف الخطاب بن نفيل أبي عمر بن الخطاب.
وابنه عبد الله بن عامر، ولد في زمن النبي (.
منهم:مالك بن زيد بن الحارث بن خديج بن إياس بن ذهل بن سعد بن غنم بن مالك بن عشير بن إراشة بن عنز، حليف الأزد بمصر.
وولد عامر بن رفيدة:عبد الله، وإياسا، ووهبا.
هؤلاء بنو عنز بن وائل.

ومن الوضح أن إسم عسير قد ورد مصحفاً في أنساب معد واليمن فأبدلت السين شيناً ربما بسبب اعتماد التشكيل الكامل في النسخ مما خلط بين حركات التشكيل والنقط فأضيفت النقط مع الوقت أو ربما بسبب التلف في النسخة الوحيده الموجودة من المخطوطة مما أشكل معه التحقق من صحة الكلمه ، وإلا فالأمر واضح أن عسير هنا هي نفسها عسير المعنية في الجمهرة لنفس المؤلف ، فالقبائل والتسلسل هو نفسه في الجهتين وهو مطابق لما ورد عند الهمداني عندما وقف على بلاد عسير ووصفها وقبائلها ، وجزء من الأسماء المذكورة هنا موجود حالياً كبطون لعدد من قبائل عسير ورفيدة والشعف .


كما أن إسم ونسب قبيلة عسير قد ورد في كتاب الإكليل للحسن بن أحمد الهمداني المتوفي في النصف الأول من القرن الرابع كما يلي :

فأولد عنز بن وائل.... رفيدة وأراشة فأولد رفيدة ربيعة ومعاوية وعامراً وعبد الله وعمراً وحماراً فأولد ربيعة مالكاً فأولد مالك حريمة وتولباً وسلمان فأولد عامر بن رفيدة عبد الله ووهباً وإياساً فأولد عمر بن رفيدة سلمة وشقيقاً وتيماً وعبد الله فأولد أراشة بن عنز بن وائل عسيراً وقناناً وجندلة فأولد عسير مالكاً وتيماً فأولد تيم زهيراً وسلمة ومنهم بنو شيبة وعضاضة وبنو اللقاح".

وهنا نجد أن عسير عند الهمداني هي نفسها التي وردت في كتاب ابن السائب الكلبي وبنفس تسلسل النسب تقريباً رغم أن الهمداني لم ينقل عن ابن السائب الكلبي بل نقل عن أحد نسابة جنب ممن يجاور عسير في السكن ، وهذا دليل على أن نسب عسير إلى عنز كان هو السائد والمتواتر بين الناس وبشكل واضح جلي بما فيهم أهل عسير أنفسهم ومجاوريهم وغيرهم داخل وخارج الجزيرة العربيه .

إلا أن الهمداني قد شكك في عنزية عسير عندما ذكر في صفة جزيرة العرب أن عسير يمانية تنزرت ودخلت في عنز ، ولكنه لم يورد صحة نسبها اليمني كما كان يفترض منه ، خاصةً أنه أورد نسب عسير صليبة تالد عن تالد إلى عنز بن وائل في كتاب الإكليل ، وهذا ما يجعل تشكيكه هنا عديم المعنى ، خاصةً وقد عرف بعصبيته اليمنية الهمدانيه ، فقد كان ما أورده في الإكليل نقلاً عن أحد نسابة جنب المجاورين لعسير مصداقاً لما جاء عند ابن الكلبي في العراق قبله بحوالي قرنين ومصداقاً لما ورد في أنساب الرجال الذين نسبوا إليها مثل الصحابي / عامر بن ربيعه العدوي رضي الله عنه والشاعر / ثابت بن عبدالملك العريجي ، ولو كان لعسير نسب يمني معروف لدى الهمداني لأورده .


كما ذكر عسير أبو الحسن الأشعري القرطبي المتوفي عام 550 هـ في كتابه (التعريف بالأنساب والتنويه بذوي الأحساب) ونسبها إلى عك حيث جاء فيه :


نسب ولد عبد الله بن عك بن عدنان
والرياسة من ولده في عبس وبولان ابنا سحارة بن غالب بن عبد الله بن عك ابن عدنان وأمهما ليلى بنت نهشل بن الشاهل .

(فصل) وأما عبس بن سحارة
فله أربعة أولاد ثوبان ومالك أمهما هند بنت نبت بن نهشل أخت غافق وساعدة وماتت عنده فتزوج أختها صعبة بنت نبت فأولد منها ربيعة وعسيرا .

(فصل) وأما عسير بن عبس
وإنما سمى عسيرا لأن أمه تمخضت به ثلاثة أيام وتعسر ولادته فسمى عسيرا فأولد عسير الحرث وعليان وعبيدا، فأولد الحوث كعبا وهرنكة وناعما وهازما وهم هزمة الساري من ساجد حسين بنو الحرث بن عسير، ومن ولد كعب حجر والجب، ومن ولد هرنكة عبلة وعباد وعيد، وأما عبيد بن عسير فأولد طيفه والجرد الأكبر، وأما عليان وثوبان بنو شهر بن عسير فأولد سبيعة والباري وأسلم وزيدا فمن ولد أسلم سهم والمغير وثوبان بنو سهم بن أسلم بن عليان بن عسير، وأما سبيعة بن عليان فأولد الجرد الأصغر وجوادم وشهرا الأصغر وزيدا ورفايا وساداتهم بنو الجرد منهم عيسى بن الغلب سيد عك في زمانه، ومن بني سرب أبو نجيح وهو غير نجيح الزيدي، وأما الثاري بن عليان فأولد قصية والديبة ابني شديد ومسكنة الوادي ضمد.



ومما ذكر نجد أن الأشعري يبرر إسم عسير بتعسر ولادته وهو ما يتنافى مع ما جاء في بعض المخطوطات المشكَّلة للكتاب والتي أوردت العين مرفوعة فأصبح ينطق (عُسير) وهذا لا يتوافق مع معنى التعسر الذي أشار له الأشعري في تبرير التسميه ، مما يدل على وجود خطأ في النقل من النساخ أو بتلف المخطوطات بفعل الزمن ومن ثم يسقط استئناس الشيخ حمد الجاسر رحمه الله بهذا النطق عندما استأنس به في رفض أن تكون عسير الحالية هي المعنية بما أورد الأشعري .
ولا شك أن إيراد الأشعري لعسير كقبيلة كبرى بهذا الحجم يفصل في بطونها بما لم يفعله مع غيرها يحمل دلالات كبيرة على دور تاريخي متميز لهذه القبيلة في تلك الحقبة في جنوب الجزيرة كان له ذكر قوي وصل إلى بلاد الأندلس حيث كان يقيم الأشعري إلا أنه اختفى في الوثائق اليمنيه لأسباب لا أستطيع تأكيدها ، "ويسند ذلك ذكر ابن خلدون (الأندلسي) لها في كتاب التاريخ في معرض سرده لتاريخ الدولتين المهديه والزياديه حيث ذكر من قبائلها (العسيره) كأول قبيلة من ثلاث قبائل كبرى أشار لها في زبيد ، ويسنده ما ذكره شعيب الدوسري من إرسال الأمير /علي بن سعيد بن هشام اليزيدي عام 391هـ لجيش من عسير إلى زبيد لمساندة بني زياد فاستقر هذا الجيش هنالك وأطلق عليهم هنالك (العنزه) ، كما يسند هذا القول ما أشار له ابن حزم الاندلسي عندما نقل عن الشيباني قوله انه وقف على ديار عنز بن وائل بجهة الجند من اليمن وكان عدد محاربيهم ثلاثون ألف مما يدل على دور حربي كبير لهم في تلك المرحلة" .
ومن خلال السرد يتضح أن الأشعري التهامي الذي كان يكتب عن أنساب العرب من قرطبه قد نقل معلوماته عن أحد سكان تهامة فأورد قبائل عسير في تهامة دون السراة ولعل ذلك يعلل بانقطاع التواصل بين السراة وتهامة في حينه لصعوبة التضاريس واختلاف الأجواء وهو ما جعل الأشعري ينقل عن من لا يعلم بتفاصيل وجود عسير في السراة فتجاهلها .
ونلاحظ أن كثير من القبائل التهامية المذكورة لازالت تحمل نفس الأسماء وهي معدودة ضمن قبيلة عسير في تهامه حتى الآن مثل آل هازم (من قيس) ، بنو زيد (من ألمع) ، أسلم (ولد أسلم في تهامة بين قنا وخميس البحر) ، وبنوالغلب ("إم اغلبه" من قيس) "وربما كانت الغلب بها خطأ في النقل وصحتها غالب" ، ونجيح ( المنجحه "إم انجحه") وبنو شديد (قبيلة شديده) وثوبان ( ثوبان من قبائل قنا والبحر) ، ونلاحظ أن عدد القبائل التي لا زالت تحمل أسماءها كما أوردها الأشعري في تهامه كثير وهي من نوادر الأسماء ولا زالت تنتسب لعسير وتسكن حول نفس البلاد التي ذكرها الأشعري حيث أورد أن بنو ثار سكنوا الوادي ضمد وهو واد مجاور لقبائل عسير تهامه حالياً التي تسكن الفطيحه ، وهو دليل قوي على أن بطون عسير في تهامة سواءاً في رجال ألمع أو ولد أسلم أو المنجحة أو حتى في الريش ومحائل هي بطون أساسية من قبيلة عسير عرفت بعسيريتها منذ القدم ، وأن التشكيك في نسبها لم يكن إلا بعد ظهور كتاب إمتاع السامر ، الذي استبعد معظم قبائل تهامة عسير من عسيريتها وجعل بقية القبائل حلف فقط ، أما بخصوص نسبتها إلى عك فهو اجتهاد من الأشعري (القرطبي) بناه على انتشارها القوي ونشاطها العسكري في بلاد عك خلال القرنين السابقة له ولم يعلم عن مصدرها الأساسي وبداية وجودها الذي كان في بلاد السراة .

