الفرق بين البلاء والابتلاء - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-2017, 11:31 PM   #1
 
إحصائية العضو








ساقان الدواسر غير متصل

ساقان الدواسر is on a distinguished road


افتراضي الفرق بين البلاء والابتلاء

بسم الله الرحمن الرحيم

الفـــــــــــــــرق بين البــــــــــــــلاء والابتـــــــــــلاء

إخواني الكرام الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد تناول أحد المشائخ فى هذا المقال الفرق بين البلاء والابتلاء، ولماذا يمهل الله للظالم ؟ كما تناول أنواع الإبتلاء، وكيف يرفع الله بها درجات العباد المؤمنين، وكذلك تناول مفهوم الصبر الجميل :-

أولا البلاء : البلاء يكون للكافر، يأتيه، فيمحقه محقاً وذلك لأن الله تعالى يملي للظالم، حتى إذا أخذه أخذة عزيز مقتدر لم يفلته ومن أسماء الله تعالى : الصبور، والإنسان عندما يصبر على امتحان معين، فهو صابر أما صبر الله سبحانه : أنه لا يعجل الفاسق أو الفاجر أو الظالم أو الكافر بالعقوبة فأنت كبشر قد تتعجب : كيف يمهل هذا الإنسان وهو يعيث في الأرض فساداً ولو حُكِّم إنسان في رقاب البشر، لطاح فيهم .

رأى إنساناً ظالماً يضرب يتيماً، فقال له : يا ظالم، أما في قلبك رحمة، أتضرب اليتيم الذي لا ناصر له إلا الله اللهم أنزل عليه صاعقة من السماء فنزلت صاعقة على الرجل ورأى لصاً يسرق مال أرملة، أم اليتامى فقال له : يا رجل أما تجد إلا هذا ؟! اللهم أنزل عليه صاعقة وتكرر هذا .

فقال له الله سبحانه : ( يا / إبراهيم، هل خلقتهم ؟ ) قال : لا يا رب قال : لو خلقتهم لرحمتهم، دعني وعبادي إن تابوا إلي فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم وأنا أرحم بهم من الأم بأولادها فالله الصبور لا يعجل ولا يعاجل فمتى جاء عقاب فرعون ؟! لقد جاء بعد سنوات طويلة، وكان قد أرسل له بنبيين عظيمين وقال لهما : ( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) (44) [ طه 43 - 44 ] وهو الذي طغى وطغى وطغى فلما وصل الأمر إلى ذروته : أخذه الله أخذ عزيز مقتدر فالله سبحانه وتعالى، يأتي بالبلاء للكافر، فيمحقه محقاً، لأنه لا خير فيه .

عندما قال / موسى - الكليم عليه السلام -: يا رب، أنت الرحمن الرحيم، فكيف تعذب بعض عبادك في النار ؟ قال تعالى : ( يا كليمي، ازرع زرعاً ) فزرع / موسى زرعاً، فنبت الزرع فقال تعالى : ( احصد ) فحصد ثم قال : أما تركت في الأرض شيئا يا / موسى قال يا رب، ما تركت إلا ما لا فائدة به فقال تعالى : ( وأنا أعذب في النار، ما لا فائدة فيه ) فهذا هو البلاء كما يقول تعالى : ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ) (49) [ البقرة : 49 ]

ثانيا الابتلاء : الإبتلاء وهو يكون للإنسان الطائع، وهو درجات وأنواع وبالتالي هناك آداب للابتلاء :-

سؤال : كيف يكون هناك إنسان مريض، ومصاب في ماله وجسده وأهله فهل يكون هناك أدب مع كل هذا ؟

نحن عباد الله سبحانه والعبد يتصرف في حدود ما أوكل إليه سيده من مهام، وهو يعلم أن ( سيده سبحانه وتعالى ) : رحمن رحيم، لا يريد به إلا خيراً فإذا أمرضه، أو ابتلاه فلمصلحته كيف ؟

كان / أبو ذر رضي الله عنه جالساً بين الصحابة، ويسألون بعضهم : ماذا تحب ؟ فقال : أحب الجوع والمرض والموت قيل : هذه أشياء لا يحبها أحد . قال : أنا إن جعت : رق قلبي . وإن مرضت : خف ذنبي . وإن مت : لقيت ربي .

