أحداث تاريخ محمد بن عبدالله الفاخري - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـتـاريـخـيـــة .::: > :: القسم الـتاريخــي الــعام ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-2017, 02:47 AM   #1
 
إحصائية العضو








ساقان الدواسر غير متصل

ساقان الدواسر is on a distinguished road


:t-t-5-: أحداث تاريخ محمد بن عبدالله الفاخري

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وبه نستعين ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله

الحمد لله معز من أطاعه ، ومذل من عصا أمره وأضاعه ، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، شهادة أدخرها ليوم العرض الأكبر ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ، الطاهر المطهر ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد :
فيقول العبد الفقير إلى مولاه ، عبد الرحمن بن محمد بن ناصر ، سامحه الله ، ولطف به في الدنيا والآخرة ، رأيت بقلم محمد بن عمر الفاخري عدة أوراق ، فتأملتها ، فإذا هي مشتملة على بعض الأخبار النجدية فيما مضى ، وقد مال صاحبها إلى الاختصار ، فأحببت أن أنقلها ، وهذا أولها.
في سنة خمسين وثمان ماية : اشترى حسن بن طوق جد آل معمر العيينة من آل يزيد الحنفيين ، أهل الوصيل والنعيمة ، ومن ذريتهم آل دغيثر ، ورحل من ملهم ونزلها ، وعمرها ، وتداولها ذريته من بعده.
وفيها تقدم مانع بن ربيعة المريدي على ابن درع صاحب حجر

والجزعة من بلده القديمة ، وهي الدرعية ، التي عند القطيف ، وهو من قبيلته ، فأعطاه المليبيد وغصيبة المعروفة ، فنزلها وعمرها ، واتسع العمارة فيها والغرس في نواحيها ، وعمروها ذريته من بعده وجيرانها.
وفي سنةاثنتي عشر وتسعماية : حج أجود بن زامل رءيس الأحساء في جمع عظيم ، يقال : إنهم يزيدون على ثلاثين ألفا.
وفي سنةثمان وعشرين وتسعماية : توفي عبد الرحمن العليمي الحنبلي.
وفي سنةأربع وأربعين وتسعماية : توفي عبد الرحمن بن علي الزبيدي المشهور بابن الدبيع.
وفي سنةثمان وأربعين وتسعماية : توفي الشيخ أحمد بن عطوة بن زيد التميمي ، من آل رحمة ودفن بالجبيلة ، وفيها توفي الشيخ أبو النجا الحجاوي الحنبلي.
وفي سنةثمان وثمانين وتسعماية : سار الشريف حسن بن أبي نمي إلى نجد وحاصر الرياض ، وأخذ أموال وحبس رجال.
وفي سنةثمان وثمانين وتسعماية : سار الشريف حسن بن أبي نمي إلى نجد ناحية الشرق ، ففتح حصون البديع والخرج والسلمية واليمامة.
وفي تمام الألف : استولوا الروم على بلد الأحساء ونواحيها ، ورتبوا فيها عساكر وبنو حصونا ، واستقر فيها فتح باشا نائبا من جهة الروم ، وانقرضت دولة آل أجود الجبري العامري وذويه.


وفي سنةسبع والثلاثين بعد الألف : مات الشريف محسن في صنعا.
وفي سنةتسع وثلاثين : انهدمت الكعبة بسبب السيل وعمرت ، وهي سنة جلدان ومناخ الحمير.
وفي سنةأربعين بعد الألف : استولوا الهزازنة على نعام والحريق ، أخذوه من القوادرة من سبيع ، وأظهر الحريق وغرسه رشيد بن مسعود بن سعد بن سعيد بن فاضل الهزاني الجلاسي الوايلي ، وتداولته ذريته من بعده ، وهم آل حمد بن رشيد.
وفي سنةواحد وأربعين بعد الألف : كان مقتل آل تميم في مسجد القارة بسدير.
وفيها ظهر زيد الشريف هاربا إلى نجد ، وتولى مكانه نمي بن عبد المطلب ، وكانت ولايته مائة يوم بعدد حروف اسمه.
وفي سنةأربع وأربعين بعد الألف : حرب قارة سدير قتل فيها محمد بن أميرها عثمان بن عبد الرحمن الحديثي وغيره ، وفيها غدر بكر بن علي باشا بأبيه.
وفي سنةخمس وأربعين بعد الألف : نزل آل أبي رباع بلد حريملا ، وغرسوها ، وذلك أن آل حمد من بني وايل حين وقع بينهم وبين آل مدلج في بلد التويم اختلاف ، خرج علي بن سلمان آل حمد وقبيلته وراشد واشتروا حريملا من حمد بن عبد الله بن معمر ، واختار البقاء عنده.
تتمة : آل أبي رباع من آل حسني من بشر من عنزة ، وحتايت جد آل حتايت من وهب ومن النويطات من عنزة ، وكذا سليم جد آل عقيل وآل هويمل وآل عبيد منهم أيضا.
وفي سنةسبع وأربعين بعد الألف : وقع محل غلا سمي سنة بلادان ، وقدمت قافلة لجساس ومرت سدير والعارض ، ولا وجدو الزاد إلّا في الخرج واكتالوا منه.
وفي سنةثمان وأربعين بعد الألف : كانت وقعة بغداد حين سار إليه السلطان مراد بن أحمد بن مراد ، واستنقذه من أيدي العجم ، وقتل منهم مقتلة عظيمة ، ورتب فيه مراتب معروفة ، وتوفي بعد رجوعه في سنة تسع وأربعين.
وفيها توفي قاضي الرياض الشيخ أحمد بن الشيخ بن ناصر بن الشيخ محمد بن عبد القادر بن بريد بن مشرف.
وفيها حج الشيخ سليمان بن علي بن مشرف.
وفي سنةإحدا وخمسين بعد الألف : في المحرم وقع ظلمة عظيمة وحمرة شديدة ليلة الجمعة ، حتى ظن الناس أن الشمس قد غربت ، وهي لم تغرب.
وفي سنةاثنين وخمسين بعد الألف : سار حمد بن عبد الله بن معمر إلى سدير وأظهر رميزان من أم حمار ، ونزلها ثم رجع ، وفيها توفي الشيخ منصور البهموتي الحنبلي.
وفي سنةست وخمسين بعد الألف : كان مقتل كبار آل أبو هلال محمد بن جمعة وغيره يوم البطحا.

وفي سنةسبع وخمسين بعد الألف : سار زيد بن محسن الشريف أمير مكة إلى نجد ونزل الروضة ، وقتل ماضي بن محمد ثاري ، وأجلا آل أبو راجح.
وماضي هو جد ماضي بن جاسر بن ماضي بن ثاري بن راجح بن مروع الحميدي التميمي.
قيل : إن جدهم مزروع أتى من قفار ، هو ومفيد التميمي جد آل مفيد ، واشترى هذا الموضع في وادي سدير واستوطنه وتداولته ذريته من بعده وأولاده : سعيد وسليمان وهلال وراجح ، وصار كل ابن جد قبيلة.
ولما قتل الشريف ماضي المذكور ، وفعل بأهل الروضة ما فعل ، ولى فيها رميزان بن غشام من آل أبو سعيد.
وفيها نزل زيد بن محسن بنبان ، وأخذ من أهل العيينة مال كثير ، وقتل مهنا بن جاسر الغزي الفضلي.
وفي سنةثلاث وستين بعد الألف : وقعة الشبول هم وأهل التويم قتلوا من أهل التويم عدد كبير.
وفي سنةأربع وستين بعد الألف : توفي الفقيه عثمان بن أحمد الفتوحي الحنبلي.
وفي سنةخمس وستين : استولا وطبان على غصيبة ، وهي سنة هبران القحط الشديد ، وقيل : إنها سنة إحدى وستين.
وفي سنةست وستين بعد الألف : نوخ الشريف محمد الحارث آل مغيرة على عقربا ، وهي سنة الحجر.

وفي سنةتسع وستين بعد الألف : ظهر زيد بن محسن الشريف ونزل قرى التويم وأخذ وأعطا وقدم وأخر.
وفي سنةسبعين بعد الألف : تولّى عبد الله بن أحمد بن معمر في العيينة ، وفيها ظهر جراد كثير بأرض الحجاز واليمن ، وأعقب دبا أكل جميع الزروع والأشجار ، وحصل غلاء بمكة وغيرها ، وارّخه بعضهم بقوله : غلاء وبلاء.
وفي سنةإحدا وسبعين بعد الألف : ظهر الشريف محمد الحارث إلى نجد.
وفي سنةاثنين وسبعين : سار عبد الله بن معمر أمير العيينة غازيا على أهل البير ، ومعه عسكر كثير ، منهم سليمان بن علي القاضي ، وسبب ذلك أن أهل البير أخذوا قافلة لأهل العيينة فاضبينها في معاويد أخذت لهم ، ومسير سليمان القاضي وأمثاله معهم للإصلاح بينهم ، ثم إن بعض قومه باتوا تحت جدار من جدران البلد فوقع عليهم ومات منهم خلق كثير.
وفي سنةست وسبعين بعد الألف : ربيع الحزرة ، وهدمت شمالية القارة ، وفيها مات الشريف زيد بن محسن ، وهي أول صلهام المحل المشهور ، هثلوا فيه عربان عدوان وغيرهم من الحجز.
وفيها عمرت منزلة آل أبو راجح في الروضة ، واستمر القحط والغلا.
وفي سنةسبع وسبعين بعد الألف : اشتد الغلا ، وأكلت الميتات والكلاب. أما في نجد فالأمر عظيم ، فإن أهل مكة باعوا المتاع والحوايج ، وفيهم من باع أولاده ، وفيهم من رمى بهم.

وفي سنةثمان وسبعين بعد الألف : أخذوا الروم البصرة وقتل جلاجل بن إبراهيم شيخ آل بن خميس قتله العرينات أهل العطار.
وفي سنةتسع وسبعين بعد الألف : رجعان صلهام وسمي دلهام.
وفيها توفي الشيخ سليمان بن علي في بلد العينة.
وفيها قتل البطل الضرغام رميزان بن غشام ، قتله سعود بن محمد الهلالي وعمر أهل رغبة حوطتهم الأولى وعمرت ثادق بلد العوسجة وغرست ، وفيها قتلوا آل ظفير آل عبد الله الأشراف.
وفي سنةثمانين بعد الألف : استولوا آل حميد على بلد الأحسا ، أولهم براك آل غرير ، ومعهم محمد بن حسين بن عثمان ، ومهنا الجبري ، وقتلوا عسكر الباشا الذي في الكوت وطردوهم ، وذلك بعد قتلهم راشد بن مغامس أمير الشبيب ، وأخذ عربه وطردهم له عن ولاية الأحسا من جهة الروم ، وكان الروم قد استولوا على الحسا قدر ثمانين سنة ، وأول من تقدم منهم فاتح باشا ، ثم علي باشا أبا الوتد ، ثم محمد باشا ، ثم عمر باشا ، وهو آخرهم.
وفي سنةواحد وثمانين بعد الألف : ظهر براك آل غرير بن عثمان بن مسعود بن ربيعة الحميد ، وطرد الظفير ، وأخذ آل نبهان من آل كثير على سدوس ، وفيها كانت وقعة الاكيثال بين الفضول والظفير بنجد.
وفي سنةاثنين وثمانين بعد الألف : وقعة الملتهبة بين الفضول والظفير أيضا ، والذهاب الكثير ، وهي سنة غييبة اسم حرابة بين بني خالد ،

وأخذ براك رفاقته وقتل محمد بن حسين بن عثمان بن مسعود بن ربيعة الحميد.
وفي سنةثلاث وثمانين بعد الألف : سار إبراهيم بن سليمان أمير جلاجل وآل تميم ، وملكوا الحصون ، وأقرهم فيه ، وأظهروا مانع بن عثمان شيخ حديثة وقيل بعدها بسنة.
وفي سنةأربع وثمانين بعد الألف : وقعة القاع المشهورة ، قتل فيها محمد بن زامل بن إدريس بن حسين بن مدلج ، شيخ التويم وإبراهيم بن سليمان بن حماد بن عامر ، شيخ جلاجل وناس كثيرون منهم ناصر بن بريد.
وفي سنةخمس وثمانين بعد الألف : قحط شديد سمي جرمان وحدرت الفضول إلى الشرق.
وفي سنةست وثمانين بعد الألف : ربيع الصحن وهي أول جرادان .. وفيها أسر براك آل غرير سلامة بن صويط.
وفي سنةسبع وثمانين بعد الألف : جلا مانع بن عثمان الحديثة وربعه إلى الأحسا ، ومانع هذا هو أبو سعود ونحيط ، وصارت الرياسة فيه لآل تميم. وفيها كثر الجراد وموت الناس من أكله ، وهي منتهى جرادان.
وفي سنةثمان وثمانين بعد الألف : ظهر محمد الحارث وقتل غانم بن جاسر الفضول ، وهي سنة الظلفعة بين الحارث والظفير ، وصارت على الظفير.

وفيها وقعة هدية بين بني خالد ، وأخذ آل كليب ، وقتل ساقان كبير آل مانع.
وفيها توفي عبد الحي بن أحمد الشهير بابن العماد.
وفي سنةتسع وثمانين بعد الألف : شاش السوق بين أهل البير والسهول ورخص الزاد.
وفي سنةتسعين بعد الألف : أخذ بن قطامي غنم أهل الحصون.
وفي سنةواحد وتسعين بعد الألف : وقع سيل في مكة : أغرق الناس ، وأخرب الدور ، وأتلف من الأموال ما لا يحصى ، أغرق نحوا من ماية نفس وهدم نحو ألف بيت ، وعلى على مقام إبراهيم وعلى قفل باب الكعبة.
وفيها طلع نجم له ذنب في القبلة ، وفيها حج محمد آل غرير.
وفي سنةاثنين وتسعين بعد الألف : وقعة دلقة ومقتلة عنزة. فتلوا منهم الظفير ناس كثير ، وقتل فيها لاحم بن خشرم النبهاني ، وحصن بن جمعان ، وهي سنة حجرة الدغيرات في رغبه ، وأخذ محمد الحارث الدواسر حول المردمة ، وفيها مقتل عدوان بن تميم راعي الحصون ، وبناء منزلته ، وقتل محمد بن بحر في المنيزلة الداخلة.
وفي سنةثلاث وتسعين : مات براك آل غرير ، وصال أخوه محمد على اليمامة.
وفيها مقتل الحمد الجلاليل في مسجد منفوحة ، قتلهم دواس بن عبد الله بن شعلان وهم جيرانه.

وفيها قتل راشد بن إبراهيم صاحب بلد مرات ، وتوفي فيها عبيكة بن جار الله.
وفي سنةخمس وتسعين بعد الألف : قتل دواس المزاريع في منفوحة ، وقتلة سطوة الدلم ، وأخذت أهل حريملا القرينه وملهم ، وقتل فيها بن ذباح وبن عون وبن مسدر ، ذلك أن العناقر قتلوا حشاشة أهل حريملا ، فأغاروا أهل حريملا على أهل ثرمدا ، وأخذوا زملهم ، وذبحوا منهم رجال ، وهي سنة البطين وديغر ، وأول حرب بين معمر وأهل حريملا.
وفيها ولدت امرأة من نساء العرب في جهة الشبيكة من مكة كلبا ، فخافوا الفضيحة فقتلوه.
وولدت امرأة بالمويلح ولدا فذهب أبوه إلى السوق ، فلما رجع قال له المولود : العوافي يا أباه ، قضيت حاجتك. وتكلم بأشياء كثيرة ، وهذا من العجائب ، والقدرة صالحة ، ثم بعد ذلك فقد المولود.
وفي سنةست وتسعين بعد الألف : تولى عبد الله بن معمر في العيينة ، وحج تلك السنة ، ومشى عبد الله ومعه سعود بن محمد راعي الدرعية ، فقتل أهل حريملا عند الباب ، وهي سنة المحيرس عليهم.
وفيها انكسر الزاد قريب الوزنة بمحمدية ، وتسمى شديدة بن عون لان بن عون أخذ وقتل قرب الزلفى.
وقتل فيها عبيكة بن جار الله رئيس بلد ثرمدا ، ومحمد بن عبد الرحمن أمير ضرما ، وأخذوا آل ظفير جردة ، لثنيان بن براك بن غرير ، وفيها رخص الزاد وكثر الفقع ، وهي سنة ديدبا ، وقيل سبع.

وفي سنةسبع وتسعين بعد الألف : استولى عبد الله بن معمر على العمارية أخذها عنوة ، وأخذ آل عساف عند عرقة. وهي سنة الوسيد على آل كثير وحجرة آل نبهان في الصفرة وقتلة المعلوم.
وفيها توفي الشيخ عثمان بن فايد النجدي الحنبلي المشهور.
وفي سنةثمان وتسعين بعد الألف : كمن ابن معمر لأهل حريملا ثانيا حول الباب ، وقتل منهم عدة رجال ، ووقعة المحاربة بينه وبين أهل الدرعية بعد وقعته في العمارية.
وفيها صالو أهل حريملا ، ومعهم محمد بن مقرن راعي الدرعية وزامل آل عثمان ، وتوجهوا لسدوس ، وهدموا قصره ، وهي سنة الحاير على المغيرة ، وعلى آل عساف ، وقتله محمد الخياري.
وفيها قتل حمد بن عبد الله في حوطة سدير وتولى القعيسا.
وفيها قتلت آل دهيش في المجمعة قتلهم حمد بن علي رئيس المجمعة ، وآل دهيش بن عبد الله الشمري ، من رؤساء بلدة المجمعة ينازعون بني عمهم آل سيف بن عبد الله الشمري الرياسة ، ثم علي بن سليمان ومحمد بن علي ، ووقع في سدير ريح عاصف رمت من نخل الحوطة ألف نخلة.
وفيها سطو آل محدث في الزلفى ، وقتل فوزان بن زامل في الزلفى.
وفي سنةتسع وتسعين بعد الألف : كثر العشب والفقع والجراد ،

ورخص الزاد حتى بلغ التمر عشرين وزنة بمحمدية ، والحب خمسة أصواع ، هذا في سدير ، وبيع في الدرعية ألف الوزنة بأحمر ، وأرخه عبد الله بن علي بن سعدون ، وكان إذ ذاك في الدرعية قال :
الحمد لله وبالشكر نعج
لسحب تثج وأرض تمح
وتمر ثلاثة أصواعه
بدفع المحلق فيها نزج
وبر فحرف بوسقينه
وتاريخه ذا كساد يشج
الحرف من الدراهم الذي يتعاملون بها في زمانهم ، والوسق قال المنقور : ستون صاعا بصاع العارض.
وفيها قتل جساس كبير آل كثير ، ومناخ محمد آل غرير لآل عثمان أهل الخرج وحصاره لابن جاسر شيخ الفضول ، وهي سنة زمتنان على ابن جاسر وحصر في سدير شهر ونصف ، والعويند على آل كثير.
وفيها ، توفي أحمد بن زيد الشريف.
وفي آخرها حصل وباء في العارض مات فيه الشيخ عبد الله بن محمد بن ذهلان ، وأخوه عبد الرحمن بن ذهلان في العارض.
وفيها مات الشيخ محمد بن عبد الله بن سلطان بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن جمعان بن سلطان بن صبيح بن جبر بن راجح بن خترش بن بدران بن زايد الدوسري ، قاضي بلد المجمعة ، والشيخ عبد الرحمن بن بلهيد.
وفي سنةماية وألف : جاء مطر دقيق وبرد شديد ، وجمد المطر على جريد النخل وغيرها ، حتى أهداب عيون الإبل فسميت سليسل ، وهي سنة الخليل بين زعب وعدوان وبني حسن والساقة على عنزة ، وقتلة