كما أورد المغيري نسب قببيلة عسير في القرن الماضي في كتاب المنتخب في قبائل العرب كما يلي :

من بطون الأزد بنو ماسخة بن عبد بن مالك بن نصر بن الأزد ومنهم جمحة بن الحارث ، ومن الأزد زهران بطن ، ومنهم بنو النمر بن عثمان بن النضر بن زهوان ،.......

إلى أن قال :
... ومن بطون زهوان بنو سبالة بطن، وبنو حدروج بطن، وبنو رسم بطن، وبنو عمر بطن، ومنهم بنو خثمعة بن يشكر بن عسير بن صعب بن دهمان، ومن عسير هذا، عسير القبيلة المعروفة سكان أبهاء والطور، ومن رؤسائهم آل مرعي، ومن بطون خثعمة راسب بطن، ومنهم رئيس الخوارج ويقال راسب من قضاعة .




ولكن السؤال هو : هل يوجد إسم عسير فعلاً في تسلسل نسب بنو خثمعه في أي كتب الأنساب القديمة كما ذكر المغيري في كتابه ؟ .
حتى الآن لم أطلع على شيء من ذلك .... فإن ثبت ذلك فلكل مقام مقال .




ومما سبق فمن الواضح أن قبيلة عسير الحاليه بكل قبائلها في تهامة والسراة بمغيدها وعلكمها وربيعتها ورفيدتها وألمعها وأسلمها وربيعتها وآل موسى ...و...و .. إلخ هي قبيلة واحده معروفة بإسم عسير منذ القدم إنضوت حولها معظم عنز بن وائل مع التأكيد بوجود بطون وأسر متحالفة من الأزد أو مذحج أو قضاعة أو من ربيعة أو هوازن دخلت في عسير قديماً وحديثاً شأن كل القبائل العربيه مثلما أن هنالك بطون وأسر عسيرية دخلت في القبائل الأخرى ، إلا أن تعريف هذه القبائل الداخلة يحتاج إلى دليل ، وبغض النظر عن مدى صحة النسب القديم من عدمه إلا أن الثابت أن عسير كانت معدودة لدى الجميع من قبائل عنز بن وائل من ربيعه من نزار من معد من عدنان وهذا ما عليه جميع من كتب عن عسير في موقعها وعن رجال عسير وشعراءها في التاريخ القديم .

وقد ظلت عسير قوة كبرى في بلاد عنز في السراة وتهامه تحتوي معظم بطون عنز بن وائل بينما دخل جزء من عنز في قبائل الأزد المجاورة كما ألمح الهمداني في كتاب الإكليل ، (قلت ربما تكون دخلت في قبائل رجال الحجر المجاورة حيث تتكرر أسماء بعض بطون عنز مثل الحجر بن سلامان وتيم بن عسير) ، واستمر الحال كذلك حتى القرن السابع حيث تعرضت ديار عنز بالسراة في نهاية القرن السادس كما ذكر المؤرخون إلى كارثة وباء الطاعون الذي أدى لموت ورحيل جزء كبير من عنز بن وائل بما فيها عسير السراة من مواطنهم القديمه إلى المناطق المجاوره ومن الطبيعي أن بعضها عادت إلى ديارها بعد انقضاء أثر المرض وبعضها ظلت هنالك وحالفت القبائل الاصلية ، بل وحتى بعض قبائل أطراف بلاد عسير قد حالفت القبائل المجاورة على أثر ضعف القبيلة الأم في تلك المرحله ونجد أسماء بطون عنز موجودة بقوة في القبائل المجاورة في شهران وفي بللحمر وفي بللسمر وفي عبيده وفي بني شهر وفي بني بشر وجزء كبير متحالف مع مذحج ونهد وخولان في قحطان ، واستمر الحال على ذلك حتى نهاية القرن الثاني عشر حيث ظهرت عسير كقوة قبلية وسياسية في المنطقة .

أما بخصوص ما ذكره بعض المؤرخين الجدد عن نسب عسير فأقول :
بخصوص ما ذكره الضمدي رحمه الله :
لقد اجتهد الضمدي للتقريب بين الأسماء الواردة لدى الأشعري والأسماء الحالية لقبائل عسير السراة بطريقة غير دقيقه ، فقد حاول إسقاط أسماء القبائل التهامية التي وردت عند الأشعري على قبائل السراة مثل بني مالك بن عبس الذين نقلهم من الداير في تهامة شرقي ضمد إلى السراة ومثل (ولد أسلم) القبيلة العسيريه المعروفة في تهامه بين قنا وخميس البحر والتي أستبعدها تماماً من حساباته ونقل اسمها إلى بعض قبائل السراة ، وربط بعض الأسماء الموجودة في عسير السراة ممن لم يرد ما يشابه أسماءهم لدى الأشعري ببعض أسماء الأشعري ، فانفرد بإيراد أسماء مثل (علكم بن أسلم) و(مغيد بن اسلم) و(رفيدة بن سبيعة) وهو ما لا يوجد له أساس سابق مطلقاً ، والملاحظ أنه اهتم بقبائل عسير السراة وأهمل قبائل تهامه ، وكان واضحاً الأثر السياسي لأحداث تلك الفترة في عسير على كتابه خاصةً فيما يخص توتر علاقة الأمير محمد بن عائض ببعض الأسر العسيرية الطامحة للوصول للحكم وبالقبائل المجاورة لها والتي كانت تتسم بالحذر والشك ، الذي تطور إلى حرب مع إحدى هذه القبائل في تهامة ما أدى إلى ظهور أثر ذلك على كتاب عاكش الذي حاول إيجاد ترابط خاص بين بعض القبائل المحيطة بالمركز لضمان حماية الحكم ، ثم لم يورد قبائل تهامة عسير ضمن التسلسل النسبي لعسير القببلة .