فهو بذلك نظر إلى حقيقة الابتلاء وهذا من أدب / أبي ذر ويقال في سيرته : أنه كان له صديق في المدينة وهذا الصديق يدعوه إلى بستانه ويقدم له عنقود عنب وكان عليه أن يأكله كله فكان / أبو ذر يأكل ويشكر، وهكذا لعدة أيام ففي يوم قال / أبو ذر : بالله عليك، كُلْ معي فمد صاحب البستان ليأكل، فما تحمل الحبة الأولى، فإذا بها مرة حامضة .

فقال : يا / أبا ذر، أتأكل هذا من أول يوم ؟! فقال : نعم . قال : لم لم تخبرني ؟

قال : أردت أن أدخل عليك السرور فما رأيت منك سوءاً حتى أرد عليك بسوء هذا إنسان يعلمنا الأدب، إنه لا يريد أن يخون صاحبه، وهناك اليوم أناسٌ متخصصة في إدخال الحزن على أمم بأكملها .

وقد كان في أول عهده، تعثر به / بلال، فقال له : يا ابن السوداء !! فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( يا / أبا ذر، طف الصاع ما لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى والعمل الصالح ) فإذا بــ / أبي ذر يضع خده على الأرض ويقول : ( يا / بلال، طأ خدي بقدمك حتى تكون قد عفوت عني ) فقال / بلال : ( عفا الله عنك يا أخي ) هذه هي الأخوة في الله فمع الابتلاء، لا بد أن يكون هناك أدب من العبد، لانه يعلم أن المبتلي هو الله سبحانه فإذا ابتلاه رب العباد فهو بعين الله ورعايته فيتعلم الأدب مع الله فيما ابتلاه فيه .

هناك فارق كبير بين المعنى اللغوي والمعنى الإصطلاحي للكلمة العربية، وما من شك أن المعنى اللغوي الخالص للكلمة العربية كان أسبق في الظهور من المعنى الإصطلاحي إذ المعاني الإصطلاحية جاءت متأخرة بعض الشيء والقرآن الكريم له اصطلاحاته الخاصة وهي موظفة لخدمة الفهم البشري ليتذكر أولوا الألباب ومن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وإذا سلمنا جدلا أن معنى البلاء منصرف للعصاة والإبتلاء إنما يكون لخواص المؤمنين من البشر فماذا يكون مراد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل " فلم يقل عليه الصلاة والسلام أشد الناس ابتلاء وإنما قال بلاء وهو يتحدث في هذا الباب عن الطائعين .

أسباب الابتلاء وأنواعه للشيخ / صالح آل الشيخ :-

(1) يُصيبُ اللهُ - جل وعلا - أمةَ الإسلام بما يصيبُها بسببِ ذنوبها تارةً وابتلاءً واختبارًا تارةً أخرى .

(2) يُصيب اللهُ - جل وعلا - الأُممَ غيرَ المسلمةِ بما يصيبُها إما عقوبةً لما هي عليه من مخالفةٍ لأمرِ الله - جل وعلا - وإما لتكون عبرةً لمن اعْتَبَرَ وإما لتكونَ ابتلاءً للناس هل يَنْجَوْنَ أو لا يَنْجَوْنَ ؟ قال اللهُ - تعالى - : ( فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )

وهذا في العقوباتِ التي أُصِيبَتْ بها الأُممُ العقوباتِ الاستئصاليةِ العامةِ والعقوباتِ التي يكونُ فيها نكايةٌ أو يكونُ فيها إصابةٌ لهم .

(3) تُصاب الأمةُ بأن يبتليَها اللهُ بالتفرُّقِ فِرَقًا بأن تكونَ أحزابًا وشِيَعًا لأنها تركتْ أمرَ الله - جل وعلا - .

(4) تُصاب الأمةُ بالابتلاء بسببِ بَغْيِ بعضِهم على بعضٍ وعدمِ رجوعِهم إلى العلمِ العظيمِ الذي أنزله اللهُ - جل وعلا - قال الله - تعالى - فيما قصَّه علينا من خبر الأُمَمِ الذين مَضَوْا قبلَنا : ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) وقال - سبحانه - : ( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) عندَ أهلِ الكتابِ العلمُ النافعُ ولكن تَفَرَّقُوا بسببِ بَغْيِ بعضِهم على بعضٍ وعدمِ رجوعِهم إلى هذا العلمِ العظيمِ الذي أنزلَه اللهُ - جل وعلا - تَفَرَّقُوا في العملِ وتركُوا بعضَه .

