21-12-2010, 04:42 PM | #1 | ||
|
موقف المسلم من ولاة الأمر
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ومن يهده الله فلا مضل له ومن ضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد ,,, فإن موضوع (( موقف المسلم من ولاة الأمر )) محل أهتمام المسلم الذي يريد لقاء الله عز وجل على العقيدة الصحيحه التي كان عليها سلفنا الصالح رضي الله عنهم , وذلك أن من تأمل التاريخ علم أن أكثر المصائب التي تصيب المسلمين إنما هي نتيجة التفريط فيما قرره الشرع المطهر في هذا الباب الخطيـــر . والشرع الحكيم اعتنى بهذا الأمر اعتناء بالغا , وجعل للإمام - ولي الأمر - حقوقا ورد التنصيص عليها في القرآن الكريم والسنة الصحيحه , وذلك ليعلم المسلم اللبيب أن هذه الحقوق في غاية الأهمية , ولا يسمح بالتقصير فيها , فعلى المسلم الأمتثال والإذعان لما يأمرون به من المعروف وما ينهون عنه من المنكر طلبا لرضى الله سبحانه وتعالى وامتثالا لأوامره . وماذكر من وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور أبرارا كانوا أم فجارا مادام أنه لم يُرَ منهم كفرا بواحا يخرجهم عن الإسلام هو مذهب أهل السنة والجماعة استنادا للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة , كقوله سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا (59) النساء 59 . قال الحافظ ابن كثيـــر رحمه الله : في تفسير هذه الآية : ( فهذه أوامر بطاعة العلماء والأمراء ولهذا قال تعالى : أَطِيعُوا اللَّهَ اي : اتبعوا كتابه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ أي : خذوا بسنته وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ أي : فيما أمروكم به من طاعة الله لا في معصية الله , فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله ) . تفسير اين كثير . والدليل على أن السمع في طاعة الله لا في المعصية ماورد , عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة )) رواه البخاري 7144 وسلم 1839 . قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : [ طاعة الله ورسوله واجبة على كــــل أحد ؛ وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره على الله . ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم ؛ وإن منعوه عصاهم ؛ فما له في الآخرة من خلاق , ولقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قــــال : (( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ؛ ولهم عذاب أليم , رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل , ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لآخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غير ذلك , ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفى , وإن لم يعطه منا لم يفِ )) مجمع الفتاوي 35/16 والحديث رواه البخاري 6786 ومسلم 310 ] أخي المسلم أختي المسلمة لقد جاءت السنة بتأكيد ما أمر الله به من طاعة ولي االأمر حيث ورد الأمر بوجوب السمع والطاعة لولاة الأمور في غير معصية وتحريم الخروج عليهم وإن جاروا وظلموا , في أحاديث كثيـــرة , فمن ذلك : عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال سأل سلمة ابن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يانبي الله ارأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اسمعوا واطيعوا فإنما عليهم ماحملوا وعليكم ماحملتم )) رواه مسلم 4889 وعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع اميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني )) رواه البخاري 6718 ومسلم 4852 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عميه يغضب لعصبية أو يدعوا لعصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهليه , ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي عهد عهده فليس مني ولست منه )) رواه مسلم 1848 وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج عن السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهليه )) مسلم 1849 وعن عرفجة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إنها ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف كائنا من كان )) رواه مسلم وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من أكرم سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة , ومن اهان سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أهانه الله يوم القيامة )) رواه أحمد وحسنه الألباني في الصحيحة 2297 وعن عياض ابن غنم رضي الله عنه قال هشام ابن حكيم الم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانيه وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه )) رواه ابن ابي عاصم في السنه وصححه الألباني 1096 أخي المسلم أختي المسلمه إن السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين أصل من أصول العقيدة السلفية , قل أن يخلو كتاب فيها من تقريره وشرحه وبيانه , وما ذلك إلا لبالغ أهميته وعظيم شأنه , إذ بالسمع والطاعة لهم تنتظم مصالح الدين والدنيا معا , وبالافتيات عليهم قولا أو فعلا فساد في الدين والدنيا . ولقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يولون هذا الأمر أهتماما خاصا , لاسيما عند ظهور بوادر الفتنة , نظرا لما يترتب على الجهل به أو أغفاله من الفساد العريض في العباد والبلاد , والعدول عن سبيل الهدى والرشاد . فمما جاء عن الصحابة في ذلك ماورد عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما جاء إلى عبدالله بن مطيع لما خريج يزيد بن معاويه في زمن الحرة متنكرا عليه خروجه على طاعة الخليفة فلما جاءه قال عبدالله بن مطيع : اطرحوا لأبي عبدالرحمن وساده . فقال : إني لم آتيك لأجلس , أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولاحجة له , ومن مات وليس في عنقة بيعه مات ميتة جاهلية )) رواه مسلم 4899 وأما الأئمة من بعدهم فقد نقل عنهم الكثير في هذا الباب أخذا بالأدلة السابقة وعملا بها , فمن ذلك ماقاله التابعي الجليل الإمام الحسن البصري رحمه الله في الأمراء : ( هم يلون من أمورنا خمسا : الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود , والله لايستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا وظلموا , والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون , مع ان طاعتهم والله لغبطة , وأن فرقتهم لكفر ) آداب الحسن البصري لابن الجوزي 121 وجامع العلوم والحكم 2/117 , وقد علم بالضرورة من دين الإسلام أنه لادين إلا بجماعة , ولا جماعة إلا