الموح وعمار الجربا وفيها أخذوا الظفير والفضول الحاج العراقي عند التنومة.
وفيها مات عبد الله بن برهيم بن خنيفر العنقري رئيس بلد ثرمدا ، وتولى في ثرمدا بعده ريمان بن برهيم بن خنيفر العنقري.
وفيها تولى في مكة الشريف محسن بن حسين بن زيد بن محسن بن حسن بن أبي نمي بعد أحمد بن غالب ، وعزل أحمد المذكور ، وخرج إلى اليمن فأكرمه الإمام الناصر وقام بحوايجه.
وفي سنةواحدة وماية وألف : عمر بن صقية القرينة لأنها خرجت بعد عمارها الأول.
وفيها وقع طاعون البصرة بالعراق ، قال محمد بن حيدر الموسوي ، هذا الطاعون لم يعهد مثله لأنه أخلا البصرة وأخربها خرابا لم تعمر إلى زماننا هذا ، وأهلك ببغداد أمة من المسلمين.
وفيها مات شقير وابنه من آل أبو حسين من أهل حوطة سدير.
وفيها أكل الدبا الثمار ، ومات فيها جابر بن ماضي وتولى ابنه ماضي في الروضة.
وفيها مات أحمد بن علي إمام حوطة سدير ، وفيها أخذ محمد آل غرير جردة مقحم.
وفيها قتل جيش ، وفزع راعي العيينة ، وفيها قتل مرخان بن وطبان رئيس بلد الدرعية ، خنقه أخوه برهيم.
وفي سنةثلاث وماية وألف : مات محمد بن عثمان الغرير رئيس

بني خالد ، وقتل بن أخيه ثنيان بن براك وقتل في مسيره الأول حسن جمال وبن عبدان ، ثم قتل سرحان.
وفيها سطو آل جماز في الجنوبية في سدير وقتله آل غنام ، وآل جماز المذكورين من بني العنبر بن عمرو بن تميم ، وآل بن غنام من العناقر.
وفيها تولى سعدون بن محمد آل غرير الرياسة على بني خالد وأخذ زعب.
وفي سنةأربع وماية وألف : الجريفة ، وحصار بن جاسر الفضلي في أشيقر وأظهروه بني حسين.
وفيها قتل مسلط الجربا وهي سنة البنوان.
وفي سنةخمس وماية وألف : تحاربوا أهل البير وأهل ثادق ، وقال المنقور ، وفي آخرها : غرست سمحة وصلح أهل أشيقر ، وحرب أهل سدير الذي قتل فيه ابن سليمان آل تميم ومحمد بن سويلم بن تميم راعي الحصون ، وعدا نجم بن عبيد الله آل غرير على آل كثير وحجروه في العطار ، وأظهروه آل أبي سلمة.
وفي سنةست وماية وألف : وقع في جريملا سيل أغرقهم في الصيف ، وخرب في البلاد ، وأوصل الخشب وغيره ملهم ، وسموها زمامة.
وفيها ملك مانع بن شبيب البصرة. وهي سنة عروى على السهول.
وفيها قتل دريس بن وطبان راعي الدرعية. وتوفي محمد بن مقرن

وبرهيم بن راشد بن مانع راعي القصب وتولى ابنه عثمان. وقتل برهيم بن وطبان قتله يحيى بن سلامه أبا زرعة.
وفي سنةسبع ماية وألف : ظهر سعد بن زيد الشريف على نجد ، ونزل الروضة ، وقرى جلاجل والغاط ، وربط ماضي بن جاسر راعي الروضة.
وفيها وقعة الزلفى وملك الحسنى له ، وفيها إجلاى آل عبهول من حوطة سدير بعد غدرتهم في آل بن شقير وقودتهم آل أبو هلال ، عليهم وملكها القعيما هدلان وإخوته وآل شقير والقعاسا من آل أبو حسين أهل حوطة سدير من بني تميم ، وكذا آل عبهول كل الجميع من بني العنبر بن عمرو بن تميم.
وفيها ظهروا أهل رغبة في جوهم الظاهري ، وفيها استنقذوا آل أبو غنام وآل بكر منزلتهم من فوزان بن حمد بن حسن الملقّب بن معمر من آل فضل آل جرح من أهل عنيزة ، وأظهروه من عنيزة بعد فضية بريده وغدره فيهم.
وفي سنةثمان وماية وألف : ملك فرج الله بن مطلب راعي الحويزة البصرة.
وفيها توفي الأديب المؤرخ عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي الشافعي المكي.
وفيها وقعة الأبرق بين الظفير والفضول والدايرة على الفضول.
وفيها ربط الشريف عبد العزيز سلامة بن صويط رئيس الظفير.

وفي سنةتسع وماية وألف : جلو آل محمد وآل خرفان وآل راجح من بلد أشيقر ، ثم رجع آل خرفان وآل راجح إليها بعد أيام ، ولم يرجع من آل محمد إلّا قليل وتفرق باقيهم في البلدان.
وفيها ظهر سعد الشريف على نجد ثانية ونزل الروضة.
وفي سنةعشر وماية وألف : وجبة الجنوبية وموت حسين الضبيب في الجنوبية.
وفي سنةأحد عشر وماية وألف : طرد فرج الله بن مطلب من البصرة ، وملكوها الروم ، وأخذ القعاسا الحوطة ، وملكو المدلج الحصون وأظهروا آل تميم وولو فيها بن نحيط وملكو آل أبو راجح ربع آل أبو هلال ، وذلك أنه سار فوزان بن زامل بال مدلج وتوابعهم وقضب مدينة الداخلة واستخرجوا آل أبو هلال من منزلتهم ، وقتلوا من قتلوا منهم هم وماضي بن جاسر ، وركدوا له الولاية ودمروا منزلة آل أبو هلال ، وهي سنة وتر على الظفير.
وفيها أقبلوا آل شقير محمد وناصر من العيينة وقتلوهم أهل العودة.
وفيها مات ناصر بن حمد راعي المجمعة ، وربط سعد بن يد الشريف في مكة نحو مائة شيخ من عنزة. وفيها سطوة بين عبد الله على الدلم ، وسطوة دبوس في أشيقر وقتلته.
وفيها قتل عليان بن حسن بن مغامس في قصر الحريق قتلوه آل راشد وآل محيوس ، وجلال بن يوسف.
وفي سنةاثنتي عشر وماية وألف : حصار بن صويط لآل غزى من الفضول على سدير ثالثة.

وفيها اجتماع الروضة لماضي وسطوة راعي القضب في الحريق هو وابن يوسف صاحب الحريق ، فملكوه وقتلوا ابني راشد بن بريد محمد وأخاه.
وفيها حرابة أهل أشيقر عند الحما ، وأخذ الشريف ومن معه أخذهم بني حسين.
وفي سنةثلاثة عشر وماية وألف : تواقعوا الروم والخزاعل ، وملكوا الفراهيد آل راشد الزلفي وأظهروا آل مدلج.
وفيها مات سلامة بن مرشد بن صويط ودفن بالجبيلية ، ووقع بمكة غلاء عظيم.
وفيها وقعة السليع والبترا عند نفود السر وأخذوهم الظفير ، وهم الحارث وعرب الحجاز.
وفي سنةأربعة عشر وماية وألف : ملكوا آل بسام أشيقر غدرا ، وأخذ عثمان الجنوبية وقتل فايز ، وتولى في الحوطة عثمان القعيسا.
وفيها أخذ زعب وقتل فيها نوبان ، وهي أول سمدان القحط والغلا الذي سمد فيه الحجاز وكثير من العربان ، وفيها ساروا القبطان على البصرة وفيها توفي العالم أحمد بن محمد بن حسن بن سلطان القصير.
وفيها تنازل زيد بن سعد الشريف عن ولاية مكة لابنه سعيد باختيار منه ، وصار اضطراب في مكة لولاية المذكور إلى أن عزله باشا جدة ، وولى عبد الكريم بن محمد بن يعلى الشريف.
وفي سنةخمسة عشر بعد الماية والألف : سطو آل خرفان في

أشيقر ، وملكوا سوقهم وأخذ عبد الله بن معمر زرع القريبة وملهم ، وقتل محمد القعيسا ، وملك بن شرفان في الحوطة واجتمعت عنيزة لآل جناح.
وفيها اشتد المحل والغلا وذهبو هتيم وبعض الحجاز.
وفيها ولد الشيخ المشهور محمد بن عبد الوهاب رحمه‌الله في بلدة العيينة. وفيها ملك برهيم بن جار الله العنقري بلد مرات.
وفي سنةستة عشر وماية وألف : قتل ريمان بن برهيم بن خنيفر العنقري راعي ثرمدا ، وملكوها آل ناصر ، وأخذوا أهل حريملا سبيع وسدوس وحصروا عنزة بن معمر في البير وأخذوا ركابه ، وجاء العيينة سيل خرب فيها منازل ، وسطو آل بن خميس أهل جلاجل في الجنوبية ، واعترض ماضي رئيس الروضة ، فزعتهم في الباطن وقتل منهم عامر بن مبارك ، وهي شدة سمدان.
وفيها ملك العزاعيز اثيثيا ، وغدر آل بسام أهل أشيقر في آل عساكر ، وقتلوا برهيم بن يوسف وحمد بن علي وجلو آل خرفان وآل راجح.
وفي سنةسبعة عشر وماية وألف : حرابة أهل الروضة وسدير وصاحب جلاجل قتل فيه محمد بن برهيم رئيس جلاجل وأخوه تركي ، وتولى في جلاجل عبد الله بن برهيم.
وفي سنةثمانية عشر وماية وألف : مات قاضي نجم بن عبد الله الحميد في بلد ثادق.
وفيها قتل دبوس بن حمد بن حنيحن واستلوا آل برهيم على البير ، وأخذ سعدون بن محمد الغرير شمر ندرك
وفيها سطوة أم حمار قتل فيها عثمان وعثمان وطلع بن بحر من مدينة الداخلة وخفرة آل مدلج.
وفي سنةتسعة عشر وماية وألف : أوقعوا العنقر بأهل وثيثية وقتلوهم.
وفي سنةعشرين وماية وألف : قتل حسين بن مغير راعي التويم. وفي سنةواحد وعشرين وماية وألف اختلف النواصر في الفرعة وقتلة (عيبان).
وفيها ظهر برهيم بن جار الله العنقري من بلد مرات وتولى فيها مانع بن ذباح.
وفيها وقع وباء في سدير مات فيه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن سلطان بن خميس أحمد بن أبابطين وغيره ، وهي سنة السيح وقيل التي بعدها.
وفي سنة اثنين وعشرين وماية وألف : جاء برد ودق زرع ملهم ريح شديدة طاح منها نخل كثير في البير ، وطاح قصر رغبه.
وفيها جاء ديا كثير وخيفان أكل غالب الزروع وثمرة النخل.
وفيها قتل عياف وربع معه من أهل مرات. وناوخ سعدون بن محمد الغرير الظفير.
وفي سنةثلاث وعشرين وماية وألف : جاء سيل وسمي ، أغرق منزلة حريملا وطرح البيوت والمساجد ، ثم جاء برد في الذراع قتل كلما سنبل ، وجا في الصيف سيل أعظم من الأول ، وماح الزرع وحصل الغرب في ضرما ألفين ، ورخص الزاد ، وفيها أخذوا أهل حريملا ملهم.

وفي سنةأربع وعشرين وماية وألف : وقع مرض في ثرمدا والقصب ورغبه والبير والعودة ، وقتلوا القرينية أهل رغبة.
وفي سنةخمس وعشرين وماية وألف : مات الشيخ بن محمد المنقور ، وكثرة القوافل من عنزة جاء والتمر على ماية بالأحمر ، وآخرها انتهى إليه عند رحيلهم خمسين ، ورخصت الجلايب ، وبيعت الفاطر أدناها خمس محمديات وأعلاها أربعين ، وأعلا بيع ثمن الركاب ثمانين جديدة ، والسمن عشرة أصواع.
وتوفي العالم عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الوهاب.
وفي سنةست وعشرين وماية وألف : صال سعدون آل محمد الغرير هو وابن معمر عبد الله بأهل العارض على اليمامة ونهبوا منها منازل.
وفيها مات سليمان بن موسى الباهلي ومحمد بن علي بن عبد وغيرهم بسبب مرض وقع بالعارض.
وفي سنةسبع وعشرين وماية وألف : مناخ سعدون المحمد الغرير لآل ظفير والحجاز ، وقتلت سعدون بن سلامة بن صويط ، وخلف محمد بن عبد الله راعي جلاجل عليه. وفي المحرم منها حصل برد عظيم ضر النخل وكسر الصهاريج الخالية من الماء ، وجمد الماء في أقاصي البيوت الكنينة ، وذلك من الخوارق ، ودمر العارض حاج للأحساء أميره ابن عفالق ، وبيع فيه صاع السمن بمشخص والطلي بأحمرين. وفيها مات محمد بن عبد الوهاب.

وفي سنةثمان وعشرين وماية وألف : سطا راعي المجمعة حمد بن عثمان على الفراهيد آل راشد في الزلفى ولا حصل شيء. وفيها غارت الآبار ، وغلت الأسعار ، ومات مساكين جوعا ، وهذا القحط لم يسم وقد استمر إلى سنة إحدى وثلاثين.
وفي سنةثلاثون وماية وألف : أخذ بن صويط بن غيين وبن عفيصان الصمدة ، وغدر وغدر خيطان بن تركي في بن عمه محمد بن عبد الله بن برهيم راعي جلال وسلم منه.
وفي سنةواحد وثلاثين : أخذت غنم أهل البير ، وقتل سبهان بن حمد ، وخرب السيل في ثادق وحريملا.
وفي سنةاثنين وثلاثين وماية وألف : قاضي بن صويط في خبرا السبلة ، وهي سنة الخباري ، ووقع بالعراق طاعون مات فيه قدر تسعين ألف.
وفي سنةثلاث وثلاثين وماية وألف : في صفر مر حاج الأحسا على العارض أميره جبر ، ومات على أبا الجفان. وفيها بيع التمر على ماية وعشرين بالأحمر ، والحب على خمسة وأربعين وفي رجب نوخ سعدون الغرير لآل كثير على عقربا ، ثم حجرهم في العمارية حتى سمدوا.
وفي سنةأربع وثلاثين وماية وألف : وقعة أهل المدينة وحرب ، وصالح بن معمر أهل حريملا ، وحجر بن مصيخ في ثادق ، وفيها أجليو آل عفالق من الأحسا.

وفي آخرها مات الشيخ منيع بن محمد بن منيع العوسجي ، وقاض سعدون في نجد ، وصار برد شديد وجراد كثير.
وفي سنةخمس وثلاثين وماية وألف : مات الرئيس سعدون بن محمد الغرير في الجندلية.
وفيها ملك محمد بن عبد الله راعي جلاجل الروضة ، وبنى منزلة آل أبو هلال ، ومنزلة آل بو سعيد ، ومنزلة آل بن سليمان ، وأخرج البعيد من الحوطة وأسكن فيها أهلها آل بو حسين ، وعزل بن قاسم عن الجنوبية ، وولى آل بن غنام وملك الرقراق الفرعة ، وصالح بن معمر أهل العارض وتناوخوا الحميد للبجسة.
وفيها كانت شدة عظيمة ، وهي مبادي سحى القحط والغلا الذي اختلف أسمائه.
وفي سنةست وثلاثين وماية وألف : عم القحط والغلا من الشام إلى اليمن في البدو والحضر ، وماتت الأغنام وكل بعير يشد وهثلوا أكثر البدو في البلدان ، وقاض بن صويط بين الشام والعراق ، وغارت آبار وجلوا أهل سدير ، ولم يبق في العطار إلّا أربعة رجال وغارت آباره الأركيتين ، وكذلك العودة الأركيتين ، جلا كثير من أهل نجد إلى الحسا والبصرة والعراق في هذه السنة والتي تليها ، وذهبوا حرب والعمارات من عنزة ، وذهب جملة ماشي بني خالد وغيرهم ، وكان الأمر فيه كما قال بعض أدباء أهل سدير في تلك الأيام قصيدة يذكر فيها شدة ما أصابهم ويتوسل إلى الله ويدعوه ، قال فيها :
غد الناس أثلاث : فثلث شريدة
يلاوي صليب البين عاري وجايع

وثلث إلى بطن الثرا دفن ميت
وثلث إلى الأرياف جالي وناجع
ولا استكمل ...
ولا أدري غدا ما لله بالخلق صانع
وفيها هدموا آل أبو راجح منزلة آل أبو هلال.
وفيها مات بداح بن بشر بن ناصر العنقري راعي ثرمدا وتولى فيها برهيم بن سليمان بن ناصر العنقري.
وفي ربيع الأول قتل سلطان بن ذباح وولده وأخوه وبن برهيم بن جار الله رئيس بلد مرات ، وهم من رؤساء العناقر قتلهم برهيم بن سليمان بن ناصر بن خنيفر العنقري.
فيها مات أحمد بن محمد بن سويلم بن عمران العوسجي.
وفي سنةسبع وثلاثين وماية وألف : غلي الزاد في الحرمين حتى لا يوجد ما يباع ، وأكلت جيف الحمير ، ومات أكثر حرب وعرب القبلة ، واشتد المحل والقحط والغلا إلى الغاية ومات كثير من الناس.
وفيها نزل الغيث وكثرت السيول والخصب والنبات في كل مكان ، ولم تزل الشدة والموات من الجوع.
وفيها ماتت الزروع في كل بلد وغلى الزاد وأكل الجراد ثمار جميع البلدان إلّا ما كمّ من النخيل.
وفيها مات سعود بن محمد بن سعود بن مقرن رئيس الدرعية وتولى فيها زيد بن مرخان.
وفي سنةثمان وثلاثين وماية وألف : كانت وجبة العيينة ، حل بهم وباء أفنى غالبهم ، ومات فيهم رئيسهم عبد الله بن محمد بن معمر الذي لم

يذكر في زمنه ولا قبله في نجد من يدانيه في الرياسة ، ولا سعة الملك والعدد والعدة والعقارات والأثاثات ، ومات ابنه عبد الرحمن ، وتولى ابن ابنه محمد بن حمد بن عبد الله بن معمر الملقب خرفاش.
وفيها مات منصور بن حمد راعي المجمعة وولده ، وقتل برهيم بن عثمان راعي القصب قتله أبوه بن برهيم على الملك.
وفي سنةتسع وثلاثين وماية وألف : غدر خرفاش يزيد بن مرخان راعي الدرعية ودغيم بن فايز المليحي وقتله ، ومات دواس راعي منفوحة وراعي الروضة ، وحصل وهم مات فيه أناس كثيرون منهم محمد بن أحمد القصير وغيره.
وفيها سطو النواصر في الفرعة ، وملكوها وأكلوا ذرة أهل وأشيقر ونهبوها وهي سنة الذرة المشهورة رجعان سحى.
وفيها عزل خرفاش عبد الوهاب بن سليمان عن القضا ، وحكم أحمد بن عبد الله بن الشيخ عبد الوهاب ، وانتقل عبد الوهاب بن سليمان إلى حريملا ونزلها.
وفيها أخذو عنزة بن حلاف والذي معه على جلاجل وجات قافلة للموايقة ، واكتالوا التمر على ماية بالأحمر والعيش أربعة أصواع بمحمدية ، وأخذ الشريف محسن عبيد الله آل حبشي من بني حسين عند المجمعة.
وفي سنةأربعين وماية وألف : أقبل محسن الشريف ومعه عنزة وعدوان والحجاز وغيرهم ، ونوخو بن حلاف والذي معه من آل سعيد وآل ظفير على ساقي الخرج وأقاموا عليه شهرا متناوخين ، وظهر عليهم

على المحمد من الحسا بعسكر كثير وأخذوهم وانهزم لآل ظفير سبعين فرس وركاب ودبش وأخذهم محمد بن فارس راعي منفوحة ، وهذي وقعة الساقي المشورة على صقر بن حلاف ومن معه.
وفيها اكتالو بني وهب حريملا ، وأخذ الطيار المجادعة في العرمة ومعهم شريدا غيرهم.
وفي سنةواحد وأربعين وماية وألف : توفي الشيخ إبراهيم بن سليمان بن عبد الوهاب بن علي بن مشرف عم الشيخ محمد ومصطفى بن فتح الله الحلبي الشاعر.
وفيها حاصر الطيار قبائل الظفير في العارض وأخذ منهم إبلا كثيرة.
وفي سنةاثنين وأربعين وماية وألف : سار راعي جلاجل وشهيل بن صويط والظفير على التويم وأخذوه وفعلوا به ما فعلوا ، والذي قادهم عليه عبد الله بن حمد بن فواز لأنه جلوى وشيخ التويم يومئذ ابن عمه مفيز بن حسين بن مفيز بن زامل فهرب وتولى عبد الله المذكور.
وفيها أخذوا مطير الحاج الأحسائي بالحنو ، وقتل خرفاش قتله آل نبهان من آل كثير ، وتولى بعده أخوه عثمان بن حمد.
وفيها ملك محمد بن عبد الله راعي جلاجل الحصون وأمر فيه ابن نحيط.
وفي سنةثلاث وأربعين : تواقع بن صويط هو وعنزه على قبه وأخذوهم ، وفيها وقع برد قتل الزرع.
وفيها قتل سليمان بن محمد أمير الحسا قتله دجين.