أما بخصوص ما جاء به شعيب الدوسري :
لا شك أن شعيب الدوسري رحمه الله قد اتكأ على بعض ما جاء به الحسن بن أحمد الضمدي رغم أنه كان مختلفاً في توجهه عن الضمدي فبقدر ما كان الضمدي متحمساً لعدنانية عسير كان شعيب على العكس منه رافضاً للوجود العدناني في قبائل عسير وبشده بل وفي كل المنطقة ، لذا فقد انتقى منه بعناية ما يدعم توجهه وأكمل البقية من خياله فأفتقد للموضوعية والمصداقية في طرحه ، كما أنه كان بعيداً جداً عن المنهج العلمي في التقصي والتبرير فقد أورد أسماءاً وأنساباً لقبائل عسير لم يسبقه إليها أحد ولم يبرر هذه الأنساب مطلقاً فأورد لنا أسماء مثل مغيد بن أسلم بن عمرو بن عوف وعلكم بن أسلم ورفيدة بن عمرو وربيعة بن عمرو وذهب بمالك إلى مالك بن الكلاع وقسم ألمع إلى ألمع بن عمرو والصيق بن عمرو وذكر أنساباً وأسماءاً يفترض أن عمرها أكثر من ألفي عام انفرد بها في القرن الرابع عشر بينما لم يذكرها أحد قبله ولم يعللها !!!!!!! .
ولا شك أن الوحي لم ينزل على شعيب الدوسري ، فمن أين أتى بالأنساب التي ذكرها وما هو تعليلها المنطقي ؟؟.

والغريب هو أن ما ذكره شعيب رغم ابتعاده عن أي منهج علمي في تبريره قد أخذ بعض كتاب التاريخ يردده في كتبه دون أن يورد دعماً مقبولاً لما ذكر شعيب .
فالإنتساب إلى الأزد هو شرف يفخر به كل من ينتمي إليه كيف لا وهي القبيلة العربية الأكبر والتي اختارها الله لنصرة رسوله (ص) وقد امتدحها الرسول صلى الله عليه وسلم بما لم يمتدح به غيرها ، ولعل هذا الحرص من بعض المؤرخين هو مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ليأتين يوماً يقول الرجل يا ليت أبي كان أزدياً ياليت أمي كانت أزديه) ، ولكن الحقيقة أولى أن نبحث عنها فالإجتهاد الضعيف والتمسك به والإعتقاد ان الآخرين قد صدّقوا ما ورد فيه هو خطأ كبير يقع فيه من يرتكبه ، وهو سبب لإستخفاف الآخرين الذين يعتبرون ذلك ضعفاً ونقصاً في المعلومه ، كما أنه أدى في النهاية إلى إسقاط عسير من وجودها القبلي كواحدة من القبائل العربيه .

أما بخصوص ما اورده ابن مسفر فأقول :
لقد كان ابن مسفر أكثر موضوعية من سابقيه ، فقد أورد استدلالات على صحة ما ذكره من أن عسير هي شنوءة الأزديه وهي استشهادات معقوله مقارنة بمن سبقه حيث استشهد على أن عسير هي شنوءة الأزد بوجود جبال شنوه في بني مالك عسير إلا أنه قد أخطا تماماً في تحديد موقعها عندما ذكر أنها تمتد من الموقع فوق المصنعه حتى بطن بلاد بين مالك ففي ذلك مبالغة كبيره في تعريف الجبل فالحق أن (جبل شنوه) الذي تقع به عين نابطه (ونابطه في اللغة العربية هي العين المستمرة في السريان) هو جبل محدد له قمتين في أعلاه يقع إلى الغرب من قرية العين بآل يعلى ويسمى جبل (شن) أو (شنوّه) أو قد تسمى القمتين المتجاورتين في أعلاه (الشنوّات) ويليه من الغرب كل من جبال (موبر) و(الأجرف) وهي جبال أخرى منفصلة تقع في بلاد بني مالك لكن لا علاقة لها بجبل شن ، وجبل شن ذكره الهمداني في كتاب (صفة جزيرة العرب) في السراة في معرض ذكره للجبال المشهورة في الجزيرة العربيه .
كما استشهد ابن مسفر بقبر الصرد بن عبدالله الأزدي في المصنعة وهو استئناس مقبول نوعاً ما ولكنه لا يرقى لدرجة الإحتجاج به .
إلا أننا كنا نتمنى أن يجد ابن مسفر رحمه الله أكثر من هذه الإستدلالات الغير واضحة المعالم فشنوة مثلاً هو بالفعل إسم قبائل من الأزد (كانت تنطق غير مهموزة في القدم) وهو مطابق لإسم الجبل العسيري ولكن هنالك أيضاً مواقع أخرى عربية تسمى شنوة فهنالك مدينة في عمان تدعى شنوة وهي قديمة جداً ذكرت في القرون المتقدمة ومن المعروف أن عمان هي إحدى مناطق انتشار قبيلة الأزد ، وأيضاً هنالك جبل شنوة في المغرب العربي ، ثم كيف لنا أن نحدث الناس بأن شنوءة التي تمثل جزء كبير من الأزد أعظم قبائل العرب بشهرتها كانت في عسير لمجرد أن لدينا جبل اسمه شنوه دون أن يشير لذلك أحد من المؤرخين ، أضف إلى ذلك أن الجبل يسمى أيضاً (جبل شن) وشن هي إحدى قبائل ربيعة التي تنتمي إليها عنز بن وائل وهم بنو شن بن أفصي يقول شاعرهم :




لقيت شن إياداً بالقناطبقاً وافق شن طبقه


قال الأشرف بن رسول : (كانت إياد في الجاهلية تسكن ما بين نجران وتهامه) ، فأين كانت تسكن شن عندما حاربتها إياد ؟؟؟ .
وهنالك الكثير من الشواهد التاريخيه الأخرى على أن ربيعة كانت تسكن في منطقة عسير ، فلماذا لا يكون إسم الجبل منسوباً إلى هذه القبيلة ؟؟؟ ... في رأيي الشخصي ... كل شيء وارد .
أما بخصوص قبر الصحابي الجليل فهو ليس كافياً لإسقاط الرأي الآخر حتى ولو أرفدناه بوجود جبل شنوة لأنه لا بد من دعم ذلك من الكتب القديمه بأي قرائن نستشهد بها ، وبدون ذلك فستظل استدلالات هشه تعتمد على الذاكرة المحلية فقط وستسقط سريعاً عندما نقارنها بكثرة ذكر عسير وبطونها ورجالها كإحدى قبائل عنز بن وائل وعدم ذكر أي المؤرخين لها أو لأي بطونها ضمن قبائل الأزد ما عدى ما ورد عند بعض المؤرخين عن ذكر لإسم (ألمع) مجرداً كإحدى قبائل الأزد مع اختلاف في تسلسل نسبها دون ذكر لأي بطونها أو لأي مواطنها أو حتى تاريخ استيطانها كما ورد عن البقيه ، ومن الواضح أنهم جميعاً قد نقلوا ذلك عن أبو المنذر الكلبي الذي بدأ هذا التوجه معتمداً على دخول قبائل ألمع ضمن جموع الأزد في الفتوحات الإسلاميه وهو أمر سائد على كل قبائل عنز بن وائل في تلك المرحله حيث كانت تدخل ضمن وفود القبائل الكبرى في المنطقة مثل خثعم أو الأزد فتعدّ منها ، بينما نجد أن بطون كبرى من ألمع قد ذكرت كفروع لقبيلة عسير منذ النصف الأول للقرن السادس الهجري كما أوردنا في النقل عن الأشعري ، أضف لذلك أن عدد من بطون قبيلة رجال ألمع المتجاورة لا زالت تحمل "أسماء مركبة" لبطون من قبائل مشهورة من بكر وتغلب أخويّ عنز بن وائل (جد عسير) ويحمل بعضها وثائق قديمة عن نسبها إلى تغلب أو بكر بن وائل مما يستبعد معه عامل الصدفة ومنها (بني قيس بن مسعود) وبني (جونه من بني مسعود) و(بكر بن وائل) و(بني زيد) وقد أشار لذلك الشيخ حمد الجاسر رحمه الله ، بل إننا نجد أن بعض قبائل من رجال ألمع تحمل نفس الألقاب والنخوات التي تحملها قبائل عسير السراة وهو ما أشار له الأستاذ ابراهيم شحبي حيث نجد مغيد الخطأ في السراة وزيد الخطأ في ألمع ومالك الحشر في السراة وظالم الحشر في ألمع وهذا يحمل إشارة لوجود رابط أقوى من مجرد التحالف خاصةً وأن هذه القبائل تنتمي منذ القدم لقبيلة واحده وإن اختلفت المساكن ، وحتى في حالة ثبوت أزدية بعض البطون الصغيرة في ألمع أو في علكم وبني مالك ورفيده أو غيرها من الفروع فإنه لا يعني مطلقاً أن عسير في مجملها عبارة عن تحالف حيث أن وجود بطون من الازد في قبيلة عسير أمر وارد فالأزد موجودة في قبائل عسير وقحطان وشهران بدون أدنى شك وتمتد فروع منها إلى صروم قرب ظهران الجنوب وقد ذكر المؤرخون بعض بطونها في بلاد جنب مثل حماله ألتي أصبحت جزء من قبيلة بني بشر من قحطان ، بل لقد ذكر الهمداني أن بني بشر كلها قبيلة أزديه ، يقول جماعة البارقي :