(5) يُصاب قومٌ بالابتلاءِ بسببِ وجودِ زيغٍ في قلوبهم فَيَتَّبِعُونَ المتشابِه قال اللهُ - جل وعلا - في شأنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ ) فليس وجودُ المتشابه سببًا في الزيغ، ولكنَّ الزيغَ موجودٌ أولاً في النفوسِ فالله ُ-سبحانَهُ - أثبتَ وجودَ الزيغِ في القلوبِ أوَّلاً ثم اتباعِ المتشابه ثانيًا وقد جاءت ( الفاءُ ) في قوله - جل وعلا - : ( فَيَتَّبِعُونَ ) لإفادةِ الترتيبِ والتعقيبِ ففي النصوصِ ما يَشْتَبِهُ لكن مَنْ في قلبه زيغٌ يذهبُ إلى النصِّ فيستدلُ به على زَيْغِهِ وليس له فيه مُسْتَمْسَكٌ في الحقيقةِ لكن وَجَدَ الزيغَ فذهبَ يتلمَّسُ له وهذا هو الذي ابْتُلِيَ به الناسُ - أي : الخوارجُ - في زمنِ الصحابةِ وحصلتْ في زمن التابعينَ فتنٌ كثيرةٌ تَسَـبَّبَ عنها القتالُ والملاحِمُ مما هو معلومٌ .

فوائد الابتلاء : الأمةُ الإسلاميةُ والمسلمون يُبْتَلَوْنَ : وفائدةُ هذا الابتلاءِ معرفةُ مَنْ يَرْجِعُ فيه من الأمةِ إلى أمرِ اللهِ - جل وعلا - معتصِمًا بالله متجرِّدًا متابعًا لهدي السلفِ ممّن لا يرجعُ وقد أصابته الفتنةُ قلّتْ أو كَثُرَتْ .

أسباب رفع البلاء أو تخفيفة 

ذكر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم أن المصائب والكربات التي

تصيب المؤمنين من عباده هي من عند أنفسهم سواء كانت هذه المصائب فردية أو

جماعية، قال - عز وجل - : ( ومَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُو

عَن كَثِيرٍ ) [ الشورى : 30 ] ومن رحمته - سبحانه - أنه جعل هذه الكربات أو
 البلايا التي يصيب بها عباده المؤمنين بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المريض 

ليشفي من مرضه، وهذا المرض هو الذنوب التي تتراكم في صحائف أعمال العباد

 فتأتي هذه المصائب لتكفر الذنوب، ولتنبه ذوي القلوب الحية إلى العودة إلى الله

 بالتوبة إن أراد الله بها خيراً .



وقد يستطيع المؤمن أن يفعل بعض الأسباب التي - بمشيئته - يرفع الله بها
 بلاءً كتبه عليه أو يخففه عنه بهذه الأسباب ومن هذه الأسباب وأهمها :-



(1) التقوى : 

ومعنى التقوى كما هو معروف : هو فعل أوامر الله واجتناب معاصيه الظاهرة 

والباطنة ومراقبة الله في السر والعلن في كل عمل . 

قال - سبحانه وتعالى - : ( ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ) [ الطلاق : 2 ] 
جاء في تفسير / ابن كثير : قال / علي بن أبي طلحة عن / ابن عباس في تفسير 

هذه الآية : أي ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة . وقال / الربيع بن خُثيم : 

( يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ) أي من كل شيء ضاق على الناس .



ويأتي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عباس ليوضح 

نتيجة هذه التقوى أو أثرها في حياة المؤمن حين قال له : ( يا غلام، إني معلّمك
 كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء، 

يعرفك في الشدة ) 
ومعنى احفظ الله : أي احفظ أوامر الله ونواهيه في نفسك ومعنى يحفظك : أي يتولاك ويرعاك ويسددك ويكون لك نصيراً في الدنيا

والآخرة قال - سبحانه - : ( أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ) [ يونس : 62 ]



(2) أعمال البر ( كالإحسان إلى الخلق بجميع صوره )، والدعاء :

 ونستدل هنا على ذلك بقصة الثلاثة الذين انسدَّ عليهم الغار بصخرة سقطت 

من الجبل، فقالوا : ( ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ) 

فكلٌّ دعا بصالح عمله فانفرجت الصخرة وخرجوا جميعاً، وهذا الحديث رواه / 
البخاري و / مسلم وقد جاء في الحديث من صحيح الجامع الصغير : ( صدقة السر تطفئ غضب 

الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، وفعل المعروف يقي مصارع السوء ) 