وفي سنةأربع وأربعين وماية وألف : مات شهيل بن صويط وأخذ بن سعود محملات أهل العيينة.
وفي سنةخمس وأربعين وماية ألف : حاصر طهماز شاه بغداد.
وفي سنةست وأربعين وماية وألف : حصل خطيطه من بيان إلى الوشم إلى الدجاني ، واجتمعوا فيها البوادي بني خالد وعنزة ومطير وعتيبة وسبيع وزعب ، وبني حسين ، وذلك أنه قل الحيا وصار ما سواها محل.
وفيها قتل زيد بن أبي زرعة قتلوع عنزة في مناخ بينهم وتولى في الرياض خمسين عبد آل زرعه ، وقليل أن ذلك سنة سبع.
وفي سنةسبع وأربعين وماية ألف : قتلوا الروم محمد المانع الشبيبي.
وفي سنةثمان وأربعين وماية وألف : أكل الدبا ثمار البلدان.
وفي سنةواحد وخمسين وماية وألف : ظهر خميس العبد من الرياض ، وتولى فيها دهام بن دواس بشبهة أنه خال ولد زيد ، وأنه ضابط له حتى يتأهل للملك ، وإلّا فدهام جلو عند زيد مطرود ، ومن منفوحه ثم بعد ذلك طمع في الملك وطرد ولد زيد فأبغضه أهل البلد وهموا بعزله ، واجتمعوا لذلك فخرج عليهم وقتل منهم رجلين أو ثلاثة وبقي ، خايف حتى أتاه المدد من محمد بن سعود وأميرهم مشاري بن سعود وأقاموا عنده شهرا حتى استقر في الملك.
وفي سنةثلاث وخمسين بعد الماية والألف : توفي الشيخ عبد الوهاب بن سليمان في ذي الحجة.

وفي سنةأربع وخمسين وماية وألف : ذبحوا الروم المنتفق وسبوهم وقتلوا سعدون بن محمد المانع ، الشبيب ، وهي سنة قرادان ، وقيل : هي سنة ست.
وفي سنةخمس وخمسين وماية وألف : جا خصب ، وجا الخرج سيل خربه ، وهي سنة خيران المشهورة.
وفيها سار طهماز شاه إلى البصرة وحصرها الحصار المشهور وحصر بغداد.
وفيها كثر السيل والأمطار حتى إن بعض بلدان نجد أقاموا شهرا ما طلعت عليهم الشمس.
وفي سنةثمان وخمسين ماية وألف : توفي قاضي ثادق محمد بن ربيعة العوسجي في صفر.
وفيها قتل محمد بن ماضي ، قتله أخواه مانع وتركي ، وقتل عبد العزيز أبا بطين ، قتله عمرو الشريف بأمر حمد بن محمد بن ماضي بن جاسر ، لأن أبا بطين زوج بنت ماضي شقيقة مانع وهو أيضاءفيق لمانع ، فبعث مانع لتركي وهو في جلاجل فأقبل بسطوة ، فقتل محمد وتولى تركي في البلاد.
وفيها مات محمد بن عبد الله وتولى سويد بن محمد ، فوقع الحرب بينه وبين تركي ، فسار إليه فقتل تركي وتولى أخوه فوزان جاء من الشمال ، فأقام سنة ثم مشى هو ومانع إلى حمد بن محمد فأتوا به من حرمه وخلفوا عليه أباه وولوه ، وأقام خمس سنين ، وسيرته غير محمودة ، ثم عزلوه وتولى فوزان فأقام خمس سنين ، ثم تمالو آل مانع وبعض الرفاق

والجماعة على عزله ، فعزلزه وولو عمير بن جاسر بن ماضي ، فأقام خمس سنين ، وبعد ذلك رجعت على عيال محمد ماضي وعبد الله.
وفيها أخذ بن صويط بريده وغدروا آل شماس في الهميلي : وفي أولها أو في أول التاسعة انتقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن إلى الدرعية ، وفيها قتل دباس وحمد بن سرحان ، قتلهم علي بن علي.
وفي سنةتسع وخمسين بعد الماية والألف : سطا دهام بن دواس فس منفوحه وهم عملا لابن سعود ، وقتلت سطوته ومعه الصمدة.
وفي سنةستين وماية وألف : قتل بن دواس فيصل وسعود ابني محمد بن سعود ، فاشتد الحرب بينهم ، ومنها وقعة دلقه ووقعة الشراك.
وفي سنةواحد وستين وماية ألف : وقعة البطين على أهل ثرمدا قتل منهم نحو سبعين رجلا والأمير عثمان رجلا والأمير عثمان بن معمر ومعه عبد العزيز بن سعود ومعه أيضا هبدان.
وفيها وقعة البنية. وكان البرد في هذه السنة عظيم قتل غالب الزرع ، وهو مبتدأ القحط والغلا المعروف بشيته.
وفي سنةاثنين وستين وماية وألف : وقعة الجنوبية وهدم جدرانها وهجوم القحط.
وفيها حبس مسعود الشريف حاج نجد ، ومات في الحبس منهم كثير.
وفي سنةثلاث وستين وماية وألف : اشتد الغلا المسمى شيته.

وفيها قتلوا أهل ضرما هبدان وأبوه برهيم بن محمد بن عبد الرحمن وقتلهم السيايرة.
وفيها قتل عثمان بن حمد بن عبد الله بن معمر أمير العيينة يوم الجمعة في المسجد قتلوه أهل وطنه لخيانته وولو مشاري بن معمر.
وفيها توفي أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد اللطيف بن إسماعيل بن رميح قاضي بلد رغبة.
وفي سنةأربع وستين وماية وألف : وقعة الوطيّة؟ على أهل ثرمدا وأمير القوم مشاري بن معمر.
وفي سنةخمس وستين وماية وألف : رجعان شيته. ونهبوا الظفير رغبة هم وأهل سدير وأهل الوشم ومنيخ والزلفى.
وفيها قتل علي بن علي راعي العودة ، وابن سند فتلهم عبد الله بن عثمان.
وفيها قتل هزاع بن نحيط.
وفيها توفي العالم محمد حياة السندي ثم المدني ، وعبد الله بن فيروز بن بسام. وفيها ارتدوا أهل حريملا وجرحوا أميرهم محمد بن عبد الله.
وفيها قتل حمد بن عثمان الهزاني في حرب ضرما.
وفي سنةست وستين وماية وألف : تولّى حميدة في بني خالد ، حين غدروا المشاهير في سليمان آل محمد وانهزم إلى الخرج ومات به ، قم تولى اعريعر وقتل زعير بن عثمان ، ثم غدر فيه حمادة وانهزم عريعر ،

وصار في جلاجل. ثم بعد ذلك ظهر من جلاجل على مساعفه من بني خالد ووعد وانهزم حمادة جلوى واستولى عريعر على البادية والحاضرة.
وفيها وقعة السبلة على الظفير صالوا عليهم بني خالد كبيرهم عبد الله بن حصين وشعثوهم وأخذوا عليهم دبش ، وقيل في السنة التي بعدها.
وفي سنةسبع وستين : طاح دهام بن دواس وبذل خيلا وسلاحا ، فبعث إليه الشيخ عيسى بن قاسم.
وفي سنةثمان وستين وماية وألف : أجملوا أهل شقراء في الدخول في الدين.
وفيها في شعبان حارب بن دواس وتظاهر هو ومحمد بن فارس على المحاربة. وفيها سار عبد العزيز بجيش على حريملا وفتحوها عنوة. وفيها حرب حمادة وعنه. وفيها مات السلطان محمود ، وسم موسى باشا وسيد رمضان.
وفيها بوقه أهل ضرما في راعي ثرمدا.
وفي سنةتسع وستين وماية وألف : بكر الوسمي وكثرة السيول والخصب وسميت سنة مطرب.
وفيها ساروا أهل سدير والوشم والمحمل والرياض وغيرهم مع آل بن راشد ونازلوا حريملا ولم يدركو شيئا. وفيها قطع نخل ثادق. وفي آخرها قتل آل سلطان ، وولاية عثمان بن سعدون على العودة ، وجلا فوزان بن ماضي ، عن الروضة وولاية عمير بن جاسر.

وفيها طاحو أهل سدير واستولى عليه عبد العزيز في رمضان وأخذوا الظفير البجيدي على التويم وملك عريعر الحسا.
وفي سنةسبعين وماية وألف : أخذ بن سعدون بني حسين.
وفيها وقعة البطيحا بين أهل ثرمدا ، وصارت السنة شهبة محل على الناس.
وفي سنةواحد وسبعين وماية وألف : مشا ـ مبارك بن عدوان على حريملا كما تقدم.
وفيها أو في الثانية مسير عريعر على الجبيلة بجنوده وأهل الأحسا ومن وافقه من أهل نجد ولم يدرك شيئا.
وغلى الزاد في سدير. وقتل فيها تركي بن دواس ، وبني قصر الغذاونة.
وفي سنةاثنين وسبعين وماية وألف : تآمر ساري بن يحيى في ثادق.
وفي سنةثلاث وسبعين وماية وألف : حراية الخرج ونهب في الدلم دكاكين ، وفيها عزل مشاري بن معمر عن إمارة العيينة.
وفيها غزا عبد العزيز منفوحه وأشعلوا في زرعها ، وأخذ آل عسكر على الثرمانية وغنموا دبش كثير ، وقتلوا رجال منهم فوزان الدبيجة.
وفيها هدم قصر بن معمر في العيينة بأمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وفي هذه السنة غزا عبد العزيز بن سعود بلد المجمعة وقتل منهم خمسة رجال منهم علي بن دخان.

وفي سنةأربع وسبعين وماية وألف : قتل فهيد بن دواس. وفيها أخذوا المسلمين آل فياض والنبطة وغيرهم من سبيع في العتك ، وواقع عبد العزيز الروضة مرتين.
وفيها مات مبارك بن عدوان في المجمعة بعلة الفالج.
وفي سنةخمس وسبعين وماية وألف : وقع حيا كثير ورجعان ، وأصاب الناس وباء يسمى أبو دمغة مات فيه ناس كثير ، منهم عبد الله المويس قاض حرمه ومحمد بن عباد ، وحماد بن شبانة ، وعبد الله بن سحيم ، وبراهيم المنقور وغيرهم ، وحصل دبا أكل الثمار.
وفي سنةست وسبعين وماية وألف : غزو المسلمين الحسا ، وأخذوا المطير في وذبحو أهله.
وفيها ارتدوا أهل وثيثيه وقتلوا عبد الكريم بن زامل.
وفي سنةسبع وسبعين وماية وألف : طاح دهام بن دواس وساق ألفي أحمر.
وفيها غزو المسلمين جلاجل وطاح عليهم سويد وجميع أهل سدير.
وفيها وقعة قذلة قتل فيها من العجمان نحو خمسين رجل منهم بن طهيمان وأسروا مايتين وثلاثين ، وبسبب ذلك سار أهل نجران مسيرهم الآتي ذكره.
وفي سنةثمان وسبعين وماية وألف : وقعة حماد المديهيم وهم السعيد في صفر على جراب.

وفيها في ذا الحجة ولد عبد الله بن عبد العزيز بن سعود.
وفيها وقعة الحاير قتل نحو خمسماية وأسر ثلاثماية وخمسين ، وأخذ تسعماية تفق وأربعماية سيف ، وبعد هذا فادو الأسرى بالأسرى ، وزادوا أربعماية أحمر.
وفيها ظهر عريعر بأهل الحسا وبني خالد ومعظم أهل نجد ، وارتد أهل سدير والرياض والحريق وغيرهم ، وفي آخرها قتل محمد بن فارس راعي منفوحة وولده وتأمر ولد زامل.
وفي سنةتسع وسبعين وماية وألف : غدر بن دواس بأهل منفوحة وثار الحرب الثالث بينه وبين بن سعود.
وفيها مات الرئيس محمد بن سعود رحمه‌الله وتولى ابنه عبد العزيز وفيها أخذوا آل شليه في العرمة.
وفيها جاء برد عظيم في رمضان في العقرب الوسطى ، وقتل غالب الزروع.
وفيها ظهروا آل عجمان والدواسر في الخضار ، وقطنو الدجاني.
وفيها قتل عيبان وأولاده من النواصر أهل الفرعة ، وقتلوه أهل شقرا.
وفيها وقعة الصحن على أهل ثرمدا قتل فيها بن عيد وولدي برهيم بن سليمان الصغار.
وفي سنةواحد وثمانين وماية وألف : قتل عثمان بن سعدون ، واستولى منصور بن حماد على العودة بعد قتله عثمان.

وفيها مات عبد الله بن عبد اللطيف الأحساي ، وفيها طاحوا أهل سدير والوشم.
وفيها وقعة باب الثميري في الرياض ، ومات فيها برهيم بن سليمان راعي ثرمدا.
وهي أول سوقه ، بلغ العيش فيها مدين بمحمدية ، والتمر وزنه ، واشتد الغلا ومات كثيرا من الناس جوعا ومرضا ، وجلا أكثرهم فيها وفي التي بعدها ، لكن أخرها نزل الحيا وسمى وسمى مبكرا ، وارجع منيخ وغالب البلدان ، ولم يزرعوا في القيض بسبب الجندب قطع الزروع.
وفيها فتحت الهلالية طاحو جميع أهل القصيم.
وفي سنةاثنين وثمانين وماية وألف : توفي الإمام الشهير محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه‌الله ، وهو البدر لا يخفي على الناس ضوئه.
وفي سنةثلاث وثمانين وماية وألف : حصل الخصب ، وفيها وقعة الكلبية قتل فيها عبد الله بن عثمان بن حمد راعي المجمعة وأخوه قويفل ، وجلا عبد الله بن محمد كبير المتفق عند عريعر وولى أمرهم فضل.
وفيها وقعة المحمرة ، وفيها حصل وباء عظيم ووقع اختلاف وحرب بين مساعد الشريف وبركات أشراف مكة ، وصارت الغلبة لمساعد.
وفي سنةأربع وثمانين وماية وألف : مات مساعد الشريف وتولى أخوه أحمد وفيها سطوة آل عليان على راشد الدريبي ، واستولوا على بريدة وأجلوه.

وفيها مات صالح أبا الخيل في القصيم وقتل غيره من المطاوعة.
وفي سنةخمس وثمانين وماية وألف : عثر فرس داوس بن دهام في صفاء الظهر التي بين عرقه والقواره فقتل ، وفي ذلك انقتل أخوه سعدون بن دهام أثناء حربهم مع عبد العزيز بن سعود.
وفي سنةست وثمانين وماية وألف : تحاربو آل مساعد وعمهم أحمد وأجلوه عن مكة وتولى سرور بن مساعد.
وفي آخرها أو أول التي تليها وقع الطاعون ببغداد والبصرة ونواحيها ، ولم يبق من أهل البصرة إلّا القليل. وقد أحصى من مات من أهلها فبلغوا ثلاث ماية وخمسون ألفا ، ومن أهل الزبير نحو ستة آلاف نفسا.
وفيها ظهر دهام بن دواس من الرياض منهزما بعد ما حارب سبعا وعشرين سنة. وجملة الذي انتقل من أهل الرياض في هذه الحروب ألفين وثلاث ماية رجل ، ومن المسلمين ألف وسبعماية.
وفي سنةثمان وثمانين وماية وألف : نهب عريعر بريدة خديعة ، وبعدها بشهر مات على الخابية. وقد جمع الجموع واستعد للمسير إلى العارض. ثم استولى بعده ابنه بطين وأراد إتمام ما همّ به أبوه فلم يقدر الله ذلك ، ثم إن إخوانه دجين وسعدون قتلوه خنقا ، واستولى دجين ولم يلبث إلّا مدة يسيرة حتى مات ، قيل : إن سعدونا سقاه سما ثم استولى سعدون.
وفيها قتلو بني خالد غزو أهل الوشم عند النبقية.
وفي سنةتسع وثمانين وماية وألف : حاصروا العجم البصرة ، سار بهم كريم خان الزندي ، واستمر الحصار سنة ونصف ، وتسلمها

سليمان باشا ، وفيها تويني بن عبد الله وغيره ، ثم استولوا عليها العجم ونهبوها غدرا بعد الصلح وساروا إلى بلد الزبير فدمروه ونهبوه ، وانهزم أهله إلى الكويت.
وفيها وقعة نجران الثانية ، ومات فيصل بن شهيل بن سلامة بن مرشد بن صويط.
وفي سنةتسعين وماية وألف : عصوا أهل الحسا على سعدون وهموا بالامتناع ، فأقبل عليهم في سنة تسعين فلم يدركوا مرادهم وتخاذلوا ، وتسمى عندهم سنة عامر.
وفيها وقعة مخيريق الصفا بين عبد العزيز وآل مرة ، قتل فيها نحو ستين ، منهم عبد الله الحسن أمير القصيم.
وفي سنةواحد وتسعين وماية وألف : استلحق عثمان بن عبد الله أهل العارض على بلد حرمة ولم يكن حرب ولا قتال ، وراحوا معهم بأمير الحوطة ـ صعب بن مهيدب وأمير العودة ومنصور بن حماد.
وفي القيض قتل أهل حرمة أميرهم عثمان بن عبد الله ثم أتى جيش أهل العارض وضبطو المجمعة وذهبو بأميرها حمد بن عثمان ، وسويد بن محمد بن عبد الله ، وعيالهم وثقلهم إلى الدرعية. وفيها وقعة الجيش للدلم.
وفي سنةثلاث وتسعين وماية وألف : سار سعود إلى حرمه فأخذها وقتل في الوقعة عبد الله بن حسن وعياله وقبلهم مدلج المعيي وغيره ، وجلا بعض أهلها إلى الزبير ، وقطع نخل قاضيهم عبد الله آل مويس.