تلكم الأكرمون من ولـد الأزد لغسَّـان سـادة الـسـادات
والمقيمون بالحجازيـن منهـمأرغموا عنهم أنـوف العُـداة
ملكوا الطَّود من سروم إلى الـطا ئف بالبأس منهم والثّبـات


ولتعليل وجود قبر الصرد في وسط قبائل عسير التي أجمعت المصادر على عنزيتها فإننا يجب أن نتنبه إلى معنى إسم قبيلة التلادة التي يوجد بها القبر والتي توجد مقسمة في علكم وربيعة ورفيده وبني مالك ، فكلمة (التلاد) تعني لغةً المال القديم وعكسه الطارف و(المجد التليد) هو ذو الأصل القديم الراسخ و(المتلد) هو ‏‏ المالك الأول كما جاء في المغرب في ترتيب المعرب ، ومنه فإن التلاده تعطي إشارة للأصيل ( المالك الأساسي) وقد يفهم من استخدامها في هذه الحاله التمييز بين الأصلاء والدخلاء ، فلربما كانت هذه القبائل الثلاث هي بقية القبائل الأساسية التي بقيت من الأزد في هذه الأرض وامتنعت على عنز بن وائل التي نزلت إلى جوارها فأطلق على هذه القبائل إسم التلاده أي (الأصلاء) ، وعلى الجانب الآخر ربما أن الصرد بن عبدالله لم يكن أزدياً حقيقةً ، فقد ذكرته بعض المصادر القديمة بإسم الصرد بن عبدالله الجرشي ، وهذا مهم أن نتنبه له خاصةً إذا عرفنا أن قبائل عنز كانت تدخل ضمن وفود الأزد في الفتوحات الإسلاميه بل كانت تظل في البلاد التي تستوطنها معدودة ضمن الأكثرية الأزدية كما كان حال مالك بن زيد بن الحارث بن خديج (العنزي) الذي كان يعد من الأزد في مصر كما يقول الكلبي ، فلعل الصرد رضي الله عنه كان أزدياً في رواية ابن هشام من هذا الباب .


والمشكلة في عسير والتي تجعلنا نقف كثيراً ونتردد في قبول ما تحمله الذاكرة الشعبيه والمدونات الحديثة في تاريخ هذه القبيلة هو الأثر السياسي على الذاكرة الشعبية لهذه القبيله منذ القدم ، وكثرة ما ورد من أحاديث وأقاويل مدونة حول عسير وأخبارها ونسبها والتجرؤ برواية أخبار واحداث عظام يزعم البعض أنها حدثت في عسير ثم لا نجد ما يؤيدها تاريخياً ، وبعد ذلك نرى أثرها السريع على الذاكرة الشعبية التي تتشكل سريعاً مع مثل هذه الإطروحات فيختلط الحابل بالنابل فلا تعد تستطيع التمييز بين الذاكرة الأصيلة والمزوره حتى في داخلك أنت ، ما يجعلنا نتساءل : منذ متى ومثل هذه الأخبار تروى بهذه الطريقه ؟ ... وهل الذاكرة الشعبية العسيرية قد تعرضت للتشويه منذ وقت مبكر بالفعل كما يحدث الآن وبالتالي لم يعد لها أية قيمه .

وأكرر أن الحديث عن نسب عسير وبطونها يجب أن يستند إلى الأخبار التاريخيه في بطون الكتب القديمه فقط أو التعليل المنطقي المبني على الاحداث التاريخيه والشعر العربي القديم والمقاربات المعقوله ، وهي موجودةُ لمن أرادها ، ولا يمكننا الحديث عن النسب القديم بناءاً على ما ورد في الكتب الحديثة المستندة إلى ما قاله شعيب من كلام غير منطقي أو على الذاكرة الشعبيه فقط والتي نعلم يقيناً أنها لم تكن تعلم ما معنى كلمة عنز بن وائل أو معنى كلمة الأزد أو مذحج أو غيرها ، علماً أن الذاكرة الشعبية القديمة في عسير لا تؤيد إطلاقاً ما اورده شعيب الدوسري ، فالمتعارف عليه بين الناس في عسير وقحطان مثلاً هو قولهم عسير بن عامر وقحطان بن عامر كناية عن أنهم أبناء عمومه ، وهنالك الكثير من الأشعار من الطرفين تصب في هذا الإتجاه ، ورغم ثبوت خطأ هذه المقوله في نسب كلتا القبيلتين إلا أن هذا بعيد تماماً عما قاله شعيب وعما تم توجيه الذاكرة الشعبية له حديثاً .



وما ينطبق على عسير ينطبق على بطونها فمن له رأي يخالف السائد حول نسب أي بطن من بطون عسير إلى غير عسير فعليه أن يأتي بالدليل القاطع الذي لا يقبل الجدل من كتب التاريخ القديمة وعلينا حينها أن نحترم رأيه جميعاً .

وعلى كل حال فإن النتيجة المهمة التي نستنتجها من كل ما سبق هو أن عسير قبيلة حقيقيه لها نسب خاص عرفت به منذ القدم وهو إلى جدها (((((عسير))))) بن أراشة بن عنز بن وائل الذي اجتمعت حوله معظم عنز بن وائل كما ورد اسمه في كتب الأنساب ، وليست جبل او حلف أو تجمع من القبائل المجاورة وهذا حسب المعطيات التاريخية المتاحة ، وكل بطونها الحالية في السراة وفي تهامه تنتمي إليها منذ القدم ، وهو ما عليه كل مؤرخي عسير مثل الشيخ هاشم النعمي والمؤرخ علي عيسى عسيري رحمه الله (وإن يكن قد أخطأ في فصل ألمع) والمؤرخ الشيخ حمد الحقيل والمؤرخ عاتق البلادي وقبلهم محمد بن السائب الكلبي وهشام بن محمد بن السائب الكلبي والحسن بن أحمد الهمداني ، وأحمد بن محمد الأشعري القرطبي ، والحسن بن عاكش الضمدي ، ولا يمكن قبول غير ذلك إلا بالدليل ، ومن لديه أي دليل ثابت (وليس من أوهام امتاع السامر) على غير ذلك فليأت به .

واختلاف بعض المؤرخين في العصر الحديث حول نسبها ومحاولة البعض التشكيك فيما ورد في كتب الأنساب عنها لا يعني أن هنالك خلاف حقيقي بين المؤرخين حول نسب هذه القبيله في الأساس ، بل الواضح أنه مجرد رغبة شخصية لكل كاتب لسبب من الأسباب الخاصة به ، خاصةً وأن التشكيك حتى الآن لم يبنى على أي أساس معقول يستند إليه .