بإمامة , ولا إمامة إلا بسمع وطاعة . ومن أكثر من روي عنه في ذلك الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى حيث حصل في زمانه امتحان الخلفاء للناس بالقول بخلق القرآن , فامتنع الإمام أحمد من اجابتهم , وأبى أن يقول ما أرادوا من القول بخلق القرآن وعارضهم في ذلك مبينا أن هذا القول مخالف لعقيدة اهل السنة والجماعة , وتمسك بما يعتقده اهل السنة والجماعة من أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ؛ ومع ذلك كان ملتزما لهم بالطاعة معترفا لهم بالولاية ويحث الناس على السمع والطاعة لهم في المعروف , وربما دعا لهم , كما ذكره الحافظ ابن كثيـــر رحمه الله أنه قال : ( إني لأرى طاعة أمير المؤمنين في السر والعلانية وفي عسري ويسري , ومنشطي ومكرهي وأثره علي وإني لأدعوا له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار ) انظر البدايه والنهايه 10/337 . قال الإمام ابن مفلح رحمه الله : ( قال حنبل : اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبدالله ( أي الإمام احمد ابن حنبل رحمه الله في زمان الفتنه ) وقالوا له : إن الأمر قد تفاقم وفشا يعنون إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك لايرضى بإمرته ولا بسلطانه فناظرهم في ذلك وقال عليكم الإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم , وانظروا في عاقبة أمركم , واصبروا حتى يستريح بَرٌ أو يستراح من فاجر وقال ليس هذا صواب , هذا خلاف الإيثار ) الآداب الشرعية 1/221 رواه الخلال في السنة 133 وقال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله : قــد يدفع الله بالسطان معضلة ............. عن ديننا رحمة منه ورضوانا لــــولا لأئمــة لــم تــــأمــــن لــنــا سبل ............. وكــان اضــعـفـنـا نـهـبـا لأقـوانـا وقال الإمام ابو محمد البريهاري رحمه الله : ( إذا رأيت رجلا يعدل على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا رأيت رجلا يدعو للسلطان بالصلاح فأعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله ) شرح السنة للبريهاري 117 وقال الإمام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله : ( ولانرى الخروج عن ائمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ... وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ) العقيدة الطحاوية 24 وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : ( يقال : ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان والتجربة تبين ذلك . ولهذا كان السلف - كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما - يقولون : لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله رضى لكم ثلاثا : أن تعبدوه ولاتشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاة الله أمركم )) رواه مسلم -مجموع الفتاوي 28/391 . ) يشير شيخ الإسلام إلى القولة المشهورة عن الفضيل ابن عياض رحمه الله : ( لو كانت لي دعوة مستجابة ماجعلتها إلا في السلطان , قيل له يا أبا علي فسر لنا هذا , قال : إذا جعلتها في نفسي لم تعدني , وإذا جعلتها في السلطان صلح , فصلح بصلاحه العباد والبلاد ) شرح السنة للبرهاري ص 11 . وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : ( المشهور من مذهب اهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم , كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحه المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنه أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنه , فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما , ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ماهو أعظم من الفساد الذي أزالته ) منهاج السنة النبوية 3/390 وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله : في شرح حديث (( الدين النصيحه )) ؛ ( وأما النصيحة لأئمة المسلمين ؛ فحب صلاحهم ورشدهم وعدلم , حب أجتماع الأمة عليهم , وكراهة افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله - عز وجل - إلى أن قال رحمه الله والبغض لمن رأى الخروج عليهم , حب إعزازهم في طاعة الله - عز وجل - والنصيحة لأئمة المسلمين : معاونتهم على الحق , وطاعتهم فيـــه , وتذكرهم بـــه , وتنبيههم في رفق ولطف , ومجانبة الوثوب عليهم . والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك ) جامع العلوم والحكم 1/221 وقال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله : ( أما سب الأمراء على المنابر فليس من العلاج , والعلاج الدعاء لهم بالهدايه والتوفيق وصلاح النية وصلاح البطانه هذا هو العلاج لأن سبهم لا يزيدهم خيرا , سبهم ليس من المصلحة , سبهم ولعنهم ليس من الإسلام ) الأجوبة المفيده عن اسألة المناهج الجديدة الحاشية رقم 207 وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : ( فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان , وان لا يتخذ من اخطاء السلطان سبيلا لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الامور ؛ فهذا عين المفسدة , وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس , كما أن ملء القلوب على ولاة الأمور يحدث الشــــر والفتنة والفوضى , وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء , وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها ) . نقلا عن رسالة حقوق الراعي والرعية وجموع خطب الشيخ ابن عثيمين
|
||
|
21-12-2010, 06:06 PM | #2 | ||
|
رد: موقف المسلم من ولاة الأمر
|
||
|
21-12-2010, 06:18 PM | #3 | ||
|
رد: موقف المسلم من ولاة الأمر
جزاك الله خير الجزاء اخوي بوراجس المشاويه وبارك الله فيك
|
||
|
21-12-2010, 06:21 PM | #4 | ||
|
رد: موقف المسلم من ولاة الأمر
ابو راجس
|
||
|
21-12-2010, 10:11 PM | #5 | ||
|
رد: موقف المسلم من ولاة الأمر
بارك الله فيك أبو راجس .
|
||
|
22-12-2010, 04:30 PM | #8 | ||
|
رد: موقف المسلم من ولاة الأمر
اقتباس:المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوشافي الدوسري
|
||
|
23-12-2010, 08:48 PM | #9 | ||
|
رد: موقف المسلم من ولاة الأمر
جزااااااااااااااااااااك الله خير الجزااااااااااااء
|
||
|
05-01-2011, 03:46 PM | #12 | ||
|
رد: موقف المسلم من ولاة الأمر
جزاك الله كل خير ، ونفع بموضوعك ، ورزقك العلم النافع في دينك ودنياك ,,
|
||
|
05-01-2011, 03:54 PM | #13 | ||
|
رد: موقف المسلم من ولاة الأمر
ابو راجس الله لا يهينك والله يعطيك العافيه
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||