وفي سنةأربع وتسعين وماية وألف : مات القاضي أحمد التويجري ، وجاء سيل عظيم في عنيزة أغرق البلد وأهلها ، ومحى منزلتها وطالعوا المسلمين الزلفي ، ثم طاحوا بعدها.
وأغارو سبيع على أباعر الظفير على سفوان ، وأخذوا منها نحو أربعة آلاف بعير ، وأغاروا أهل القصيم على حرب وأخذوا إبلا كثيرة.
وفي سنةخمس وتسعين : نخل بن عشبان خضرا نحو ألفين نخلة وبنى قصر البدع ،
وفيها قتل جديع بن هذال. فويها نية مبايض علي بن حلاف السعيد وأبا ذراع الصمدة وغيرهم وأخذوا.
وفيها مشى سعدون بن عريعر على البدع. ومات حسن البجاري بعد أيام. وبعدها بأيام شحمة نخيل الرحيل في الحويطة والأمير في ذلك الممشا عبد العزيز.
وفي سنةست وتسعين وماية وألف : ذبحت المطاوعة في القصيم ، وبعد ذلك نزل سعدون على مبايض ، وساروا آل ماضي بعد عيد النحر إلى الروضة ومعهم آل مدلج وأهل الزلفى وغيرهم كابن زامل وأهل الخرج ، وسطوا في الروضة واستولوا عليها وأمنوا أهل القصر الذي فيها وأظهروهم ، ومن حين دخلوها حل بهم البوار ، وقتل رئيسهم عون بن مانع وتقدم فيهم أخوه عقيل ، ولم تطل المدة حتى خرجو وجلو ، وقيل : إن مده لبثهم فيها نحو شهر.
وفي سنةسبع وتسعين وماية وألف : أخذ سعود الصهبة على

المستجدة ، وقتلوا دخيل الله بن جاسر الفغم وخلف ، وأخذ إبلا وغنما وقش وعشر من الخيل. وفيها قتل زيد بن زامل وأول القحط المسمى دولاب ، بيع الحب على مدين بجديدة والتمر وزنه ونصف بجديدة ، وشدته في الثامنة والتسعين واستمر إلى تمام المائتين.
وفي سنةثمان وتسعين وماية وألف : وقعة العيون ، وقتل فيها ناصر بن عبد الله أمير جيش سدير ، وطالعوا أهل اليمامة في ذلك الممشا ، وقتلوا منهم نحو تسعين رجلا.
وفي سنةتسع وتسعين وماية وألف : قتل براك بن زامل ، قتله أولاده عمه وتزبنوا العارض.
وفيها وقعة الثليما ، وفي آخرها قتل تركي بن زامل وأخذت الدلم عنوة وأذعنت بقية البلدان.
وفي آخرها وأول التي تليها وقع في الإبل موت عظيم خلت منه مرح غالب البوادي والحضر ، حتى إن مطية المسافر تموت وهو فوقها ، وسميت سنة جزام الثاني.
وفي سنةمايتين وألف : رجعان دولاب.
وفيها جلا سعدون بن عريعر إلى العارض واستولى على بني خالد والحسا عبد المحسن بن سرواح وتسمى جضعه.
وفي سنةواحد ومائتين وألف : في المحرم ، سار ثويني بالعساكر على نجد وأخذ التنومة ونازل بريدة ثم انصرف عنها ولم يدرك شيء ، فلما

وصل البصرة سيّر عليه سليمان باشا العساكر والجنود ، وكسره وانهزم جاليا ، وولى الباشا حمود بن ثامر مكانه.
وفي سنةثنتين ومائتين وألف : وقعة قطر على يد سليمان بن عفيصان.
وفيها مات القاضي حسن بن عيدان ، وحمد بن قاسم ، وحمد الوهيبي ، وعبد الرحمن بن ذهلان وكلهم قضات ، ومشارى بن برهيم بن معمر ، وتوفي شريف مكة سرور بن مساعد.
وفيها بويع لسعود بولاية العهد بأمر من أبيه ومن الشيخ محمد عبد الوهاب ، وفي سنةثلاث ومائتين وألف أخذت حلة ثويني أخذها سعود وقبلها ويقه.
وفيها مات السلطان عبد الحميد وتسلطن أخوه سليم.
وتوفي الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن فيروز.
وفي سنة أربع ومائتين وألف : وقعة غريميل. وفيها نزل على حريملا برد عظيم في الوسمي ، وقتل المواشي والشجر ، وخرق السطوح وكسر أواني النحاس ، وأهل التمرتين.
وفيها مغزا قرية الفضول.
وفي سنةخمس ومائتين وألف : وقعة قصر بشام والشعرا ومغزا رمحين.
وفيها وقعة العدوة على مطير وشمر قتل فيها مصلط بم مطلق الجربا وحصان إبليس من البراعصة ، وأبا هليبة وسمرة الملعبي.

وفي سنةست ومائتين وألف : أخذت سيهات وغيرها من بلاد القطيف وصالحوا أهل الفرضة عنها بخمسة آلاف أحمر.
وفيها قتل عبد المحسن بن سداح.
وفي آخر شهر ذا القعدة مات الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه‌الله وبن عمه عبد الرحمن بن برهيم بن علي بن سليمان ، وكان فقيها ، ومات ناصر بن عقيل الملقّب جعوان أمير المجمعة.
وفيها أغار هادي بن غانم بن قرملة شيخ قحطان على مطيروهم على الحنابج ، وأخذ منهم إبلا كثيرة.
وفي سنة سبع ومائتين وألف : في أولها ، مغزا الشقر ، وفيها جلو آل عريعر واستولى على بني خالد براك العبد المحسن. وفي آخر رجب غزا سعود وحصلت وقعة الشيط.
وفي شوال قتلوا أهل الأحسا محمد الحملي وحسين أبو سبيت والمطاوعة الذي من أهل نجد ، وهم : عبد الله بن فاضل ، وبرهيم بن حسن بن عيدان ، وحمد بن حسين بن حمد ، ومحمد بن سليمان بن خريف ، ورجاجيلهم ومن على حبلهم ، وفيها مات سليمان بن عفيصان أمير الدلم.
وفي سنةثمان ومائتين وألف : خسف القمر ليلة الخميس رابع عشر المحرم ، وكسفت الشمس في آخره يوم الخميس أيضا.
وفي أولها نهاب الحسا وفيها تولى براك على الحسا بعد ما وفد على عبد العزيز ، وأجليو آل عريعر.

وفيها غزا محمد بن عبد الله بن معيقل وحصل ذبحة بن شري.
وفيها حصل ربيع عظيم وتسمى سنة مواسي. وفيها عاهدوا أهل جوف آل عمرو وهو دومة الجندل ، وقتل في مغز الجوف عمهوج المعرقب ، وفيها مغزا الحويلة غزاها غزاها برهيم بن سليمان بن عفيصان ، وقتل فيها محمد بن غريب.
وفي سابع عشر رجب مات سليمان بن عبد الوهاب.
وفي أول رمضان توفي الشيخ محمد بن عثمان بن شبانة.
وفي سنةتسع ومائتين وألف : وقعة القواسم في شعبان ، وفي آخرها مغزا تربه ، وفيها قتل علي بن محمد بن غشيان.
وفي سنةعشر ومائتين وألف : وقعة أبو محيور والقدح قتل فيها سبيلا بن منصور ، وذلك في جماد الآخر. وبعد رمضان وقعة الجمانية ، وكذلك قتل الكيخيا أحمد بن الخرنبده قتله سليمان باشا وحاز جميع خزائنه وأمواله ، وهي سنة غوران.
وفي آخرها مناخ الرقيقة.
وفي سنةأحد عشر ومائتين وألف : عزل الباشا حمود بن ثامر وولى ثويني ، فسار ثويني بقومه إلى الأحسا فقتل على الشباك ، قتله طعيس عبد من عبيد جبور بني خالد ، وذلك رابع المحرم أول الثانية عشر.
فأمروا أخاه ناصر بن عبد الله ، ثم حصلت مسحبة المشهورة.
وفيها حصل وسمى خرب حلة الدلم. وفي الصيف نزل يرد على حريملا قتل بهايم وغيرها ، ثم جاء سيل خرب في حوطة بني تميم

والدرعية والعيينة ، وجاء دبا أكل غالب الزرع والثمار والأشجار ، وقويت المحاصيل في ذرة القبض ورخصت الأسعار ، وهي سنة موصه.
وفي سنةاثني عشر ومائتين وألف : ولى سليمان باشا حمود بن ثامر.
وفيها وقعة عقيلان ، وفيها قتل مصلط بن محمد الجربا وأخوه قرينيس ، وفيها مغز البيض والسوق وأخذوا شمر وبعض ، وقتل مطلق الجربا وقتل أيضا براك آل عبد المحسن ، ومحمد آل علي المهاشير.
وفي آخرها وقعة الخرمة قتل فيها من عسكر الشريف غالب ألف ومائتين وعشرين رجلا ، وغنموا أموالا لا يحصى ، قيل : إن خزانته ثمانية عشر ألف شخص ، وقيل في هذه الوقعة قصايد كثيرة ، منهم قول راجح الشريف من قصيدة طويلة ليست عربية ، منها :
ى جونا الدواسر مع فريق القحاطين
كلنا لهم بالمد وأوفو لنا الصاع
الأشراف لانو عقب ما هم بقاسين
والشق ما يرفاه خمسة عشر باع
وفيها أخذ نابليون مصر خديعة وكذلك الشام أخذها بحرب عظيم ، وقد أرخ بعض فضلاء أهل الحرمين استقرار الفرنسيين في مصر بقوله :
أبا لهف نفسي على ما جرى
توالى الخطوب على القاهرة
تولى الإفرنج بها بغتة
وحلوا منازلها العامرة
ولكن بفضل الكريم
تعاد لهم كرة خاسرة
وقد صح ما قال تاريخه
إله له حكمة بالغة
وفيها بعد وقعة الخرمة لم يلبث الشريف غالب أن صالح بن سعود وأذن لهم في الحج.
وفي سنةثلاثة عشر ومائتين وألف : طاحت بيشه وتأمر فيها سالم بن محمد بن شكبان الرمئين.
وفيها سار على الكيخيا بالجنود المصرية حتى وصل الأحسا ، فحاصرهم من سابع رمضان إلى سابع ذي القعدة ، ولم يدرك شيئا فرحل عنهم.
وفيها توفي الإمام العالم الزاهد النسيب السيد محمد الجيلاني المغربي المالكي ، كان ذوا شهرة ، توفي بصعيد مصر مبطونا رحمه لله.
وفيها مناخ ثاج ، وفيها حج أهل شقرا ومعهم علي بن الشيخ وبرهيم وسليمان بن مضيان ورفقه من أهل القصيم وقضو حجهم.
وفي سنةأربعة عشر ومائتين وألف : حج الأمير سعود أول حجه.
وفي سنةخمسة عشر ومائتين وألف : حج الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ورجع بعد سبعة أيام أو ثمانية من الدميثات ، وحج بالناس سعود وفي آخرها توجه سعود إلى الشمال.
وفي سنةستة عشر ومائتين وألف كانت وقعة كربلا المشهورة.
وفيها استولى سلطان بن أحمد إمام مسكة على بلد البحرين.
وفيها توفي الشيخ محمد بن عبد الله بن فيروز.
وفي سنة سبعة عشر ومائتين وألف : في ربيع ، مات سليمان باشا أبو خرما وزير العراق وتولى مكانه على الكيخيا. وفيها استرجعوا الروم مصر من الفرنسيين وأظهروهم منها.

وفيها مات حمود بن ربيعان ، وبادي بن بدوي بن مضيان الحربي.
وفي آخرها انتقض الصلح بين غالب الشريف وبين عبد العزيز ، وفي تلك الأيام فارقه وزيره عثمان بن عبد الرحمن المضايفي.
وفي آخرها كان فتح الطائف عنوة ، وغنموا منه أموالا كثيرة نفيسة ، وتوجه سعود بالجنود إليهم ، ونزل الريعان وقت الحج ، ثم خرجوا الحاج من مكة وخرج منها غالب وصار في جدة فدخلها سعود بن عبد العزيز ومن معه واعتمروا. ثم توجهوا إلى جدة وأقاموا عليها أسبوعا ورجعوا ، ولم يدركوا منها شيئا وأمر سعود في مكة عبد المعين بن مساعد.
وفي سنةثمانية عشر ومائتين وألف : رجع غالب الشريف من جدة إلى مكة وأزال أخاه.
وفيها توفي الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه‌الله ، وذلك في العشر الأواخر من رجب يوم الاثنين اثنين وعشرين منه ، أثناء صلاة العصر ، طعنه رجل عراقي ، لا يعرفله بلد ولا نسب ـ في خاصرته ، ولم يلبث إلّا قليلا حتى قضى وجرح أخاه عبد الله بن محمد.
وفيها مات باشا الشام أحمد بيه الجزار صاحب عكا.
وفي آخرها وقعة برج الديهمية في الزبير وجنوب البصرة.
وفي سنةتسعة عشر ومائتين وألف : قتل إمام مسكه سلطان بن أحمد بن سعيد قتله القواسم وتولى بعده ابنه سعيد بن سلطان.
وفيها غضب سعود على السباسب وحبس أعيانهم في الدرعية.
وفيها عزل سليمان بن ماجد عن الأحسا وأمروا فيه برهيم بن عفيصان.

وفيها ثار محمد علي على محمد باشا وزير مصر ، فطلب منه علوفتهم فماطلهم ، ففتكوا به وانتصب محمد على مكانه وكاتب الدولة وادعى على الوزير بشيء من المخالفات عندهم ، فأتاه التقرير في المنصب ، ثم استحكم أمره.
وفيها وقع بعض المحل ماتت فيه أغنام البوادي ووصل فيه العيش صاع بجديدة والتمر وزنتين ، قلت وهو أول الخلل والنقص والغلا.
وفي ذي الحجة منها وقعة الظفير.
وفي سنةعشرين ومائتين وألف : أمر سعود ببنا قلعة بوادي فاطمة فبنيت.
وفيها وقعة السعيد بين عبد الوهاب أبو نقطة وبين غالب الشريف.
وفيها اشتد الغلا على الناس ، وسقط كثير من أهل اليمن وماتت إبلهم وأغنامهم ، وفي ذا القعدة منها بلغ الحب ثلاثة أصواع بالريال على حساب مدين بجديده ، والتمر سبع وزان بريال ، وبيع في الوشم والقصيم على خمس وزان بالزر أو بالريال على حساب وزنه بالمحمدية.
وأما في مكة فالأمر فيها عظيم لأجل الحصار وقطع الميرة والسابلة.
قيل : بلغ كيلة الأرز أو الحب ستة أريل ، والكيلة أقل من صاع ، وبيعت فيها لحوم الحمير ، والجيف بأغلا ثمن ، وأكلت الكلاب ، وبلغ رطل الدهن ريالين ، واشتد البلا عليهم ، مات خلق كثير من الجوع وقد تواتر هذا وثبت.
وفيها سار عبد الوهاب أبو نقطة ومن معه وحصروا مكة وبها الحاج ، ثم إن غالب اشتد به الحال فصالح عبد الوهاب على أن يكف عنه

وعن الحاج ويمهلهم حتى يواجهوا سعود ، وتواجه عبد الوهاب وغالب وتهادوا وتم الصلح وحجوا واعتمروا ثم انصرفوا ومعهم سالم بن شكبان مريض مدنف. ثم توفي لما وصل بيشه. وأقر سعود بعده ابنه فهاد وأتم سعود الصلح وقرره.
وفيها قتل دوخى بن حلاف وراشد بن فهد بن عبد الله آل سليمان بن صويط وكبير الركب الذي قتلهم منصور بن ثامر. وفيها عاهدوا أهل المدينة سعود قبل صلح غالب.
وفيها في ذا القعدة تأمر في التويم عبد الله بن سعيد.
وفي سنةإحدى وعشرين ومائتين وألف : غزوة المشهد والسماوة.
وفيها قتل سليمان بن مديغر الملقب السلمه. وفيها قتل بدر بن إمام مسكه ، قتله أولاد سلطان ليستبدوا بالملك.
وفيها مات أمير حرب بداي بن بدوى بن مضيان بالجدري وولى أخوه مسعود.
وفيها حج الناس ، حج بهم سعود بن عبد العزيز ، ومنع الحاج الشامي من الحج وكبيرهم عبد الله العظم.
وفيها قدم سعود المدينة ورتبها وأجلا عنبر باشا الحرم والقاضي ومن يحاذر منه ، وكذا من فيه من عساكر الترك.
وفي سنةاثنين وعشرين ومائتين وألف : ولى يوسف القنج الشام والحاج وعزل عبد لله العظم.

وفي هذه السنة اشتد الغلا ، بلغ البر أربعة أصواع والتمر اثنعشر وزنة ، وأمحلت الأرض ، مات غالب أدباش البدو ، وسميت حطاب.
وفيها كثر الجرب وكثر الحيا بعد رمضان والغلا على حاله.
وفيها توفي والدي عمر بن محمد بن حسن الفاخري رحمه‌الله صبيحة الجمعة سادس عشر من جماد الثانية.
وفيها حج سعود بالناس وقدم المدينة وأخذ شيئا مما في الحجرة ، ولم يحج أحد من أهل الأقطار الشاسعة.
وفي سنةثلاث وعشرين ومائتين وألف : غزا سعود مغزا كربلا الثاني ، ولم يدرك منها شيئا ، وقتل من قومه سعد بن عبد الله بن عم سعود ومشاري بن حسن بن مشاري ، ثم وصلوا أشتاتا وأخذوها ثم رجعوا.
وفيها حج سعود بالناس ولم يحج أحد من أهل الأقطار سوى شرذمة قليلة من أهل المغرب وشرذمة قليلة من العجم.
وفيها ولى السلطنة محمود بن عبد الحميد ، وفيها كان الغلا في جميع النواحي فويها كان الوباء والمرض الذي عم. وفيها مات محمد بن سلطان العوسجي بعد عيد النحر وهو قاضي الحسا ، وعبد العزيز بن ساري.
وفي سنةأربع وعشرين ومائتين وألف : اشتد الوباء والمرض في الدرعية ، مرض كثير منهم وسلموا ، ومرض غيرهم فماتوا. ومن أعيانهم حسين بن الشيخ ، وعلي بن موسى ، وسعد بن عبد الله بن عبد العزيز.
وفيها وقعة الزيرة بين الظفير وشمر وأخذوهم الظفير ، وبعد ذلك كاتبو سعود وظهرو إلى نجد.

وفيها في القيض حصل مطر سال منه حكر العيينة وكذا الصفرة وبعض البير ، وكذلك الحريق والحوطة والأفلاج وهو وقت ظهور الهقعة في آخر حزيران وقت حلول اشمس برج السلطان. قل : ولعله في أول تموز.
وفيها مغزا تهامة الذي قتل فيه عبد الوهاب بن عامر المعروف بكنية أخيه أبو نقطة ، والوقعة بوادي بيش.
وفي آخرها حدر بن معيقل وبن عفيصان عبد الله إلى الزبارة وضبطوا أمر الخليفة حتى رجع سعود من الحج.
وفيها مات أحمد بن محمد بن حسين بن رزق في بلدة قردلان بعدما استوطنها واستقر أمره فيها. وخلف من المال ما قيمته ألف ألف وماية ألف. وابن رزق هذا أصله من آل رزق أهل الغاط ، والظاهر أنهم من بني خالد
وفيها استولوا الإنكليز على رأس الخيمة وأحرقوها ودمروها.
وفيها حدر عبد الله بن مزروع ومطلق المطيري إلى عمان واجتمع إليه أهل عمان ، وقاتل أهل الباطنة سحار ونواحيها ، وهي إذ ذاك ولاية لعزان بن قيس ، وقتل من عسكر عزان مقتلة عظيمة واستمر الأمر إلى أن دانت عمان كلها ولم يبق محاربا ، إلّا مملكة الإمام سعيد بن سلطان وهي مسكه ونواحيها.
وفي سنةخمس وعشرين ومائتين وألف : وفيها قدمو آل خليفة إلى الدرعية كرها ، وقد أخذت خيلهم وشوكتهم ، فقرر عليهم سعود ما حدث منهم ، ثم اعتقل رؤسائهم : سليمان بن أحمد وأخيه عبد الله

وغيرهم ، ورد أبناءهم ومن معهم ، وأقر علي بن محمد أميرا في الزبارة ، وعبر فهد بن عفيصان ظابطا للبحرين.
ثم إن أولاد الخليفة نقلوا أهلهم ومن لهم في الزبارة في السفن وذهبوا إلى إمام مسكه ، فاستنجدوه هو والنصارى الذين عنده ، فساروا ونزلوا لابحرين وأحاطوا بفهد ومن معه وهو في قصر المنامة. ثم أخرجوهم بأمان ، فأمسكوا فهد ومن معه قدر ستة عشر رجلا رهينة في رؤسائهم وأطلقوا الباقي.
وفيها غزوة الشام وصل سعود رحمه‌الله إلى قصر المزيريب ، ونزل في عين البجه ، ثم نزل عند بصرى ، وغنم ما شاء الله ، ثم رجع. وبعد ذلك جاء العزل ليوسف صاحب الشام ، فثار عليه سليمان باشا صاحب عكا فأجلاه واحتوى على جميع أمواله وولّى إمارة الشام.
وفيها فتحت اللحية والحديدة على يد عثمان المضايفي وطامي.
وفيها عزل سليمان باشا من بغداد وقتل ، وذلك أنه طلب منه الخراج والضمان مدة سنتين فلم يحصل.
وفيها حج سعود بالناس حجته السابعة وأوعب معه رعيته للحج ولم يحج غيرهم أحد. وبعد رجوعه أطلق الخليفة فرجعوا إلى البحرين وأطلق فهد بن عفيصان ومن معه ، فلما وصل الخيفة إلى البحرين حشدوا السفن وتواقعوا هم وبرهيم بن عفيصان ومن معه ورجمه بن جابر وأبا حسين أمير الحويلة وقطر ومن معهم ، فاقتتلوا قتالا عظيما في الخوير الذي يسمى خويرمان. ثم اشتعلت النار في السفن فأحرقتها وما فيها ، ونجا من نجا ، وممن قتل أبا حسين أمير الحويلة ودعيج بن سلمان بن صباح ، وراشد ولد عبد الله بن أحمد وغيرهم.