أما بخصوص عدم ذكر بعض بطون عسير الحالية في الكتب القديمه فإن هذا الأمر هو السائد في كل كتب التاريخ ولا يمكن أن تجد قبيلة جميع بطونها الحالية مذكورة في التاريخ القديم أو كتب الأنساب القديمة مطلقاً بل ولا حتى نصفها لأن الأسماء تتغير والفروع قد تمتد لتحتوي الأصول فيذوب الأصل في الفرع كما هو حال قبيلة مطير الغطفانيه مثلاً التي حلت محل القبيلة الأم غطفان أو شمر الطائية التي احتوت كل طي أو عنزه التي دخلت فيها كل ربيعه .... وهكذا ، ففي نفس الوقت الذي وجدنا بطون من عسير لا زالت تحمل نفس الأسماء التي ذكرت في كتب التاريخ قبل مئات السنين في السراة مثل عضاضة ومالك وغنم وفي تهامة مثل شديدة وزيد وهازم وأسلم وثوبان والمنجحه والمغلبه فإن هنالك فروع كثيرة ذكرها المؤرخون لم تعد بيننا ولا شك أنها لم تختفي ولكن أعقابهم حملوا أسماء أجداداً أقرب من أولئك المذكورين ، فأين عقب أبناء تيم بن عسير كل من : زهير ، وسلمة ، وعمرا ، وأين بقية عقب أراشة وأين عقب تولب وعمر وعبدالله وسلمه وجندله .. وغيرهم كثير ؟ ، وأين بقية الفروع التي ذكرها الأشعري في تهامه ؟ ... لا شك أن معظمهم لا زال بيننا ولكنه يحمل إسماً آخر .


يتبع

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 05-10-2008, 12:03 PM   #2
 
إحصائية العضو







عسيرالهول غير متصل

عسيرالهول is on a distinguished road


افتراضي رد: نــسـب قـبيـلة عـسـيـر

أدلة أخرى تجعلنا نقطع بأن قبيلة عسير الحالية بفروعها هي قبيلة حقيقيه موجودة منذ العصر الجاهلي تنتمي إلى عنز بن وائل :
1) عندما ذكر أبو عمر (يوسف بن عبد البر النمري) الصحابي الجليل عامر بن ربيعة العدوي حلفاً العنزي نسباً رضي الله عنه في كتاب (الإستيعاب في تمييز الأصحاب) فقد أورد بعض ما قيل في نسبه فقال :

هو عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر بن سعد بن عبد الله بن الحارث بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط‏.‏ وقيل‏:‏ عامر بن ربيعة بن عامر بن مالك بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط‏.

.
ومن خلال تسلسل النسب فمن المؤكد أن هذا الصحابي الجليل ينتمي إلى رفيدة عسير فمن الواضح أن من كان ينسبه كان على علم ببطون هذه القبيلة فكان يعدد بطون قبيلة رفيدة العسيرية التي نعرفها حتى الآن ، فهو إما من ربيعة (مساكة الحرب) أو من آل الحارث وهما أكبر فرعي قبيلة رفيدة بل إن إحداها أصبحت تذكر رديفة للقبيلة الأم ، فلم يبق إلا أن يذكر ابن عبدالبر آل عاصمي والتلاده .
بل أن من الملاحظ أن إسم عامر قد تكرر في إسم عامر بن ربيعه مرتين وهذا الإسم من الأسماء الشهيرة في قبيلة عسير عامة والذي يتكرر وجوده بها أكثر من غيرها ، إلا أنك لو دققت قليلاً لوجدت أن هذا الإسم نسبة حاملية شخصياً أو أسرياً في ربيعة ورفيدة بالذات يفوق بقية القبائل وحتى أعلام هذه القبيلة لا بد من وجوده فيهم مثل : الأمير/ محمد وعبدالوهاب بن (عامر) المتحمي ، الفريق / محمد بن (عامر) ، اللاعب السابق /(عامر) مانع ، ولا شك أن هنالك الكثير ولكن هذا ما حضرني الآن من المشاهير بل إن كلمة بن عامر أو آل عامر في ربيعة ورفيده تكاد تكون مكرره في كل قرية .
2) ذكر أبو علي الهجري المتوفي بداية القرن الرابع الهجري في كتاب التعليقات والنوادر ما يلي : (وقال:
أنشدني شيخ من جرش لثابت بن عبد الملك العريجي. بطن من بني ملك من عنز بن وائل: " الطويل " :



ألا أيها الريح التي نسمـت لنـامن الأفق الشامي طاب نسيمهـا
فقد نسمت من نحو من بات حبهيؤرقني من مضجعـي فأرومهـا
لأغشم هول الأرض بيني وبينهابليل وفي عرض السماء نجومها
فأشفى قلبـي مـن هـواه بلمـةفهو هوى نفس ومـا إن ألومهـا
سبتنـي بميـال القـرون كأنـهعناقيد حاكـي بـروى كرومهـا
إلى كفل نابي المجشي وبطنهـاكأعطاف ربط حين تبدي علومها
إلـى قـدم مخصـورة لاقبيحـةولما تشتيهـا بكسـورا تقومهـا
أروج الضحا رعبوبة عذبة الشعانشت في غنى جم ودام نعيمهـا
وإنـي لمستسـق لأرض تحلهـاكتيمة وبلا بعـد وبـل جميمهـا
تكـون نواشيـه نواغـش كلهـاإلى (عبل) أهضامها فحزومهـا
على عيزأن أمست كتيمة حللـت" به " فسقى الرحمن أرضا تقيمها
ألا ليت شعري أن أتاها مخبـرألا ثابت جـاه لنفـس حميمهـا
أمسبلـة بالدمـع منهـا كظننـابها أو تعـزى نفسهـا وتلومهـا


)



قلت ... لا أظن بأني أحتاج لمزيد من الشرح لإثبات أن هذا الشاعر ينتمي إلى بني مالك عسير وكان يسكن إحدى قرى شمال بني مالك عسير التي تحاضي وادي عبل من الجنوب ، وهنا يكفي قوله أن مالك بطن من عنز بن وائل للتحقق مما كان يعرف حتى بداية القرن الرابع عن نسب بني مالك عسير التي في قلبها (جبل شنوة) الذي استدل به بعض المؤرخين على أزدية عسير وبالتالي نسب عسير كامله ، وللتذكير فإن بني مالك عسير ذكرت منسوبة إلى "مالك بن (عسير) بن أراشة بن عنز بن وائل" في كتب الأنساب الأولى ، وثبوت عنزية مالك يؤكد لنا وجود (عسير) بن أراشة الذي هو أساس قبيلة عسير بكل فروعها ، فهل سيأتي من يقول أن كل قبائل عسير قد انضوت تحت قبيلة بني مالك عسير وعضاضه فاستسمت بإسم أبيها .
ومن الغريب أيضاً أن أجد أن إسم آل ثابت أو ابن ثابت من أشهر أسماء الأسر في بني مالك عسير بل لا تكاد تخلو منه قرية من قرى بني مالك عسير .

3) قال شعيب الدوسري أن الصرد بن عبدالله كان أميراً لجرش ثم تأمر عقبه من بعده ، وزاد بعضهم فقال (أمير الأزد) ، وكان هذا أحد الأسباب التي دعت الكثير من المؤرخين للتمسك بأزدية عسير ، ولكن الصحيح أن قصة وفد جرش الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه الصرد بن عبدالله ثم محاربته لمشركي جرش كما روى ابن هشام كان في السنة العاشرة للهجره ، وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم في عام 11هـ أي في حدود أقل من عام من الحدث ، وكان أمير جرش عند موت النبي (ص) /سعيد بن القشب الأزدي (حليف بني أمية) ولاَه النبي (ص) كما ذكر "أبو حيان التوحيدي" ، وعندما تولى أبي بكر رضي الله عنه ولى /عبدالله بن ثور على جرش كما ذكر النويري وكان له دور معروف في حروب الرده كما ذكر الطبري ، وهنا نجد أن الروايات التاريخية القديمة تتناقض مع رواية شعيب ومن تبعه حول إمارة الصرد بن عبدالله لجرش ، ومن ثم فنحن نحتاج إلى إعادة فهم القصة من خلال مراجعة ما ورد في التاريخ القديم وليس فقط من خلال الروايات المحليه سواءاً الشفهية أو المدونة .