وجاء في الدعاء من صحيح الجامع الصغير : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء،

 ولا يزيد في العمر إلا البر ) فليثق بالله كل مؤمن ومؤمنة لهما عند الله رصيد من أعمال الخير، فليثق كل 

منهما أن الله لن يخذل من يفعل الخير خالصاً لوجهه الكريم وأنه سيرعاه ويتولاه 

فكما قالت / خديجة - رضي الله عنها - للرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما عاد 

إليها من غار حراء وهو خائف بعد نزول / جبريل - عليه السلام - مذكِّرة له 

بسجاياه الطيبة، وأعماله الكريمة وأن مَن تكون هذه سجاياه وأعماله فلن يضيعه الله
 وسيرعاه ويتولاه بحفظه . 

قالت له : " كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك تصل الرحم، 

وتصدق الحديث، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على

 نوائب الحق " 

ومن أمثلة أثر الدعاء في رفع البلاء قبل وقوعه : قصة قوم / يونس . قال -
 تعالى - : ( فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إيمَانُهَا إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا

 عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ومَتَّعْنَاهُمْ إلَى حِينٍ ) [ يونس : 98 ] وذكر / ابن

كثير في تفسير هذه الآية : أنه عندما عاين قوم يونس أسباب العذاب الذي أنذرهم

 به يونس خرجوا يجأرون إلى الله ويستغيثونه، ويتضرعون إليه وأحضروا أطفالهم 

ودوابهم ومواشيهم وسألوا الله أن يرفع عنهم العذاب؛ فرحمهم الله وكشف عنهم
 العذاب .



وتحدث / ابن قيم الجوزية في كتابه ( الجواب الكافي ) عن الدعاء قائلاً : 

( والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، 

ويرفعه أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن، وله مع البلاء ثلاث مقامات :-



أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .


الثاني : أن يكون أضعف من البلاء، فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، 

ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً .



الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منها صاحبه ) 

وقال أيضاً : ( ولما كان الصحابة - رضي الله عنهم - أعلم الأمة بالله 

ورسوله، وأفقههم في دينهم، كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم،
 وكان / عمر - رضي الله عنه - يستنصر به على عدوه وكان يقول للصحابة : ( لستم 

تنصرون بكثرة، وإنما تُنصرون من السماء )



(3) الإكثار من الاستغفار والذكر : 

قال - سبحانه - : ( ومَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) [ الأنفال : 33 ] 

وقد كشف الله الغمة عن / يونس - عليه السلام - وهو في بطن الحوت لكثرة تسبيحه
 واستغفاره، قال - سبحانه - في سورة الصافات : ( فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ وهُوَ مُلِيمٌ * 

فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [ الصافات : 

142-144 ] وكان من استغفاره - عليه السلام - وهو في بطن الحوت قوله : ( لاَّ إلَهَ إلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) [ الأنبياء : 87 ] وقال - صلى الله عليه وسلم - عن هذا الدعاء : " دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له " 

وهكذا سيجد المؤمن والمؤمنة - بإذن الله - أثراً محسوساً في حياتهما بهذه

الأسباب السالفة الذكر إن فعلها وبالأخص في وقت الرخاء ( تعرَّف إلى الله في
 الرخاء يعرفْك في الشدة ) وأن يُراعَى فيها إخلاص النية لله؛ عندئذ تؤتي ثمارها

 بمشيئة الله وتكون كالرصيد المالي المدخر الذي تظهر منفعته وقت الحاجة إليه .
 هذا وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والله سبحانه وتعالى أعلا وأعلم وأجل وأحكم وهو يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين القرآن والحديث القدسي وبين الحديث النبوي والحديث القدسي بنت الذيب :: القسم الإسلامـــي :: 10 18-08-2013 10:35 PM
•• معنى تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء •• بنت الذيب :: القسم الإسلامـــي :: 10 05-06-2012 10:28 PM
الصبر على البلاء علي العبدالهادي :: القسم الإسلامـــي :: 11 02-03-2011 05:16 PM
الفرق بين مهدي السنة و مهدي المجوس الدردور :: القسم الإسلامـــي :: 16 23-12-2010 09:51 PM
مقطع من المحاضرة الرائعة (عزاء لأهل البلاء) للشيخ عبد الله بن محمد العسكر الوجيه7 :: القسم الإسلامـــي :: 5 29-08-2010 10:19 PM

 


الساعة الآن 01:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---