وفيها حشد سعيد بن صلطان واستنجد العجم وجاء بمجموع كثيرة فالتقى هو ومطلق المطيري ومن معه في عمان ، فنصر الله المسلمين وهزموهم هزيمة لا يعرف مثلها.
وفيها حدر أولاد سعود إلى عمان وقاتلوا فيه ، وأخذوا بلدان ، وأوغلوا فيه تى؟؟؟ وصلوا إلى مطرح قريب مسكة ، فكاتب سعود بن معهم بالتحذيل والانفراد عنهم ، ففعلوا ثم رجعوا وحنق على من معهم فتتبعهم بالهوان.
وفيها توفي الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر في العشر الأوسط من ذي الحجة.
وفيها أو في التي بعدها توفي الشيخ العلامة المتقن حسين بن أبي بكر بن غنام مفتي الأحسا ، وكذا تلميذه أحمد الغاشمي.
وفي سنةست وعشرين ومائتين وألف : وقعة الجديدة وهي وقعة عظيمة بين الترك وعبد الله بن سعود ، فقتل من الترك مقتلة عظيمة. قيل : نحو ثلاثة آلاف ، وقتل من المسلمين رجالا ، قيل : نحو ثمان وماية ، منهم مقرن بن حسن بن مشاري بن سعود ، وبرغش بن بدر الشبيب ، وهادي بن قرملة أمير الجحادر ، ومانع بن كدم أمير عبيدة ، ومانع بن وحير العجمي ، وعبد الرحمن بن محمد الحصين ، وتويم بن بصيص وابن أخيه غصاب ، ومفرح بن شرعان ، وغيرهم.
وفيها حج سعود بالناس والتقى هو وابنه عبد الله في مكة بعد فراغه من قتال الترك ، وكانت وقعة الجديدة في ذا القعدة.
وفيها قتل عبد العزيز بن غردقة الأحسائي رحمه‌الله ، قتل بعمان وكان يلي أمير الجيش بعد مطلق المطيري.

وفي سنةسبع وعشرين ومائتين وألف : سار طوسون بن محمد علي باشا بعد مقامه مدة بينبع ، فلما أتته الأمداد مع بن نابرت سار فوصل إلى المدينة الشريفة منتصف شوال فحصروها ثم ملكوها قهرا ، ومات بها من المسلمين كثيرا ، قيلطيىء نحو أربعة آلاف : قتل ووبا وهلاك ، فلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم ... وفيها مات عبد الله بن عثمان بن معمر رحمه‌الله.
وفي سنةثمان وعشرين ومائتين وألف : خرج المضايفي عثمان من الطائف. وغزا سعود رحمه‌الله مغزا الحناكية ، وحصر عثمان الكاشف ومعه مائتي عسكري في قصر آل هذال ، ثم أخرجهم بأمان وسيرهم إلى جهة العراق.
وفيها وقع بالعراق بعض الاختلاف وتخوف أسعد بن سليمان من عبد الله باشا صاحب بغداد ، وفر إلى حمود بن ثامر هو وقاسم بيك وبعث وعبد الله باشا إلى حمود في أمرهم فمنعهم ، فسار عبد الله باشا بمن معه من الجنود على حمود ومن معه ، فنصر الله حمود ، وذلك أنه خان بعض من كان مع عبد الله باشا مثل شمر وبعض الكرد وصارت الهزيمة ، فأسر عبد الله وناصر الشبلي وغيرهم ، ثم قتل عبد الله باشا ومات برغش بن حمود من جراحة به. ثم سار حمود حتى وجه أسعد إلى بغداد وملكه العراق.
وفيها سار مطلق المطيري من البريمي إلى جعلان ، فواقعهم ثم رجع فتحزبوا ثم لحقوه فقاتلوه فقتل رحمه‌الله ومعه جماعة من قومه.
وفيها مات أمير ثادق ساري بن يحيى.

وفي رمضان سار عثمان المضايفي إلى بعض أطراف الطائف ، فملك بعض قصورها ، فبلغ الخبر غالبا فحشد إليه ، فكان الظفر لغالب ، فقتل من قوم عثمان نحو سبعين رجلا ، وفرّ عثمان فأمسكه أناس من العصمة ، وجاؤوا به إلى غالب.
وفي العشرين من ذي القعدة أسر محمد علي والي مصر غالبا والي مكة بعد وصوله إليها ، فاستولى على جميع مملكته وقصوره وأمواله جميعها ، وبقي في أسره هو وأولاده. ثم بعد ذلك أرسلهم إلى مصر فسجنو هناك. ثم بعد خمسة أشهر من جلوسه بمصر كتب إلى الدولة عرض وشكاية فيما فعله به محمد علي ، فورد الأمر من الدولة بأن يكون في سلانيك ، فأجلسوه فيها محشوم ويقام بما ينوبه ، ويرد ليه من أمواله ، فبقي هناك إلى أن مات بالطاعون سنة إحدى وثلاثين.
وفي سنةتسع وعشرين ومايتين وألف : توفي الأمير الشهم سعود بن عبد العزيز رحمه‌الله ليلة الاثنين حادي عشر جماد الأول ، وكانت ولايته عشرين سنة وتسعة أشهر وثمانية عشر يوما ، وبايع الناس وليّ عهده ابنه عبد الله. وفي يوم وفاته أو بعدها بثلاثة أيام توفي رئيس الكويت عبد الله بن صباح العتبي.
وفيها توفي قاضي الحوطة والحريق سعيد بن حجي رحمه‌الله وتوفي بعده تلميذه راشد بن هويد ، وعلي بن ساعد قاضي بلدان سدير ، وشملان مطوع بلد عنيزة وأميرها برهيم بن سليمان بن عفيصان ومحمد بن عيسى بن قاسم.
وفيها قتل مطلق المطيري ، خلافا لما تقدم وهو الراجع ، وفي آخرها
كثر المطر بخلاف العادة حتى خرب بيوتا كثيرة في الأحسا والخرج وغيرهما ، وكثر ففيها الجراد جدا ، وكثر النبات فيها وفي اللتي قبلها ، وعمت البركات وأخصبت الديار ، ورخصت الأسعار في كل بلاد ، وأكل الدبا بعض الزروع ، واستأصل بعضها القصب وبلاد الوشم والمحمل.
ووقع الوبا والعياذ بالله في بلدان سدير ، ومات به خلق أكثرهم من أهل جلاجل ، قيل : مات منهم أكثر من ستماية نفس بين الصغير والكبير ، ومات أناس من أهل التويم منهم أحمد أبو زيد ، وناصر بن ديحان ، وعقيل بن فارس وغيرهم.
وفيها في اليوم التاسع والعشرين من رجب كسفت الشمس كسوفا قويا حتى ظهرت النجوم وكان من أشهر الكسوفات عند الناس.
وفي سنةألف ومائتين وثلاثين مات عبد الله بن محمد بن سعود ، وبرهيم بن محمد بن سدحان أمير بلد شقى وبلدان الوشم ، وبرهيم بن سعيد بن عمران.
وفيها وقعة بسل على فيصل بن سعود ومن معه قتل فيها من قتل.
وفيها استولوا الترك على بيشه ورنيه وما يليهما وقتلوا شعلان وأمسكوا طامى ، فسيروه إلى مصر فصلب فيها.
وفيها سار عسكر الترك الذي في الحناكية فقدموا الراس والخبرا واستوطنوهما بموافقة أهلهما ، وملكوا أطرافهما وثبت بقية القصيم ، فسار عبد الله بن سعود غازيا حتى وصل المذنب ، ثم نزل الرويضة فأقام بها ما شاء الله ، ثم سار إلى البعجا وبها شرذمة من عسكر الترك قد نزلوها للبدو الذي معهم ، فدهمهم عبد الله في مخيمهم وتزين شرايدهم القصر فقتلوا

أيضا وهم نحو ماية وعشرة. ثم رجع فنزل المذنب ثم سار إلى عنيزة فقد كان استوحش منها أولا لأنه بلغه أن عسكر الترك يريدون أن ينزلوها.
فوسار عسكر الترك فنزلوا الثبيبة فأقاموا أياما. ثم رجعوا.
إلى الرس ، وقد ندم بعض أهله وانحازوا في قلعة الشنانه فحاصرهم الترك ورموهم بالقنابر ، ولم يدركو منهم شيئا ، وسار عبد الله حتى نزل الحجناوي وتهيأ للقتال وأقام بها شهرا ، وقد قدم مدد للترك مع ابن نابرت فأحبوا الصلح فتصالحوا على وضع الحرب ، وإنه لم يكن لعبد الله ولاية على الحرمين وأعمالهما وما بينهما من الحاضرة والبادية ، وأن كلا يحج ولا يخاف ، وكتبوا بذلك سجلا وسار به معهم عبد الله بن محمد بن بنيان ، وعبد العزيز بن حمد بن برهيم لتقرير الصلح وإجازته على يد محمد علي ، وكان مسيرهم من الرس في أول شعبان.
وفي سنة ألف ومايتين وواحد وثلاثين : وقعت شمر الذي أوقع باشا بغداد وقتل ففيها بنيه بن قرينيس الجربا ، وجلو شمر عن الجزيرة ونازلوا قومهم في الجبل.
وفيها سار عبد الله بن سعود غازيا إلى القصيم فهدم سور الخبرا والبكير به وحبس الذي دخل من أعيان الرس والخبرا مع الترك مثل سليمان آل حمد ، وشارخ الفوزان وغيرهم وأهانهم ، وكان قد وجه محمد بن حسن بن مزروع ، وعبد الله بن عون بكتاب وهدايا إلى محمد علي باشا تقريرا للصلح ، فوجده قد تغير لما بلغ من مسير عبد الله وما يتعلق به.

وفيها مات أحمد طوسون بن محمد علي باشا في شوال ، وغالب بن مساعد الشريف في رمضان.
وفيها سار برهيم باشا بن محمد علي بعسكر من مصر إلى المدينة ليضبطها ، ثم سار إلى الحناكية فضبطها وشيد بنيانها.
وفي سنةألف ومائتين واثنين وثلاثين : سار عبد الله بن سعود لمحاربة الترك وقد اجتمع عليهم كثير من البدو ، فنزل عبد الله الخبرا نخج ، ثم سار منها وترك ثقله عليها حتى وصل إلى العسكر بغتة ، فحمل عليهم فرموه بالمدافع ، فخف بعض من كان معه من الأعراب ، فانصرف عبد الله ونزل قريب جبل الماوية ، وماوية بينها وبين الحناكية يومين ، وكان يلحقه المدفع في منزله ، فأشير عليه أن يرتحل وينتزح ففعل ، فحملت عليه الترك وأصابوا منه وقتلو من قومه عدة رجال ، قيل : إنهم قدر مايتين ، وذلك يوم الجمعة منتصف جماد الآخرة ، وكان أول وهن وقع عليه ، فلا حول ولا قوة إلّا بالله.
ثم اجتمع العسكر بعد ذلك وساروا إلى الرس ونزلوها لخمس بقين من شعبان ، ثم حاصروا أهله حصارا طويلا شديدا ، ثم إن أهل الرس صالحوهم بعد حصار دام ثلاثة أشهر ونصف ، وقتل من أهل الرس خلق كثير ، قيل ، إن عسكر الترك رمو أهل الرس في ليلة واحدة خمسة آلاف رمية بالقنابر والمدافع والقبوس ، ولما أيسوا من المدد صالحوهم ، وكان عبد الله قد نزل عنيزة ثم ضاقت به الأرض ، فارتحل منها ونزل بريدة ، ثم تركها ورجع ، وقد نزل الباشا عنيزة وأخرج من في قصرها ثم سار إلى بريدة وملكها.

وفيها مات أحمد الحفظى اليمني العالم.
وفي سنةألف ومائتين وثلاث وثلاثين : في المحرم ، قتل سيف بن سعدون وصالح بن عبد الله بن مطلق بالأحسا على غرة.
وفيها سار الباشا فنزل شقرا وحاربها أياما ، ثم صالحوه بعد ما قطع من نخلها أكثر من النصف ، وقيل : ثلثين ، وقتل عدة رجال قدر عشرون نفسا بين الذكر والأنثى ، وذلك في حادي ـ عشر ربيع الأول. ثم سار ونزل ضرما لأربعة عشر من ربيع الثاني ، فحاربها واستباحها عنوة ، قيل : إن سببها خيانة من متعب بن عفيصان ، وكان هو وعمه بها معهم عدة رجال فقتل الباشا من أهلها في البيوت والسكك والمساجد ، قيل : قتل من أهل اثنا عشر ماية ، وممن فيها من غيرهم نحو خمسين ، ونهب البلد كلها ، ثم ساق من فيها من النساء والذرية إلى الدرعية ، وهم نحو ثلاثة آلاف أو أكثر وكان أخذه لسبعة عشر من الشهر المذكور. ثم سار متوجها إلى الدرعية فالحمد لله على كل حال ، حال ، ونزلها ثالث جماد الأولى.
وجرى بها وقعات عديدة أولها وقعة المغيصيب قتل فيها من الفريقين ، ثم وقعة غبيرا وكانت على المسلمين قيل قتلمنهم مئة ، ثم وقعت سمحا استولو العسكر على المدفع وغيرها ، ثم وقعت السلماني قتل من الفريقين ، ثم وقعة الصنع ، ثم وقعة البليدة ، ثم وقعة عند المغتره ، ثم عند قرى عمران الأولى ، ثم وقعتين بعدها فيه. ثم وقعة المحاجي ثم وقعة كثله ، ثم وقعة عرقه ، ثم وقعة قرى عمران الآخرة ، وكانت عاشر شوال.
وبيع الصاع بريال في الحرب ، ثم وقعة المحجا الثانية ، ثم وقعة

عرقه أيضا ، واستولى عليها العسكر ، ثم وقعت مشيرفه والمحاجي ثالث ذا القعدة ، وكانت على أهل الدرعية ، وتمكن منهم عدوهم.
وفي اليوم السادس ضيقوا على أهل السهل فأخرجوا عبد الله بن عبد العزيز وعلي بن الشيخ ، ومحمد بن مشاري يستأمنون لهم فأمنوا ، فملكها العسكر صبيحة اليوم السابع ، وبقي الطريف فيه عبد الله بن سعود فحاربوا يومين ثم صالحو وسلم عبد الله إلى الباشا ، وبقي عبد الله بعد ذلك يومين ، ثم سيره الباشا إلى مصر ، ثم إلى الروم وقتل هناك رحمه‌الله تعالى.
وفي اليوم الرابع عشر من ذي القعدة سلموا أهل الأحسا الأمر لما جد بن غرير ، وذهب أحمد الكيلان رحمه‌الله وأهل عمان أصحابه إلى بلدهم واستقام الأمر لماجد ، وتوجه أخوه إلى القطيف فتسلمها.
وفي آخر الشهر المذكور قدم عبد الله بن مطلق الأحسا ، وكان في أيام الحرب في الدرعية مثقل عليه ، ففلما استقام الأمر للباشا أرسله إلى الأحسا ومعه قطعة من العسكر جملة خيلهم مائتين وسبعة وأربعين ، ومقدمهم محمد آغا الكاشف ، فقدموا الأحسا واستقلوا بأمرها وأبعدوا ماجدا عنها.
وكانت هذه السنة كثيرة الاضطراب والاختلاف ونهب الأموال وسفك الدماء ، وتقدم أنا وتأخر غيرهم وذلك بحكمة الله وقدرته. وقد قلت في تاريخها :
عام به الناس جالوا حسبما جالوا
ونال منا الأعادي فيه ما نالوا

قال الأخلاء : أرخه ، فقلت لهم :
أرخت ، قالوا : بماذا؟ قلت : (غربال)
وأما من هلك من عسكر برهيم باشا فنقل عن كاتبه يقول هلك من العسكر منذ خروجهم من مصر إلى رجوعهم إليها اثنا عشر ألفا ، وقيل : قتل من أهل الدرعية ألف وثلاث ماية.
وفي سنةألف ومائتين وأربع وثلاثين : في عشر المحرم ، فر سيف السعدون ومن تبعه من أعيان السياسب وركب البحر ، وذهب إلى عمان وبقي وصالح أبو عياش وأحمد بن هديب ثم خرج أحمد أيضا.
وفيها حبس عبد الرحمن بن نامى قاضي الأحسا ، وقتل من قتل من أصحابه وفي آخر الشهر قتل بن نامي رحمه‌الله.
وفي هذه قتل سليمان بن عبد الله بن الشيخ رحمهم‌الله تعالى ، وعلي العريني قاضي الدلم ، وعبد الله بن أحمد بن كثير وغيرهم أناس كثير بأسباب باطلة وبغير أسباب.
وقتل أيضا رشيد السردي قاضي الحوطة ، وعبد الله بن محمد بن سويلم ، وابن عمه. وفني في هذه السنة والتي قبلها خلايق لا يحصون من أعيانهم بالقتل : فيصل بن سعود وأخيه برهيم ، وتركي مات بالمرض ، وقتل برهيم بن حسن بن مشاري وأخوه عبد الله ، وأخوه محمد ، وقيل عدة من فني من آل مقرن إحدى وعشرون ، ومن المعامر خمسة عشر ، ومن آل دغيثر سنة ، وقتل عبد الله بن صقر الحربي وصالح بن رشيد الحربي ، وأيضا قتل علي بن عبد الله بن الشيخ رحمه‌الله تعالى بعدما وصل المدينة
ورجع لأمر نقموه عليه أو تخيلوه فيه ، وقتل مه عدة رجال ، ومات أيضا بن عمه ناصر بن حسين بن الشيخ ، وقتل أيضا عبد الله بن رشيد أمير عنيزة ، ومات حجيلان بن أمير بريدة ، وكان موته في المدينة ، وعبد الله بن عبد العزيز وغيرهم ممن يطول عدهم. وقتل أيضا أمير الجبل محمد بن علي ، وقتل أيضا فهد بن عفيصان وأخوه عبد الله ، وابن أخيه متعب ، قتلهم حسين جوخدار منصرفه من الحوطة واحتوى على أموالهم وخزائنهم ، وذلك بعدما سار الباشا مصعدا.
وفيها قطعت نخيل الدرعية وأجلى أهلها وسير إلى سعود آل مقرن وآل عبد الوهاب إلى مصر ، وأمر بهدم الدرعية وأسوار قلاع نجد كلها.
ثم ارتحل بعد ذلك.
وفي شهر رمضان انفصل محمد بن عريعر عن برهيم باشا بعد ما سار أياما فقدم الأحسا وخرج من بها من العسكر وسار ابنه سعدون إلى القطيف فملكها ، فقدم عليه سيف بن سعدون السيسبي ، فأقام عنده أياما ، وقد ظن بهم خيرا ، فلم يكن ، وقتل سيف بن سعدون وكان معه نحو تسعة رجال ، وقتل صالح أبو عياش وابنه خالدا في الأحسا.
وفي رجب توفي عبد الله بن عيسى بن مطلق الأحسا ، وكان له معرفة وذكا وجاء وسخا ، لاكنه ركن إلى الدنيا وإلى الرياسات.
وفي عشر ذي الحجة عم المطر والسيل بلدان نجد والأحسا وكثير من البلاد ، وذلك ف شهر تموز الرومي بلا شك ، وهو خلاف العادة ، والقدرة صالحة ، ولله الحمد.
وفيها أيضا غليت الأسعار في بلدان العراض وما يليها ، بلغ الحب