أخيراً ... فإن كل ما قيل حول النسب القديم هو أمر ظني لا يقبل البناء عليه في فهم الهوية الحقيقية لعسير ، فلا شك أن عسير لها هوية وهوى أزدياً حجازياً سرواتياً تهامياً لم ولن يتبدل أبداً ، ولا شك أن كلما هو أزدي أو سرواتياً أو تهامياً فهو يخصنا جميعاً فكل حديث حول قحطان أو شهران أو بللحمر أو بللسمر أو بني شهر أو بني عمرو أو بلقرن أو شمران أو غامد أو زهران في جبال السروات سراة وتهامة هو حديث عنا جميعاً ، فعسير قبيلة حجازية سرواتية تهامية تنتمي إلى هذه الأرض ولا انتماء لها لغيرها ، ومن الخطأ الظن أن أي قبيلة تنتمي إلى عنز بن وائل أو تلتقي معها في النسب من خارج منطقة عسير تخصنا بصلة من قريب أو بعيد عن بقية قبائل المنطقة ، فهذا نسب ظني قد يكون من سبقونا أخطأوا فيه فنقلناه عنهم ولا يعنينا تحقيقه سوى لإثبات النسب المتعارف عليه قديماً والبناء عليه لمن رغب في دراسة تاريخ هذا المنطقة وأحداثها ورجالها ، وإلا فلا هوية لنا إلا هنا حيث انتماؤنا لهذه الجبال العظيمه التي نعشق كل ذرة تراب بها .

الحقوق الفكرية محفوظه لصاحب الموضوع (صدى تهلل) .






المراجع
• ابن كثير (البداية والنهايه)
• ابن الأثير (الكامل في التاريخ)
• ابن خلدون (التاريخ)
• هشام بن السائب الكلبي (جمهرة النسب)
• هشام الكلبي (أنساب معد واليمن)
• الحسن بن أحمد الهمداني (صفة جزيرة العرب)
• الهمداني (الإكليل... )
• الطبري (تاريخ الطبري)
• ابن حزم (جمهرة أنساب العرب)
• أبو الحسن الأشعري (التعريف بالأنساب ...)
• ابن عبدالبر (الإستيعاب في تمييز الأصحاب)
• أبو حيان التوحيدي (الإمتاع والمؤانسه)
• عمارة الحكمي (المفيد في أخبار صنعاء وزبيد)
• ابوعلي الهجري (التعليقات والنوادر)
• ابن هشام (السيرةالنبويه )
• القلقشندي (صبح الأعشى)
• النويري (نهاية الأرب في فنون الأدب)
• ابن ماكولا (الإكمال)
• نعوم شقير (تاريخ سيناء...)
• د. عبدالرحمن آل حامد (العادات والتقاليد ...)
• الجبرتي (عجائب الآثار في التراجم والأخبار)
• عبدالله بن علي بن حميد (أديب من عسير)
• شعيب الدوسري (إمتاع السامر ....)
• ابراهيم بن دخنه (الموسوعة الذهبيه ..)
• عمر كحاله (معجم قبائل العرب)
• الحسن بن عاكش (الدر الثمين...)
• حمد الجاسر (سراة غامد وزهران ...)
• د. محمد بن زلفه (دراسات في تاريخ عسير الحديث)
• حمد الجاسر (جمهرة أنساب القبائل ...)
• علي عيسى عسيري (عسير)
• النعمي (تاريخ عسير.. )
• ابن مسفر ( السراج المنير ... )
• ابن مسفر ( أخبار عسير)
• ابن عبار ( أصدق الدلائل ... )

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 05-10-2008, 02:45 PM   #3
 
إحصائية العضو







عبدالكريم العماري غير متصل

وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: المميزين والنشيطين
: 1

عبدالكريم العماري is on a distinguished road


افتراضي رد: نــسـب قـبيـلة عـسـيـر

اقتباس:
بعد ظهور كتاب إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر إلى العلن والذي إدعى فيه شعيب الدوسري
ونعم في قبيلة عسير
شكراً أخي عسير الهول على الموضوع ولاهنت

بخصوص إمتاع السامر فهو منسوب لـ شعيب الدوسري رحمه الله وليس من تأليفه

العماري

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 06-10-2008, 12:34 PM   #4
 
إحصائية العضو







الغـــــامدي غير متصل

الغـــــامدي is on a distinguished road


افتراضي رد: نــسـب قـبيـلة عـسـيـر

ونعم بقبيلة عسير

من خلال متابعتي لمنتديات عسير وسؤالي الأخوة العسيريون عن نسب القبيلة لم اجد شخص يقر بأنهم من عنزة أبدا ولا يعترفون بهذا القول بل يقولون انهم من الأزد

من موقع عسير /

قبيلة عسير

تعد هذه القبيلة من منظور تاريخي واحدة من أعظم قبائل إقليم عسير ، وعلى إثر سطوة هذه القبيلة وشدة شكيمتها في فترات تاريخية عديدة ، فضلاً عن انتساب حكام الإقليم إلى هذه القبيلة ، فقد اعتبرت هذه الأسباب مسوّغاً لتعميم إسمها ، واعتباره علماً معمّماً على سائر الإقليم.

ورد ذكر هذه القبيلة في القرن الرابع الهجري ، حيث ذكر الرحالة الجغرافي والمؤرخ النسابة لسان اليمن الهمداني مسمى ( عسير ) كعلم قبلي ، وذلك في كتابيه ( صفة جزيرة العرب ) و( الإكليل ) ، وأشار أيضاً في ذكر مقتضب إلى أن هذه القبيلة عدنانية ربعية تنتسب إلى عنز بن وائل .

كما وردت لفظة ( عسير ) كعلم قبلي أيضاً عند الأشعري أحد النسابة في القرن السابع الهجري ، حيث ذكر في كتابه ( التعريف بالأنساب والتنويه لذوي الأحساب ) أن عسير قبيلة عدنانية تنتسب إلى عك بن عدنان .
في ذات السياق هناك مصادر أخرى تحدثت عن هذه القبيلة ، وأكّدت على أنها من الناحية النَسبية قبيلة قحطانية تنتسب إلى أزد شنوءة .
وهنا يلاحظ أن تدوينات الأنساب المختلفة عن قبيلة عسير قد أفرزت تضارباً واضحاً وتعقيداً كبيراً حول مسألة نسب هذه القبيلة ، وبالتالي سيكون هذا التعقيد مثيراً لسؤال مهم في هذا الجانب ، وهو عن القول النسبي الصحيح لقبيلة عسير في الأقوال النسبية أعلاه ؟؟

بالعودة إلى سياق النسب العسيري عند الهمداني وذكره أن عسير تنتمي إلى عنز بن وائل ، هناك العديد من الملاحظات حول هذا النسب ، وتدوين أنساب قبائل وعشائر إقليم عسير بشكل عام ، ويمكن سرد هذه الملاحظات على النحو التالي :
1- هذا النسب المورد عند الهمداني قد أتى به اعتماداً على رواية رجل من قبيلة جنب ، حيث ورد في ذات السياق ، أن قبيلة عسير يتفرّع منها تميم ومالك ، ومن مالك : غنماً ، وحارمة ، وجدبلاً ، وتيماً ، وكل هذه الأسماء لا وجود لها كأسماء لفروع قبلية عسيرية كبرى !! .

2- قبيلة ألمع والمقطوع بنسبها عند النسابة الأوائل بأنها من صميم ولد الأزد ، وأنها من ألمع بن عمرو بن الأزد ، أو من ألمع بن عمرو بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي ، ورد نسبها بشكل فريد ونادر عند الهمداني ، حيث قال أنها تنتسب إلى ألمع بن عثمان !! .