صاع ونصف بريال وصاعين ـ والتمر ـ وزنتين ونصف ، ولعل ذلك نادرا.
وفي سنةألف ومايتين وخمسة وثلاثين في اليوم الثاني عشر من المحرم نزل النصارى رأس الخيمة ، فحاربوها حتى أحرقوها لعشرين من الشهر. وهرب أهلها.
وفيها نزل بن معمر الدرعية وبقي ـ غلا الأسعار كذلك. وفي ربيع الأول نية قصر الروضة ، وفي آخره قتل محمد بن ماضي ، وعبد الله بن حبيب وجرح من جرح.
وفي جماد الأول سطوة آل راشد وغيرهم على آل مبارك وأخرجوهم وبعد ذلك أخرجوا آل سويد من قصرهم ، وصار الأمر في البلد لمحمد بن عبد الله بن جلاجل.
وفي ذلك الأيام دانت البلدان كلها لابن معمر العارض والممل والوشم وسدير.
وفي جماد الآخر قدم مشاري بن سعود على بن معمر ، فهمّ بالامتناع والمحاربة ثم عجز عن ذلك ، وجنح إلى الصلح فاستقام الأمر لمشاري بن سعود ، وذهب بن معمر إلى سدوس فأقام بها ، وقد أظهر أنه مريض وغزا مشاري إلى الخرج ورجع ، ثم ابن معمر هم باسترجاع الأمر لنفسه ، وكاتب من يطمع فيه ويثق به فوعدوه ، فكاتب آل حمد أهل حريملا ، فلما استوثق منهم قدم عليهم وأظهر المخالفة لمشاري بن سعود ، وكات عسكر الترك الذي في القصيم ، وكاتب أيضا فيصل الدويش ، فلما دانت له حريملا وضبطها سار بمن معه والذي وصل إليه من عسكر الترك ومن

مطير إلى الدرعية ، فقبض على مشاري بن سعود وحبسه ، ثم سار إلى الرياض وضبطها وسير مشاري بن سعود إلى قصره في سدوس وحبسه.
وفي هذه السنة كثر الجاد جدا ، ثم كثر الوبا وأكل الزرع خصوصا بلدان سدير ، وبلغ الحب في سدير ثلاثة أصواع ، والتمر أربع أوزان ، وشرعوا في أكل البسر أخضر ، واستمر أمرهم كذلك حتى جاء الله بالفرج في ذا القعدة وحصل الرطب والذرة.
وفي أول سنة ألف ومائتين وستة وثلاثين : وقعت الفتنة بين أهل الزبير والبصرة مدة أيام ثم اصطلحوا.
وفيها قدم آل عثمان المجمعة ، وسويد بن علي جلاجل ، وعبد العزيز بن ماضي الروضة ، ووقعت المنافرة أيضا بين سويد وأهل التويم وأهل عشيرة ، فعدا سويد على التويم في جماد الأول وعاث في بلدهم ، وقتل بن عمران وابن هداب عبد الرحمن وقتلوا من قومه ثلاثة أو أربعة.
وفيها حشد تركي بمن معه وسطا علي بن معمر في الدرعية ، فأمسكه في خامس ربيع الأول ، ثم ذهب إلى ولده في الرياض فأمسكه أيضا ، وأراد أن يطلقوا بن عمه ليطلقهم فلم يتفق ذلك ، لأن بن معمر قد وعد الترك أن يمسك لهم مشاري بن سعود ، ثم قدم خليل آغا والدويش وتسلموا مشاري بن سعود ، فلما تحقق تركي الخبر قتل بن معمر وولده ، ثم سار خليل والدويش إلى الترك في الرياض ، فلم يدركوا شيئا ، فرجعوا إلى ثادق ، وأقاموا فيه ثم إلى ثرمدا فنزلوا فيها.
ثم سار حسين بيك وأبوش آغا من عنيزة حتى وصلوا إلى ثرمدا ، ثم

ساروا إلى الرياض ومعهم ناصر بن حمد ، وحمد آل مبارك وسويد ، وبن ماضي وغيرهم ، وكاتب بعض أهل الرياض ناصر بن أحمد ، فلما قدموا فر تركي بن عبد الله السعود لما رأى البوار ، فساتولى عليها ناصر والترك ، وسير من كان في الدرعية إلى ثرمدا ، وقتل من كان في قصر الرياض ، وذلك في شهر جماد الآخر ، وجملة من قتل سبعون رجلا منهم مبارك السلمة ، وناجم بن دهنيم الحساوي وأخربوا الدرعية ، ونقلوا عمر ومن معه من آل مقرن إلى مص.
وأما مشاري بن سعود رحمه‌الله فمات في الحبس في القصيم ، وقتل عبد الله بن مانع الوهيبي التميمي ، وأقام حسين بيك في العارض وقطع نخل أبا لكباش ، وأخذ من بلدان العارض ما أخذ من الأموال ، وهرب كثير من أهلها بسبب الضريبة ، وقدم حمد آل مبارك حريملا ، وهرب أعيان أهلها ومن كان ذا جرم بسبب جرمه ، وسار حسين بيك إلى ثرمدا ، فلما قرب منها ذبح محمد آل حسن الجمل أمير عنيزة ، ولما قدمها في الأواخر من رجب قتل أهل الدرعية وكانوا نحو مائتين وثلاثين ، ومن أهل الرياض نحو اثنا عشر منهم أولاد سليمان بن راشد خمسة ، وكان أهل الدرعية قد حجر لهم حجيرة في ثرمدا ، وحضروا فيها رجالهم ونساهم وأطفالهم ، فأمر بهم فأخرجوا من الحضيرة ، وأمر بقتل الرجال عن آخرهم وترك النساء والأطفال.
ومن أعيان من قتل من أهل الدرعية : صالح بن دغيثر ، وعلي بن محمد بن قضيب ، وأولاد موسى بن سليم محمد وولده ، وسليمان وحمد بن إبراهيم ، وعبد الرحمن بن علي ، وتمام تسعة منهم ، وإمام مسجد الحوطة عبد العزيز بن محمد بن عيسى بن قاسم ، ومحمد بن
عبد العزيز أبو انهيه ، وناصر بن خزيم الأعمى وأخوه ، وسالم بن سالم وعبد الله بن سليمان القصير ، وآل عتيق ، وآل راجح ، وهزاع الحر ، ومحمد بن مساعد وعون بن عبدان ، وبن خزام ، وعبد الله بن موسى بن سواد وأخوه ناصر ، وإبراهيم بن عبد ربه وغيرهم رحمهم‌الله ، وقطع نخيل ارغبه.
وفي عاشر شعبان قدم أبوش آغا سدير في نحو ميه من الخيل نصفها من الجيش ، وضربوا ضريبة
عظيمة أخذوا بها ما أمكنهم من ذهب وفضة وطعام وسلاح ومتاع ، وحبسوا وقتلوا ، وأصاب الناس قلق ووجل ، وهرب إلى البرية من هرب وإلى البدو وإلى بلده واختفا من اختفا ، وقطعوا من نخيل الداخلة أكثر من ألف نخلة ، وقطع من جلاجل والتويم والحوطة شيئا قليلا ، وقطع من ... أيضا ، وحبسوا النسا والأطفال ، وأذاقوا جميعهم الذل والهوان (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد : ١١ ].
وفي سادس عشر رمضان سار أبوش آغا من سدير. وفي يوم العيد سار حسين من ثرمدا :
إلى النار فليذهب ومن كان مثلهم
على أي شيء فاتنا منه نأسف
وفي ثالث شوال عدوا أهل الروضة على الداخلة ، وقتل حسن بن محمد البصر. وفي خامسه تواقعوا في الثنية وقتل ولد برمان.
وفيها توفي الشيخ عبد الرحمن أبا حسين القاضي رحمه‌الله.
وفي آخر رمضان من هذه السنة وقع الطاعون بالبحرين فأفنى خلقا ،

ثم بالقطيف ثم بالأحسا ، ثم وقع بالبادية ، ثم وقع بساحل الكويت ، ثم وقع منه في بعض بلدان سدير ولم يكثر ولله الحمد وله المنة ، وذلك في شهر ذا القعدة وذي الحجة.
وفيها واقع سويد أهل التويم وقتل عبد الله بن فوزان بن مفيز؟؟؟ وسليمان بن محمد بن عيدان ، وأسر ناصر بن سليم.
وفي خامس ذي الحجة واقعهم أيضا وأسروه ، وأصيب محمد بن جلاجل ذلك اليوم ، ثم واقعهم يوم عرفة وأصيب محمد بن عمر وولد حسين بن مانع.
وفي ذي الحجة أيضا حصل الشقاق بين أهل المجمعة آل عثمان وجماعته ، وحصروا في قصرهم أياما ، ثم اصطلحوا على يد أهل الزلفى وأهل حرمه.
وفي ليلة الأربعاء السادس والعشرين من شهر شوال سطوه أهل التويم وأهل عشيرة في الداخلة وملكوها ، سوى المدينة ، وذلك بموافقا من بعض أهلها. وفي الليلة التي تليها نزل الذين في المدينة بأمان وقت العشاء ، ثم خربت المدينة بعد ذلك.
وفي سنةألف ومائتين وسبع وثلاثين : في أول المحرم قتل بن إدريس وإبراهيم بن عجلان بجلاجل ، قتلهم سويد ، وفي ليلة النصف منه استولى سويد على الروضة ور بن ماضي إلى عشيرة. وفي الثالث والعشرين منه طاحوا أه التويم على سود وصبروا بما اشترط وأدوا غنم عتيبة ، واستولى على جميع سدير سوى اعشيره ، وأخرج بن مهيدب من الحوطة ، وقدم محمد بن ربيش في الجنوبية ، وكذلك في عاشر صفر
عدا بن ماضي بمن معه أهل عشيرة وغيرهم على الروضة وقتل ذلك اليوم معه أيضا ناصر بن برخيل.
وفي ثامن عشر ربيع الأول أقبلوا أهل الزلفى آل حمد ومن معه وأهل ... المذنب وغيرهم وتوهلوا أهل التويم ، وبعد يومين استولوا أهل عشيرة على الوطة ، وبعد يوم طالعوا أهل الزلفى الروضة ولم يدركوا شيئا ، وقتل منهم ولد بن سعران وآخر ، وأصيب ذلك اليوم دوان بن شرعان ، فمات وكان ناصر آل راشد وأهل الزلفى قد استولوا لعى المجمعة قبل ذلك ، فبعث على آل حمد كما ذكرنا ، ثم رجع ولم يدركوا شيئا ، وذهب معهم أمير التويم فوزان ، ثم راجع جماعة أهل التويم سويد ، وطلبوا العفو عما فعلوا فوافقهم على ذلك ، وأمّر ليهم عبد العزيز بن عياف لأول ربيع الثاني ، وعدا سويد على عشيرة.
وفي جماد الآخرة سطى على عبد الله بن ناصر أمير المجمعة في قصره وقتل هو وسالم بن برجس.
وفي عاشر رجب قتل إبراهيم العسكر هو وحمد بن عقيل واثنين غيرهم.
وفي اثنا عشر منه توفي العالم المشهور عبد العزيز بن عبد الله الحصين القاضي رحمه‌الله تعالى.
وفي رابع شعبان ربط سويد بن علي ، ربطه عمه فهد وبنو عمه وغيرهم ، وبعد يوم أطلقه أصحابه قهرا.
وفي سابعه سطى على آل عنيق ، وفي الثاني عشر منه أخذت غنم التويم كلها وغنم فنيطل بالروضة ، وبعد يوم سطا بن ربيش في

عبد العزيز بن زامل ، ولليلتين بقينا منه سطو أهل عشيرة في الروضة فملكوها ، وقتل عيسى بن عبيد ، وفي ثالث عشر رمضان قتل محمد بن ربيش.
وفي الخامس والعشرين من شوال سادس تموز الرومي ثالث الكليبين الثالث لطلوع الهنعة سالت حرمه والخيس ومرخ وغيرها. وبعد يوم سال بعض الوشم وغيره.
وفي الختمة عدا سويد على الروضة وقتل من قومه عبد العزيز بن زين ، وفي سادس ذا القعدة قتل عبد الرحمن بن ربيعة رحمه‌الله وقتل بن عرفج ببريدة.
وفي عشر ذي الحجة قتل ناصر بن حمد أمير الرياض وبعض ممن معه من العسكر لما أغاروا على سبيع وراء الحائر.
وفي تلك السنة تأخرت الثمرة عن أوانها المعتاد. وفي ذا القعدة وقعت زلزلة في حلب هدمت فيها حلل وهلك اثنين وعشرون ألفا وسبعماية إنسان ، وانشلم من القلعة الشهباء ثلمان.
وفيها قدم حسين بيك أبو ظاهر بعسكر نحو ثمان ماية فارس ونزل الرس ، ثم عنيزة ، وأخذ فرقان من عنيزة وعتيبة وغيرهم ، وكاتب أكابر أهل نجد ووفدوا عليه ، فبعث إلى الرياض قطعة من عسكره مع إبراهيم كاشف ، ثم مضت للخرج ، وبعث خيلا مع موسى كاشف ... ومعهم عبد الله الجمعي صحبة سويد بن علي ، فقدموا المجمعة ونزلوا قصرها وقتلوا إبراهيم العسكر وحمد ، كما تقدم ، ثم عدوا على السهول ولم يتمكنوا من بعض البلدان لأنهم رأوا ما يريبهم من سويد ، وقتل موسى

كاشف تمام ثلاثين رلا من قومه ، ونجا الجمعي وبقيتهم ، فرجعوا إلى المجمعة وبقوا مدة حتى جمعوا زكاة الحب في الروضة ، وكانوا يخاتلون سويد باطنا وظاهرا فأعجزهم ، ثم رجعوا إلى عنيزة وأبقوا بعض ثقلهم في قصر المجمعة ، ولم تنزل رتبهم في عنيزة وفي ثرمدا وفي الرياض. وسافر حسين بيك إلى المدينة وهم على حالهم.
وفي آخر السنة وقت بلوغ الثمرة حشد من حشد واستنجدوا كيخيا حسين ومن معه من سكره في ثرمدا فنزلوا لاروضة ، ثم استنجدوا فيصل الدويش بمن معه من قومه ، فأقبلوا نحو جلاجل ونازلوه ، ورموه بالقبس فلم يدركوا شيئا فرجعوا ، وقتل إبراهيم بن عمر.
وفيها في صفر استولى تركي على ضرما وقتل ناصر السياري ، ثم بعد ذلك استولى على عرقه وسار له من سار منجدا سويد ومن معه.
وفي سنةألف ومايتين وثمان وثلاثين عزل ناصر بن عنيق عن إمامة التويم وتقدم حمد بن محمد بن لعبون إماما لأهل التويم ، وجا السيل تاسع الوسمى.
وفي صفر اصطلحوا أهل التويم وعشيرة والروضة مع سويد على الكف.
وفيها مات أمير العطار حماد بن سيف ، وعبد الله بن حنين.
وفيها مناخ الرضيعة بين بني خالد وأتباعهم من عنزة وسبيع وبين مطير وأتباعهم من العجمان وغيرهم ، فكانت على بني خالد وأتباعهم وانكسروا وأخذت محلهم وقتل قتلا من أعيانهم حباب ابن فحيصان من مطير ومغيليث بن هذال من الآخرين من عنزة.

وفي سنة ألف ومائتين وتسع وثلاثين توفي فوزان بن ... في العشرين من رجب. وفي آخره قدم محمد بن جلاجل سدير بمن معه.
وفي العشرين من رمضان سطوه أهل التويم لعى أهل المحمل في الحوطة ودبحوا ابن سبهان. وفي أثناء رمضان انتقض الصلح بين أهل التويم وبين سويد ودخلوا مع قومهم.
وفي ليلة السابع والعشرين منه تحملوا وسطوا في جلاجل وقتل منهم من قتل إبراهيم بن ماضي ، ومحمد بن ناصر بن عشري ومحمد العبد الله بن ماضي وغيرها.
وفي آخرها تأمر في التويم عبد العزيز بن عياف وأعرضوا عن عثمان بن مفيز لضعفه.
وفي آخر شوال والذي يليه انقاد سدير كله لتركي بن عبد الله ، ثم انقادت حريملا ثم منفوحة.
وفي أول هذه السنة مات الحجي تاجر بلد الزبير يوسف بن زهير ، وفي ربيع الأول منها قتل عبد الله بن ادباس.
وفي ربيع الثاني وقع الحرب بين أهل حرمة وأهل المجمعة زمانا قتل فيه حمد بن صالح وغيره.
وفي سنة ألف ومايتين وأربعين : بنيت مدينة الداخلة وانقاد أهل الوشم ووليت الرياض والخرج.
وفي شعبان منها أخذ مشعان ابن هذال الحدرة نحو ثلاث ماية حمل ولم يمتع بعدها إلّا نحو خمسين يوما حتى قتل.

وتقدم علي بن جمعان إماما لأهل التويم ، وعزل حمد بن محمد بن لعبون عن إمامة مسجد التويم ، وزرع القرى ... وفي ذا القعدة هدم قصر الروضة.
وفيها وقع البرد على عسكر أحمد باشا في وادي السرة من أرض تهامة ، ولم ينج منهم إلّا نحو خمسون فارسا ، وكان بينه وبين سعيد وقومه شيء وذلك من العبر.
وفي سنةألف ومايتين وإحدى وأربعين : مات قاضي سدير عبد الله بن عبد حمد الله ، ومات ناصر الراشد أمير الزلفى ، ومات أيضا تاجر الكويت عبد الرحمن بن زبن المشهور ، وهلك أيضا الفهيدي.
وفيها نهبوا حلة بغداد ، وتأمر في بلد الزبير ناصر الراشد ، وقدم عبد الرحمن بن حسن ، ثم قدم في آخرها مشاري بن عبد الرحمن.
وفيها وصل التقرير من محمد علي التركي وتقدير الخراج على خمسين ألفا ووقع القحط والغلا في جبل شمر ، ولم تسمن الدواب على عادتها لقلة النبات ، وولي إمارة الخرج عمر بن عفيصان.
وفيها قلّ المطر ولله الحمد بخلاف السنين التي قبلها ، وفيها وقع الجدري فعم البلاد وأفنى خلقا من العباد.
وفي ذا القعدة تقدم ناصر بن عنيق إماما في جامع بلد التويم.
وفيها مات سعيد بن مصلط أمير بلدان عسير.
وفي سنةألف ومايتين واثنين وأربعين : فيها وفي آخرها التي قبلها كثر هبوب الرياح جدا بخلاف العادة.

وفيها قل المطر وقل النبات وقل السمن في الدواب ، وكثر شري المعاويد ، وكانوا يزعبون ويعلفون القتاد في أيام الربيع ، وبلغ بيع العيش خمسة أصواع ، والتمر اثنا عشر وزنه. وفيها كثر السؤال جدا ، وهو أمر لم يعهد ولم يذكر في الدهور القديمة وغالبهم من البوادي.
وفي جماد الأولى مات ارحمة بن جابر بن عذبي كبير الجلاهمة ، وكان نادرة عصره بأسا وسطوة وإقدام وهيبة ، وكان مع قلة من معه محاربا لبني عتبة أهل البحرين مع قوتهم ، وكثرتهم وكثرة أتباعهم ورعاياهم وسفنهم ، وذلك عمره كله ، إلّا أنه يقع الصلح أحيانا بينهم وبينه.
وكانت سفن آل خليفة قد اجتمعت فوافقوا سفينة ارحمة وحدها ، فظنوا أنه ليس فيها ، فلما قربوا منها اقترنت هي وسفينتهم المنصورية وبها أحمد بن سليمان ، ودام بينهم القتال من أول النهار إلى آخره وأكثر أرحمة فيهم القتل والجراح ، فلما كان آخر النهار اشتعلت النار في السفينتين واحترقتا ، وسبح أههما ، فجعلت سفن بني عتبة يلتقطون من سبح ، فمن عرفوه من قومهم أنقذوه ، ومن عرفوه من قوم رحمه قتلوه.
وفقد رحمه رحمه‌الله ذلك الوق فيمن فقد ، وكان رحمه‌الله يلهج بالأشعار الحماسية كشعر ابن أبي مقرب وغيره ، وكان ينظم الشعر وله فيه معرفة ، ومن شعره قصيدة ذكر فيها حال أمر المسلمين وما وقع بهم ومن انخزل عنهم من قومهم وأعان عليهم عدوهم :
فيا أيها الإنسان إنك ميت
عليك بتقوى الله منها تزودا
فما أحد في الناس إلّا مكلف
ولا تحسب أن الله تاركهم سدا
فلا بدنا من موقف عند ربنا
حفاتا عراتا صاغرين كما بدا

ومنها فيمن أعان الأعدي على المسلمين.
ولو لم يكن من كفرهم غير أنهم
أعانوا العدى طوعا على دين أحمدا
وهي قصيدة مشهورة تدل على حسن حاله ، وهي طويلة تركنا إدراجها طلبا للاختصار.
وفي هذه السنة وقع في البلدان نوع من العصافير البرية وهي جنسين : كبار كالقنابر ، والقنابر : هي التي تسمى القويع ، وصغار كعصافير البيوت ، وأخذت تحصد الزرع وهو طوالا ، وكانوا يسمونها الحصد ، وجعلوا يذودونها واستمرت شهرا وأكثر ، وكان مجيئها آخر الشتا إلى أن اشتد الحب في سنبله ، ثم تفرقت وضعف أمرها ، وهذا أمر لم يعهد.
وفي تلك السنة أيضا نزل الغيث آخر أيام الخريف قبل دخول الوسم بيوم ، وسال منه منيخ وجلاجل وبعض التويم.
وفيها حدر عقيل المحمد بن ثامر بن سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب محاربا لعمه حمود بن ثامر ، فوقع الحرب بينهم حتى ظفر بعميه حمود وراشد ابنا ثامر بن سعدون فأمسكهما ، وذلك في آخر شهر رمضان ، وذهب بهما إلى داود باشا بغداد.
وفيها أيضا جدد بن خليفة عمارة قصر الدمام وضبطه ، وبعدما أخرج منه بشر بن أرحمة وأمنه ونقله ومن معه إلى البحرين ، وأنزلهم بها وأكرمهم وعزم وعلى تخريب القصر المذكور ، ثم بدا له ضبطه وعمارته.
وفيها قدم محمد بن عبدان أميرا على بلدان سدير.

وفي شعبان منها توفي القاضي عثمان بن عبد الجبار بن شبانة ببلده المجمعة ، وكان فقيها بمذهب الإمام أحمد رحمه‌الله.
وفي سنةألف ومائتين وثلاث وأربعين : فيها نزل الغيث على بلدان سدير لسبع مضين من الوسم ، ثم نزل أيضا بعد ختام الزرع ، ومع ذلك ضاقت معايش الناس جدا وسميت غرابيل ، فالحمد لله على كل حال.
وانتعش البدو واشتد الحال بالحنطة ، وكثر في هذه السنة السؤال حتى وقع فيه أناس كثير ، وكانوا جلادا أقوياء ، ورخصت الحوائج وكثر بيع الأشقاص ورهنها من الأراض ومن النخيل ، وأضر بالناس الجوع حتى ظهر أثره عليهم ، ووقع بالمساكين أمر عظيم من أكل الدم والرمم والميتات والجلود والنبات وورق الشعير وغيره ، وكثر فيهم الموت إلى الصيف.
وفيها وقع في بلدنا الغيث صيفا لم يعرف مثله ، واستمر نحو من عشرين يوما ، وسال الباطن ثمانية أيام ، وانعطن الزرع بعد الحصاد ، ونبت على إثر ذلك حمل النحل حمل ثاني دثى خصوصا القفزي.
وفي أولها أخذ هادي بن مذود رئيس عربان آل كثير الحدرة ، وقتل قبل انقضاء السنة.
وفيها قتل حمادة بن عريعر وقومه قتلهم المناصير ، وفيهم غصاب بن شرعان.
وفيها توفي سليمان بن طوق رحمه‌الله ببلد القطيف ، وتوفي أيضا محمد بن عبد الوهاب الذي ببلد الرياض رحمه‌الله.

وفيها قتل ناصر آل راشد أمير بلد الزبير ، وكان ظلوما غشوما قتله محمد بن فوزان الصميط بسبب أن آل راشد قتلوا سليمان بن عبد الله الصميط.
وفيها اضطربت ثمرة النخل إلى الغاية ، ولم تغل الأسعار مع ذلك ، ولله الحمد.
وفي أولها تأمر بالتويم عبد الله بن سليمان ، وفي آخرها تأمر انغيمش.
وفيها دفن الحفر ، وفيها أخذ ابن بكر وقومه الحدرة ، وأخذ ولد بلاع الغنم واستقضى عبد الرحمن الثميري ، عبد العزيز بن عبد الجبار.
وفي سنةألف ومايتين وأربع وأربعين : توفي العالم الكامل الفاضل عبد العزيز بن حمد بن ناصر بن معمر في بلد البحرين. كان رحمه‌الله فقيها ، أديبا ، لبيبا متواضعا ، حسن السمت والسيرة ، ذو شهرة وديانة.
وفيها وقع الطاعون ببلدان الوشم. وغزا تركي بن عبد الله ، فمر بالوشم فأصاب قومه ما أصابهم من ذلك الوباء ، ومات منهم نحو ستين رجلا ، منهم سلطان بن عبد الله العنقري أمير ثرمدا ، ومنهم كبير البرزاث فوزان أبو شويربات وولده وغيرهم.
وفي تلك الأيام دفنت آبار أمّ الجماجم والدجاني.
وفيها رخصت الأسعار بكل بلد وعزل محمد بن عيدان.
وفي سنةألف ومايتين وخمس وأربعين : أخذ عمر بن عفيصان

قافلة العقير ، وفيها أموال عديدة. وأخذت غنم أهل حرمة وأصيب من أصيب من فزعتهم ، وفيها كسد الطعام ، ولله الحمد.
وفي أول رمضان مات ماجد بن عريعر ، وقد حشدوا بمن معهم ، فنازلهم فيصل بن تركي حتى نصره الله عليهم في آخر رمضان. وقد قدم عليه أبوه فتوجهوا إلى الأحساء في شوال ، فملكوه ـ ولله الحمد ـ من غير قتال.
وفيها أيضا وقع الزكام والسعال ، فمات خلق كثير من الأطفال.
وفي سنةألف ومائتين وستة وأربعين : حصل فيها الاختلاف والشقاق ف البصرة والعراق ونواحيها.
وفي رمضان توفي العالم الجليل الفرضي الحاسب محمد بن علي بن سلوم بن عيسى الوهيبي.
وفي آخرها خرج أمير منفوحة مشاري ، وكثرت في آخرها الحوادث وفي التي بعدها : فمن ذلك قوة السيول التي خربت في كل بلد بحسبها ، وأعظم ما علمناه من ذلك في بلد المجمعة.
وفيها الريح التي كسرت من النخيل ما كسرت.
ومنها الوباء التي وقع ، ومنه ما كان بمكة قبل قدوم الحاج ، وعظم الأمر فمات منهم خلق كثير ، قيل : إنه مات من أهل مكة ستة عشر ألف نفس ، وقيل : إنه لم يبق من الحاج الشامي إلّا قليل ، ومن أهل نجد نحو النصف ، ثم ارتفع الوباء منها على دخول ذي الحجة ، فلما كان يوم النحر حل الوباء والموت ثانيا ، فكان يموت الإنسان وهو يمشي ، وقيل : إن الحاج الشامي لما قدم المدينة بالليل راجعا من مكة وقع في الناس وقت

السحر الموت ، وحل بهم أمر عظيم ، فخرج أهل المدينة من البيوت بالنساء والأطفال ، وتضرعوا إلى الله في حرم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرفعه الله عنهم.
صم حل الوباء في البصرة والعراق ، ثم باقي القرى وبواديها من المنتفق وفرق الخزاعل وما حولها ، حتى انتهى إلى سوق النواشي ، فمات به ثلاثة آلاف نفس.
ومنها زيادة الفرات وفيضانه حتى خرب كثير من البلاد الذي يخترقها ويمر بها : وفيها استمر الرخاء على الناس ، ولله الحمد ، وله المنة والفضل.
وفي سنةألف ومايتين وسبع وأربعين : هذه السنة ينبغي تسمى سنة الحوادث لما وقع فيها وفي آخر التي قبلها منها ، فمن ذلك الوباء الذي فني بسببه خلائق لا يحصون في أماكن كثيرة ، وقد استمر واشتهر ، وقد عظم أمره في البصرة ونواحيها حتى لم يبق منهم إلّا القليل.
ومن ذلك الحمرة التي حدثت عند طلوع الفجر وعند غروب الشمس ، وأول ذلك لسبع بقين من صفر.
ومن ذلك القتام الذي يشبه الغيم في السماء دون الأرض ، وقد استمر فصارت الشمس ترتفع أول النهار ولم يسطع ضوءها ، ويدهب ضوءها آخر النهار قبل أن تغيب.
وفي اليوم الثامن عشر من ربيع الأول طلعت الشمس خضرا ، كأنها قطعة زجاج ، وأبصرها جميع الناس ، وصارت كذلك إلى آخر النهار.
ومن ذلك شدة الحر في صيفها وشدة البرد ، واستمراره في شتائها.
ومن ذلك كثرة هبوب الرياح إلى غير ذلك من الحوادث.
وفيها توفي الشاعر محمد بن حمد بن لعبون.
وفيها قتل داود باشا العراق عقيل آل محمد الثامر آل شبيب ، وأغار فيصل بن تركي على عربان الحجاز فصار الأمر عليه لا له.
وفي آخرها عزل سويد بن علي من إمارة بلدة جلاجل ، ولم يزل كساد الطعام بحاله ولله الحمد ، وبلغنا أيضا أخبار حوادث كثيرة في الآفاق الله أعلم بحقيقتها.
وفي سنةثمان وأربعين ومايتين وألف : اشتد البرد حتى ظهر أثره في سعف النخل خاصة ، وكثر فيها الجراد ، ولم يكن منه ضرر إلّا زرع الداخلة ، وكثر فيه وجود الحياة والأفاعي الناهشة.
وفي ليلة تاسع عشر جماد الثانية تناثرت النجوم آخر الليل ودامت إلى طلوع الشمس ، وأبصرها جميع الناس وانزعجوا لذلك.
وفي شعبان حصرت بلد الزبير وبها عبد الرزاق الزهير وأتباعه ، ولم يحج أحد من ناحية الشام تلك السنة.
وفي سنةتسع وأربعين ومايتين وألف : في آخر صفر قتل عبد الرزاق الزهير وأهل بيته ، واستولى على بلد الزبير محمد البرهيم الثاقب.
وفيها مناخ العمار قرب ... وفي آخرها مات علي بن بحثل أمير عسير واستخلف عائض بن مرعي.