3- قبيلة الحجر الأزدية والتي تنقسم إلى أربعة قبائل كبرى هي بللحمر وبللسمر وبني شهر وبني عمر عند ذكر الهمداني لمواطنها وأوديتها اختزل نسب أغلب فروعها وعشائرها إلى قبيلة بني شهر وترك الباقية ، على الرغم من أنه ذكر العديد من عشائرها ومواطنها !! . فقبيلة نازلة – حالياً هي إحدى أشهر وأكبر الفروع القبلية لقبيلة بللحمر – ذكرها هذا النسابة ولكنه نسبها إلى قبلية بني شهر وليس إلى قبيلة بللحمر !! ، على الرغم من أن قبيلة بللحمر الحجرية الأزدية ورد ذكر أعلام من رجالها في عهد صدر الإسلام ، الأمر الذي يدل على أن هذه القبيلة قد تشكّلت من قبل ذلك العهد ، وأصبحت قبلية معروفة بإسمها قبل الهمداني بعدة قرون ، وهذا ما يجعلنا نمتنع من إعطاء مسوّغ للهمداني بأن هذه القبيلة قد استحدثت ودخلت فيها قبيلة نازلة !! .

وللتدليل على قدم قبيلة بللحمر ، وأنها من قبل الهمداني بقرون ، وفضلاً عن ذكر بعض الصحابة المنتسبين إليها ، يورد المؤرخ ابن الأثير الشيباني نصاً شعرياً ويعزوه لعلم من أعلام هذه القبيلة وهو عبد الله بن عوف الأزدي الأحمري الذي اشترك مع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في حرب صفين . حيث يقول في أتون هذه الحرب :
خلوا لنا ماء الفرات الجاري ............... أو اثبتوا لجحفل جرار
لكل قرم مستميت شاري ................. مطاعن برمحه كرّار
ضرّاب هامات العدى مغوار .............. لم يخش غير الواحد القهار

4- ينسب أيضاً الهمداني قبيلة ( كود ) إحدى قبائل شهران العريضة والمذكور نسبها في مصادر النسب القديمة السابقة للهمداني على أنها بطن من خثعم ، ينسبها الهمداني إلى عنز بن وائل !! . فيقول عند ذكره بعض المواطن ما نصه : ( ثم ذات الصحار لكود من عنز ) .

5- ذكر الهمداني وادي عبل وهو في العهد الحالي أحد أشهر مواطن وأودية قبيلة رجال الحجر الأزدية ، ذكر أن هذا الوادي من أودية قبيلة عسير !! ، وفي موضع آخر يشير إلى أنه من أودية ومواطن رجال الحجر !! .

6- يذكر الهمداني أن من أغوار مواطن قبيلة الحجر التهامية قبيلة ألمع !! ، وهذا غير صحيح إذ أن قبيلة ألمع هي الغور التهامي لسراة قبيلة عسير .

إن هذه الملاحظات الملموسة على تدوين الهمداني في أنساب قبائل إقليم عسير ، وأسماء مواطنها ، يثير الكثير من التساؤلات والشكوك حول الأخذ بصدقية إيرادات هذا الرجل حول أنساب هذه القبائل ، فضلاً عن نسب عسير والذي جاء عنده كرواية عن رجل من قبيلة جنب – مرّ به في طريقه إلى الحج - وليس عن دراية ، كما هو واضح من مصدر قوله في نسب عسير .

أما عن القول الثاني في نسب قبيلة عسير والقائل بانتسابها إلى عك بن عدنان ، والذي تم الأخذ به عن طريق مصدر الأشعري في الأنساب المسمى ((التعريف بالأنساب والتنويه لذوي الأحساب )) فيمكن إبداء ملاحظتين هامتين على هذه النسبة ويمكن شرحها على النحو التالي :

1- يقول حمد الجاسر أشهر مؤرخي ونسابة شبه الجزيرة العربية في هذا النسب ما نصه : ( وهذا القول في نسبة عسير إن أريد به القبيلة المعروفة لم أره لغيره وهو يخالف ما ذكره الهمداني وهو أقدم منه وأوثق ، واسم عسير تكرر فيها بضم العين (عُسير) وهذا مما يزيد في الشك ، والمعروف أن عسير من قبائل الأزد أزد شنوءة وليست من عك ) .

2- إن ديار عك بن عدنان كانت في تهامة اليمن في زبيد وسهام ورمع والمهجم ومور وأحوازها ، كما أكّدت ذلك كتب النسب وكتب الرحالة والجغرافيين العرب ، ولم يذكر نص يشير إلى سكنى هذه القبائل العكية جبال السروات ، فضلاً عن جبال عسير الأمر الذي ينقض مجدداً فرضية الأخذ بهذا النسب .

أما عن القول الثالث وهو أن قبيلة عسير من أزد شنوءة فهناك معطيات عديدة تدعم هذا النسب ، وتؤكد صحة انتسابها إلى أزد شنوءة إحدى القبائل العربية المشهورة في الجاهلية والإسلام . وهذه المعطيات هي :
أ- ديار هذه القبيلة هي ديار أزد شنوءة حيث توجد بها جبال شنوءة ، والتي نسبت إليها بعض القبائل الأزدية فيقال أزد شنوءة تمييزاً عن إخوتها أزد عمان وأزد السراة ، وهذه الجبال تقع على بعد بضعة أكيال إلى الشمال من أبها .
يقول أحمد بن عبد الخالق الحفظي ( ت : 1317هـ / 1899م ) – أحد أشهر علماء عسير – في معرض حديثه وسرده لعدد من علمائه ما نصه : " ... ومنهم الشيخ العلامة ، اللابس من التقوى أفخر لامه ، شيخنا المشهور بالعرفان ، المعروف بالتحقيق والإتقان مسفر بن عبد الرحمن الحنبلي مذهباً والدوسري بلداً ، كان
إماماً جليلاً ، عالماً نبيلاً ، زاحم التسعين ، ولم يختل من حواسه ما يخل بمن زاحم تلك السنين ، جلس بحجاز أزد شنوءة أكثر من ثلاثين سنة يتم في كل سنة إملاء الست الأمهات بغير إخلال ، ويحل عن الطالب الإشكال ، استمعت لقراءته فيها ، وقرأت عليه قليلاً منها ، وأتممت عليه عمدة الأحكام للحنابلة ، وزاد المعاد لابن القيم رحمه الله ، والتوحيد نحو أربع مرات .... " .

ب – هناك شواهد شعرية عديدة ، ورد فيها إرجاع نسب عسير إلى أزد شنوءة ، ومنها :

قصيدة علي بن الحسين الحفظي ، والذي امتدح فيها الأمير عايض بن مرعي وانتصاراته على الأتراك العثمانيين ، وصوّر المعارك التي بين الطرفين ، وفي ثناياها الإشادة بعسير القبيلة :
قفي فانظري يا أم عبد معاركـاً ................ يشيب لها الولدان من كل أمرد
وان كنت عنها في البعاد فسائلي ............... ففيها أسود من مغيد بمرصد
وفيها ليوث الأزد من كل شيعـة ................ يصالون نار الحرب حزناً لمفسد
إلى أن يقول :
بأيدي رجال من شنوءة جدهم ................. رقى بهم مجداً حذو فرقد
تداعى عليهم من صميم أصولها ............... ثبات وجمع كالمحيط المزيد
ففاخر بهم يا خاطباً فوق منبر ................ على الناس فاقوا بالحسام وسؤدد
ليهنأ بني قحطان مجد فخارهم ............... مدى الدهر في نادي بواد وأبلد

وفي قصيدة أخرى لأحد علماء عسير وأدبائهم ، أحمد بن عبد الخالق الحفظي ، وفيها الحنين إلى وطنه (عسير) ، إذ كان مأسوراً في تركيا بعد أن تم إسقاط الحكم اليزيدي الثاني بعد قتل أمير عسير محمد بن عايض اليزيدي :

ألا ليت شعري والمقادير بي تجري .............. أهل عودة لي بين قوة والسحر
وهل رجعة لي في قبائـــل ألمع ................. وهل ذرة لي بين أبناء بني بكر
وهل ألق أصحابي وأهل مودتي ................ وهل يبد لي تهلل جبـل الفخـر
عليه رجال الأزد أزد شنوءة .................. بلا غلط فيما أقـــول ولا نكر
وتهلل الوارد في البيت السابق الأخير هو أحد أشهر جبال عسير القبيلة .