وفيها قتل الإمام تركي بن عبد الله رحمه‌الله آخر يوم ذي الحجة وفيها غلي الطعام.
وفي سنةخمسين ومايتين وألف : قتل مشاري بعد قتله تركي بن عبد الله بأربعين يوما ، وبعد ذلك استقام الأمر لفيصل بن تركي.
وفيها كان اشتداد البرد واستمراره إلى السنة الحادية.
وفي سنةإحدى وخمسين ومايتين وألف : كان شدة الغلا وقلة المطر ، وبلغ سعر البرّ ستة أصواع وخمسة أصواع بالريال ، والتمر خمسة وعشرين وزنة بالريال. وأصاب الناس مجاعة وجلا كثير من أهل سدير إلى الزبير والبصرة.
وفيها ظفر نجم له ذنب طويل مع بنات نعش وقت طلوع الفجر.
وفيها أخذت الحدرة الذي مع محمد الدخيل ، وفيها أموال عديدة ، فلم يبق لها شردية.
وفي سنةاثنين وخمسين ومايتين وألف : استمر الاضطراب والخلل ووقع الجدري بالصبيان فيها وفي آخر التي قبلها.
وفيها ضعفت أحوال الناس جدا.
وفي رمضان منها قتل محمد الثاقب بن إبراهيم أمير بلد الزبير وكان من دهائه يسمى البلم ، لأن البلم يغرق غيره ويسلم.
وفي آخرها أقبل خالد بن سعود ومن معه ، فنهض فيصل بن تركي وجمع جنوده حتى نزل بين الخبرا والرس ، وقد نزل خالد بقومه الرس ، فلما كان يوم الجمعة لسبع بقين من ذي الحجة ارتحل فيصل من منزله ورجع وتفرق عنه قومه وأقبل خالد ونزل عنيزة ، فأقبلت إليه الوفود من كل ناحية.
وفي سنةثلاث وخمسين ومايتين وألف : في أولها وآخر التي قبلها كثر النبات من الكلا والمرعا فلله الحمد أولا وآخرا.
وفيها سار خالد بن سعود بعسكره حتى قدم الرياض لسبع خلون من صفر ، وقبل ذلك سار خالد بن سعود ومن معه لمحاربة أهل الفرع وهم أهل الحوطة والحريق والحلوة ، لأنهم لم يدخلوا في طاعته ولم يتمكن منهم ، فواقعهم منتصف الشهر المذكور ، فكسروه كسرة شنيعة ، واستولوا على خيامه ومدافعه وثقله وغير ذلك ، فانهزم عنه من معه من الأعراب ، وقيل : إنه مات من عسكره نحو ثلاثة آلاف وخمسماية ما بين قتل وهلاك ، فلما رجع امتنع أهل الخرج من طاعته ، وأقبل فيصل بن تركي من الأحسا بمن معه حتى قدم الخرج ثم سار إلى الرياض ، فتواقعوا بمنفوحة فانكسروا أهل الرياض ، فنزل عليها فيصل ثاني جماد الآخرة وحصرهم حصارا شديدا إلى ثاني عشر من شعبان ، ثم ارتحل ونزل منفوحة ولم يزل الحرب بينهما إلى أول ذا القعدة ، ثم اصطلحوا على يد الشريف عبد الله بن جبارة.
وفي أول رجب وصل علي باشا العراق محاربا لأهل المحمرة من بلاد كعب ، فاستولى عليها ونهبها ورتب فيها نابيا له ، فلما سار علي باشا عنها إلى بغداد رجع إليها أهلها ، فنزلوها وأزالوا نابيه وضبطوها وعمروها.
وفيها اشتد بالناس الفقر والفاقة وسار من سار منهم إلى البصرة ونواحيها.
وفي صفر قدم حمد السديري بمن معه إلى سدير فضبطه وتأمر فيه.
وفيها سار خرشد باشا من المدينة فوصل إلى عنيزة لعشر بقين من صفر ، فبعد نزوله بأيام حصر منافرة وجرت بينهم وقعة من غير قصد قتل فيها مقتلة من العسكر نحو تسعين ، ومن عنيزة نحو خمسون ، ثم تراجعوا على الكف وتركوا ما سبق وتبايعوا وأقام شد بمنزله إلى رجب ، ثم سار بعساكره ونزل الوشم ، ثم سار إلى الرياض ، فركب معه خالد بن سعود بأهل الرياض وقصدوا بلد الدلم ، وفيها فيصل بن تركي قد استعد للقتال بمن معه ، وجرا بينهم وقعات قتل ، قيل : قتل من العسكر نحو ثمان ماية ، ومن قوم فيصل نحو مايتين وهذه هي وقعة الخراب قتل فيها الشيخ حمد بن عيسى بن سرحان قاضي منفوحة ، وفيصل بن ناصر ، وعبد الله بن راشد ، وعبد العزيز بن سليمان الباهلي ، وعيسى بن عبد الله بن سرحان ، وذلك كله في شعبان ، ولم يزل أمر فيصل في انحطاط ، وآخر الأمر أنهم استولوا عليه وقهروه بسبب الخيانة من بعض قومه ، ثم سيروه إلى المدينة المنورة ثم إلى مصر.
وفيها توجه أحمد بن محمد السديري إلى الأحسا ، فضبطها وتوجه سعد المطيري إلى ناحية عمان.
وفيه شعبان سار علي باشا العراق بعساكره إلى بلاد الشام.
وهذه السنة كالسنين التي قبلها من الجوع وغلا الأسعار واضطراب الأحوال.
وفي سنةخمس وخمسين ومايتين وألف : نزل خورشيد باشا ثرمدا ، وأقام بها السنة كلها ، وسكنت الأمور ، إلّا أنه أشغل الناس ما يلحقهم من النفقات وتغلب إذا السباع البرية على أهل القرى ، والسباع البرية هم الأعراب الجفات.
وفيها كثر المطر والنبات ، ولم تكن الأسعار كما سبق ، بل كانت رخية ، ولله الحمد.
وفيها مات السلطان محمود في ربيع الأول وتسلطن بعده ولده عبد المجيد.
وفي سنةست وخمسين ومايتين وألف : سارت العساكر المصرية من نجد من ثرمدا والقصيم وارتحلوا شيئا فشيئا ، حتى ارتحل كبيرهم خورشيد باشا في ربيع الأول وبقي الأمر لخالد بن سعود.
وفي ذي القعدة عزل أحمد السديري عن إمارة سدير وعزل أكثر نوابه.
وفي رمضان حصر السلطان عكا وأخذها ممن هي بيده ، ولم يتبق لحربه إلّا أربع ساعات حتى أثخنهم ، ودخلها لعشر خلون من الشهر المذكور ، ثم توجه حزب السلطان إلى البلاد المصرية.
وكانت هذه السنة قليلة الأمطار والنبات رخيت الأسعار والأقوات ، والحمد لله.
وفي سنةسبع وخمسين ومايتين وألف : فيها استولوا نواب السلطان على الحرمين. وفيها توفي الشيخ عبد الرزاق بن سلوم بسوق النواشي.
وفي جماد الأول وقعة أهل القصيم وبن رشيد قتل فيها من قتل.
وفي تاسع شوال هدم قصر المجمعة.
وفي منتصف الاثنين ولي الأمير عبد الله بن ثنيان بلد الرياض وكان آخر هذه السنة خير من أولها.
وفي سنةتسع وخمسين ومايتين وألف : وهي سنة مباركة كثرت فيها الخيرات ، وتوالت فيها الأمطار والسيول ، وكثر فيها العشب والرخا.
وفي أول صفر طلع في الأفق الغربي عمود أبيض مستطيل من الأفق إلى وسط السما مثل المنارة في الراي ، يطلع قبيل العشا ويغيب أول الليل ، كالنجوم التي بقربه ، ولم يزل يضمحمل ضوءه شيئا فشيئا حتى ضعف وانقطع بآخر الشهر المذكور.
وفي أوله أيضا قدم فيصل بن تركي من مصر ، فنزل عنيزة ثم سار منها إلى العارض ، وحضر عبد الله بن ثنيان في قصر الرياض حتى ظفر به في ثاني عشر جمادي الأولى.
وفيها توفي الشيخ بن صعب سوق النواشي.
وفي هذه السنة احترق رئيس المنتفق عيسى بن محمد بن سعدون ، ثم تولى بعده أخوه بندر بن محمد السعدون.
وفي سنةستين ومايتين وألف : توجه الإمام فيصل إلى الأحسا وأطرافه وإلى القلعة المسماة الدمام ، فملكها وضبط تلك الناحية ورتبها.
وفيها انتصر بادية العجمان وأتباعهم على مطير وأخذوا منهم ما أخذوا.
ولثلاث بقين من آخر الحميم التالي وقع برد أصاب الزرع في تلك الثلاث فانتقص الزرع بسببه.
وفيها توفي التاجر المشهور ضاحي بن عون لخمس مضين من ربيع الأول ببلدة بنبج (بومبي) من أعمال الهند ، وكان ذا شهرة عند الناس ، لأنه نجدي الأصل.
وفي سنةإحدى وستين ومايتين وألف : فيها قتل رئيس مطير محمد بن فيصل الدويش ، وكان أول هذه السنة رخاء من كل جانب.
وفيها كثر الجراد ثم الدبا وأكل غالب الزرع في غالب البلدان فتحركت الأسعار بعده.
وفي ليلة الخميس النصف من جماد الأولى كسف القمر بعد المغرب ، وفي آخره طلع بالمشرق نجم له شعاع أمامه قدر ذراع ، فبقي أياما ثم اضمحل.
وفي هذه السنة كانت البوادي يعدو بعضها على بعض ويظلم بعضها بعض.
وفيها مغز الأفلاج قتل فيه برهيم بن عبد الله أمير حوطة بني تميم.
وفي خامس رمضان عدا عبيد بن علي بن رشيد على عنيزة وقتل منهم عدة رجال نحو ثلاثين منهم أميرهم عبد الله بن سليم وأخيه وابن عمهم.
وفي ذا القعدة كسف القمر آخر الليل ، وهي الليلة الثالثة عشر ، فاليعلم.
وفي سنةاثنين وستين ومايتين وألف : وهي سنة مباركة وقع في صيفها الجدري والسعال ومات بسببه كثير من الأطفال وكثرت الأمراض
والوبا في أكثر النواحي كالحرمين الشريفين وفي العراق والبصرة وأطرافها ، وفي أرض العجم ، وكذا في أيام الحج حتى هلك به من الحجاج من هلك بقدرة الله تعالى.
وفيها قتل فلاح بن حثلين في الأحسا بأمر من فيصل بن تركي.
وفي سنةثلاث وستين ومايتين وألف ، وفيها في ربيع الأول عزل عبد العزيز بن عياف عن إمارة بلدان سدير.
وفيها توفي عبد الله بن علي بن رشيد رئيس بادية شمرا وقرا جبل شمر ، وكان صارما مهيبا أرجف الأعراب بالغارات حتى خافه قريبهم وبعيدهم.
وفيها سار الشريف محمد بن عون من مكة بعساره إلى نجد حتى قدم عنيزة فأعطاه إمام المسلمين فيصل بن تركي ما أرضاه فرجع من حيث جاء.
وفي سنة أربع وستين ومايتين وألف : ولي إمارة قرايا سدير محمد بن أحمد السديري.
وفيها كثر النبات وعمت البركات في البلاد النجدية ، وفي رابع عشر ربيع الأول أمطرت السماء فجاء السيل الذي ضاقت به الأودية والشعاب ، وخرب البلدان ، وعم جميع بلدان نجد وغيرها.
وفي سنةخمس وستين ومايتين وألف : توجه الإمام فيصل بن تركي إلى بلد القصيم لما عتوا وطغوا وتمردوا بسبب ما أعطاهم الله من الدنيا ، فاجتمعت كلمتهم واجتمع شوكتهم في عنيزة. فلما نزل الإمام بينهم وبين المذنب أغار ابنه عبد الله على بادية من وراءهم فأمكنه الله
منهم ، فأذلهم وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وفيها من رؤساءهم قتلا أكثر من مائة وخمسين. وبعدها خرج الطائفتين من عنيزة إلى بريدة ، فدخل الإمام البلد بغير قتال ، فأقر أخاه جلوى فيها ، ثم رجع إلى وطنه.
وفيها توفي ناصر بن صالح نايب بيت المالي في قرايا سدير ، وولي بعده عبد الله بن سلامة.
وفي سنةست وستين ومايتين وألف : فيها توجه الإمام فيصل بمن معه إلى جهة القصيم ، فخرج أمير بريدة لما أقبل الإمام عليها. وقيل :
ذهابا لا إياب له إن شاء الله ، فقدمها الإمام فأقر أخاه عبد المحسن بن محمد أميرا مكان أخيه ، ثم رجع إلى بلده ، وهذا هو الثالث من مغازي القصيم ، وكانت هذه السنة رخية الأقوات قليلة السيل والنبات ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وفي آخرها عزل بن سلامة عن نيابة بنت المال.
وفيها مات رئيس قبيلة المنتفق بندر آل محمد السعدون.
وفي سنةسبع وستين ومايتين وألف : غز الإمام مغزاة الطويل المسمى سرمدا.
وفيها استمر الاختلاف بين آل شبيب وحصل الافتراق وانشقاق والقتال.
وفيها عجفت البهايم جدا حتى أنزل الله الغيث مستهل ربيع الثاني لأربع خلون من البلدة.
وفي سنةثمان وستين ومايتين وألف : عزل الشريف محمد بن عون وسار إلى السلطان.
وفيها وقعت القطيعة بين علوا وبريه ووقع بينهم قتال.
وفيها ركد أمر المنتفق ، وفيها توفي الشيخ عبد الله بن جبر قاضي منفوحة رحمه‌الله تعالى يوم الأضحى.
وبغنا خبر الخبرا قيل : إنها عين ظهرت برمل يبرين ، وقيل : إنها بثق ، وقيل : سحابة.
وفي سنةتسع وستين ومايتين وألف : في ليلة الجمعة الختمة من صفر وقع الجرف بالجبيلة على سعد السديري ، ومات هو وخمسة معه رحمهم‌الله ، وهذه السنة كثيرة الخيرات والأمطار رخية الأسعار دفينة الشتاء باردة الصيف ، ووقع بها الجدري والحصبة والسعلة ذات الصوت ، ومات من مات بأجله.
وفي العشر من رجب رجفت شيراز المعروفة ببلاد العجم ثلاثة أيام ، ووقع بسوق النواشي بعد العصر ظلمة شديدة ، وغابت عنهم الشمس ، وسمعوا عن شمالهم وجبة كصوت الريح الشديدة ، وبقي ذلك إلى وقت المغرب.
وقيل : إن زلزال شيراز هدم كثيرا من البيوت ومات بالهدم نحو ستة عشر أو سبعة عشر ألف نفس.
وفي ليلة النصف من شهر ذي القعدة طلع بأيمن الأفق الغربي نجم له شعاع ، ولم يبق إلّا أيام يسيرة نحو أسبوع حتى غاب.
وفي سنةسبعين ومايتين وألف : بحمد الله رخية الأسعار قليلة السيول والأمطار. وفي آخر أيام صفر توفي بمكة أبو بكر بن محمد الملا العالم الأحسائي الحنفي رحمه‌الله.
وفي أول أيام العقرب وقع برد نحو ثلاثة أيام ، فأصاب الزروع ما أصابها.
وفيها غرق في فارس مراكب كثيرة قيل : نحو ... ، وفي أثنائها أبطرت النعمة أهلها من أهل عنيزة ، ولم يتعظوا بما وقع عليهم من القتل الأول (ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧ ] ، فأظهروا المحاربة وأخرجوا أميرهم جلوي في شعبان ، وحشد عليهم من حشد ، ولم يصنعوا شيئا ، وبقو كذلك ثمانية أو تسعة أشهر ، ثم رحل عنهم بمصالحة فيها ما فيها ، وبقو كذلك على خبث بواطنهم وظواهرهم ، ولله الأمر من قبل ومن بعد ، ولم يحج من أهل نجد بسبب ذلك.
وفي سنةإحدى وسبعين ومايتين وألف : فيها نزل عسكر بغداد السوق مع منصور الراشد السعدون محاربا لأخيه ناصر ، وكان مع منصور من عسكر الترك نحو خمسة آلاف ، وبقي أخوه ومن معه محاربين له ، ولم يدركوا شيئا حتى مرج أمرهم وتمكن أمر العسكر.
وفيها هلك ، في بندر منيج (بومبي) نحو ألف وأربعمائة سفينة ، أكثرها خالي من الحمل لأهل البصرة والكويت نحو أربعين سفينة ، وذكروا أن ذلك في شدة الريح.
وفي سنةثلاث وسبعين ومايتين وألف : فيها توفي الشاعر المشهور عبد الله بن ربيعة بن وطبان في بلد الزبير.
وفيها أخذ عبد الله بن الإمام عنزة في الدهناء ، وأخذ عتيبة على شبيرمة.
وفيها توفي الشيخ عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبار بن شبانة في
بلدة المجمعة ، وكانت وفاته في الرابع عشر من شوال ، وقلنا في وفاته تاريخا له : تاريخها نار قتام.
وفيها حج الناس بالمجمعة. وقدم القاضي عبد العزيز بن صالح بن مرشد ليلة عبد النحر.
وفي سنةأربع وسبعين ومايتين وألف : ذهب الناس من أهل نجد من الحاضرة والبادية إلى الحج وفي آخرها وقع المرض في الحجاج بعد مرجعهم من مكة هلك من هلك بأجله وسلم من سلم إلى أجله ، ووقع المرض أيضا بالأحسا وببلد الرياض وما حوله ، قيل : إنه مات في تلك الأيام ما قدره سبعمائة نفس ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
وفي سنةخمس وسبعين ومايتين وألف : في صفر طلع بالأفق الشمالي نجم له ذيل ولم يزل يطول ذيله ويسطع ويتقدم ويرتفع نحو جهة القبلة ، ثم تضاعف واضمحل بعد النصف من ربيع الأول.
وفي هذه السنة اضطربت الأحوال وتكسرت الأسعار وقلت الأمطار ... وهزلت الدواب ، وذهب منها ما ذهب ، ومات بمكة من الحاج من حضر أجله.
وفي سنةست وسبعين ومايتين وألف : اشتد الغلا في جميع الأشيا من الطعام والمواشي وغيرهما ، وعسر الأمر على الفلاحين ومن كان يعمل لهم بأجرته ، ووقع في السؤال كثير بخلاف العادات المتقدمة حتى أنزل الله الغيث وتتابعت الأمطار ونبتت الأرض وسمنت المواشي ، ثم ارتفعت أسعار الطعام شيئا فشيئا.
وفي رمضان كانت وقعة الأمير عبد الله بن فيصل على ملح ، وأخذ العجمان عن آخرهم.
وفي آخر ذا الحجة ظهر نجم له شعاع ثلاثة أيام ثم اضمحل.
وفي سنةسبع وسبعين ومايتين وألف أنزل الله الغيث واشتد الحال بالحضر وأكلوا الشرى والخباز ، ووصل العيش ثلاثة أصواع بالريال ، والتمر عشر وزان بالريال ، وفي جماد الأول أخذت الحدرة مع بن صالح يم أرض الجهرا أخذوهم عرب المنتفق.
وفي ثالث وعشرين منه توفي والدي مؤلف هذا التاريخ محمد بن عمر الفاخري في حرمه رحمه‌الله. وإني سأحذوا حذوه في إكمال هذا التاريخ بجميع الحوادث في السنين الآتية إنشاء الله.
ففي شعبان من هذه السنة وقع وباء في بلد الرياض ومات منهم خلق كثير ممن قرب أجله ، منهم الشيخ حسين بن علي ، والشيخ عبد الرحمن بن بشر.
وفي السابع عشر من رمضان أخذ عبد الله الفيصل العجمان وعرب المنتفق سبعة أسلاف في الجهر القرية المعروفة قرب الكويت ، وقتل منهم من قتل ، وهذه هي الأخذة الثانية.
وفي سابع شوال أخذ بن شعبان من بريه يم نفوذ الزلفي.
وفي الثالث عشر منه ذبح عبد العزيز آل محمد وأولاده ومعهم تسعة رجال وأخذ بريدة وأمر عبد الرحمن بن برهيم في القصيم.
وفي يوم الحجة أخذ عبد الله بن فيصل عتيبة يم الدوادمي وواسط ، وفي شوال مات الشيخ عبد الرحمن بن حمد الثميري.
وفي ثلاثة عشر من الحجة ظهر نجم له ذيل وصل إلى المجرة وهو تحت الجدي ، فما زال يسير ويرتفع ويضمحل حتى علا بنات نعش ، ويسير سيرهن إلى خامس من المحرم.
وفي سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف في خامس من صفر حصل ريح شديدة كسرت في سبقر؟؟؟ خمسة وثمانين نخلة. وفي حرمه ماية وعشر ، وسال في الوشم بعض قراياه خريف.
وفيها مات السلطان عبد المجيد ، وتولى أخيه عبد العزيز بعده.
وفيها سطوة أهل عنيزة في بريدة ، وراحوا مذلولين مخذولين ، واستمر الحرب بين أهل عنيزة وأهل بريدة.
وفي سنة تسع وسبعين ومايتين وألف : المحرم أخذ عبد الله بن فيصل حرب يم بقيعا وقتل معهم خلق كثير.
وفيها أخذ عبد الله بن فيصل عربان عتيبة على الرشاوية.
وفيها استعمل الإمام فيصل محمد بن أحمد السديري أميرا في بريدة وعلى جميع بلدان القصيم.
وفيها توفي سعيد باشا بن محمد علي والي مصر ، وأقيم بعده إسماعيل باشا بن إبراهيم باشا.
وفي سنةثمانين ومايتي وألف منها : رجع الإمام فيصل محمد السديري إلى الأحسا أميرا. لأن أهل الأحسا طلبوا من الإمام أن يرجع إليهم أميرهم واستعمل مكانه في بريدة سليمان الرشيد.
وفيها توفي صالح بن راشد وكيل بيت مال الأحسا ، وجعل مكانه فهد بن علي بن مغيصيب.
وفيها توفي تركي بن حميد من شيوخ عنيبة.
وفيها أيضا عزل سليمان الرشيد عن إمارة بريدة لكثرة الشكايات عليه ، وولى الإمام فيصل مكانه مهنا الصالح أبا الخيل.
وفي سنةإحدا وثمانين ومايتين وألف : فيها توفي الشيخ برهيم بن عيسى قاضي بلدان الوشم ، وتوفي عبد الرحمن بن عبيد إمام جامع بلد جلاجل.
وفيها وقعة عبد الله الفيصل على النعيم وآل مرة قرب الأحسا ، وفي طريقه صادف ركب من العجمان فأخذهم وقتلهم.
وفي آخرها حدث وباء العقاص في الحاج ، ومات منهم خلق كثير ممن قرب أجله.
وفي سنةاثنتان وثمانون ومايتين وألف : اشتد فيها الغلا على الناس واستمر إلى منتصفها.
وفيها توفي الإمام العادل فيصل بن تركي بن عبد الله بن سعود نهار واحد وعشرون من شهر رجب رحمه‌الله تعالى ، وعهد إلى ابنه عبد الله.
وفي آخرها أخذ عبد الله الفيصل الظفير يم واجهة السوق.
وفيها بنا عبد الله آل فيصل قصره الجديد المعروف في بلد الرياض.
وفي سنةثلاث وثمانين ومايتين وألف : فيها توفي طلال بن عبد الله بن رشيد ، أصابه خلل في عقله ، فقتل نفسه وتولى بعده أخاه متعب بن عبد الله بن علي بن رشيد على إمارة الجبل.
وفيها حصل الشقاق بين سعود بن فيصل وبين أخوه عبد الله بن الفيصل ، وذهب إلى عائض بن مرعي أمير بلدان عسير يطلبه النصرة على أخيه ، فلم يلتفت له. ثم توجه سعود إلى نجران منتصرا بالسيد أمير نجران ، فأمده أمير نجران بمال كثير وأرسل معه اثنين من أولاده وخلقا كثير من جنده مع من تبعهم من آل مره. ولما استخبر عبد الله في جمع جنوده من الرياض وسيرهم محمد الفيصل ، فالتقى الجمعان في المعتلا مع أخوه ، وحصل بينهم وقعة عظيمة وكانت الهزيمة على سعود ومن معه وانصاب سعود بعدة جراحات.
وفي سنةأربع وثمانين ومايتين وألف : حرقت فيها بيوت العجمان الذي في الرقيقه في الأحسا.
وفيها توفي الشاعر المشهور محمد بن عبد الله القاضي في بلد عنيزة.
وفي سنةخمس وثمانين ومايتين وألف : فيها توفي الشيخ سعود بن عطية قاضي بلد القويعية.
وفيها توفي الشيخ أحمد بن علي بن حسين بن مشرف الأحساءي.
وفيها توفي الشيخ عبد الرحمن حسن بن الشيخ محمد رحمهم‌الله.
وفيها قتل متعب بن عبد الله بن رشيد ، قتله أولاد أخيه طلال ، وتولى الإمارة بعده بندر بن طلال.
وفيها توفي أمير عنيزة عبد الله اليحيى بن سليم ، وتولى الإمارة بعده زامل العبد الله بن سليم.
وفي سنةست وثمانين ومايتين وألف : فيها توفي قاضي الرياض عبد الرحمن بن عدوان رحمه‌الله.
وفيها فار بندر بن طلال أمير الجبل على الصعران من بريه وهم على الشوكي ، فأخذهم وقتل رأيسهم هذال بن بصيص.
وفيها أخذ الإمام عبد الله فيصل الصحبة من مطير على الوفرا.
وفي سنةسبع وثمانين ومايتين وألف : فيها توفي الشيخ عبد الرحمن بن شبرمة رحمه‌الله.
وفيها وقعة جوده بين سعود بن فيصل وبين أخيه محمد بن فيصل ، حصل بينهم قتال وصارت الهزيمة على محمد بن فيصل لخيانة بعض من معه من سبيع ، ومن مشاهير القتلى في هذه الوقعة عبد الله بن بتال المطيري ، ومجاهد بن محمد بن أمير الزلفي ، وإبراهيم بن سويد أمير بلد جلاجل ، وعبد الله بن مشاري بن ماضي ، وأمير ضرما عبد الله بن عبد الرحمن ، وأسر محمد بن فيصل وأرسل إلى القطيف وحبس هناك ، وبعدها سار سعود بجنوده إلى الأحسا واستولى عليها.
وفيها وقع الغلا الشديد والقحط في نجد واستمر إلى آخر السنة التي عدها.
وفي سنةست وثمانين ومايتين وألف : فيها خرج سعود بن فيصل بجنوده من الأحسا قاصدا بلد الرياض. ولما سمع الإمام عبد الله بن فيصل بذلك خرج من الرياض فدخله سعود ومعه خلايق من العجمان ، فعاثوا فب البلد ونهبوا بلد الجبيلة ، وقتلوا جماعة من أهلها وقطعوا نخيلة وأخربوها.
وفيها اشتد القحط والغلا وأكلت الجيف ومات خلق كثير من الجوع ، ثم إن سعود بن فيصل لما استقر في الرياض كتب إلى رؤوساء البلدان وأمرهم بالقدوم عليه للمبايعة ، فقدموا عليه وبايعوه وأمرهم بالتجهيز للغزو ، فلما كان في ربيع الأول خرج من الرياض غازيا ومعه خلايق كثير ، وقصد أخاه عبد الله بن فيصل ، وكان عبد الله بن فيصل مع قحطان ، وهم إذ ذاك على البره وصار بينهم قتال شديد وصارت الهزيمة على عبد الله بن فيصل ومن معه من قحطان وغيرهم.
انتهى تاريخ محمد بن عبد الله الفاخري
***

 

 

 

 

 

 

التوقيع

ناصر بن عبدالرحمن آل ساقان بن خلف آل مانع آل عمارالدوسري

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأعمدة الخمسة من مؤرخي السعودية ساقان الدواسر :: القسم الـتاريخــي الــعام :: 0 04-03-2017 12:12 AM
تعاون الدولتين العثمانية والصفوية ضد مملكة المنتفق وحكامها أسرة السعدون الأشراف عام 1698م عبدالله السعدون :: القسم الـتاريخــي الــعام :: 5 28-04-2013 09:34 AM
التغطية المصورة لحفل جائزة الشيخ مران بن متعب بن قويد للابداع العلمي بــ دورتها الثانية الإداره :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: 15 28-09-2012 04:38 PM
عاجل الخدمه المدنيه ولد الرياض& :: قسم السياســة والإقتصاد والأخبار :: 3 17-03-2011 09:13 PM
التغطية المصوّرة للحفل المقام بالبديع دعماً لقضية سعود بن عبدالله بن سعود بن شويرب الصخابرة . الإداره :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: 22 27-10-2010 10:30 AM

 


الساعة الآن 02:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---