ويقول الأمير مداوي بن محمد بن احمد المتحمي ( ت : 1234هـ / 1819م ) ، الملقب بأبي دواس في ذكره لحروب العسيريين مع الأتراك العثمانيين :

ورثنا الندى من تهلل نادي الثرى ............ ومن صخره بأس إذا اشتبك الوغى
سل الحكم المصري وقواد جنده ............. فكم من قتيل في الرغــام تمرغا
بأيدي رجال من عسير عشيرتي ............ ودرعي إذا ما الدرع للجنب دغدغا
هم الأزد أسد في الحروب ضياغم ............ كماة بحد السيف تفري لمن بغـى

ج- وجود قبر صرد بن عبد الله الأزدي رئيس وفد أزد شنوءة الوافدين إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في إحدى مناطق عسير القبيلة ، والتي تبعد عن أبها بحوالي ستة أكيال إلى الشمال منها ، واليه تنتسب تلادة عبدل إحدى العشائر القبلية المنتمية إلى عسير القبيلة .

إن مثل هذه المعطيات المؤكدة انتساب عسير إلى أزد شنوءة ، وكذلك الملاحظات السابقة حول من أرجع نسب عسير إلى عدنان سواء عن طريق عك بن عدنان أو عن طريق عنز بن وائل هي بالضرورة تعطي صدق أزدية قبيلة عسير في مقابل دحض نسبها العدناني سواءً عن طريق عك أو عن طريق عنز بن وائل .
سيتم ذكر أقسام هذه القبيلة الرئيسة أو عمائرها الكبرى دون التفصيل في ذكر بطونها وعشائرها ، على اعتبار أن الهدف من ذلك هو إعطاء تصور عام للكيانات القبلية في إقليم عسير دون الخوض فيها ، والذي يتطلب موضوعاً مستقلاً ليس هذا مجاله .

تتركز قبيلة عسير في القسمين السروي والتهامي على نحو متساوي تقريباً ، لذلك فهي تنقسم إلى قسمين هما :

أ- عسير السراة وهي أربعة قبائل كبار هي :
أولاً : بني مغيد : وهي القبيلة العسيرية الأكبر في السراة ، ومن هذه القبيلة آل يزيد حكام عسير ، وزعامة هذه القبيلة حالياً في آل مفرح .

ثانياً : علكم : وزعامتها القبلية في آل حامد ، ويطلق على بني مغيد وعلكم لقب ولد أسلم وهو أسلم بن أحجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد .

ثالثاً : ربيعة و رفيدة : هذه القبيلة مكونة من حلف قبلي ، كما هو واضح من مسماها ، فربيعة تنتسب إلى ربيعة بن عمرو بن الأزد ، وكذلك رفيدة هي أيضا قبيلة أزدية ، وزعامة هذه القبيلة في آل المتحمي ، التي كان لها دور تاريخي مؤثر في تشكيل وصناعة الأحداث التاريخية في عسير .

رابعاً : بني مالك : وهم أبناء مالك بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد ، وزعامة هذه القبيلة في آل معدي .

وتقع ديار قبائل عسير السراة في مدينة أبها وما حولها ، حيث تحيط بهذه المدينة من جميع جهاتها الأربع .
ب-عسير تهامة :
وهم ينقسمون إلى قسمين :

القسم الأول :
ويطلق عليهم رجال ألمع ، وهم أبناء ألمع بن عمرو الأزدي ، وهم قسمين :

1- ألمع اليمن : ويطلق على القبائل الأربع التالية :
قيس – بني جونة – بني زيد – أهل صلب .

2- ألمع الشام :ويطلق على القبائل الست التالية :
بني ظالم – بني قطبة – بني عبد العوص – بني عبد شحب – شديدة – البناء .

وديار هذه القبائل إلى الغرب من سراة عسير ولعل من أشهر زعاماتها القبلية التي كان لها ظهور تاريخي مؤثر في سياق التاريخ العسيري آل عبد المتعالي وآل الحياني وآل السلمي .

القسم الثاني : وهي قبائل دخلت في عسير بالحلف والجوار ، وتسكن في شمال تهامة عسير وهي :

أ - قبائل محائل .
ب- وقبائل قنا والبحر .
ج - وقبائل الريش .

وديار هذه القبائل إلى الشمال من سراة عسير ورجال ألمع ، ولعل من أشهر زعامات هذه القبائل والتي كان لها أيضا ظهور في ثنايا تاريخ عسير آل مخالد زعماء قبيلة آل موسى إحدى قبائل محائل .


المصادر والمراجع :

حمزة ، فؤاد : في بلاد عسير ، دار الآفاق العربية ، ط1 ، 1421هـ / 2001م .
الهمداني ، الحسن بن أحمد بن يعقوب : صفة جزيرة العرب ، تحقيق : محمد بن علي الأكوع الحوالي ، مكتبة الإرشاد ، صنعاء ، ط1 ، 1410هـ / 1990م .
الهمداني ، الحسن بن أحمد بن يعقوب : الإكليل من أخبار اليمن وأنساب حمير ، مكتبة الإرشاد ، صنعاء ، 1429هـ / 2008م ، ج1 .
الأشعري ، محمد بن أحمد : التعريف في الأنساب والتنويه لذوي الأحساب ، تحقيق : سعد عبد المقصود ظلام ، منشورات نادي أبها الأدبي ، 1409هـ / 1989م ..
الكلبي ، هشام بن محمد بن السائب : جمهرة النسب ، تحقيق : د / ناجي حسن ، عالم الكتب ، بيروت ، 1425هـ / 2004م .

ابن الأثير ، عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد الشيباني : الكامل في التاريخ ، دار صادر ، بيروت ، 1399هـ / 1979م ، ج3 .
العمروي ، عمر بن غرامة : قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام ، مكتبة دار الطحاوي ، الرياض ، ط2 ، 1420هـ ، ج1 .
مجلة العرب ، مجلة شهرية تعنى بتراث العرب الفكري ، المجلد 26 ، من رجب 1411هـ إلى جمادى الآخرة 1412هـ ، ص391 .
البكري ، عبد الله بن عبد العزيز : معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع ، تحقيق : مصطفى السقا ، ط3 ، عالم الكتب ، بيروت ، 1403هـ / 1983م ، ج1 .

الغامدي ، عبد الله بن قيس : الشعر في عسير ، ط2 ، دار الفتح ، دمشق ، 1398هـ /1978م .
الحفظي : محمد بن إبراهيم زين العابدين : نفحات من عسير (من قصائد أسلاف آل الحفظي) ، تنسيق وإخراج : عبد الرحمن بن إبراهيم زين العابدين الحفظي ، 1393هـ / 1974م ، ص127 .
النعمي ، هاشم بن سعيد : شذا العبير من تراجم علماء وأدباء ومثقفي منطقة عسير في الفترة ما بين 1215هـ إلى 1415هـ ، مطابع دار العلم ، جدة ، 1415هـ .
عدنان : صالح عون هاشم : علم من عسير (عبد الله بن علي بن حميد) ، ط1 ، منشورات نادي أبها الأدبي ، 1419هـ / 1998م .
عبد الرحمن بن حامد ، العادات والتقاليد والأعراف في إقليم عسير ، ص120 .
الكلبي ، هشام بن محمد بن السائب : نسب معد واليمن الكبير ، تحقيق : ناجي حسن ، عالم الكتب ، بيروت ، 1425هـ / 2004م ، ج2 .
ابن حزم ، علي بن أحمد بن سعيد : جمهرة أنساب العرب ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، ط3 ، دار المعارف ، مصر ، 1391هـ / 1971م .
عاكش ، الحسن بن احمد الضمدي : الديباج الخسرواني في أخبار أعيان المخلاف السليماني ، تحقيق : إسماعيل بن محمد البشري ، منشورات دارة الملك عبد العزيز ، الرياض ، 1424هـ .
النص ، إحسان : القبائل العربية ( أنسابها وأعلامها ) ، ط1 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1421هـ / 2000م ، ج2
.

وانعم واكرم بكم سواء كنتم من الأزد او غيرها

 

 

 

 

 

 

التوقيع

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" الأزد أسد الله في الأرض "

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---